كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 1)

فالعَيْمَةُ: شدة شهوة اللبن، وألا يصبر الإنسان عنه ساعة، يقال: عام إلى اللبن يعيم، ويَعام، عَيْماً، وما أشدَّ عيمته. قال الحطيئة (78) :
(سَقَوا جارَكَ العيمانَ لمّا تَرَكْتَهُ ... وقَلَّصَ عن بَرْدِ الشرابِ مشافِرُه)
/ والغَيْمَةُ: أن يكون الإنسان شديد العطش، كثير الاستسقاء للماء. (190 / أ) يقال: غام يغيم غَيْماً. قال الشاعر (79) يذكر حُمراً (80) :
(فظلَّتْ صوادِيَ خُزْرَ العيونِ ... إلى الشمسِ من رَهْبَةٍ أنْ تَغيما)
يقول: هي ترقب الشمس خوفاً أن يشتدَّ عطشها، فهي ترقب الشمس حتى تغيب، فترد الماء. (596)
والأَيْمَةُ: طول التَّعَزُّبِ. من قولهم (81) : رجل أَيِّم: إذا كان لا زوجة له وامرأة [أَيِّم و] أَيِّمة: إذا كانت لا زوج لها..
والقَرَمُ: شدة شهوة اللحم. والكَزَمُ: شدة الأكل، من قولهم: [قد كَزَمَ الرجل الشيء يكزمه كَزماً.
ويقال: الكزم: البخل، من قولهم:] رجل أكزم البنان، أي: قصيرها، كما يقال للبخيل الممسك: قصيرُ البنانِ، وجَعْدُ الكَفِّ.
ويقال: هو قَرِم إلى اللحم، وعيمان إلى اللبن، وعطشان وظمآن إلى الشراب (82) ، وجائع إلى الخبز، وقَطِمٌ إلى النكاح. قال الشاعر يذكر ناقة:
(وجناءَ ذِعْلبةٍ مُذّكَّرةٍ ... زَيَّافةٍ بالرَّحلِ كالقَطْمِ) (83)
أراد: كالقَطِمِ، فسكّن الطاء.
__________
(78) ديوانه 184.
(79) ربيعة بن مقروم، شعره: 40.
(80) ف: حميراً.
(81) شرح الفصيح لابن درستويه 1 / 409.
(82) ك: الماء.
(83) الفاخر 135 بلا عزو. والذعلبة: الناقة السريعة. والزيافة: المختالة.

الصفحة 485