كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

قَوْله رغسه الله مَالا أَي كثره لَهُ قَوْله أرْغم الله أَنفه وَرَغمَ أَنفه هُوَ دُعَاء بالذل والخزي كَأَنَّهُ دَعَا عَلَيْهِ بِأَن يلصق بالرغام وَهُوَ التُّرَاب وَقيل مَعْنَاهُ الِاضْطِرَاب والرغم المساءة وَالْغَضَب وَقَوله سنة نَبِيكُم وَإِن رغمتم أَي كرهتم فصل ر ف قَوْله رفاتا أَي حطاما قَوْله وَلَا رفث قيل الْجِمَاع وَقيل الْفُحْش فِي الْكَلَام وَقيل مذاكرة ذَلِك مَعَ النِّسَاء قَوْله الرفاة بِالْكَسْرِ أَي المعونة قَوْله الرفد المرفود قيل مَعْنَاهُ العون الْمعِين يُقَال رفدته إِذا أعنته وَقيل مَعْنَاهُ بئس الْعَطاء الْمُعْطِي قَوْله رفرفا أَخْضَر هُوَ بِسَاط أَخْضَر قَوْله ارفضي عمرتك أَي اتركي وَمِنْه رفضه ويرفضه كُله من التّرْك قَوْله لَو أَن أحدا ارْفض بِالتَّشْدِيدِ أَي سقط قَوْله رفعت فرسي أَي طلبت مِنْهُ الزِّيَادَة فِي السّير قَوْله على رف هُوَ خشب يرفع عَن الأَرْض إِلَيّ جنب الْجِدَار وَالْجمع رفوف ورفاف قَوْله الْمرْفق بِفَتْح أَوله وثالثه وَيكسر هُوَ طرف عظم الذِّرَاع مِمَّا يَلِي الْعَضُد قَوْله كَانَ بِنَا رافقا أَي معينا قَوْله الرفيق الْأَعْلَى قيل هُوَ اسْم من أَسمَاء الله تَعَالَى وَخطأ ذَلِك الْأَزْهَرِي وَقَالَ بل هم جمَاعَة الْأَنْبِيَاء وَغَيرهم وَهُوَ المُرَاد بقوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَحسن أُولَئِكَ رَفِيقًا وَقَالَ غَيره الرفيق الْأَعْلَى الْجنَّة وَمِنْه قَوْله وَكَانَ رَفِيقًا هُوَ من الرِّفْق قَوْله الرّفْقَة أَي الجماعةالمترافقة فِي السّفر قَوْله الرَّفَاهِيَة أَي رغد الْعَيْش فصل رق قَوْله فَمَا رقأ الدَّم بِالْهَمْز أَي انْقَطع جريه وَمِنْه قَوْلهَا لَا يرقأ لي دمع وَأما قَوْله فَكنت رقاء فِي الْجبَال فَهُوَ فعال من الرقي قَوْله ارقبوا مُحَمَّدًا أَي احفظوه قَوْله رَقِيب عتيد قَالَ مُجَاهِد أَي رصيد وَقَوله الرَّقِيب هُوَ من أَسمَاء الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَمَعْنَاهُ الْحَافِظ وَقَوله فَارْتَقِبْ أَي انْتظر وَقَوله فِي الرّقاب هم المكاتبون يُعْطون من الصَّدقَات مَا يفكون بِهِ رقابهم قَوْله الرقوب فسره فِي الحَدِيث بِمن لم يقدم من وَلَده شَيْئا قَالَ أَبُو عبيد مَعْنَاهُ فِي كَلَامهم إِنَّمَا هُوَ فقد الْأَوْلَاد فِي الدُّنْيَا فجلعها فقدهم فِي الْآخِرَة وَلَيْسَ هَذَا بِخِلَاف ذَاك وَلكنه تَحْويل قَوْله الرقبى هُوَ أَن يَقُول الرجل لآخر قد وَهبتك كَذَا فَإِن مت قبلي رجعت إِلَيّ وَإِن مت قبلك فَهُوَ لَك فَكل وَاحِد مِنْهُمَا يرقب صَاحبه وَمِنْه أَن يكون ذَلِك من الْجَانِبَيْنِ مَعًا قَوْله من أعتق رَقَبَة أَي شخصا من الْآدَمِيّين وَهُوَ من تَسْمِيَة الشَّيْء باسم بعضه قَوْله رقاع تخفق أَي أوراق وَالْمرَاد صَحَائِف سيآنه وَقيل مَا يكْتب عَلَيْهِ من الْحُقُوق الَّتِي أَثم بِتَأْخِير وفائها قَوْله رغيفا مرققا أَي لينًا وَاسِعًا وَمِنْه الرقَاق بِالضَّمِّ وَالتَّخْفِيف قَوْله مراق الْبَطن بتَشْديد الْقَاف يَأْتِي فِي الْمِيم قَوْله رقم فِي ثوب أَي طرز وَنَحْوه قَوْله الرَّقْمَة فِي زراع الْحمار هِيَ كالدائرة فِيهِ أَو شبه الظفر يكون فِي قَوَائِم الدَّوَابّ قَوْله الرقيم أَي الْكتاب مرقوم من الرقم وَقيل الرقيم الْكَهْف نَفسه وَقيل اسْم الْقرْيَة وَقيل اسْم الْكَلْب قَوْله رقاه وَقَوله إِنِّي لأرقى بِكَسْر الْقَاف من الرّقية وَهِي العوذة قَوْله رقى الْمُنِير أَي صعد وَكَذَا قَوْله رقيت على ظهر بَيت لنا أَي صعدت
