كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 1)

حَوْباً كبيراً) ، بفتح الحاء، وقال الفراء (40) : الحُوب، بالضم: الاسم، والحَوْب بالفتح: المصدر. قال نابغة بني شيبان (41) :
(نماك أربعةٌ كانوا أئمتَنا ... فكانَ مُلكُكَ حقّاً ليسَ بالحُوبِ)
أي: ليس بالإثم.
وقال آخرون: إذا قال الرجل للرجل: حسيبك الله فمعناه: المقتدر عليك الله.
وقال آخرون: الحسيب: الكافي؛ من قول الله عز وجل: {عَطاءٌ حساباً} (42) . فإذا قال الرجل للرجل: حسيبك الله، فمعناه: كافيَّ إيّاك اللهُ. وقالوا: لفظه الخبر ومعناه معنى الدعاء، كأنه قال: أسأل الله أن يكفينيك (43) .
وقال آخرون: الحسيب المحاسب. فإذا (44) قال الرجل للرجل: حسيبك الله فمعناه: محاسبك الله (45) . واحتجوا بقول قيس المجنون (46) :
(دعا المحرمون اللهَ يستغفرونَهُ ... بمكةَ يوماً أنْ تُمَحَّى ذنوبُها)
(وناديت يا رباه أولُ سُؤْلتي ... لنفسيَ ليلى ثم أنتَ حسيبُها)
فمعناه: ثم أنت محاسبها على ظلمها. قالوا: والحسيب: هو المحاسب، 1991 بمنزلة قول العرب: الشريب، للمُشارب. قال أبو بكر: أنشد (47) الفراء:
(فلا أُسقى ولا يُسقى شريبي ... ويُرويه إذا أَوردتُ مائي) (48)
فمعناه: ولا يسقى مشاربي وقال الراجز (49) :
__________
(40) يحيى بن زياد، من نحاة الكوفة المشهورين، توفي 207 هـ. (طبقات النحويين واللغويين 131، تاريخ بغداد 14 / 149 /، أنباه الرواة 4 / 1) .
(41) ديوانه 76. والنابغة الشيباني اسمه عبد الله بن المخارق من شعراء الدولة الأموية. (الأغاني 7 / 106، المكاثرة 32، اللآلي 901) .
(42) النبأ 36.
(43) ك، ر: يكفينك.
(44) ك: وإذا.
(45) ك: عليه الله.
(46) ديوانه 67. وقيس بن الملوح، لقب بالمجنون لذهاب عقله بشدة عشقه. (الشعر والشعراء 563 الأغاني 2 / 1، اللآلي 350) .
(47) ك: أنشدنا.
(48) الأضداد 260، أمالي القالي 2 / 263.
(49) نوادر أبي زيد 175، نوادر ابن الأعرابي 246، أمالي الزجاجي 187 بلا عزو.

الصفحة 6