كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 1)

والحكيم (20) : معناه في كلام العرب: المحكِم لخلق الأشياء؛ فصُرِفَ عن المحكِم، إلى الحكيم. كما قال [الله تعالى] : {ولهم عذابٌ أليمٌ} (21) ، فمعناه: ولهم عذاب مؤلم؛ فصُرِفَ عن: مؤلم، إلى: أليم. قال عمرو بن معيدي كرب (22) :
(أَمِنْ ريحانةَ الداعي السميعُ ... يؤرِّقُني وأصحابي هُجُوعُ)
معناه: الداعي المسمِع، فصرف عن: مُفعِل، إلى: فَعِيل. وقال ذو الرمة (23) :
(ونرفعُ من صدورِ شَمَرْدَلاتٍ ... يصكُّ وجوهَها وَهَجٌ ألِيمُ)
معناه: وهج مؤلم؛ فصُرِف عن: مُفعِل، إلى: فَعيل. ومن ذلك قول الله (177) جل وعز: {تنزيلُ الكتابِ من اللهِ العزيزِ الحكيمِ} (24) ، معناه: من القاهر المحكم خلق الأشياء. وكذلك قوله تعالى: {تلك آياتُ الكتابِ الحكيمِ} (25) ، معناه: المحكم. فصرف عن: مفعل، إلى: فعيل.
48 - وقولهم: باسم الجبّار المتكبِّر
(33 / أ)
قال أبو بكر: / الجبار (26) في كلام العرب: ذو الجبريّة، وهو القهّار.
والجبار ينقسم على ستة أقسام:
يكون الجبار: القهار.
__________
(20) الزجاج 52، الزجاجي 90، القشيري 215.
(21) البقرة 10، وفي سور كثيرة، ينظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم 37.
(22) ديوانه 136 (بغداد) ، 126 (دمشق) . وأنشده المؤلف في الأضداد: 284، وشرح القصائد السبع: 386.
(23) ديوانه 677، وأنشده المؤلف في الأضداد وشمردلات نوق طوال سراع. ويصك: يضرب.
(24) الزمر 1 وسور أخرى.
(25) يونس 1.
(26) الزجاج 34، الزينة 2 / 81، الزجاجي 417، القشيري 118.

الصفحة 80