بِهَذِهِ الْخَمْسِ وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ قَالَ فَمَنِ ادَّعَى عِلْمَ شَيْءٍ مِنْهَا غَيْرَ مُسْنَدَةٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ كَاذِبًا فِي دَعْوَاهُ قَالَ وَأَمَّا ظَنُّ الْغَيْبِ فَقَدْ يَجُوزُ مِنَ الْمُنَجِّمِ وَغَيْرِهِ إِذَا كَانَ عَنْ أَمْرٍ عَادِيٍّ وَلَيْسَ ذَلِكَ بِعِلْمٍ وَقَدْ نقل بن عَبْدِ الْبَرِّ الْإِجْمَاعَ عَلَى تَحْرِيمِ أَخْذِ الْأُجْرَةِ والجعل واعطائها فِي ذَلِك وَجَاء عَن بن مَسْعُودٍ قَالَ أُوتِيَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِلْمَ كُلِّ شَيْءٍ سِوَى هَذِهِ الْخَمْسِ وَعَن بن عُمَرَ مَرْفُوعًا نَحْوُهُ أَخْرَجَهُمَا أَحْمَدُ وَأَخْرَجَ حُمَيْدُ بْنُ زَنْجَوَيْهِ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ أَنَّهُ ذَكَرَ الْعِلْمَ بِوَقْتِ الْكُسُوفِ قَبْلَ ظُهُورِهِ فَأُنْكِرَ عَلَيْهِ فَقَالَ إِنَّمَا الْغَيْبُ خَمْسٌ وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ وَمَا عَدَا ذَلِكَ غَيْبٌ يَعْلَمُهُ قَوْمٌ وَيَجْهَلُهُ قَوْمٌ تَنْبِيهٌ تَضَمَّنَ الْجَوَابُ زِيَادَةً عَلَى السُّؤَالِ لِلِاهْتِمَامِ بِذَلِكَ إِرْشَادًا لِلْأُمَّةِ لِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَى مَعْرِفَةِ ذَلِكَ مِنَ الْمَصْلَحَةِ فَإِنْ قِيلَ لَيْسَ فِي الْآيَةِ أَدَاةُ حَصْرٍ كَمَا فِي الْحَدِيثِ أَجَابَ الطِّيبِيُّ بِأَنَّ الْفِعْلَ إِذَا كَانَ عَظِيمَ الْخَطَرِ وَمَا يَنْبَنِي عَلَيْهِ الْفِعْلُ رَفِيعُ الشَّأْنِ فُهِمَ مِنْهُ الْحَصْرُ عَلَى سَبِيلِ الْكِنَايَةِ وَلَا سِيَّمَا إِذَا لُوحِظَ مَا ذُكِرَ فِي أَسْبَابِ النُّزُولِ مِنْ أَنَّ الْعَرَبَ كَانُوا يَدَّعُونَ عِلْمَ نُزُولِ الْغَيْثِ فَيُشْعِرُ بِأَنَّ الْمُرَادَ مِنَ الْآيَةِ نَفْيُ عِلْمِهِمْ بِذَلِكَ وَاخْتِصَاصُهُ بِاللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فَائِدَةٌ النُّكْتَةُ فِي الْعُدُولِ عَنِ الْإِثْبَاتِ إِلَى النَّفْيِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تكسب غَدا وَكَذَا التَّعْبِيرُ بِالدِّرَايَةِ دُونَ الْعِلْمِ لِلْمُبَالَغَةِ وَالتَّعْمِيمِ إِذِ الدِّرَايَةُ اكْتِسَابُ عِلْمِ الشَّيْءِ بِحِيلَةٍ فَإِذَا انْتَفَى ذَلِكَ عَنْ كُلِّ نَفْسٍ مَعَ كَوْنِهِ مِنْ مُخْتَصَّاتِهَا وَلَمْ تَقَعْ مِنْهُ عَلَى عِلْمٍ كَانَ عَدَمُ اطِّلَاعِهَا عَلَى عِلْمِ غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ بَابِ أَوْلَى اه مُلَخَّصًا مِنْ كَلَامِ الطِّيبِيِّ قَوْلُهُ الْآيَةَ أَيْ تَلَا الْآيَةَ إِلَى آخِرِ السُّورَةِ وَصَرَّحَ بِذَلِكَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ وَكَذَا فِي رِوَايَةِ عُمَارَةَ وَلِمُسْلِمٍ إِلَى قَوْلِهِ خَبِيرٌ وَكَذَا فِي رِوَايَةِ أَبِي فَرْوَةَ وَأَمَّا مَا وَقَعَ عِنْدَ الْمُؤَلِّفِ فِي التَّفْسِيرِ مِنْ قَوْلِهِ إِلَى الْأَرْحَامِ فَهُوَ تَقْصِيرٌ مِنْ بَعْضِ الرُّوَاةِ وَالسِّيَاقُ يُرْشِدُ إِلَى أَنَّهُ تَلَا الْآيَةَ كُلَّهَا قَوْلُهُ ثُمَّ أَدْبَرَ فَقَالَ رُدُّوهُ زَادَ فِي التَّفْسِيرِ فَأَخَذُوا لِيَرُدُّوهُ فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا فِيهِ أَنَّ الْمَلَكَ يَجُوزُ أَنْ يَتَمَثَّلَ لِغَيْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَرَاهُ وَيَتَكَلَّمُ بِحَضْرَتِهِ وَهُوَ يَسْمَعُ وَقَدْ ثَبَتَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّهُ كَانَ يَسْمَعُ كَلَامَ الْمَلَائِكَةِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَوْلُهُ جَاءَ يُعَلِّمُ النَّاسَ فِي التَّفْسِيرِ لِيُعَلِّمَ وللإسماعيلي أَرَادَ أَن تعلمُوا إِذْ لَمْ تَسْأَلُوا وَمِثْلُهُ لِعُمَارَةَ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي فَرْوَةَ وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ مَا كُنْتُ بِأَعْلَمَ بِهِ مِنْ رَجُلٍ مِنْكُمْ وَإِنَّهُ لَجِبْرِيلُ وَفِي حَدِيثِ أَبِي عَامِرٍ ثُمَّ وَلَّى فَلَمَّا لَمْ نَرَ طَرِيقَهُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُبْحَانَ اللَّهُ هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ لِيُعَلِّمَ النَّاسَ دِينَهُمْ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا جَاءَنِي قَطُّ إِلَّا وَأَنَا أَعْرِفُهُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الْمَرَّةُ وَفِي رِوَايَةِ التَّيْمِيِّ ثُمَّ نَهَضَ فَوَلَّى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ بِالرَّجُلِ فَطَلَبْنَاهُ كُلَّ مَطْلَبٍ فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَيْهِ فَقَالَ هَلْ تَدْرُونَ مَنْ هَذَا هَذَا جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ لِيُعَلِّمَكُمْ دِينَكُمْ خُذُوا عَنْهُ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا شُبِّهَ عَلَيَّ مُنْذُ أَتَانِي قَبْلَ مَرَّتِي هَذِهِ وَمَا عَرفته حَتَّى ولي قَالَ بن حِبَّانَ تَفَرَّدَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ بِقَوْلِهِ خُذُوا عَنْهُ قُلْتُ وَهُوَ مِنَ الثِّقَاتِ الْأَثْبَاتِ وَفِي قَوْلِهِ جَاءَ لِيُعَلِّمَ النَّاسَ دِينَهُمْ إِشَارَةٌ إِلَى هَذِهِ الزِّيَادَةِ فَمَا تَفَرَّدَ إِلَّا بِالتَّصْرِيحِ وَإِسْنَادُ التَّعْلِيمِ إِلَى جِبْرِيلَ مَجَازِيٌّ لِأَنَّهُ كَانَ السَّبَبَ فِي الْجَوَابِ فَلِذَلِكَ أَمَرَ بِالْأَخْذِ عَنْهُ وَاتَّفَقَتْ هَذِهِ الرِّوَايَاتُ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَ الصَّحَابَةَ بِشَأْنِهِ بَعْدَ أَنِ الْتَمَسُوهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ وَأَمَّا مَا وَقَعَ عِنْدَ مُسْلِمٍ وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ فِي رِوَايَةِ كَهْمَسٍ ثُمَّ انْطَلَقَ قَالَ عُمَرُ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا ثُمَّ قَالَ يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ فَقَدْ جَمَعَ بَيْنَ الرِّوَايَتَيْنِ بَعْضُ الشُّرَّاحِ بِأَنَّ قَوْلَهُ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا أَيْ زَمَانًا بَعْدَ انْصِرَافِهِ فَكَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمَهُمْ بِذَلِكَ بَعْدَ مُضِيِّ وَقْتٍ وَلَكِنَّهُ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ لَكِنْ يُعَكِّرُ عَلَى هَذَا الْجَمْعِ قَوْلُهُ فِي رِوَايَةِ النَّسَائِيِّ وَالتِّرْمِذِيِّ فَلَبِثْتُ ثَلَاثًا لَكِنِ ادَّعَى بَعْضُهُمْ فِيهَا التَّصْحِيفَ وَأَنَّ مَلِيًّا صُغِّرَتْ مِيمُهَا فَأَشْبَهَتْ ثَلَاثًا لِأَنَّهَا تُكْتَبُ بِلَا أَلِفٍ وَهَذِهِ الدَّعْوَى مَرْدُودَةٌ فَإِنَّ فِي رِوَايَةِ أَبِي عَوَانَةَ

الصفحة 124