وقال عمرو بن الأسلع (48) ، يعني حذيفة بن بدر:
(علوتُهُ بحُسام ثم قلتُ له ... خذها حُذَيْف فأنت السيِّدُ الصَمَدُ)
معناه: فأنت السيد الذي يصمد إليك الناس في أمورهم.
50 - وقولهم في أسمائه عز وجل: المُؤْمِنُ: المُهَيْمِنُ
قال أبو بكر: في المؤمن (49) ثلاثة أقوال: قال الكلبي (50) المؤمن: الذي لا يخاف ظُلمُهُ. وقال بعض أهل اللغة: المؤمن: الذي أَمِنَ أولياؤه عذابَه؛ واحتج بقول الشاعر (51) :
(والمؤمنِ العائذاتِ الطيرَ يمسحُها ... ركبانُ مكةَ بين الغَيْلِ والسَّنَدِ)
قال أبو بكر: وسمعت أبا العباس يقول: المؤمن عند العرب: المُصَدّق. يذهب إلى أن الله تعالى يصدِّقُ عباده المسلمين يوم القيامة.
وذلك أن المفسرين (52) قالوا: إذا كان يوم القيامة يسأل الله تعالى الأمم عن (181) (34 / ب) / تبليغ الرسل فتقول (53) : يا ربنا ما جاءنا رسول ولا نذير، فيكذِّبون أنبياءَهم. ويؤتي بأمة محمد فيُسألون عن ذلك، فيصدِّقون نبيهم والأنبياء الماضين، فيُصدقهم الله جل وعز عند ذلك، ويصدِّقهم النبي. فذلك قوله عز وجل: {فكيفَ إذا جِئنا من كلِ أمةٍ بشهيدٍ وجئنا بكَ على هؤلاءِ شهيداً} (54) ،
__________
(48) أنشده المؤلف في شرح القصائد السبع: 188. وهو في الزينة 2 / 44. وعمرو بن الأسلع فارس شاعر، أدرك بثأره في يوم الهباءة من بني بدر. (من اسمه عمرو من الشعراء 640، النقائض 96) .
(49) الزجاج 31، الزينة 2 / 70، الزجاجي 385، لوامع البينات 189.
(50) هشام بن محمد بن السائب، توفي سنة 206 هـ. (الفهرست 146، تاريخ بغداد 14 / 45، وفيات الأعيان 6 / 82) .
(51) النابغة، ديوانه 20، والعائدان: التي تعود بالحرم. والغيل بفتح الغين الماء الجاري، والسند الجبل، وفتح الغين رواية الأصمعي. ورواه أبو عبيدة: بين الغيل والسعد بكسر الغين، والغيل والسعد عنده أجمتان كانتا بين مكة ومنى.
(52) معاني القرآن 1 / 83.
(53) ك: فيقولون.
(54) النساء 41. وينظر زاد المسير 3 / 85.