كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 1)

450 - وقولهم: وَيْلٌ للشَّجِيْ من الخَلِيِّ
(123)
قال أبو بكر: معناه: ويل للمهموم من الفارغ. والشجي: الذي كأن في حقله شَجاً من الهم. والشجا: الغَصَص. يقال: قد شجي الرجل يشجى (602) شجا: إذا غصّ. قال صريع سلمى (124) :
(إني أرى الموت [مما] قد شجيتُ به ... إنْ دامَ ما بي وربِّ البيتِ قد أفِدا)
وقال أكثر أهل اللغة: ويل للشجي من الخليِّ، بتخفيف الياء من الشجي، وتثقيلها من الخلي. وكذلك أخبرنا أبو العباس في الفصيح (125) .
ويحكى عن الأصمعي أنه حكى: ويل للشجيِّ من الخليِّ، بتثقيل الياء فيهما جميعاً. قال الشاعر (126) :
(ويلُ الشجيِّ من الخَليِّ فإنّه ... نَصِبُ الفؤادِ بحزنِهِ مهمومُ)
451 - وقولهم: شَتّانَ ما بينَ الرجلين
(127)
قال أبو بكر: معناه: مختلف ما بينهما. وفيه ثلاثة أوجه: يقال: شتانَ أخوك وأبوك، وشتانَ ما أخوك وأبوك، وشتان ما بين / أخيك وأبيك. (192 / ب)
فمن قال: شتان أخوك وأبوك، رفع الأخ بشتان، ونسق الأب على الأخ، وفتح النون من شتان، لاجتماع الساكنين، وشبهها بالأدوات.
ومن قال: شتان ما أخوك وأبوك، رفع الأخ بشتان، ونسق الأب عليه، وجعل (ما) صلة. ويجوز في هذا الوجه كسر النون من (شتان) ، على أنه تثنية: شَتٍّ. والشتّ في كلام العرب: المتفرق، وتثنيته: شتان، وجمعه: أشتات. قال الله عز وجل: {يومئذ يصدرُ الناسُ أشتاتاً ليروا أعمالَهم} (128) معناه: يرجع الناس متفرقين مختلفين. وواحد الأشتات: شت.
__________
(123) الفاخر 248، جمهرة الأمثال 2 / 338. ونقل البكري في فصل المقال 395 أقوال أبي بكر ولم يعزها.
(124) لم أقف عليه.
(125) ص 80.
(126) أبو الأسود الدؤلي. ديوانه 166.
(127) شرح المفصل 4 / 36 - 38، شرح الرضي على الكافية 2 / 74.
(128) الزلزلة 6

الصفحة 491