كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

الحنفاء عِنْد الْعَرَب من كَانَ على دين إِبْرَاهِيم وأصل الحنف الْميل وَالْمعْنَى مَال إِلَى الْإِسْلَام قَوْله فحنكه التحنيك إِدْخَال الإصبع فِي فَم الصَّغِير عِنْد وِلَادَته والحنك بَاطِن أَعلَى الْفَم قَوْله لأحتنكن أَي لأستأصلن يُقَالُ احْتَنَكَ فُلَانٌ مَا عِنْدَ فُلَانٍ مِنْ علم أَي استقصاه قَوْله وَلَهُم حنين أَصله تَرْجِيع النَّاقة صَوتهَا لولدها وَمِنْه فحن إِلَيْهِ الْجذع حنين العشار أَي النَّاقة قَوْله حنين بِالضَّمِّ هُوَ الْوَادي الَّذِي بِقرب الطَّائِفِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَكَّةَ بِضْعَةَ عَشَرَ مِيلًا وَكَانَت بِهِ الْوَقْعَة الْمَشْهُورَة قَوْله وأحناه على ولد أَي أشفقه يُقَال حنا عَلَيْهِ يحنو حنوا وَمِنْه فرأيته يحنا عَلَيْهَا قَالَ الْخطابِيّ الْمَحْفُوظ بِالْحَاء الْمُهْملَة وَوَقع فِي الرِّوَايَة بِالْجِيم قَوْله حَنى رَأسه أَي أماله فصل ح وَقَوله حوبا قَالَ بن عَبَّاس أَي إِثْمًا وَمِنْه تحوبوا أَي خَافُوا الْحُوب وَهُوَ بِالضَّمِّ وَيجوز فتح أَوله قَوْله وَلَا يَجدونَ فِي صُدُورهمْ حَاجَة قَالَ الْحسن أَي حسدا وَقَوله على حَاجته أَي التغوط وَنَحْوه وَقَوله فَإِن كَانَت لَهُ حَاجَة إِلَى أَهله كِنَايَة عَن الْجِمَاع قَوْله استحوذ أَي غلب قَوْله حوارى وحواري الزبير قَالَ سُفْيَان الْحوَاري النَّاصِر وَقيل سمي الحواريون لبياض ثِيَابهمْ وَيُطلق الْحوَاري على الْخَالِص والخليل والمخلص والناصح والخصيص والمجاهد والمفضل وَمن يصحب الْكَبِير وَمن يصلح لخلافة كَبِيرَة قَوْله حَار عَلَيْهِ أَي رَجَعَ قَوْله الْحور الْعين أَي يحار فِيهَا الطّرف قَوْله بالحورانية نِسْبَة إِلَى حوران بِالْفَتْح وَهِي مَدِينَة مَشْهُورَة قَوْله المحاوره وَقَوله يحاوره المحاورة الْمُرَاجَعَة قَوْله حَوَاشِي أَمْوَالهم أَي أطرافها قَوْله جعلت تحوضه أَي تجْعَل لَهُ حوضا يجْتَمع فِيهِ المَاء قَوْله يحوطك أَي يصونك قَوْله حاك فِي الصَّدْر أَي تردد قَوْله حولا أَي سنة قَوْله لَا حول وَلَا قُوَّة أَي لَا حَرَكَة إِلَّا بِاللَّه وَقيل الْحول الْحِيلَة وَقيل الِانْصِرَاف قَوْله مَا حَال بَينهم أَي حجز قَوْله ويحيل بَعضهم على بعض من أحَال إِذا مَال أَي يمِيل بَعضهم على بعض من كَثْرَة الضحك وَكَذَا وَقع عِنْد مُسلم قَوْله أحالوا إِلَى الْحصن قَالَ أَبُو عبيد أحَال إِلَى الْمَكَان أَي تحول قَوْله الْحِوَالَة مَشْهُورَة وَهِي تحول الدّين قَوْله الحام أَي فَحل الْإِبِل قَوْله يحوى لَهَا بعباءة أَي يَجْعَل لَهَا حوية تركب عَلَيْهَا وَهِي كسَاء وَنَحْوه يحشى بِشَيْء ويدار حول سَنَام الْبَعِير وَهِي بِالتَّشْدِيدِ وَحكى التَّخْفِيف وَالْجمع الحوايا قَوْله الحوايا قَالَ بن عَبَّاس المباعر وَهِي تَسْمِيَة الشَّيْء بِمَا يحل فِيهِ فصل ح ي قَوْله شَرّ حيبة بِالْكَسْرِ أَي حَالَة والحيبة أَيْضا المسكنة وَالْحَاجة وَيُقَال فِيهَا حوبة بِالْوَاو وَيفتح أَوله وَيضم قَوْله فحاد أَي مَال قَوْله