كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 1)

وقال الفراء (230) : حدثني شيخ عن ليث (231) عن مجاهد عن ابن عباس أنه قال: الوتر آدم، شفع بزوجته، أي جعل بزوجته (232) [حواء] شفعاً.
36 - وقولهم: قد قَنَتَ الرجل وقد أَخَذَ في القُنوتِ
(233)
قال أبو بكر: معناه: أخذ في الدعاء والتعظيم لله عز وجل. والقنوت ينقسم في كلام العرب على أربعة أقسام (234) :
يكون القنوت: الطاعة، كما قال عز وجل: {كلٌّ له قانتون} (235) ، معناه: كل له مطيعون.
ويكون القنوت: الصلاة كما قال [الله تعالى] : {يا مريم اقنتي لربِّكِ واسجدي} (236) . وقال الشاعر (237) :
(قانتاً للهِ يتلو كُتْبَهُ ... وعلى عمدٍ من الناسِ اعتزلْ)
ويكون القنوت: طول القيام؛ قال جابر بن عبد الله (238) : (سُئل النبي (164) : أي الصلاة أفضل؟ فقال: طول القنوت) (239) . معناه: طول القيام.
ويكون القنوت: السكوت. يروى عن زيد بن أرقم (240) أنه قال: (كنا نتكلم في الصلاة، يكلم أحدنا الذي يليه، حتى نزلت: {وقوموا لله قانتين} (241) فأمسكنا عن الكلام) (242) .
__________
(230) معاني القرآن 3 / 260.
(231) ليث بن أبي سليم الكوفي، روى عن مجاهد، توفي سنة 143 هـ. (طبقات القراء 2 / 34) .
(232) ف، ق: بها. وحواء من ك فقط.
(233) غريب الحديث لابن قتيبة 1 / 24.
(234) ذكرها ابن الأثير في النهاية 4 / 111 نقلاً عن ابن الأنباري.
(235) البقرة 116، الروم 26.
(236) آل عمران 43.
(237) لم أهتد إليه.
(238) صحابي، توفي سنة 78 هـ. (أسد الغابة 1 / 307، الإصابة 1 / 437) .
(239) صحيح مسلم 1 / 520، سنن الترمذي (تحفة الأحوذي) 2 / 178، الجامع الصغير 1 / 50. وابن ماجه: 1 / 456، ومسند أحمد: 3 / 302، 391، من حديث صابر، ومسند أحمد أيضاً: 3 / 412، من حديث عبد الله بن حبش و 4 / 385، من حديث عمرو بن عبسة. وينظر جامع الأصول: 5 / 394، والجامع الصغير: 1 / 50.
(240) صحابي، توفي سنة 68 هـ. (تهذيب التهذيب 3 / 394، الإصابة 2 / 589) .
(241) البقرة 238.
(242) النهاية 4 / 116.

الصفحة 68