كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

قَوْله كَانَ حزاء فسره بقوله ينظر فِي النُّجُوم أَي فِي أَحْكَامهَا وَيُقَال لَهُ أَيْضا الحازي يُقَال حزى يحزي ويحزو إِذا تكهن فَكَأَنَّهُ أَرَادَ بَيَان جِهَة تكهنه قَوْله يحتز من كتف شَاة أَي يقطع وَمِنْه حتي حزله أَي قطع والحزة بِالضَّمِّ الْقطعَة قَوْله حزم على بَطْنه أَي شدّ عَلَيْهِ حزاما وَرجل حَازِم أَي عَاقل فصل ح س قَوْله الْحِسْبَة أَي طلب الْأجر وَمِنْه يحتسبون آثَاركُم وَقَوله إِيمَانًا واحتسابا وَالِاسْم الحسبان بِكَسْر أَوله وَأَصله ادخار أجر ذَلِك الْعَمَل قَوْله بِغَيْر حِسَاب قَالَ مُجَاهِد بِغَيْر حرج وَكَأَنَّهُ تَفْسِير باللازم قَوْله فيحسب الحاسب أَي يظنّ الظَّان وَهُوَ بِكَسْر السِّين وَبِفَتْحِهَا وَأما الَّذِي بضَمهَا فَهُوَ من الْحساب وَقَوله أتحسب عَلَيْهِ بتطليقة أَي تعد وَقَوله بحسبان قيل مَعْنَاهُ بِحِسَاب ومنازل وَقيل كحسبان الرحي وحسبان جمع حِسَاب بِمثل شهَاب وشهبان وَقَوله حسبانه أَي حسابه وَقَوله كتاب الله حَسبنَا أَي كافينا وَمِنْه قَوْله حَسبنَا الله قَوْله حسر بِفتْحَتَيْنِ أَي كشف وَقَوله حسرا بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيد جمع حاسر وَقَوله يستحسرون أَي ينقطعون وَهُوَ استفعال من حسر إِذا تَعب وَمِنْه حسير وحسرت وَقَوله الحسيس والحس وَاحِد وَهُوَ من الصَّوْت الْخَفي وَقَوله تحسسوا أَي استخبروا وَقيل الْفرق بَينهمَا إِنَّه بِالْجِيم السُّؤَال عَن العورات من غَيره وَبِالْحَاءِ استكشاف ذَلِك بِنَفسِهِ وَقيل هما بِمَعْنى قَوْله هَل تُحِسُّونَ فِيهَا قَوْله هَل تحس مِنْهُم من أحد يُقَال حسست وأحسست أَي وجدت والرباعي أَكثر مِنْهُ قَوْله حسكة أَي شَوْكَة صلبة قَوِيَّة قَوْله حسوما أَي متتابعة قَوْله فَلم يحسمهم أَي مَا كواهم بعد الْقطع قَوْله إِحْدَى الحسنيين تَثْنِيَة حسنى أحداهما الشَّهَادَة وَالْأُخْرَى الْفَتْح فصل ح ش قَوْله يحشها أَي يجمع لهبها قَوْله حَشَفَة وَاحِدَة الحشف وَهُوَ التَّمْر الْيَابِس قَوْله حاش لله هُوَ تَنْزِيه واستثناء وَقيل مَعْنَاهُ معَاذ الله وَأَصله من حاشيت أَي نحيت قَوْله حَشا رابية أَي وَقع على حشاك الربو بِسَبَب التَّعَب فَيحصل مِنْهُ البهر فينشأ عَنهُ الربو يُقَال حشي بِفَتْح ثمَّ كسر أَصَابَهُ الربو فَانْقَطع نَفسه فصل ح ص قَوْله فحصبني وَقَوله فحصبهم هُوَ الرَّمْي بالحصباء وَقَالَ عِكْرِمَة معني قَوْله حصب جَهَنَّم أَي حطب وَقَالَ غَيره صاحبا الرّيح العاصف والحاصب مَا تَرْمِي بِهِ الرِّيحُ وَمِنْهُ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَي يَرْمِي بِهِ فِيهَا وَيُقَال حصب فِي الأَرْض أَي ذهب والحصب مُشْتَقّ من الْحَصْبَاء وَهِي الْحِجَارَة وَقَوله لَيْلَة الحصبة والمحصب والتحصيب كُله من الْحَصْبَاء وَالْمرَاد هُوَ الأبطح وَهُوَ خيف بني كنَانَة ظَاهر