كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

بخطامه هُوَ الْحَبل يشد على رَأس الْبَعِير وَمِنْه مَخْطُوم وَقَوله خطم بِأَنْفِهِ أَي جَاءَت الضَّرْبَة فِي مَوضِع الخطام والخطم مقدم الْأنف وَمِنْه خطم الْجَبَل قَوْله تخط رِجْلَاهُ وَقَوله يخطان هُوَ من الخطو وَقَوله خطوَات جمع خطْوَة وَهُوَ بِالضَّمِّ مَا بَين نقل الْقدَم فِي الْمَشْي وبالفتح الْمصدر وَيُقَال خطوت خطْوَة وَاحِدَة وَجَمعهَا خطوَات بِالْفَتْح وَجَمعهَا أَيْضا خطا وَمِنْه كَثْرَة الخطا فصل خَ ف قَوْله خفت بِكَسْر الْفَاء أَي مَاتَ أَو قرب من الْمَوْت قَوْله لَا تخفروا وَقَوله إِنَّا كرهنا أَن نخفرك يُقَال أخفرت الرجل إِذا غدرت بِهِ وخفرته إِذا أجرته قَوْله فخفضهم أَي سكتهم وَقَوله فخفضت عاليه أَي أملته وَقَوله فخفضوا أَصْوَاتهم أَي أخفوها وَقَوله فخفض الْبَصَر أَي أماله وَمِنْه يخْفض الْقسْط وَيَرْفَعهُ وَقَوله خافضة أَي تخْفض قوما إِلَى النَّار رَافِعَة أَي ترفع قوما إِلَى الْجنَّة قَوْله وأخفاؤهم بِالتَّشْدِيدِ وخفافهم بِالتَّخْفِيفِ جمع خَفِيف قَوْله خف غلاف للرجل من جُلُود قَوْله الخفقة كالسنة من النّوم وَأَصله ميل الرَّأْس قَوْله من طرف خَفِي أَي ذليل كَذَا فِي الأَصْل وَهُوَ تَفْسِير بِالْمَعْنَى وَقَوله أخف علينا أَمر بالإخفاء وَقَوله يتخافتون أَي يتناجون سرا قَوْله خَافت أَي سارر فصل خَ ل قَوْله خلأت الْقَصْوَاء بِفتْحَتَيْنِ مهموزا أَي امْتنعت من الْمَشْي وَهُوَ كالحران للْفرس قَوْله حبب إِلَيْهِ الْخَلَاء بِالْمدِّ أَي الْخلْوَة قَوْله إِن كَانَ خلبها أَي خدعها قَوْله لَا خلابة أَي لَا خديعة قَوْله خلبة بِالضَّمِّ هُوَ لِيف وَيُطلق على الْحَبل الْمُتَّخذ مِنْهُ قَوْله خليج أَي نهر يخرج من جنب وخليج الْوَادي جَانِبه قَوْله اختلجوا دوني أَي اقتطعوا أَو انتزعوا مني وَمِنْه ليختلجن قَوْله يختلسه الشَّيْطَان أَي يَأْخُذهُ سَرقَة بِسُرْعَة قَوْله أخْلص إِلَيْهِ بِضَم اللَّام وَقَوله خلصت إِلَى عظمي وَقَوله خلص إِلَى من عمله وَقَوله لسنا نخلص إِلَيْك وَقَوله نخلص فِي أهل الْفِقْه وَقَوله إِذا خلص الْمُؤْمِنُونَ قَالَ فِي البارع خلص فلَان إِلَى فلَان وصل إِلَيْهِ وَيُطلق على السَّلامَة والنجاة وَقَوله ورهطك المخلصين بِفَتْح اللَّام أَي المختارين والمخلص بِالْكَسْرِ السَّالِم من الرِّيَاء وَقَوله خلصوا نجيا قَالَ فِي الأَصْل مَعْنَاهُ اعتزلوا قَوْله ذُو الخلصة هُوَ بَيت صنم كَانَ بِبِلَاد دوس قَوْله خليطين أَي شَرِيكَيْنِ والخلطاء الشُّرَكَاء والخلط من التَّمْر بِمَعْنى الْمَخْلُوط وَقَوله مَا لَهُ خلط أَي مَا يخالطه شَيْء من ثفل الطَّعَام إِذا خرج قَوْله الْخلْع بِالضَّمِّ وَسُكُون اللَّام مَعْرُوف فِي أَبْوَاب الطَّلَاق قَوْله وَقد كَانَت هُذَيْل خلعوا خليعا ومخلوعا أَي أَخْرجُوهُ من حلفهم فكأنهم نزعوا الْيَمين الَّتِي لبسوها مَعَه قَوْله تخْتَلف أَيْدِينَا أَي يضع هَذَا حِين