الأول. وقال طاووس (252) : الحفدة: الخدم؛ فهذا مطابق للغة، والأقوالُ الأُخَرُ غير خارجة (253) عن الصواب.
قال أبو بكر: وقال الفراء (254) : واحد الحفدة: حافد؛ قال: وهو بمنزلة قولك: [رجل] كامل وكملة؛ قال: ويجوز أن يقال في جمع حافِد: حَفَدٌ، كما تقول: غائب وغَيَبٌ؛ قال (255) الشاعر (256) :
(فلو أنّ نفسي طاوعتني لأَصْبَحَتْ ... لها حَفَدٌ مما يُعَدُّ كثيرُ) (166)
38 - وقولهم: إنَّ عذابَكَ الجِدَّ بالكفار مُلْحِقٌ
(257) (29 / أ)
/ قال أبو بكر: الجِد بكسر الجيم: الحق. والمعنى: إن عذابك الحق الذي ليس بهزل. ولا يجوز: الجَد، بفتح الجيم في هذا الموضع، للعلة التي تقدمت في قوله: ولا ينفع ذا الجد منك الجَدُّ.
وفي مُلْحِق ثلاثة أقوال: قال أبو عبيد (258) : الرواية: ملحِق، بكسر الحاء، معناه: إنّ عذابك لاحِقٌ؛ يقال: ألحقت القوم، بمعنى: لحقت القوم؛
__________
(252) طاووس بن كيسان، تابعي، توفي سنة 106 هـ. (حلية الأولياء 4 / 3، تهذيب التهذيب 5 / 8) .
(253) ك: خارجين.
(254) معاني القرآن 2 / 110.
(255) ك: وقال.
(256) [البيت في اللسان (حفد) بلا نسبة] .
(257) النهاية 1 / 238.
(258) غريب الحديث 3 / 375.