كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 1)

(رُبَّ شَريبٍ لكَ ذي حُساسِ ... )
(شِرابُهُ كالحَزِّ بالمواسي ... )
(ليس بمحمودٍ ولا مُواسي ... )
(يمشي رويداً مِشيةَ النِّفاسِ ... )
فمعناه: رب مشارب لك. والحساس: المشارّة وسوء الخلق. ومن الحسيب قول الله عز وجل: / {إنّ اللهَ كانَ على كلِّ شيٍء حسيباً} . (50) 41 / ب /
قال أبو بكر: فيه أربعة أقوال: يقال: عالماً، ويقال: مقتدراً، ويقال: كافياً، ويقال: محاسباً. قال أبو بكر: سمعت أبا العباس أحمد بن يحيى يقول في قول الله عز وجل: {يا أيها النبي حسبُكَ اللهُ ومَنِ اتبعكَ من المؤمنين} (51) يجوز في (من) الرفع والنصب؛ فالرفع على النسق على الله والنصب على معنى: يكفيك الله ويكفي من اتبعك من المؤمنين.
3 - وقولهم: ونِعْمَ الوكيلُ
(52)
قال أبو بكر: فيه ثلاثة أقوال: قال أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء (53) :
الوكيل: الكافي؛ كما قال عز وجل: {ألاّ تتخذوا من دوني وكيلاً} (54) ، \ 100 \ معناه: ألا تتخذوا من دوني كافياً.
وقال آخرون: الوكيل: الربّ، فالمعنى عندهم: حسبنا الله ونعم الرب، وقالوا: معنى قوله عز وجل: {ألا تتخذوا من دوني وكيلاً} ألا تتخذوا من دوني ربّاً (55) .
وقال آخرون: الوكيل: الكفيل. والمعنى عندهم: حسبنا الله ونعم الكفيل بأرزاقنا؛ واحتجوا بقول الشاعر (56) :
__________
(50) النساء 86. وهي من المصحف الشريف، وفي الأصل: وكان الله على كل شيء حسيبا.
(51) الأنفال 64.
(52) ينظر: تفسير أسماء الله 54، اشتقاق أسماء الله 231، شرح أسماء الله 232.
(53) معاني القرآن 2 / 116 /. وينظر التهذيب: 10 / 371.
(54) الإسراء 2.
(55) ك: أي ربا.
(56) شقران السلامي في بهجة المجالس 2 / 112. وهما في البيان والتبيين 3 / 181 بلا عزو.

الصفحة 7