يرفع هَذَا قَوْله لخلوف فَم الصَّائِم أَي تغير رَائِحَته قَالَ عِيَاض الْأَكْثَر يَقُولُونَهُ بِالْفَتْح وَبَعْضهمْ بِالضَّمِّ وَبَعْضهمْ بهما قَوْله ونفرنا خلوف بِالضَّمِّ أَي رجالنا غيب قَوْله الْخَوَالِف الخالف الَّذِي خَلفك فَقعدَ بعْدك وَمِنْه يخلفه فِي الغابرين قَوْله خَلفه لمن أَرَادَ أَن يذكر قَالَ فِي الأَصْل من فَاتَهُ عمل من اللَّيْل أدْركهُ بِالنَّهَارِ قَوْله أَو ليخالفن الله بَين وُجُوهكُم قيل تحول إِلَى أقفائهم قَوْله أَو خلفات بِكَسْر اللَّام جمع خَلفه وَهِي الَّتِي يمْضِي لَهَا نصف الْحمل قَوْله خِلافك وخلفك وَاحِد أَي من بعْدك قَوْله مخلافان أَي إقليمان وَهُوَ بلغَة الْيمن قَوْله ولجعلت لَهُ خلفا بِسُكُون اللَّام أَي بَابا فِي الظّهْر قَوْله إِذا وعد أخلف أَي فعل خلاف مَا ذكر أَنه يَفْعَله قَوْله ثمَّ أُخَالِف إِلَيّ رجال أَي أقصدهم من خَلفهم
أَي قد يؤول هَذَا الْفِعْلُ بِشُؤْمِهِ إِلَى الْكُفْرِ وَهَذَا بَعِيدٌ وَأَبْعَدُ مِنْهُ حَمْلُهُ عَلَى الْمُسْتَحِلِّ لِذَلِكَ لِأَنَّهُ لَا يُطَابِقُ التَّرْجَمَةَ وَلَوْ كَانَ مُرَادًا لَمْ يَحْصُلِ التَّفْرِيقُ بَيْنَ السِّبَابِ وَالْقِتَالِ فَإِنَّ مُسْتَحِلَّ لَعْنِ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ تَأْوِيلٍ يَكْفُرُ أَيْضًا ثُمَّ ذَلِكَ مَحْمُولٌ عَلَى مَنْ فَعَلَهُ بِغَيْرِ تَأْوِيلٍ وَقَدْ بَوَّبَ عَلَيْهِ الْمُصَنِّفُ فِي كِتَابِ الْمُحَارِبِينَ كَمَا سَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَمِثْلُ هَذَا الْحَدِيثِ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ فَفِيهِ هَذِهِ الْأَجْوِبَةُ وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الْفِتَنِ وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وتكفرون بِبَعْض بَعْدَ قَوْلِهِ ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وتخرجون فريقا مِنْكُم من دِيَارهمْ الْآيَةَ فَدَلَّ عَلَى أَنَّ بَعْضَ الْأَعْمَالِ يُطْلَقُ عَلَيْهِ الْكُفْرُ تَغْلِيظًا وَأَمَّا قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ لَعْنُ الْمُسْلِمِ كَقَتْلِهِ فَلَا يُخَالِفُ هَذَا الْحَدِيثَ لِأَنَّ الْمُشَبَّهَ بِهِ فَوْقَ الْمُشَبَّهِ وَالْقَدْرُ الَّذِي اشْتَرَكَا فِيهِ بُلُوغُ الْغَايَةِ فِي التَّأْثِيرِ هَذَا فِي الْعَرْضِ وَهَذَا فِي النَّفْسِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَقَدْ وَرَدَ لِهَذَا الْمَتْنِ سَبَبٌ ذَكَرْتُهُ فِي أَوَّلِ كِتَابِ الْفِتَنِ فِي أَوَاخِرِ الصَّحِيحِ

