كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

فِي ثَوْبه أَي غيبته قَوْله دساها أَي أغواها وَأَصله دسس أَي وضع الشَّيْء بخفية قَوْله فِي دسكرة بحمص الدسكرة بِنَاء كالقصر قَوْله دسماء وَكَذَا دسمة أَي متغيرة اللَّوْن إِلَى السوَاد أَي وسخة كَالثَّوْبِ الَّذِي أَصَابَهُ الدسم من الزَّيْت وَنَحْوه وَكَانَ ذَلِك من الْعرق وَقيل كَانَ ذَلِك لَوْنهَا الْأَصْلِيّ فَإِن فِي بعض الرِّوَايَات سَوْدَاء فصل د ع قَوْله أدعج أَي شَدِيد سَواد الْعين قَوْله يدعونَ أَي يدْفَعُونَ من دععت كَذَا فِي الأَصْل قَوْله فذعته يَأْتِي فِي الذَّال الْمُعْجَمَة قَوْله من لم يجب الدعْوَة بِفَتْح الدَّال عَليّ الْمَشْهُور هِيَ الطَّعَام قَوْله بدعوي الْجَاهِلِيَّة هِيَ قَوْلهم يَا آل فلَان وَمِنْه حَتَّى تداعوا قَوْله بِدِعَايَةِ الْإِسْلَام بِكَسْر الدَّال بدعوته وَهِي التَّوْحِيد قَوْله دعاة على أَبْوَاب جَهَنَّم أَي يدعونَ النَّاس إِلَى الْعَمَل بِمَا يولج فِيهَا قَوْله دعار طَيء بِضَم أَوله وَالتَّشْدِيد جمع داعر وَهُوَ الشرير وَيُطلق على الْمُفْسد وَالسَّارِق فصل دغ قَوْله تدغرون أَوْلَادكُنَّ بِفَتْح أَوله هُوَ غمز الْحلق بِسَبَب الْعذرَة وَهِي الْمُسَمَّاة بِسُقُوط اللهاة فصل دف قَوْله بَين الدفتين أَي حافتي الْمُصحف قَوْله دفت دافة الدُّف بِالْفَتْح السّير الَّذِي لَيْسَ بشديد قَوْله تدففان أَي تضربان بالدف وَهُوَ بِالضَّمِّ وَيفتح وَهُوَ الَّذِي يضْرب بِهِ فِي الأعراس قَوْله دف نعليك بِالْفَتْح أَي صَوت مشيتك فيهمَا قَوْله الدفء مَا استدفأت بِهِ فصل د ق قَوْله فاندقت عُنُقهَا أَي انْكَسَرت قَوْله دق الْبَاب أَي ضربه فصل د ك قَوْله دكت أَي زلزلت وَقَوله فدكتا وَقَوله فدككن جعل الْجبَال وَاحِدَة قَوْله حَتَّى دكن أَي صَار لَونه أدكن وَهُوَ الشَّديد السوَاد قَوْله دكه دكا أَي ألزقه بِالْأَرْضِ وناقة دَكَّاءُ لَا سَنَامَ لَهَا وَالدِّكْدَاكُ مِنَ الْأَرْضِ مثله فصل د ل قَوْله والدلجة هُوَ بِالضَّمِّ وَسُكُون اللَّام سير اللَّيْل كُله وَيُقَال بِفَتْح الدَّال وبفتح اللَّام أَيْضا وَكَذَلِكَ قَوْله فأدلجوا قيل هُوَ سير اللَّيْل كُله وَيُقَال أدْلج بِالتَّشْدِيدِ سَار آخر اللَّيْل وأدلج بِالتَّخْفِيفِ سَار اللَّيْل كُله وَهَذَا قَول الْأَكْثَر وَقَوله فلقيناه مدلجا هُوَ من أدْلج أَي سَار آخر اللَّيْل قَوْله تندلق اقتابه أَي تخرج أمعاؤه قَوْله دلك أَي عالج إِخْرَاج الْوَسخ قَوْله دلوك الشَّمْس هُوَ من زَوَالهَا عَن الاسْتوَاء وَيَأْتِي بِمَعْنى الْغُرُوب قَوْله دلّ الطَّرِيق أَي هدايته قَوْله أشبه النَّاس سمتا ودلا أَي هَديا وَهِي الطَّرِيقَة الْحَسَنَة فصل د م قَوْله من ديماس بِكَسْر أَوله وَيفتح أَي حمام قَوْله دموا وَجهه أَي جرحوه فَخرج مِنْهُ الدَّم قَوْله الدمَان بِالْفَتْح وَالضَّم وَتَخْفِيف الْمِيم هُوَ فَسَاد الطّلع وَيُقَال إِن داله مُثَلّثَة فصل د ن قَوْله الدنس أَي الْوَسخ قَوْله الدنان بِكَسْر الدَّال جمع دن بِالْفَتْح وَهِي الخابية قَوْله دانية أَي قريبَة قَوْله الْجَمْرَة الدُّنْيَا بِكَسْر الدَّال وَضمّهَا أَي الْقَرِيبَة قَوْله الدنية أَي الحقيرة وزنا وَمعنى
عُثْمَانَ بْنِ غِيَاثٍ فَإِنَّ فِيهَا فَنَظَرَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ فَقَالُوا مَا نَعْرِفُ هَذَا وَأَفَادَ مُسْلِمٌ فِي رِوَايَةِ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ سَبَبَ وُرُودِ هَذَا الْحَدِيثِ فَعِنْدَهُ فِي أَوَّلِهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَلُونِي فَهَابُوا أَنْ يَسْأَلُوهُ قَالَ فَجَاءَ رَجُلٌ وَوَقع فِي رِوَايَة بن مَنْدَهْ مِنْ طَرِيقِ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ عَنْ كَهْمَسٍ بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَكَأَنَّ أَمْرَهُ لَهُمْ بِسُؤَالِهِ وَقَعَ فِي خُطْبَتِهِ وَظَاهِرُهُ أَنَّ مَجِيءَ الرَّجُلِ كَانَ فِي حَالِ الْخُطْبَةِ فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ وَافَقَ انْقِضَاءَهَا أَوْ كَانَ ذَكَرَ ذَلِكَ الْقَدْرَ جَالِسًا وَعَبَّرَ عَنْهُ الرَّاوِي بِالْخُطْبَةِ قَوْلُهُ فَقَالَ زَادَ الْمُصَنِّفُ فِي التَّفْسِيرِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْإِيمَانُ فَإِنْ قِيلَ فَكَيْفَ بَدَأَ بِالسُّؤَالِ قَبْلَ السَّلَامِ أُجِيبَ بِأَنَّهُ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مُبَالَغَةً فِي التَّعْمِيَةِ لِأَمْرِهِ أَوْ لِيُبَيِّنَ أَنَّ ذَلِكَ غَيْرُ وَاجِبٍ أَوْ سَلَّمَ فَلَمْ يَنْقُلْهُ الرَّاوِي قُلْتُ وَهَذَا الثَّالِثُ هُوَ الْمُعْتَمَدُ فَقَدْ ثَبَتَ فِي رِوَايَةِ أَبِي فَرْوَةَ فَفِيهَا بَعْدَ قَوْلِهِ كَأَنَّ ثِيَابَهُ لَمْ يَمَسَّهَا دَنَسٌ حَتَّى سَلَّمَ مِنْ طَرَفِ الْبِسَاطِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ قَالَ أَدْنُو يَا مُحَمَّدُ قَالَ ادْنُ فَمَا زَالَ يَقُولُ أَدْنُو مِرَارًا وَيَقُولُ لَهُ ادن وَنَحْوه فِي رِوَايَة عَطاء عَن بن عُمَرَ لَكِنْ قَالَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَفِي رِوَايَةِ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَدْنُو مِنْكَ قَالَ ادْنُ وَلَمْ يَذْكُرِ السَّلَامَ فَاخْتَلَفَتِ الرِّوَايَاتُ هَلْ قَالَ لَهُ يَا مُحَمَّدُ أَوْ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ سلم أَولا فَأَمَّا السَّلَامُ فَمَنْ ذَكَرَهُ مُقَدَّمٌ عَلَى مَنْ سَكَتَ عَنْهُ وَقَالَ الْقُرْطُبِيُّ بِنَاءً عَلَى أَنَّهُ لَمْ يُسَلِّمْ وَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّهُ أَرَادَ بِذَلِكَ التَّعْمِيَةَ فَصَنَعَ صَنِيعَ الْأَعْرَابِ قُلْتُ وَيُجْمَعُ بَيْنَ الرِّوَايَتَيْنِ بِأَنَّهُ بَدَأَ أَوَّلًا بِنِدَائِهِ بِاسْمِهِ لِهَذَا الْمَعْنَى ثُمَّ خَاطَبَهُ بِقَوْلِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَوَقَعَ عِنْدَ الْقُرْطُبِيِّ أَنَّهُ قَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا مُحَمَّدُ فَاسْتَنْبَطَ مِنْهُ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِلدَّاخِلِ أَنْ يُعَمِّمَ بِالسَّلَامِ ثُمَّ يُخَصِّصَ مَنْ يُرِيدُ تَخْصِيصَهُ انْتَهَى وَالَّذِي وَقَفْتُ عَلَيْهِ مِنَ الرِّوَايَاتِ إِنَّمَا فِيهِ الْإِفْرَادُ وَهُوَ قَوْلُهُ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ قَوْلُهُ مَا الْإِيمَانُ قِيلَ قَدَّمَ السُّؤَالَ عَنِ الْإِيمَانِ لِأَنَّهُ الْأَصْلُ وَثَنَّى بِالْإِسْلَامِ لِأَنَّهُ يُظْهِرُ مِصْدَاقَ الدَّعْوَى وَثَلَّثَ بِالْإِحْسَانِ لِأَنَّهُ مُتَعَلِّقٌ بِهِمَا وَفِي رِوَايَةِ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ بَدَأَ بِالْإِسْلَامِ لِأَنَّهُ بِالْأَمْرِ الظَّاهِرِ وَثَنَّى بِالْإِيمَانِ لِأَنَّهُ بِالْأَمْرِ الْبَاطِنِ وَرَجَّحَ هَذَا الطِّيبِيُّ لِمَا فِيهِ مِنَ التَّرَقِّي وَلَا شَكَّ أَنَّ الْقِصَّةَ وَاحِدَةٌ اخْتَلَفَ الرُّوَاةُ فِي تَأْدِيَتِهَا وَلَيْسَ فِي السِّيَاقِ تَرْتِيبٌ وَيَدُلُّ عَلَيْهِ رِوَايَةُ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ فَإِنَّهُ بَدَأَ بِالْإِسْلَامِ وَثَنَّى بِالْإِحْسَانِ وَثَلَّثَ بِالْإِيمَانِ فَالْحَقُّ أَنَّ الْوَاقِعَ أَمْرٌ وَاحِدٌ وَالتَّقْدِيمُ وَالتَّأْخِيرُ وَقَعَ مِنَ الرُّوَاةِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَوْلُهُ قَالَ الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ إِلَخْ دَلَّ الْجَوَابُ أَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنْ مُتَعَلِّقَاتِهِ لَا عَنْ مَعْنَى لَفْظِهِ وَإِلَّا لَكَانَ الْجَوَابُ الْإِيمَانُ التَّصْدِيقُ وَقَالَ الطِّيبِيُّ هَذَا يُوهِمُ التَّكْرَارَ وَلَيْسَ كَذَلِكَ فَإِنَّ قَوْلَهُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ مُضَمَّنٌ مَعْنَى أَنْ تَعْتَرِفَ بِهِ وَلِهَذَا عَدَّاهُ بِالْبَاءِ أَيْ أَنْ تُصَدِّقَ مُعْتَرِفًا بِكَذَا قُلْتُ وَالتَّصْدِيقُ أَيْضًا يُعَدَّى بِالْبَاءِ فَلَا يَحْتَاجُ إِلَى دَعْوَى التَّضْمِينِ وَقَالَ الْكِرْمَانِيُّ لَيْسَ هُوَ تَعْرِيفًا لِلشَّيْءِ بِنَفْسِهِ بَلِ الْمُرَادُ مِنَ الْمَحْدُودِ الْإِيمَانُ الشَّرْعِيُّ وَمِنَ الْحَدِّ الْإِيمَانُ اللُّغَوِيُّ قُلْتُ وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّهُ إِنَّمَا أَعَادَ لَفْظَ الْإِيمَانِ لِلِاعْتِنَاءِ بِشَأْنِهِ تَفْخِيمًا لِأَمْرِهِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أول مرّة فِي جَوَابِ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ يَعْنِي أَنَّ قَوْلَهُ أَنْ تُؤْمِنَ يَنْحَلُّ مِنْهُ الْإِيمَانُ فَكَأَنَّهُ قَالَ الْإِيمَانُ الشَّرْعِيُّ تَصْدِيقٌ مَخْصُوصٌ وَإِلَّا لَكَانَ الْجَوَابُ الْإِيمَانُ التَّصْدِيقُ وَالْإِيمَانُ بِاللَّهِ هُوَ التَّصْدِيقُ بِوُجُودِهِ وَأَنَّهُ مُتَّصِفٌ بِصِفَاتِ الْكَمَالِ مُنَزَّهٌ عَنْ صِفَاتِ النَّقْصِ قَوْلُهُ وَمَلَائِكَتِهِ الْإِيمَانُ بِالْمَلَائِكَةِ هُوَ التَّصْدِيقُ بِوُجُودِهِمْ وَأَنَّهُمْ كَمَا وَصَفَهُمُ الله تَعَالَى عباد مكرمون وَقَدَّمَ الْمَلَائِكَةَ عَلَى الْكُتُبِ وَالرُّسُلِ نَظَرًا لِلتَّرْتِيبِ الْوَاقِعِ لِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَرْسَلَ الْمَلَكَ بِالْكِتَابِ إِلَى الرَّسُولِ وَلَيْسَ فِيهِ مُتَمَسَّكٌ لِمَنْ فَضَّلَ الْمَلَكَ عَلَى الرَّسُولِ قَوْلُهُ وَكُتُبِهِ هَذِهِ عِنْدَ الْأَصِيلِيِّ هُنَا وَاتَّفَقَ الرُّوَاةُ عَلَى ذِكْرِهَا فِي التَّفْسِيرِ وَالْإِيمَانُ بِكُتُبِ اللَّهِ التَّصْدِيقُ بِأَنَّهَا كَلَامُ اللَّهِ وَأَنَّ مَا تَضَمَّنَتْهُ

الصفحة 117