كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

قديد قَوْله فَحذف بيدَيْهِ أَي رمى وَكَذَا حذفه بِالسَّيْفِ وَأما حدفه بعصاه فغلط من قَالَه بِالْمُعْجَمَةِ قَوْله وَإِمَّا أَن يحذيه يُقَال أحذيت الرجل إِذا أَعْطيته وحذيته أَيْضا وَالِاسْم الحذيا والحذية وَمِنْه يحذين من الْغَنِيمَة فصل ح ر قَوْله حراء هُوَ جبل مَعْرُوف بِمَكَّة بِكَسْر أَوله وَحكى فِيهِ الْفَتْح وَالضَّم وَهُوَ مَمْدُود وَيقصر وَيصرف وَلَا يصرف قَوْله الحربة هِيَ رمح قصير مَعْرُوفَة وَقَوله بِحِرَابِهِمْ جَمعهمَا قَوْله محروبين أَي مسلوبين يُقَال حَرْب الرجل إِذا سلب حريبته أَي مَاله فَهُوَ حريب ومحروب وَالِاسْم الْحَرْب بِفتْحَتَيْنِ قَوْله الْحَرْبِيّ مَنْسُوب إِلَى أهل الْحَرْب قَوْله الْمُحَاربَة لله قَالَ البُخَارِيّ هِيَ كلمة الْكفْر قَوْله خميصة حريثية قيل هُوَ تَصْحِيف وَالصَّوَاب جونية بِالْجِيم وَالنُّون وَقيل بل منسوبة إِلَى رجل يُقَال لَهُ حُرَيْث قَوْله ويتحرج وَقَوله أحرجكم وَقَوله التحريج وَقَوله حَتَّى يحرجه كُله من الْحَرج وَهُوَ ضيق الصَّدْر وَغَيره وَيُطلق عَليّ الْإِثْم وَقَوله عَليّ حرد قَالَ قَتَادَة جد فِي أنفسهم قَوْله الحرور قَالَ هُوَ بِالنَّهَارِ مَعَ الشَّمْس وَقَالَ بن عَبَّاس ورؤية الحرور بِاللَّيْلِ والسموم بِالنَّهَارِ وَقيل هَذَا هُوَ الْأَغْلَب وَقد يُطلق كل على الآخر وَقيل هُوَ الْحر الشَّديد لَيْلًا أَو نَهَارا والسموم بِالنَّهَارِ فَقَط وَعَن الْكسَائي هما سَوَاء قَوْله استحر الْقَتْل بتَشْديد الرَّاء أَي كثر وَاشْتَدَّ قَوْله الْحرَّة بِالْفَتْح وَالتَّشْدِيد هِيَ أَرض ذَات حِجَارَة سود وَالْمرَاد بذلك حرَّة الْمَدِينَة وَمِنْه قَوْله إِلَى الحرتين وَيَوْم الْحرَّة اسْم وقْعَة كَانَت بحرة الْمَدِينَة فِي خلَافَة يزِيد بن مُعَاوِيَة قَوْله وحرزا للأميين أَي يحوطهم وَقَوله إِلَى جبل لأحرزه أَي أحفظه فِيهِ قَوْله حرضا أَي محرضا يذيبك الْهم كَذَا فِي الأَصْل وَقَالَ غَيره رجل حرض أَي فَاسد قَوْله حرفتي أَي كسبي واحترف أَي اكْتسب قَوْله فحرفها أَي جعلهَا محرفة إِشَارَة إِلَى صفة قطع السَّيْف قَوْله اقْرَأ على حرف أَي على لُغَة وَقَوله يحرفُونَ أَي يغيرون قَوْله الحرقات من جُهَيْنَة وأحدها الحرقة بِالضَّمِّ ثمَّ الْفَتْح قبائل مِنْهُم قَوْله حركت بَعِيري أَي دَفعته ليمشي سَرِيعا قَوْله وَحرم على قَرْيَة بِكَسْر الْحَاء أَي وَجب أَن لَا رُجُوع وعَلى قِرَاءَة وَحرَام على قَرْيَة حرم الرُّجُوع فيتحد الْمَعْنى قَوْله وَأَنْتُم حرم جمع حرَام أَي محرم أَو دَاخل الْحرم وَقَوله وَحرم الْحَج بِضَمَّتَيْنِ جَمِيع أُمُوره وَفتح