الْحيرَة بِالْكَسْرِ بلد بالعراق خربَتْ قَوْله الحيس هُوَ خلط الأقط بِالتَّمْرِ وَالسمن قَوْله تحوزونه أَي تؤوونه قَوْله من محيص أَي من مجيد أَو معدل وَقَوله فحاصوا أَي نفروا قَوْله الْحيض مَعْرُوف وَقَوله الْحَيْضَة بِالْفَتْح هِيَ الْمرة الْوَاحِدَة وَثيَاب حيضتي بِكَسْر الْحَاء أَي الْحَالة وَامْرَأَة حَائِض وَلَا يُقَال حائضة والاستحاضة مَعْرُوفَة وَهِي انفجار عرق من الْمَرْأَة يخرج الدَّم من فرجهَا وَالْمَرْأَة مُسْتَحَاضَة قَوْله وأحاطت بِهِ خطيئته وَقَوله وأحيط بهم أَي دنوا من الهلكة قَوْله حاق أَي نزل قَوْله يَحِيق بهم أَي ينزل قَوْله على حِيَال أُذُنه وَوَجهه أَي مُقَابِله قَوْله حَان وحانت أَي وَقع حينها ويتحينون الصَّلَاة أَي يطْلبُونَ حينها أَي وَقتهَا وَمِنْه تَحَيَّنُوا لَيْلَة الْقدر كُله من الْحِين وَقَوله ومتاعا إِلَى حِين
الرَّاء هُوَ بن عبَادَة الْقَيْسِي وعَوْف هُوَ بن أَبِي جَمِيلَةَ بِفَتْحِ الْجِيمِ الْأَعْرَابِيُّ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَإِنَّمَا قِيلَ لَهُ ذَلِكَ لِفَصَاحَتِهِ وَكُنْيَتُهُ أَبُو سَهْلٍ وَاسْمُ أَبِيهِ بَنْدَوَيْهِ بِمُوَحَّدَةٍ مَفْتُوحَةٍ ثُمَّ نُونٍ سَاكِنَةٍ ثُمَّ دَالٍ مُهْمَلَةٍ بِوَزْنِ رَاهْوَيْهِ وَالْحسن هُوَ بن أبي الْحسن الْبَصْرِيّ وَمُحَمّد هُوَ بن سِيرِينَ وَهُوَ مَجْرُورٌ بِالْعَطْفِ عَلَى الْحَسَنِ فَالْحَسَنُ وبن سِيرِينَ حَدَّثَا بِهِ عَوْفًا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أما مُجْتَمعين وَأما مُتَفَرّقين فَأَما بن سِيرِينَ فَسَمَاعُهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ صَحِيحٌ وَأَمَّا الْحَسَنُ فَمُخْتَلَفٌ فِي سَمَاعِهِ مِنْهُ وَالْأَكْثَرُ عَلَى نَفْيِهِ وَتَوْهِيمِ مَنْ أَثْبَتَهُ وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ كَثِيرُ الْإِرْسَالِ فَلَا تُحْمَلُ عَنْعَنَتُهُ عَلَى السَّمَاعِ وَإِنَّمَا أَوْرَدَهُ الْمُصَنِّفُ كَمَا سَمِعَ وَقَدْ وَقَعَ لَهُ نَظِيرُ هَذَا فِي قِصَّةِ مُوسَى فَإِنَّهُ أَخْرَجَ فِيهَا حَدِيثًا مِنْ طَرِيقِ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَأَخْرَجَ أَيْضًا فِي بَدْءِ الْخَلْقِ مِنْ طَرِيقِ عَوْفٍ عَنْهُمَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثًا آخَرَ وَاعْتِمَادُهُ فِي كُلِّ ذَلِكَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَوْلُهُ مَنِ اتَّبَعَ هُوَ بِالتَّشْدِيدِ وَلِلْأَصِيلِيِّ تَبِعَ بِحَذْفِ الْأَلِفِ وَكَسْرِ الْمُوَحَّدَةِ وَقَدْ تَمَسَّكَ بِهَذَا اللَّفْظِ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْمَشْيَ خَلْفَهَا أَفْضَلُ وَلَا حُجَّةَ فِيهِ لِأَنَّهُ يُقَالُ تَبِعَهُ إِذَا مَشَى خَلْفَهُ أَوْ إِذَا مَرَّ بِهِ فَمَشَى مَعَهُ وَكَذَلِكَ اتَّبَعَهُ بِالتَّشْدِيدِ وَهُوَ افْتَعَلَ مِنْهُ فَإِذَا هُوَ مَقُولٌ بِالِاشْتِرَاكِ وَقَدْ بَيَّنَ الْمُرَادَ الْحَدِيثُ الآخر الْمُصَحح عِنْد بن حبَان وَغَيره من حَدِيث بن عُمَرَ فِي