كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

هم الَّذين يَخُوضُونَ فِي الْفِتَن وَغَيرهَا قَوْله كنت أرجل رَأسه أَي أسرح شعره وَمِنْه قَوْله أَرَادَ الْحَج فَرجل أَي شعر رَأسه وَمِنْه قَوْله الْمرجل بِالتَّشْدِيدِ وَأما الْمرجل بِكَسْر أَوله وَسُكُون الرَّاء فَهُوَ الْقدر قَوْله فَمَا ترجل النَّهَار أَي ارْتَفع قَوْله المترجلات من النِّسَاء أَي المتشبهات بِالرِّجَالِ قَوْله برجلك الرجل الرجالة وَقَول الشَّاعِر ورجلة يضْربُونَ الْبيض هُوَ جمع رجل على غير قِيَاس قَوْله لأرجمنك أَي لأشتمنك وَقيل لأهجرنك وَأما قَوْله أَن ترجمون فَقيل مَعْنَاهُ الْقَتْل وَمِنْه لتكونن من المرجومين قَوْله ترجين النِّكَاح بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيد من الرَّجَاء وَهُوَ الأمل وَيَجِيء أَيْضا بِمَعْنى الْخَوْف وَمِنْه لَا ترجون لله وقارا أَي لَا تخافون عَظمته كَذَا فِي الأَصْل وَمثله فَمن كَانَ يَرْجُو لِقَاء ربه أَي يخافه يُقَال فِي الأمل رَجَوْت ورجيت بِالْوَاو وبالياء وَفِي الْخَوْف بِالْوَاو لَا غير فصل ر ح قَوْله مرْحَبًا هِيَ كلمة تقال عِنْد إِرَادَة المبرة للقادم أَصْلهَا الرحب أَي صادفت حبا قَوْله رحب بِي أَي قَالَ لي مرْحَبًا قَوْله رحراح أَي وَاسع قَوْله الرحضاء بِضَم الرَّاء وَفتح الْحَاء وَالضَّاد الْمُعْجَمَة مَعَ الْمَدّ هُوَ عرق الْحمى قَوْله مراحيض جمع مرحاض وَهُوَ بَيت الْخَلَاء مَأْخُوذ من الرحض وَهُوَ الْغسْل قَوْله الرَّحِيق قَالَ بن عَبَّاس الْخمر وَقَالَ غَيره الشَّرَاب الَّذِي لَا غش فِيهِ قَوْله الرحلة فِي الْمَسْأَلَة النَّازِلَة أَي الرحيل بِسَبَب ذَلِك وَقَوله لَا تشد الرّحال وَقَوله على الرحل هُوَ مُفْرد الَّذِي قبله مَا يوضع على ظهر الْبَعِير تَحت الرَّاكِب يُقَال رحلت الْبَعِير بِالتَّخْفِيفِ أَي شددت عَلَيْهِ الرحل قَوْله صلَة الرَّحِم بِفَتْح الرَّاء وَكسر الْحَاء وذوو الرَّحِم هم الْأَقَارِب وَيَقَع عَليّ كل من يجمع بَينهمَا نسب من جِهَة النِّسَاء قَوْله الرَّحَى هِيَ الَّتِي يطحن فِيهَا مَعْرُوفَة فصل ر خَ قَوْله رخاء حَيْثُ أصَاب قَالَ مُجَاهِد أَي طيبَة وَقيل لينَة قَوْله الرُّخْصَة وَقَوله أرخص لَهُ هُوَ من ذَلِك وَهِي مُقَابلَة الْعَزِيمَة قَوْله بَايعه برخص أَي بِدُونِ قيمَة الْوَقْت قَوْله فِي شدَّة وَلَا رخاء أَي فِي ضيق وَلَا سَعَة قَوْله منزلي متراخ أَي بعيد فصل ر د قَوْله ردء الْإِسْلَام أَي عونهم وَقَالَ بن عَبَّاس ردا يصدقني يُقَال معينا وَيُقَال مغيثا قَوْله رداح بِالْفَتْح أَي