كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 1)

الألقُ: استمرار لسان الرجل بالكذب، واستمراره في السير. يقال: وَلَقَ يلق ولقاً. وقرأت عائشة (182) : {إذْ تَلِقُونَهُ بألسنتِكم} (183) ، بفتح التاء وكسر اللام، (612) على معنى: إذ تستمر ألسنتكم بالخوض في ذلك، والكذب فيه.
ومَنْ (184) قرأ: {إذ تَلَقَّوْنَه بألسنتكم} ، أراد: [إذ] يتلقّاه بعضكم من بعض.
وقرأ اليماني (185) : {إذ تُلقُونَه بألسنتكم} ، بضم التاء، على معنى: إذ تُذِيعونَهُ وتُشِيعونَهُ.
465 - وقولهم: رُطَبٌ جَنِيٌّ
(186)
قال أبو بكر: معناه: طريٌّ. والأصل فيه: مَجْنُوٌ، فصُرِف من مفعول إلى فعيل. كما يقال: مقدور وقدير، ومطبوخ وطبيخ.
ويقال: قد جنيت الثمر أجنيه: إذا تناولته من نخله. والجنى: تناول الثمر من النخل. قال الله عز وجل: {وجَنَى الجنتينِ دانٍ} (187) فمعناه (188) : ما يُجتنى منها دانٍ قريب. قال المفسرون (189) : إذا كان الرجل قائماً، ارتفع الثمر (196 / ب) إليه حتى يتناوله، وإذا كان قاعداً أو مضطجعاً، تدلّى عليه حتى يتناوله. وهو / معنى قول الله جل ذكره: {وذُللت قُطوفُها تذليلاً} (190) . وقال الشاعر (191) في الجنى:
__________
(182) المحتسب 2 / 104.
(183) النور 15.
(184) وهي قراءة العامة.
(185) المحتسب 2 / 104. واليماني هو ابن السُمَيْفَع محمد بن عبد الرحمن. (طبقات القراء 2 / 161) . وفي ك: اليمامي. وفي الآية قراءات أخرى (ينظر البحر 6 / 438) .
(186) اللسان (جنى) .
(187) الرحمن 54.
(188) ك: معناه.
(189) ينظر: تفسير الطبري 27 / 149.
(190) الإنسان 14.
(191) بعض الإعراب في الأضداد 219، بلا عزو في معجم البلدان 2 / 298.

الصفحة 500