مَكَّة والتحصيب هُوَ النُّزُول بذلك الْمَكَان قَوْله حصائد ألسنتهم أَي مَا يقتطعونه من الْكَلَام واحدتها حصيدة شبهها بِمَا يحصد من الزَّرْع قَوْله حصحص الْحق الحصحصةالتحريك وَالْمرَاد ظهر قَوْله حب الحصيد هُوَ المستأصل وَمِنْه أحصدوهم قَوْله الْمحصر أَي الْمَمْنُوع من التَّصَرُّف وَقَالَ عَطَاءٌ الْإِحْصَارُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يَحْبِسُهُ يَعْنِي فِي الْإِحْرَام قَوْله حصورا أَي لَا يَأْتِي النِّسَاء قَوْله حصت كل شَيْء أَي اجتاحته قَوْله حصصهم جمع حِصَّة وَهُوَ النَّصِيب قَوْله حصل من التَّحْصِيل أَي ميز وَقَوله بذهيبة لم تحصل من ترابها أَي لم تصف وَلم تخلص قَوْله حصان رزان بِالْفَتْح أَي عفيفة وَمِنْه أحصنت فرجهَا وأحصنت الْمَرْأَة أَي تزوجت وَيَأْتِي بِمَعْنى الْعِفَّة وَالْحريَّة وَالْإِسْلَام وحصنت مثلث الصَّاد قَوْله وحصانه إِلَيّ جنبه أَي فرسه المنجب سمي بذلك لِأَن ظَهره
الْمُصَنِّفِ لَهُ مِنْ جِهَتَيْنِ إِحْدَاهُمَا تَصْرِيحُ قَتَادَةَ فِيهِ بِالتَّحْدِيثِ عَنْ أَنَسٍ ثَانِيَتُهُمَا تَعْبِيرُهُ فِي الْمَتْنِ بِقَوْلِهِ مِنْ إِيمَانٍ بَدَلَ قَوْلِهِ مِنْ خَيْرٍ فَبَيَّنَ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْخَيْرِ هُنَا الْإِيمَانُ فَإِنْ قِيلَ عَلَى الْأُولَى لِمَ لَمْ يَكْتَفِ بِطَرِيقِ أَبَانَ السَّالِمَةِ مِنَ التَّدْلِيسِ وَيَسُوقُهَا مَوْصُولَةً فَالْجَوَابُ أَنَّ أَبَانَ وَإِنْ كَانَ مَقْبُولًا لَكِنَّ هِشَام أَتْقَنُ مِنْهُ وَأَضْبَطُ فَجَمَعَ الْمُصَنِّفُ بَيْنَ الْمَصْلَحَتَيْنِ وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَى بَقِيَّةِ هَذَا الْمَتْنِ فِي كِتَابِ التَّوْحِيدِ حَيْثُ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ حَدِيثَ الشَّفَاعَةِ الطَّوِيلِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَرِجَالُ هَذَا الْحَدِيثِ مَوْصُولًا وَمُعَلَّقًا كُلُّهُمْ بَصْرِيُّونَ

[45] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ سَمِعَ جَعْفَرَ بْنَ عَوْنٍ مُرَادُهُ أَنَّهُ سَمِعَ وَجَرَتْ عَادَتُهُمْ بِحَذْفِ أَنَّهُ فِي مِثْلِ هَذَا خَطًّا لَا نُطْقًا كَقَالَ قَوْلُهُ أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْيَهُودِ هَذَا الرَّجُلُ هُوَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ بَيَّنَ ذَلِكَ مُسَدَّدٌ فِي مُسْنَدِهِ وَالطَّبَرِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ بِضَمِّ النُّونِ وَفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ خَرَشَةَ عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ عَنْ كَعْبٍ وَلِلْمُصَنِّفِ فِي الْمَغَازِي مِنْ طَرِيقِ الثَّوْرِيِّ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ أَنَّ نَاسًا مِنْ الْيَهُودِ وَلَهُ فِي التَّفْسِيرِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِلَفْظِ قَالَتِ الْيَهُودُ فَيُحْمَلُ عَلَى أَنَّهُمْ كَانُوا حِينَ سُؤَالِ كَعْبٍ عَنْ ذَلِكَ جَمَاعَةً وَتَكَلَّمَ كَعْبٌ عَلَى لِسَانِهِمْ قَوْلُهُ لَاتَّخَذْنَا إِلَخْ أَيْ لَعَظَّمْنَاهُ وَجَعَلْنَاهُ عِيدًا لَنَا فِي كُلِّ سَنَةٍ لِعِظَمِ مَا حَصَلَ فِيهِ مِنْ إِكْمَالِ الدِّينِ وَالْعِيدُ فِعْلٌ مِنَ الْعَوْدِ وَإِنَّمَا سُمِّيَ بِهِ لِأَنَّهُ يَعُودُ فِي كُلِّ عَامٍ قَوْلُهُ نَزَلَتْ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَادَ مُسْلِمٌ عَنْ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَوْنٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَلَفْظُهُ إِنِّي لَأَعْلَمُ الْيَوْمَ الَّذِي أُنْزِلَتْ فِيهِ وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ وَزَادَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَوْنٍ وَالسَّاعَةَ الَّتِي نَزَلَتْ فِيهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنْ قِيلَ كَيْفَ طَابَقَ الْجَوَابُ السُّؤَالَ لِأَنَّهُ قَالَ لَاتَّخَذْنَاهُ عِيدًا وَأَجَابَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِمَعْرِفَةِ الْوَقْتِ وَالْمَكَانِ وَلَمْ يَقُلْ جَعَلْنَاهُ عِيدًا وَالْجَوَابُ عَنْ هَذَا أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي أُخْرَيَاتِ نَهَارِ عَرَفَةَ وَيَوْمُ الْعِيدِ إِنَّمَا يَتَحَقَّقُ بِأَوَّلِهِ وَقَدْ قَالَ الْفُقَهَاءُ إِنَّ رُؤْيَةَ الْهِلَالِ بَعْدَ الزَّوَالِ لِلْقَابِلَةِ قَالَهُ هَكَذَا بَعْضُ مَنْ تَقَدَّمَ وَعِنْدِي أَنَّ هَذِهِ الرِّوَايَةَ اكْتَفَى فِيهَا بِالْإِشَارَةِ وَإِلَّا فَرِوَايَةُ إِسْحَاقَ عَنْ قَبِيصَةَ الَّتِي قَدَّمْنَاهَا قَدْ نَصَّتْ عَلَى الْمُرَادِ وَلَفْظُهُ نَزَلَتْ يَوْمَ جُمُعَةٍ يَوْمَ عَرَفَةَ وَكِلَاهُمَا بِحَمْدِ اللَّهِ لَنَا عِيدٌ لَفْظُ الطَّبَرِيِّ وَالطَّبَرَانِيِّ وَهُمَا لَنَا عِيدَانِ وَكَذَا عِنْدَ التِّرْمِذِيِّ مِنْ حَدِيثِ بن عَبَّاسٍ أَنَّ يَهُودِيًّا سَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ نَزَلَتْ فِي يَوْمِ عِيدَيْنِ يَوْمِ جُمُعَةٍ وَيَوْمِ عَرَفَةَ فَظَهَرَ أَنَّ الْجَوَابَ تَضَمَّنَ أَنَّهُمُ اتَّخَذُوا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا وَهُوَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَاتَّخَذُوا يَوْمَ عَرَفَةَ عِيدًا لِأَنَّهُ لَيْلَةُ الْعِيدِ وَهَكَذَا كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْآتِي فِي الصِّيَامِ شَهْرَا عِيدٍ لَا يَنْقُصَانِ رَمَضَانُ وَذُو الْحِجَّةِ فَسُمِّيَ رَمَضَانُ عِيدًا لِأَنَّهُ يَعْقُبُهُ الْعِيدُ فَإِنْ قِيلَ كَيْفَ دَلَّتْ هَذِهِ الْقِصَّةُ عَلَى تَرْجَمَةِ الْبَابِ أُجِيبَ مِنْ جِهَةِ أَنَّهَا

الصفحة 105