كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

لأَنهم رسوا نَبِيّهم أَي دسوه فِي بِئْر حَتَّى مَاتَ قَوْله راسيات أَي ثابتات قَوْله مرْسَاها أَي مقرها قَوْله على رسغه بِضَم الرَّاء أَي الْمفصل الَّذِي بَين الْكَفّ والساعد وَكَذَا مجمع السَّاق والقدم قَوْله يرسف فِي قيوده بِضَم السِّين وَيُقَال بِكَسْرِهَا هُوَ مَشى الْمُقَيد قَوْله على رسل بِكَسْر الرَّاء فسر فِي الحَدِيث وَهُوَ لبن المنحة يُقَال الرُّسُل بِالْفَتْح الْإِبِل وبالكسر اللَّبن وَقَوله على رِسْلكُمَا بِفَتْح الرَّاء وبكسرها أَي على هينتكما وَقيل بِالْكَسْرِ التؤدة وبالفتح الرِّفْق وَأَصله السّير البطيء وَمِنْه قَوْله مشي مسترسلا ويأتون أَرْسَالًا فصل ر ش قَوْله رشحهم الْمسك أَي عرقهم وَمِنْه قَوْله فِي رشحه قَوْله رشد بِكَسْر ثَانِيه وبفتحه هُوَ الصَّوَاب كَيْفَمَا تصرف قَوْله يرشون هُوَ صب المَاء مفرقا قَوْله ارشقوهم أَي ارموهم بِالنَّبلِ وَمِنْه قَوْله رشقتهم نبال ثَقِيف قَوْله الرِّشْوَة بِكَسْر الرَّاء وَبِضَمِّهَا أَي الْعَطِيَّة فِي الْبَاطِل وَالْجمع الرشا بِضَم الرَّاء وَالْقصر فصل ر ص قَوْله رصدته أَي رقبته وَقَوله أَخذ علينا بالرصد أَي الارتقاب وَمِنْه أرصده بِضَم الصَّاد أَي أرقبه وأرصد الله لَهُ ملكا أَي أقعده على طَرِيقه قَوْله بُنيان مرصوص قَالَ بن عَبَّاس ملصق بعضه بِبَعْض وَهُوَ قَول الْأَكْثَر وَقَالَ يحيى وَهُوَ الْفراء مبْنى بالرصاص قَوْله تراصوا أَي تلاصقوا قَوْله رصافة بِكَسْر الرَّاء أَي الْعقبَة الَّتِي تلوى على مدْخل النصل فِي السهْم فصل رض قَوْله ارضخى أَي أعْطى الرضخ وَهُوَ الشَّيْء الْقَلِيل بِالنِّسْبَةِ لغيره وَمِنْه يرْضخ لَهَا وَقَوله رضخ رَأسهَا أَي شدخ وزنا ومعني قَوْله رض رَأسهَا أَي دق ويرض فَخذي أَي يدقها قَوْله يَوْم الرضع جمع رَضِيع أَي لئيم وَالْمعْنَى يَوْم هَلَاك اللئام وَقيل للئيم راضع لِأَنَّهُ يمتص اللَّبن من الضَّرع لِئَلَّا يسمع غَيره صَوت الْحَلب فيطلب مِنْهُ وَالرضَاعَة بِكَسْر الرَّاء وَبِفَتْحِهَا قَوْله رضف هِيَ الْحِجَارَة المحماة وَمِنْه رضيفها أَي مَا طرحت فِيهِ الْحِجَارَة المحماة قَوْله الرضم بِفَتْح الضَّاد وَقد تسكن حِجَارَة مجتمعة قَوْله قوم رضَا يُقَال للْوَاحِد وَالْجمع وَقَوله وَكَانَ رَضِيا أَي مرضيا يَعْنِي أَنه فعيل بِمَعْنى مفعول فصل ر ط قَوْله رطبَة بِسُكُون الطَّاء أَي لم يجِف لِسَانه من قرَاءَتهَا قَوْله فَقَامَ فِي الرطاب بِكَسْر الرَّاء جمع رطبَة أَي النّخل ذَات الرطب قَوْله ارتطمت أَي ساخت بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة قَوْله رطن أَي تكلم بِغَيْر الْعَرَبيَّة وَمِنْه الرطانة بِفَتْح الرَّاء وَكسرهَا فصل رع قَوْله رعبت أَي فزعت وَمِنْه رعب الْمَسِيح أَي الْفَزع مِنْهُ قَوْله فاذا ترعرعت أَي كَبرت قَوْله رعاع النَّاس بِفَتْح الرَّاء وبمهملتين هم السقاط مِنْهُم قَوْله تَحت راعوفة هِيَ صَخْرَة تتْرك فِي أَسْفَل الْبِئْر ليجلس عَلَيْهَا المستقى قَوْله رعامها بِضَم الرَّاء وبالعين الْمُهْملَة أَي مَا يسيل من أنوفها قَوْله رعل بِكَسْر الرَّاء وَسُكُون الْعين حَيّ من سليم قَوْله رعاء الشَّاء بِكَسْر الرَّاء مَمْدُود وبضم أَوله وَبعد الْألف هَاء تَأْنِيث وهما جمع رَاع وَهُوَ الْقَائِم على الْمَاشِيَة وَمِنْه كلكُمْ رَاع أَي حَافظ مؤتمن قَوْله رَاعنا فسره بقوله وانظرنا وَقيل مَعْنَاهُ حافظنا من الرَّعْي أَي أرعنا سَمعك فصل رغ قَوْله وَالرغْبَاء إِلَيْك بِفَتْح الرَّاء وبالمد من الرَّغْبَة وَهِي الطّلب وتكررت فِي الحَدِيث
وَالضَّرْبِ وَالِاسْتِخْدَامِ فَأُطْلِقَ عَلَيْهِ رَبُّهَا مَجَازًا لِذَلِكَ أَوِ الْمُرَادُ بِالرَّبِّ الْمُرَبِّي فَيَكُونُ حَقِيقَةً وَهَذَا أَوْجَهُ الْأَوْجُهِ عِنْدِي لِعُمُومِهِ وَلِأَنَّ الْمَقَامَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ حَالَةٌ تَكُونُ مَعَ كَوْنِهَا تَدُلُّ عَلَى فَسَادِ الْأَحْوَالِ مُسْتَغْرَبَةً وَمُحَصَّلُهُ الْإِشَارَةُ إِلَى أَنَّ السَّاعَةَ يَقْرُبُ قِيَامُهَا عِنْدَ انْعِكَاسِ الْأُمُورِ بِحَيْثُ يَصِيرُ الْمُرَبَّى مُرَبِّيًا وَالسَّافِلُ عَالِيًا وَهُوَ مُنَاسِبٌ لِقَوْلِهِ فِي الْعَلَامَةِ الْأُخْرَى أَنْ تَصِيرَ الْحُفَاةُ مُلُوكَ الْأَرْضِ تَنْبِيهَانِ أَحَدُهُمَا قَالَ النَّوَوِيُّ لَيْسَ فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى تَحْرِيمِ بَيْعِ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ وَلَا عَلَى جَوَازِهِ وَقَدْ غَلِطَ مَنِ اسْتَدَلَّ بِهِ لِكُلٍّ مِنَ الْأَمْرَيْنِ لِأَنَّ الشَّيْءَ إِذَا جُعِلَ عَلَامَةً عَلَى شَيْءٍ آخَرَ لَا يَدُلُّ عَلَى حَظْرٍ وَلَا إِبَاحَةٍ الثَّانِي يُجْمَعُ بَيْنَ مَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ إِطْلَاقِ الرَّبِّ عَلَى السَّيِّدِ الْمَالِكِ فِي قَوْلِهِ رَبَّهَا وَبَيْنَ مَا فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ أَطْعِمْ رَبَّكَ وَضِّئْ رَبَّكَ اسْقِ رَبَّكَ وَلْيَقُلْ سَيِّدِي وَمَوْلَايَ بِأَنَّ اللَّفْظَ هُنَا خَرَجَ عَلَى سَبِيلِ الْمُبَالَغَةِ أَوِ الْمُرَادُ بِالرَّبِّ هُنَا الْمُرَبِّي وَفِي الْمَنْهِيِّ عَنْهُ السَّيِّدُ أَوْ أَنَّ النَّهْيَ عَنْهُ مُتَأَخِّرٌ أَوْ مُخْتَصٌّ بِغَيْرِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلُهُ تَطَاوَلَ أَيْ تَفَاخَرُوا فِي تَطْوِيلِ الْبُنَيَانِ وَتَكَاثَرُوا بِهِ قَوْلُهُ رُعَاةَ الْإِبِلِ هُوَ بِضَمِّ الرَّاءِ جَمْعُ رَاعٍ كَقُضَاةٍ وَقَاضٍ وَالْبُهْمُ بِضَمِّ الْمُوَحَّدَةِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ بِفَتْحِهَا وَلَا يَتَّجِهُ مَعَ ذِكْرِ الْإِبِلِ وَإِنَّمَا يَتَّجِهُ مَعَ ذِكْرِ الشِّيَاهِ أَوْ مَعَ عَدَمِ الْإِضَافَةِ كَمَا فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ رِعَاءَ الْبُهْمِ وَمِيمُ الْبُهْمِ فِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ يَجُوزُ ضَمُّهَا عَلَى أَنَّهَا صِفَةُ الرُّعَاةِ وَيَجُوزُ الْكَسْرُ عَلَى أَنَّهَا صِفَةُ الْإِبِلِ يَعْنِي الْإِبِلَ السُّودَ وَقِيلَ إِنَّهَا شَرُّ الْأَلْوَانِ عِنْدَهُمْ وَخَيْرُهَا الْحُمْرُ الَّتِي ضُرِبَ بِهَا الْمَثَلُ فَقِيلَ خَيْرٌ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ وَوَصْفُ الرُّعَاةِ بِالْبُهْمِ إِمَّا لِأَنَّهُمْ مَجْهُولُو الْأَنْسَابِ وَمِنْهُ أُبْهِمَ الْأَمْرُ فَهُوَ مُبْهَمٌ إِذَا لَمْ تُعْرَفْ حَقِيقَتُهُ وَقَالَ الْقُرْطُبِيُّ الْأَوْلَى أَنْ يُحْمَلَ عَلَى أَنَّهُمْ سُودُ الْأَلْوَانِ لِأَنَّ الْأُدْمَةَ غَالِبُ أَلْوَانِهِمْ وَقِيلَ مَعْنَاهُ أَنَّهُمْ لَا شَيْءَ لَهُمْ كَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحْشَرُ النَّاسُ حُفَاةً عُرَاةً بُهْمًا قَالَ وَفِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّهُ قَدْ نَسَبَ لَهُمُ الْإِبِلَ فَكَيْفَ يُقَالُ لَا شَيْءَ لَهُمْ قُلْتُ يُحْمَلُ عَلَى أَنَّهَا إِضَافَةُ اخْتِصَاصٍ لَا مِلْكٍ وَهَذَا هُوَ الْغَالِبُ أَنَّ الرَّاعِيَ يَرْعَى لِغَيْرِهِ بِالْأُجْرَةِ وَأَمَّا الْمَالِكُ فَقَلَّ أَنْ يُبَاشِرَ الرَّعْيَ بِنَفْسِهِ قَوْلُهُ فِي التَّفْسِيرِ وَإِذَا كَانَ الْحُفَاةُ الْعُرَاةُ زَادَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ فِي رِوَايَتِهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ وَقِيلَ لَهُمْ ذَلِكَ مُبَالَغَةً فِي وَصْفِهِمْ بِالْجَهْلِ أَيْ لَمْ يَسْتَعْمِلُوا أَسْمَاعَهُمْ وَلَا أَبْصَارَهُمْ فِي الشَّيْءِ مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ وَأَن كَانَت حواسهم سليمَة قَوْله رُؤُوس النَّاسِ أَيْ مُلُوكُ الْأَرْضِ وَصَرَّحَ بِهِ الْإِسْمَاعِيلِيُّ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي فَرْوَةَ مِثْلُهُ وَالْمُرَادُ بِهِمْ أَهْلُ الْبَادِيَةِ كَمَا صَرَّحَ بِهِ فِي رِوَايَةِ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ وَغَيْرِهِ قَالَ مَا الْحُفَاةُ الْعُرَاةُ قَالَ الْعُرَيْبُ وَهُوَ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ عَلَى التَّصْغِيرِ وَفِي الطَّبَرَانِيِّ مِنْ طَرِيقِ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا مِنِ انْقِلَابِ الدِّينِ تَفَصُّحُ النَّبَطِ وَاتِّخَاذُهُمُ الْقُصُورَ فِي الْأَمْصَارِ قَالَ الْقُرْطُبِيُّ الْمَقْصُودُ الْإِخْبَارُ عَنْ تَبَدُّلِ الْحَالِ بِأَنْ يَسْتَوْلِيَ أَهْلُ الْبَادِيَةِ عَلَى الْأَمْرِ وَيَتَمَلَّكُوا الْبِلَادَ بِالْقَهْرِ فَتَكْثُرُ أَمْوَالُهُمْ وَتَنْصَرِفُ هِمَمُهُمْ إِلَى تَشْيِيدِ الْبُنْيَانِ وَالتَّفَاخُرِ بِهِ وَقَدْ شَاهَدْنَا ذَلِكَ فِي هَذِهِ الْأَزْمَانِ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ لَا تَقُومَ السَّاعَةُ حَتَّى يَكُونُ أَسْعَدَ النَّاسِ بِالدُّنْيَا لُكَعُ بْنُ لُكَعٍ وَمِنْهُ إِذَا وُسِّدَ الْأَمْرُ أَيْ أُسْنِدَ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرُوا السَّاعَةَ وَكِلَاهُمَا فِي الصَّحِيحِ قَوْلُهُ فِي خَمْسٍ أَيْ عِلْمُ وَقْتِ السَّاعَةِ دَاخِلٌ فِي جُمْلَةِ خَمْسٍ وَحَذْفُ مُتَعَلَّقِ الْجَارِّ سَائِغٌ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فِي تسع آيَات أَيْ اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ بِهَذِهِ الْآيَةِ فِي جملَة تسع آيَات وَفِي رِوَايَة عَطاء الخرساني قَالَ فَمَتَى السَّاعَةُ قَالَ هِيَ فِي خَمْسٍ مِنَ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ قَالَ الْقُرْطُبِيُّ لَا مَطْمَعَ لِأَحَدٍ فِي عِلْمِ شَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ الْخَمْسَةِ لِهَذَا الْحَدِيثِ وَقَدْ فَسَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ

الصفحة 123