كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 1)

24 - وقولهم: قد ثوّبَ الرجلُ
(87)
قال أبو بكر: معناه: قد عاد إلى الدعاء والإعلام بالأذان. والتثويب معناه أن تقول: الصلاةُ خيرٌ من النوم. وإنما سُمي تثويباً، لأنه دعاء إلى الصلاة ثانياً. وذلك أنه لما قال: حيّ على الصلاة حي على الفلاح، كان هذا دعاء إلى الصلاة، ثم عاد (88) إلى ذلك فقال: الصلاة خير من النوم..
والتثويب عند العرب معناه: العودة (89) /. يقال: قد ثابت إليّ مالي: أي: (21 / أ) عاد إليّ، ويقال قد ثاب إلى المريض جسمه، أي: عاد إليه.
ويكون التثويب: الجزاء. من ذلك قول الله عز وجل: {هل ثُوِّبَ الكفارُ ما كانوا يفعلون} (90) ، معناه: هل جُزِيَ الكفار في فعلهم وعملهم ما فعلوا. قال الشاعر (91) :
(ألا أَبِلغْ أبا حنشٍ رسولاً ... فمالَكَ لا تجيءُ إلى الثوابِ) (144) معناه: إلى الجزاء.
25 - وقولهم في ابتداء الصلاة: سبحانَكَ اللهم وبحمدِكَ
(92)
قال أبو بكر: معنى (93) سبحانك: تنزيهاً لك يا ربنا من الأولاد والصاحبة والشركاء، أي: نزهناك. من ذلك قول الأعشى (94) يمدح عامراً ويهجو علقمة:
(أقولُ لمّا جاءني فَخْرُهُ ... سبحانَ من علقمةَ الفاخِرِ)
أراد: تنزهاً من فخر علقمة (95) .
__________
(87) غريب الحديث لابن قتيبة 1 / 26.
(88) من ف، ق، ل. وفي الأصل: دعا.
(89) ك، ر: العود.
(90) المطففين 36.
(91) سلمة بن الحارث أو معدي كرب أخو شرحبيل النقائض: 455، وشرح المفضليات: 431.
(92) من حديث شريف في افتتاح الصلاة (سنن ابن ماجة 264، 265) .
(93) ك: معنى قولهم.
(94) ديوانه 106.
(95) [ف: تنزيها لله] .

الصفحة 49