كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 1)

ويقال للخمر: معين، قال الله عز وجل: {يُطافُ عليهم بكأسٍ من مَعينٍ} (52) فمعناه: من خمر. وقال الشاعر (53) :
(أتنزلُ بالفلاةِ وكانَ كسرى ... يحُلُّ النخلَ والماءَ المَعِينا)
أراد بالمعين: الظاهر.
وقال الفراء (54) : في المعين وجهان: يجوز أن يكون وزنه: فعيلاً، من الماعون، ويجوز أن يكون وزنه: مفعولاً، من العيون.
وقال أبو العباس: يقال: ما لفلان مَعْنَةٌ ولا سَعْنَةٌ (55) ، أي: مالَهُ شيءٌ وقال (56) : المعن في كلام العرب: الشيء الحقير اليسير. وأنشد: (593)
(فإنّ هلاكَ ما لكَ غَيْرُ مَعْنِ) (57)
أراد (58) : غير يسير.
438 - وقولهم: قد استُعمل فلانٌ على الجوالي
(59)
قال أبو بكر: معناه: على أهل الذمة. وإنما قيل لهم: جوالي، لأنهم جلوا عن مواضعهم، يقال: جلا فلان عن منزله يجلو جَلاء، هذه لغة أهل الحجاز، وبها نزل القرآن. قال الله جل اسمه: {ولولا أَنْ كتب الله عليهم / (189 / أ} الجلاءَ لعذَّبهم في الدنيا) (60)
وقيس وتميم يقولون: قد جَلّ الرجل عن بلدته يَجُلُّ جَلاً، وجُلُولاً. والجَلا (61) : انحسار الشعر عن مقدم الرأس.
__________
(52) الصافات 45.
(53) لم أقف عليه.
(54) معاني القرآن 2 / 237، في شرحه للآية 50 من المؤمنين.
(55) أمثال أبي عكرمة 113، الاتباع والمزاوجة 67.
(56) مجالس ثعلب 251.
(57) للنمر بن تولب. شعره: 118 وصدره: ولا ضيّعْتُهُ فالأم فيه.
(58) ل: أي. وفي ك: أي غير حقير ويسير.
(59) اللسان (جلا) .
(60) الحشر 3. (61، 62) المقصور والممدود للقالي 55.

الصفحة 482