الْمَشْيِ أَمَامَهَا وَأَمَّا أَتْبَعَهُ بِالْإِسْكَانِ فَهُوَ بِمَعْنَى لَحِقَهُ إِذَا كَانَ سَبَقَهُ وَلَمْ تَأْتِ بِهِ الرِّوَايَةُ هُنَا قَوْلُهُ وَكَانَ مَعَهُ أَيْ مَعَ الْمُسْلِمِ وَلِلْكُشْمِيهَنِيِّ مَعَهَا أَيْ مَعَ الْجِنَازَةِ قَوْلُهُ حَتَّى يُصَلِّيَ بِكَسْرِ اللَّامِ وَيُرْوَى بِفَتْحِهَا فَعَلَى الْأَوَّلِ لَا يَحْصُلُ الْمَوْعُودُ بِهِ إِلَّا لِمَنْ تُوجَدُ مِنْهُ الصَّلَاةُ وَعَلَى الثَّانِي قَدْ يُقَالُ يَحْصُلُ لَهُ ذَلِكَ وَلَوْ لَمْ يُصَلِّ أَمَّا إِذَا قَصَدَ الصَّلَاةَ وَحَالَ دُونِهُ مَانِعٌ فَالظَّاهِرُ حُصُولُ الثَّوَابِ لَهُ مُطْلَقًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَوْلُهُ وَيُفْرَغُ بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَفَتْحِ الرَّاءِ وَيُرْوَى بِالْعَكْسِ وَقَدْ أَثْبَتَتْ هَذِهِ الرِّوَايَةَ أَنَّ الْقِيرَاطَيْنِ إِنَّمَا يَحْصُلَانِ بِمَجْمُوعِ الصَّلَاةِ وَالدَّفْنِ وَأَنَّ الصَّلَاةَ دُونَ الدَّفْنِ يَحْصُلُ بِهَا قِيرَاطٌ وَاحِدٌ وَهَذَا هُوَ الْمُعْتَمَدُ خِلَافًا لِمَنْ تَمَسَّكَ بِظَاهِرِ بَعْضِ الرِّوَايَاتِ فَزَعَمَ أَنَّهُ يَحْصُلُ بِالْمَجْمُوعِ ثَلَاثَةُ قَرَارِيطَ وَسَنَذْكُرُ بَقِيَّةَ مَبَاحِثِهِ وَفَوَائِدِهِ فِي كِتَابِ الْجَنَائِزِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْلُهُ تَابَعَهُ أَي روح بن عبَادَة وَعُثْمَان هُوَ بن الْهَيْثَمِ وَهُوَ مِنْ شُيُوخِ الْبُخَارِيِّ فَإِنْ كَانَ سَمِعَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْهُ فَهُوَ لَهُ أَعْلَى بِدَرَجَةٍ لَكِنَّهُ ذَكَرَ الْمَوْصُولَ عَنْ رَوْحٍ لِكَوْنِهِ أَشَدَّ إِتْقَانًا مِنْهُ وَنَبَّهَ بِرِوَايَةِ عُثْمَانَ عَلَى أَنَّ الِاعْتِمَادَ فِي هَذَا السَّنَدِ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ فَقَطْ لِأَنَّهُ لَمْ يَذْكُرِ الْحَسَنَ فَكَأَنَّ عَوْفًا كَانَ رُبَّمَا ذَكَرَهُ وَرُبَّمَا حَذَفَهُ وَقَدْ حَدَّثَ بِهِ الْمَنْجُوفِيُّ شَيْخُ الْبُخَارِيِّ مَرَّةً بِإِسْقَاطِ الْحَسَنِ أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْمُسْتَخْرَجِ مِنْ طَرِيقِهِ وَمُتَابَعَةُ عُثْمَانَ هَذِهِ وَصَلَهَا أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْمُسْتَخْرَجِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ بْنِ حَمْزَةَ حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبِ بْنُ أَبِي عَوَانَةَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَلَفْظُهُ مُوَافِقٌ لِرِوَايَةِ رَوْحٍ إِلَّا فِي قَوْلِهِ وَكَانَ مَعَهَا فَإِنَّهُ قَالَ بَدَلَهَا فَلَزِمَهَا وَفِي قَوْلِهِ وَيُفْرَغُ مِنْ دَفْنِهَا فَإِنَّهُ قَالَ بَدَلَهَا وَتُدْفَنُ وَقَالَ فِي آخِرِهِ فَلَهُ قِيرَاطٌ بَدَلَ قَوْلِهِ فَإِنَّهُ يَرْجِعُ بِقِيرَاطٍ وَالْبَاقِي سَوَاءٌ وَلِهَذَا الِاخْتِلَافِ فِي اللَّفْظِ قَالَ الْمُصَنِّفُ نَحْوَهُ وَهُوَ بِفَتْحِ الْوَاوِ أَيْ بِمَعْنَاهُ

الصفحة 109