كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 1)

قال: وقال الفراء (105) : سبحانك منصوب على المصدر، كأنك قلت: سبَّحت لله تسبيحاً. فجعل: السبحان، في موضع: التسبيح. كما قالوا: كفرت عن يميني تكفيراً، ثم جعل: الكفران، في موضع: التكفير؛ تقول: كفرت عن يميني كفرانا. قال زيد بن عمرو بن نفيل (106) ، أو ورقة بن نوفل:
(سُبحان ذي العرشِ سبحاناً يدومُ له ... ربّ البريَّةِ فَرْدٌ واحدٌ صَمَدُ)
(سُبحانَه ثم سُبحاناً يعودُ له ... وقبلَنا سبَّحَ الجوديُّ والجُمُدُ)
قال أبو بكر: واختلفوا في معنى (اللهم) : فقال أبو زكرياء يحيى بن زياد (146) الفراء (107) ، وأبو العباس أحمد بن يحيى: معنى اللهم: يا الله أمنا بمغفرتك، فتركت العرب الهمزة: فاتصلت الميم بالهاء: وصارا كالحرف الواحد، واكتفي به من (يا) ، فأسقطت.
وربما أدخلت العرب (يا) فقالوا: يا اللهم اغفر لنا. قال الفراء (108) : أنشدني الكسائي:
(وما عليكِ أنْ تقولي كلما ... )
(سبَّحتِ أو صليتِ يا اللهُمَّ ما ... )
(أردُدْ علينا شيخَنا مُسَلَّما ... ) وأنشد قطرب:
(إني إذا ما معظم أَلَمَّا ... )
(أقولُ يا اللهُمَّ يا اللهُمَّا) (109)
__________
(105) وهو قول سيبويه 1 / 162.
(106) البحر 5 / 224. ونسب إلى أمية، ديوانه 388. ونسب إلى ورقة بن نوفل في الأغاني 3 / 1 والخزانة 2 / 37. وزيد بن عمرو بن نفيل أحد حكماء الجاهلية، ت 17 ق هـ. (الأغاني (3 / 123 دلائل النبوة 473، الخزانة 3 / 99) .
(107) معاني القرآن 1 / 203.
(108) معاني القرآن 1 / 203 بلا عزو.
(109) نوادر أبي زيد 165، الإنصاف 341، الخزانة 1 / 358. ونسب في المقاصد 4 / 216 إلى أبي خراش الهذلي ولم أجده في ديوان الهذليين.

الصفحة 51