الْأصيلِيّ الرَّاء أَي الممنوعات قَوْله مَعَ ذِي محرم أَي مَعَ من يحرم عَلَيْهِ نِكَاحهَا قَوْله حرمهَا الله أَي جعلهَا حَرَامًا قَوْله إِن الصُّورَة مُحرمَة أَي مُحرمَة الضَّرْب قَوْله لحُرْمَة بِالضَّمِّ وَقيل بِالْكَسْرِ وَصَوَّبَهُ ثَابت وَعَكسه الْخطابِيّ قَوْله أحرورية الحروري نِسْبَة إِلَيّ حروراء قَرْيَة بالعراق وهم طَائِفَة من الْخَوَارِج كَانَ ابْتِدَاء خُرُوجهمْ بهَا وَيُقَال لجماعتهم الحرورية وَقَالَ مُصعب بن سعد عَن أَبِيه الحرورية الَّذين ينقضون عهد الله وَمِنْه قَوْله عَام حج الحرورية قَوْله فليتحر الصَّوَاب وَقَوله أَحْرَى أَن لَا يفعل هُوَ من التَّحَرِّي وَهُوَ طلب الصَّوَاب وَقَوله حرى أَن لَا يفعل أَي خليق وزنا وَمعنى وَيُقَال أَيْضا حر بِالتَّنْوِينِ بِلَا تَشْدِيد وَالْوَاحد والإثنان وَالْجَمَاعَة سَوَاء وَأَحْرَى أفعل تَفْضِيل مِنْهُ قَوْله يسْتَحلُّونَ الْحر مخفف الرَّاء فرج الْمَرْأَة قيل أَصله حرح فحذفت الْأَخِيرَة تَخْفِيفًا وَهِي ظَاهِرَة فِي الْجمع فصل ح ز قَوْله الْأَحْزَاب جمع حزب وهم الْجَمَاعَة المتحزبة وَقَالَ مُجَاهِد فِي تَفْسِير حم الْأَحْزَاب الْقُرُون الْمَاضِيَة وَقَوله كن حزبين تَثْنِيَة حزب قَوْله حتي يحزر أَي يقدر ولبعضهم بِتَقْدِيم الرَّاء أَي يحفظ
بِأَنَّهُ خِلَافُ ظَاهِرِ الْقُرْآنِ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَام وَالْإِسْلَامُ حَيْثُ أُطْلِقَ مُفْرَدًا دَخَلَ فِيهِ الْإِيمَانُ كَمَا تَقَدَّمَ تَقْرِيرُهُ فَإِنْ قِيلَ فَلِمَ أَعَادَ فِي هَذَا الْبَابِ الْآيَتَيْنِ الْمَذْكُورَتَيْنِ فِيهِ وَقَدْ تَقَدَّمَتَا فِي أَوَّلِ كِتَابِ الْإِيمَانِ فَالْجَوَابُ أَنَّهُ أَعَادَهُمَا لِيُوَطِّئَ بِهِمَا مَعْنَى الْكَمَالِ الْمَذْكُورِ فِي الْآيَةِ الثَّالِثَةِ لِأَنَّ الِاسْتِدْلَالَ بِهِمَا نَصٌّ فِي الزِّيَادَةِ وَهُوَ يَسْتَلْزِمُ النَّقْصَ وَأَمَّا الْكَمَالُ فَلَيْسَ نَصًّا فِي الزِّيَادَةِ بَلْ هُوَ مُسْتَلْزِمٌ لِلنَّقْصِ فَقَطْ وَاسْتِلْزَامُهُ لِلنَّقْصِ يَسْتَدْعِي قَبُولَهُ الزِّيَادَةَ وَمِنْ ثَمَّ قَالَ الْمُصَنِّفُ فَإِذَا تَرَكَ شَيْئًا مِنَ الْكَمَالِ فَهُوَ نَاقِصٌ وَلِهَذِهِ النُّكْتَةِ عَدَلَ فِي التَّعْبِيرِ لِلْآيَةِ الثَّالِثَةِ عَنْ أُسْلُوبِ الْآيَتَيْنِ حَيْثُ قَالَ أَوَّلًا وَقَوْلُ اللَّهِ وَقَالَ ثَانِيًا وَقَالَ وَبِهَذَا التَّقْرِيرِ يَنْدَفِعُ اعْتِرَاضُ مَنِ اعْتَرَضَ عَلَيْهِ بِأَنَّ آيَةَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ لَا دَلِيلَ فِيهَا عَلَى مُرَادِهِ لِأَنَّ الْإِكْمَالَ إِنْ كَانَ بِمَعْنَى إِظْهَارِ الْحُجَّةِ عَلَى الْمُخَالِفِينَ أَوْ بِمَعْنَى إِظْهَارِ أَهْلِ الدِّينِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ فَلَا حُجَّةَ لِلْمُصَنِّفِ فِيهِ وَإِنْ كَانَ بِمَعْنَى إِكْمَالِ الْفَرَائِضِ لَزِمَ عَلَيْهِ أَنَّهُ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ نَاقِصًا وَأَنَّ مَنْ مَاتَ مِنَ الصَّحَابَةِ قَبْلَ نُزُولِ الْآيَةِ كَانَ إِيمَانُهُ نَاقِصًا وَلَيْسَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ لِأَنَّ الْإِيمَانَ لَمْ يَزَلْ تَامًّا وَيُوَضِّحُ دَفْعَ هَذَا الِاعْتِرَاضِ جَوَابُ الْقَاضِي أَبِي بَكْرِ بْنِ الْعَرَبِيِّ بِأَنَّ النَّقْصَ أَمْرٌ نِسْبِيٌّ لَكِنَّ مِنْهُ مَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ الذَّمُّ وَمِنْهُ مَا لَا يَتَرَتَّبُ فَالْأول مانقصه بِالِاخْتِيَارِ كَمَنْ عَلِمَ وَظَائِفَ الدِّينِ ثُمَّ تَرَكَهَا عمدا وَالثَّانِي مانقصه بِغَيْرِ اخْتِيَارٍ كَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ أَوْ لَمْ يُكَلَّفْ فَهَذَا لَا يُذَمُّ بَلْ يُحْمَدُ مِنْ جِهَةِ أَنَّهُ كَانَ قَلْبُهُ مُطَمْئِنًا بِأَنَّهُ لَوْ زِيدَ لَقَبِلَ وَلَوْ كُلِّفَ لَعَمِلَ وَهَذَا شَأْنُ الصَّحَابَةِ الَّذِينَ مَاتُوا قَبْلَ نُزُولِ الْفَرَائِضِ وَمُحَصَّلُهُ أَنَّ النَّقْصَ بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِمْ صُورِيٌّ نِسْبِيٌّ وَلَهُمْ فِيهِ رُتْبَةُ الْكَمَالِ مِنْ حَيْثُ الْمَعْنَى وَهَذَا نَظِيرُ قَوْلِ مَنْ يَقُولُ إِنَّ شَرْعَ مُحَمَّدٍ أَكْمَلُ مِنْ شَرْعِ مُوسَى وَعِيسَى لِاشْتِمَالِهِ مِنَ الْأَحْكَامِ عَلَى مَا لَمْ يَقَعْ فِي الْكُتُبِ الَّتِي قَبْلَهُ وَمَعَ هَذَا فَشَرْعُ مُوسَى فِي زَمَانِهِ كَانَ كَامِلًا وَتَجَدَّدَ فِي شَرْعِ عِيسَى بَعْدَهُ مَا تَجَدَّدَ فَالْأَكْمَلِيَّةُ أَمْرٌ نِسْبِيٌّ كَمَا تقرر وَالله أعلم

[44] قَوْله هِشَام هُوَ بن أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الدَّسْتُوَائِيُّ يُكَنَّى أَبَا بَكْرٍ وَفِي طَبَقَتِهِ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ لَكِنَّهُ لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ قَوْلُهُ يَخْرُجُ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَضَمِّ الرَّاءِ وَيُرْوَى بِالْعَكْسِ وَيُؤَيِّدُهُ قَوْلُهُ فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى أَخْرِجُوا قَوْلُهُ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى اشْتِرَاطِ النُّطْقِ بِالتَّوْحِيدِ أَوِ الْمُرَادُ بِالْقَوْلِ هُنَا الْقَوْلُ النَّفْسِيُّ فَالْمَعْنَى مَنْ أَقَرَّ بِالتَّوْحِيدِ وَصَدَقَ فَالْإِقْرَارُ لَا بُدَّ مِنْهُ فَلِهَذَا أَعَادَهُ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَالتَّفَاوُتُ يَحْصُلُ فِي التَّصْدِيقِ عَلَى الْوَجْهِ الْمُتَقَدِّمِ فَإِنْ قِيلَ فَكَيْفَ لَمْ يَذْكُرِ الرِّسَالَةَ فَالْجَوَابُ أَنَّ الْمُرَادَ الْمَجْمُوعُ وَصَارَ الْجُزْءُ الْأَوَّلُ عَلَمًا عَلَيْهِ كَمَا تَقُولُ قَرَأْتُ قل هُوَ الله أحد أَيِ السُّورَةَ كُلَّهَا قَوْلُهُ بُرَّةٌ بِضَمِّ الْمُوَحَّدَةِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ الْمَفْتُوحَةِ وَهِيَ الْقَمْحَةُ وَمُقْتَضَاهُ أَنَّ وَزْنَ الْبُرَّةِ دُونَ وَزْنِ الشَّعِيرَةِ لِأَنَّهُ قَدَّمَ الشَّعِيرَةَ وَتَلَاهَا بِالْبُرَّةِ ثُمَّ الذَّرَّةِ وَكَذَلِكَ هُوَ فِي بَعْضِ الْبِلَادِ فَإِنْ قِيلَ إِنَّ السِّيَاقَ بِالْوَاوِ وَهِيَ لَا تُرَتِّبُ فَالْجَوَابُ أَنَّ رِوَايَةَ مُسْلِمٍ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِلَفْظِ ثُمَّ وَهِيَ لِلتَّرْتِيبِ قَوْلُهُ ذَرَّةٌ بِفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ الْمَفْتُوحَةِ وَصَحَّفَهَا شُعْبَةُ فِيمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقِ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ عَنْهُ فَقَالَ ذُرَةٌ بِالضَّمِّ وَتَخْفِيفِ الرَّاءِ وَكَأَنَّ الْحَامِلَ لَهُ عَلَى ذَلِكَ كَوْنُهَا مِنَ الْحُبُوبِ فَنَاسَبَتِ الشَّعِيرَةَ وَالْبُرَّةَ قَالَ مُسْلِمٌ فِي رِوَايَتِهِ قَالَ يَزِيدُ صَحَّفَ فِيهَا أَبُو بِسْطَامٍ يَعْنِي شُعْبَةَ وَمَعْنَى الذَّرَّةِ قِيلَ هِيَ أَقَلُّ الْأَشْيَاءِ الْمَوْزُونَةِ وَقِيلَ هِيَ الْهَبَاءُ الَّذِي يَظْهَرُ فِي شُعَاعِ الشَّمْسِ مِثْلَ رُؤُوس الْإِبَرِ وَقِيلَ هِيَ النَّمْلَةُ الصَّغِيرَةُ وَيُرْوَى عَنِ بن عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ إِذَا وَضَعْتَ كَفَّكَ فِي التُّرَابِ ثُمَّ نَفَضْتَهَا فَالسَّاقِطُ هُوَ الذَّرُّ وَيُقَالُ إِنَّ أَرْبَعَ ذَرَّاتٍ وَزْنُ خَرْدَلَةٍ وَلِلْمُصَنِّفِ فِي أَوَاخِرِ التَّوْحِيدِ مِنْ طَرِيقِ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا أُدْخِلَ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ خَرْدَلَةٌ ثُمَّ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى شَيْءٍ وَهَذَا مَعْنَى الذَّرَّةِ قَوْلُهُ قَالَ أَبَانُ هُوَ بن يَزِيدَ الْعَطَّارُ وَهَذَا التَّعْلِيقُ وَصَلَهُ الْحَاكِمُ فِي كِتَابِ الْأَرْبَعِينَ لَهُ مِنْ طَرِيقِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفَائِدَة إِيرَاد

الصفحة 104