[49] قَوْلُهُ عَنْ حُمَيْدٍ هُوَ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسٍ وَلِلْأَصِيلِيِّ حَدَّثَنَاهُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فَأَمِنَّا تَدْلِيسَ حُمَيْدٍ وَهُوَ مِنْ رِوَايَةِ صَحَابِيٍّ عَنْ صَحَابِيٍّ أَنَسٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَوْلُهُ خَرَجَ يُخْبِرُ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ أَيْ بِتَعْيِينِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ قَوْلُهُ فَتَلَاحَى بِفَتْحِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ مُشْتَقٌّ مِنَ التَّلَاحِي بِكَسْرِهَا وَهُوَ التَّنَازُع والمخاصمة وَالرجلَانِ أَفَادَ بن دِحْيَةَ أَنَّهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حَدْرَدٍ بِحَاءٍ مَفْتُوحَةٍ وَدَالٍ سَاكِنَةٍ مُهْمَلَتَيْنِ ثُمَّ رَاءٍ مَفْتُوحَةٍ وَدَالٍ مُهْمَلَةٍ أَيْضًا وَكَعْبُ بْنُ مَالِكٍ وَقَوْلُهُ فَرُفِعَتْ أَيْ فَرُفِعَ تَعْيِينُهَا عَنْ ذِكْرِي هَذَا هُوَ الْمُعْتَمَدُ هُنَا وَالسَّبَبُ فِيهِ مَا أَوْضَحَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ قَالَ فَجَاءَ رَجُلَانِ يَحْتَقَّانِ بِتَشْدِيدِ الْقَافِ أَيْ يَدَّعِي كُلٌّ مِنْهُمَا أَنَّهُ الْمُحِقُّ مَعَهُمَا الشَّيْطَانُ فَنَسِيتُهَا قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْمُخَاصَمَةَ مَذْمُومَةٌ وَأَنَّهَا سَبَبٌ فِي الْعُقُوبَةِ الْمَعْنَوِيَّةِ أَيِ الْحِرْمَانِ وَفِيهِ أَنَّ الْمَكَانَ الَّذِي يَحْضُرُهُ الشَّيْطَانُ تُرْفَعُ مِنْهُ الْبَرَكَةُ وَالْخَيْرُ فَإِنْ قِيلَ كَيْفَ تَكُونُ الْمُخَاصَمَةُ فِي طَلَبِ الْحَقِّ مَذْمُومَةً قُلْتُ إِنَّمَا كَانَتْ كَذَلِكَ لِوُقُوعِهَا فِي الْمَسْجِدِ وَهُوَ مَحَلُّ الذِّكْرِ لَا اللَّغْوِ ثُمَّ فِي الْوَقْتِ الْمَخْصُوصِ أَيْضًا بِالذِّكْرِ لَا اللَّغْوِ وَهُوَ شَهْرُ رَمَضَانَ فَالذَّمُّ لِمَا عَرَضَ فِيهَا لَا لِذَاتِهَا ثُمَّ إِنَّهَا مُسْتَلْزِمَةٌ لِرَفْعِ الصَّوْتِ وَرَفْعُهُ بِحَضْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْهِيٌّ عَنْهُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى لَا تَرفعُوا أَصْوَاتكُم فَوق صَوت النَّبِي إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تشعرون وَمِنْ هُنَا يَتَّضِحُ مُنَاسَبَةُ هَذَا الْحَدِيثِ لِلتَّرْجَمَةِ وَمُطَابَقَتُهَا لَهُ وَقَدْ خَفِيَتْ عَلَى كَثِيرٍ مِنَ الْمُتَكَلِّمِينَ عَلَى هَذَا الْكِتَابِ فَإِنْ قِيلَ قَوْلُهُ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ يَقْتَضِي الْمُؤَاخَذَةَ بِالْعَمَلِ الَّذِي لَا قَصْدَ فِيهِ فَالْجَوَابُ أَنَّ الْمُرَادَ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ بِالْإِحْبَاطِ لِاعْتِقَادِكُمْ صِغَرَ الذَّنْبِ فَقَدْ يَعْلَمُ الْمَرْءُ الذَّنْبَ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُ أَنَّهُ كَبِيرَةٌ كَمَا قِيلَ فِي قَوْلِهِ إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ أَيْ عِنْدَهُمَا ثُمَّ قَالَ وَإِنَّهُ لَكَبِيرٌ أَيْ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ وَأَجَابَ الْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ

الصفحة 113