ثَقيلَة ممتلئة قَوْله فارتدا أَي رجعا وَقَوله فرددتها عَلَيْهِ أَي أعدتها وَقَالَ بن عَبَّاس المتردية الَّتِي تتردى أَي تسْقط فتموت والمردودة من بَنَاته هِيَ الْمُطلقَة قَوْله فردتني أَي جعلته لي رِدَاء وَقيل مَعْنَاهُ صرفت بِهِ جوعي وَهُوَ غلط قَوْله ردع بِسُكُون الدَّال وبالعين الْمُهْملَة أَي صبغ وَقَوله ردغ بالغين الْمُعْجَمَة أَي طين كثير قَوْله ردف أَي أقترب قَوْله ردف فلَان بِكَسْر أَوله وَسُكُون الدَّال أَي رَاكب خَلفه يُقَال أردفته أَي حَملته خَلْفي وردفته أَي ركبت خَلفه فصل ر ز قَوْله لَا أرزأ وَقَوله مَا رزئنا وَقَوله فَلم يرزأني كُله من الرزء بِالْفَتْح وَهُوَ النَّقْص وَأما قَوْله الرزية فَهُوَ من الرزء بِالضَّمِّ وَهُوَ الْمُصِيبَة قَوْله ثَوْبَيْنِ رازقيين أَي من كتَّان أَبيض وَفِي اللَّوْن زرقة وَقيل الرازقي الضَّعِيف من كل شَيْء قَوْله حصان رزان أَي عَاقِلَة من الرزانة وَهُوَ الثَّبَات وَالْوَقار فصل ر س قَوْله الرس قَالَ هُوَ الْمَعْدن جمعه رساس وَقيل الرس الْفساد وَسمي أهل الرس بذلك
أَوْ لِأَنَّ الْفَرْقَ بِالْقِلَّةِ وَالْكَثْرَةِ إِنَّمَا هُوَ فِي النَّكِرَاتِ لَا فِي الْمَعَارِفِ أَوْ لِفَقْدِ جَمْعِ الْكَثْرَةِ لِلَفْظِ الشَّرْطِ وَفِي جَمِيعِ هَذِهِ الْأَجْوِبَةِ نَظَرٌ وَلَوْ أُجِيبَ بِأَنَّ هَذَا دَلِيلُ الْقَوْلِ الصَّائِرِ إِلَى أَنَّ أَقَلَّ الْجَمْعِ اثْنَانِ لَمَا بَعُدَ عَنِ الصَّوَابِ وَالْجَوَابُ الْمَرْضِيُّ أَنَّ الْمَذْكُورَ مِنَ الْأَشْرَاطِ ثَلَاثَةٌ وَإِنَّمَا بَعْضُ الرُّوَاةِ اقْتَصَرَ عَلَى اثْنَيْنِ مِنْهَا لِأَنَّهُ هُنَا ذَكَرَ الْوِلَادَةَ وَالتَّطَاوُلَ وَفِي التَّفْسِيرِ ذِكْرُ الْوِلَادَةِ وَتَرَؤُّسُ الْحُفَاةِ وَفِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ الَّتِي أخرج مُسلم إسنادها وسَاق بن خُزَيْمَةَ لَفْظَهَا عَنْ أَبِي حَيَّانَ ذِكْرُ الثَّلَاثَةِ وَكَذَا فِي مستخرج الْإِسْمَاعِيلِيّ من طَرِيق بن عُلَيَّةَ وَكَذَا ذَكَرَهَا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ وَوَقَعَ مِثْلُ ذَلِكَ فِي حَدِيثِ عُمَرَ فَفِي رِوَايَةِ كَهْمَسٍ ذِكْرُ الْوِلَادَةِ وَالتَّطَاوُلُ فَقَطْ وَوَافَقَهُ عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ وَفِي رِوَايَةِ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ذِكْرُ الثَّلَاثَة وَوَافَقَهُ عَطاء الخرساني وَكَذَا ذكرت فِي حَدِيث بن عَبَّاسٍ وَأَبِي عَامِرٍ قَوْلُهُ إِذَا وَلَدَتِ الْأَمَةُ رَبَّهَا وَفِي التَّفْسِيرِ رَبَّتَهَا بِتَاءِ التَّأْنِيثِ وَكَذَا فِي حَدِيثِ عُمَرَ وَلِمُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ مِثْلُهُ وَزَادَ يَعْنِي السَّرَارِيَّ وَفِي رِوَايَةِ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ إِذَا رَأَيْتَ الْمَرْأَةَ تَلِدُ رَبَّهَا وَنَحْوُهُ لِأَبِي فَرْوَةَ وَفِي رِوَايَةِ عُثْمَانَ بْنِ غِيَاثٍ الْإِمَاءُ أَرْبَابُهُنَّ بِلَفْظِ الْجَمْعِ وَالْمُرَادُ بِالرَّبِّ الْمَالِكُ أَوِ السَّيِّدُ وَقَدِ اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ قَدِيمًا وَحَدِيثًا فِي معنى ذَلِك قَالَ بن التِّينِ اخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى سَبْعَةِ أَوْجُهٍ فَذَكَرَهَا لَكِنَّهَا مُتَدَاخِلَةٌ وَقَدْ لَخَّصْتُهَا بِلَا تَدَاخُلٍ فَإِذَا هِيَ أَرْبَعَةُ أَقْوَالٍ الْأَوَّلُ قَالَ الْخَطَّابِيُّ مَعْنَاهُ اتِّسَاعُ الْإِسْلَامِ وَاسْتِيلَاءُ أَهْلِهِ عَلَى بِلَادِ الشِّرْكِ وَسَبْيُ ذَرَارِيِّهِمْ فَإِذَا مَلَكَ الرَّجُلُ الْجَارِيَةَ وَاسْتَوْلَدَهَا كَانَ الْوَلَدُ مِنْهَا بِمَنْزِلَةِ رَبِّهَا لِأَنَّهُ وَلَدُ سَيِّدِهَا قَالَ النَّوَوِيُّ وَغَيْرُهُ إِنَّهُ قَوْلُ الْأَكْثَرِينَ قُلْتُ لَكِنْ فِي كَوْنِهِ الْمُرَادَ نَظَرٌ لِأَنَّ اسْتِيلَادَ الْإِمَاءِ كَانَ مَوْجُودًا حِينَ الْمَقَالَةِ وَالِاسْتِيلَاءُ عَلَى بِلَادِ الشِّرْكِ وَسَبْيُ ذَرَارِيِّهِمْ وَاتِّخَاذُهُمْ سَرَارِيَّ وَقَعَ أَكْثَرُهُ فِي صَدْرِ الْإِسْلَامِ وَسِيَاقُ الْكَلَامِ يَقْتَضِي الْإِشَارَةَ إِلَى وُقُوعِ مَا لَمْ يَقَعْ مِمَّا سَيَقَعُ قُرْبَ قِيَامِ السَّاعَةِ وَقَدْ فَسَّرَهُ وَكِيع فِي رِوَايَة بن مَاجَهْ بِأَخَصَّ مِنَ الْأَوَّلِ قَالَ أَنْ تَلِدَ الْعَجَمُ الْعَرَبَ وَوَجَّهَهُ بَعْضُهُمْ بِأَنَّ الْإِمَاءَ يَلِدْنَ الْمُلُوكَ فَتَصِيرُ الْأُمُّ مِنْ جُمْلَةِ الرَّعِيَّةِ وَالْمَلِكُ سيد رَعيته وَهَذَا لإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ وقربه بَان الرُّؤَسَاءَ فِي الصَّدْرِ الْأَوَّلِ كَانُوا يَسْتَنْكِفُونَ غَالِبًا مِنْ وَطْءِ الْإِمَاءِ وَيَتَنَافَسُونَ فِي الْحَرَائِرِ ثُمَّ انْعَكَسَ الْأَمْرُ وَلَا سِيَّمَا فِي أَثْنَاءِ دَوْلَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ وَلَكِنَّ رِوَايَةَ رَبَّتَهَا بِتَاءِ التَّأْنِيثِ قَدْ لَا تُسَاعِدُ عَلَى ذَلِكَ وَوَجَّهَهُ بَعْضُهُمْ بِأَنَّ إِطْلَاقَ رَبَّتَهَا عَلَى وَلَدِهَا مَجَازٌ لِأَنَّهُ لَمَّا كَانَ سَبَبًا فِي عِتْقِهَا