كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 1)

(بني عامرِ إنْ يركبِ الشَعْب منكم ... لذِمَّتِنا نركبْ له بشُعوبِ)
وسمعت أبا العباس يقول: الشعب: الأب الكبير الذي ينتمون إليه، والقبيلة دون الشعب، والفصيلة دون القبيلة. قال الله عز وجل: {وفصيلَتِهِ التي ثُؤْوِيهِ} (51) .
384 - وقولهم: قد بَيَّتَ [فلانٌ] هذا الكلامَ
(52)
قال أبو بكر: فيه قولان، قال أبو عبيدة (53) : معناه: قد قدّره ليلاً. واحتج (54) بقول الله عز وجل: {إذ يبيِّتون ما لا يَرضَى من القولِ} (55) فمعناه: إذا يقدِّرون. كقول الشاعر (56) :
(أَتَوني فلم أرضَ ما بيَّتوا ... وكانوا أَتَوْني بشيء نُكُرْ)
(لأُنكِحَ أَيِّمَهُم مُنذِراً ... وهل يُنْكِحُ العبدَ حرٌّ لِحُرْ)
/ وأنشد أبو عبيدة (57) للنمر بن تولب (58) : (172 / أ 551)
(هَبَّتْ لتعذُلني من الليلِ اسمعي ... سَفَهٌ تَبَيّتُكِ الملامةَ فاهجعي)
وقال الله عز وجل: {فجاءَها بأسُنا بياتاً أو هم قائلون} (59) ، فمعنى بياتاً: ليلاً.
وحكى الهيثم بن عدي الطائي (60) : أن معنى بيَّت القول: غيَّره وبدّله.
__________
(51) المعارج 13.
(52) اللسان والتاج. (بيت) وفي ك: هذا القول.
(53) مجاز القرآن 1 / 132.
(54) لم يذكر أبو عبيدة هذه الآية وإنما ذكر الآية 81 من النساء وهي: " بَيَّتَ طائفةٌ منهم غيرَ الذي تقولُ. ".
(55) النساء 108.
(56) عبيدة بن همام أحد بني العدوية، كما في مجاز القرآن 1 / 133. والأسود بن يعفر في اللسان والتاج (نكر) . وينظر: ديوان الأسود بن يعفر 67.
(57) مجاز القرآن 1 / 133.
(58) ديوانه 71.
(59) الأعراف 4.
(60) من رواة الأخبار، ت 206 هـ. (الأنباه: 3 / 365، ميزان الاعتدال 4 / 324) .

الصفحة 443