كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 1)

وكذلك أَتبعت القوم، بمعنى: تبعتهم؛ قال الله عز وجل: {فأَتبعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ} (259) ، معناه: فتبعه شهاب ثاقب. وقال الشاعر (260) :
(فأتبعَ آثارَ الشياهِ وليدُنا ... يمرُّ كمرِّ الرائحِ المُتَحَلِّبِ)
أراد: تبع وليدنا.
قال أبو بكر: وقال لي أبي: سمعت الحسن بن عرفة (261) قال: قال القاسم بن معن (262) : ملحَق، بفتح الحاء، أصوب من: ملحِق. ذهب إلى أن المعنى: ألحقهم الله (263) عذابه. أنشد النحويون:
(أَلْحِقْ عذابكَ بالقومِ الذينَ طَغَوْا ... وعائذاً بكَ أنْ يَعْلُوا فيُطْغوني) (264)
والوجه الثالث: إنّ عذابك بالكفار لاحِق، قال أبو بكر: ولا نحب هذا القول، لأنه يخالف الإجماع.
39 - وقولهم: قد قرأَ القرآنَ
(265) (167)
قال أبو بكر: فيه قولان: قال أبو عبيدة (266) : إنما سُمي القرآن قرآناً لأنه يجمع السور ويضمُّها. والدليل على هذا قول الله تعالى: {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} (267) ، معناه: إذا ألفنا منه شيئاً فضممناه إليك، فخذ به اعمل به، وضمه إليك. / قال عمرو بن كلثوم (268) : (29 / ب)
__________
(259) الصافات 10.
(260) علقمة بن عبدة، ديوانه 94 وفيه: بصادق حثيث كغيث الرائح. والرائح السحاب، والمتحلب المتساقط المتتابع.
(261) أحد الرواة، أخذ عنه والد المؤلف وأبو بكر بن العطار النحوي. (تاريخ بغداد 2 / 138، النزهة 372، معجم الأدباء 18 / 101.
(262) نحوي كوفي، توفي سنة 175 هـ. (الفهرست 109، الأنباه 3 / 30، معجم الأدباء 17 / 5) .
(263) ساقطة من ك.
(264) لعبد الله بن الحارث السهمي في الكتاب 1 / 171 وشرح المفصل 1 / 123. الأصل: وعائذ.
(265) تفسير غريب القرآن 33، اللسان والتاج (قرأ) .
(266) المجاز 1 / 1.
(267) القيامة 18.
(268) شرح القصائد السبع 380، شرح القصائد التسع 620. والعيطل الطويلة. والأدماء البيضاء. والبكر

الصفحة 71