بِمَوْتِ أَبِيهِ أُطْلِقَ عَلَيْهِ ذَلِكَ وَخَصَّهُ بَعْضُهُمْ بِأَنَّ السَّبْيَ إِذَا كَثُرَ فَقَدْ يُسْبَى الْوَلَدُ أَوَّلًا وَهُوَ صَغِيرٌ ثُمَّ يُعْتَقُ وَيَكْبَرُ وَيَصِيرُ رَئِيسًا بَلْ مَلِكًا ثُمَّ تُسْبَى أُمُّهُ فِيمَا بَعْدُ فَيَشْتَرِيهَا عَارِفًا بِهَا أَوْ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ أَنَّهَا أُمُّهُ فَيَسْتَخْدِمُهَا أَوْ يَتَّخِذُهَا مَوْطُوءَةً أَوْ يُعْتِقُهَا وَيَتَزَوَّجُهَا وَقَدْ جَاءَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ بَعْلَهَا وَهِيَ عِنْدَ مُسْلِمٍ فَحُمِلَ عَلَى هَذِهِ الصُّورَةِ وَقِيلَ الْمُرَادُ بِالْبَعْلِ الْمَالِكُ وَهُوَ أَوْلَى لِتَتَّفِقَ الرِّوَايَاتُ الثَّانِي أَنْ تَبِيعَ السَّادَةُ أُمَّهَاتِ أَوْلَادِهِمْ وَيَكْثُرُ ذَلِكَ فَيَتَدَاوَلُ الْمُلَّاكُ الْمُسْتَوْلَدَةَ حَتَّى يَشْتَرِيَهَا وَلَدُهَا وَلَا يَشْعُرُ بِذَلِكَ وَعَلَى هَذَا فَالَّذِي يَكُونُ مِنَ الْأَشْرَاطِ غَلَبَةُ الْجَهْلِ بِتَحْرِيمِ بَيْعِ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ أَوِ الِاسْتِهَانَةُ بِالْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ فَإِنْ قِيلَ هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ مُخْتَلَفٌ فِيهَا فَلَا يَصْلُحُ الْحَمْلُ عَلَيْهَا لِأَنَّهُ لَا جَهْلَ وَلَا اسْتِهَانَةَ عِنْدَ الْقَائِلِ بِالْجَوَازِ قُلْنَا يَصْلُحُ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى صُورَةِ اتِّفَاقِيَّةٍ كَبَيْعِهَا فِي حَالِ حَمْلِهَا فَإِنَّهُ حَرَامٌ بِالْإِجْمَاعِ الثَّالِثُ وَهُوَ مِنْ نَمَطِ الَّذِي قَبْلَهُ قَالَ النَّوَوِيُّ لَا يَخْتَصُّ شِرَاءُ الْوَلَدِ أُمَّهُ بِأُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ بَلْ يُتَصَوَّرُ فِي غَيْرِهِنَّ بِأَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ حُرًّا مِنْ غَيْرِ سَيِّدِهَا بِوَطْءِ شُبْهَةٍ أَوْ رَقِيقًا بِنِكَاحٍ أَوْ زِنًا ثُمَّ تُبَاعُ الْأَمَةُ فِي الصُّورَتَيْنِ بَيْعًا صَحِيحًا وَتَدُورُ فِي الْأَيْدِي حَتَّى يَشْتَرِيَهَا ابْنُهَا أَوِ ابْنَتُهَا وَلَا يُعَكِّرُ عَلَى هَذَا تَفْسِيرُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ بِأَنَّ الْمُرَادَ السَّرَارِيُّ لِأَنَّهُ تَخْصِيصٌ بِغَيْرِ دَلِيلٍ الرَّابِعُ أَنْ يَكْثُرَ الْعُقُوقُ فِي الْأَوْلَادِ فَيُعَامِلُ الْوَلَدُ أُمَّهُ مُعَامَلَةَ السَّيِّدِ أَمَتَهُ مِنَ الْإِهَانَةِ بِالسَّبِّ

الصفحة 122