كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

شدقه أَي يقطعهُ ويشقه والشرشرة أَصْلهَا أَخذ السَّبع بِفِيهِ قَوْله أشراطها أَي علاماتها وَهُوَ جمع شَرط بِفتْحَتَيْنِ وَقيل هُوَ الرَّدِيء من كل شَيْء فعلى هَذَا فَالْمُرَاد صعاب أمورها وشدائدها قبل قِيَامهَا قَوْله شرعا أَي شوارع وَقَالَ بن قُتَيْبَة أَي شوارع فِي المَاء جمع شَارِع كَأَنَّهُ يُرِيد شاربة قَوْله فنشرع فِيهِ جَمِيعًا أَي نتناول قَوْله الشَّرِيعَة والشرعة أَي السّنة والطريقة قَوْله شرع لكم أَي سنّ لكم أَو أظهر وَبَين قَوْله كَانَ فِي شَارف أَي نَاقَة من قَوْله مشرف الوجنتين بِسُكُون الشين أَي مرتفعهما قَوْله بشرف الروحاء أَي الْجَبَل العالي الَّذِي بهَا قَوْله شرفا أَو شرفين أَي شوطا أَو شوطين أَو طلقا أَو طلقين وَقيل الشّرف مَا علا من الأَرْض قَوْله وَلَا مشرف أَي متطلع وَقَوله ذَات شرف بِفتْحَتَيْنِ أَي ذَات قدر كَبِير وَقيل يستشرف النَّاس لَهَا أَي يرفعون أَبْصَارهم إِلَيْهَا قَوْله شرقوا أَي توجهوا نَحْو الْمشرق قَوْله تشرق الشَّمْس أَي تطلع قَوْله شَرق بذلك بِكَسْر الرَّاء أَي ضَاقَ صَدره حسدا كمن غص بِالْمَاءِ قَوْله شرقيا أَي مِمَّا يَلِي الشرق قَوْله أَيَّام التَّشْرِيق أَي أَيَّام منى سميت بذلك لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُشَرِّقُونَ فِيهَا لُحُومَ الْأَضَاحِيِّ أَيْ يقطعونها ويقددونها وَقيل سميت بذلك من أجل صَلَاة الْعِيد لِأَنَّهَا تصلى وَقت شروق الشَّمْسِ وَقِيلَ لِأَنَّ الْهَدْيَ لَا يُنْحَرُ حَتَّى تشرق الشَّمْس قَوْله أَو شرك فِي دم أَي شركَة وَكَذَا من أعتق شركا وأصل الشّركَة مَعْلُوم وَقَوله لمن يشركهم بِكَسْر الرَّاء أَي يشاركهم قَوْله شِرَاك نَعله الشرَاك أحد سيور النَّعْل الَّتِي تكون على وَجهه قَوْله شروا أَي باعوا وَالشِّرَاء وَالْبيع وَاحِد لكنه غلب من جِهَة معطى الثّمن كَمَا غلب البيع من جِهَة صَاحب السّلْعَة قَوْله ركب فرسا شريا أَي فرسا يستشري فِي مشيته ويتمادى وَقَالَ بن السّكيت أَي فرسا خيارا وشراة المَال خِيَاره فصل ش س قَوْله شسع هُوَ أحد سيور النَّعْل وَهُوَ الَّذِي يدْخل بَين الإصبعين وَقَوله شاسع الدَّار أَي بعيدها فصل ش ط قَوْله شطأه أَي فِرَاخه يُقَال شطء السنبل تنْبت الْحبَّة عشرا وثمانيا وَسبعا فيقوى بعضه بِبَعْض وَلِهَذَا قَالَ فآزره أَي قواه وَلَو كَانَت حَبَّة وَاحِدَة لم تقم عَليّ سَاق قَوْله مسل شطبه قيل الشطبة من جريد النّخل وَقيل عود محدد قَوْله شطر مَا يخرج مِنْهَا أَي نصفه وَقَوله وضع عني شطرها أَي بَعْضهَا وَقَوله شطر الْمَسْجِد الْحَرَام أَي جِهَته قَوْله شططا أَي إفراطا أَو إسرافا وَقَالَ مُجَاهِد قَوْله لَا تشطط أَي لَا تسرف قَوْله على شط النَّهر أَي جَانِبه قَوْله بشطنين أَي بحبلين والشطن بِالتَّحْرِيكِ الْحَبل الطَّوِيل فصل ش ع قَوْله بَين شعبها أَي الْمَرْأَة والشعب النواحي قيل المُرَاد مَا بَين يَديهَا ورجليها وَقيل شعب الْفرج وكنى بذلك عَن الْجِمَاع لِأَن الْقعُود كَذَلِك مظنته وَقيل غير ذَلِك قَوْله شُعْبَة من الْإِيمَان أَي قِطْعَة قَوْله الشّعب بِالْكَسْرِ الطَّرِيق فِي الْجَبَل وَأما الشّعب فواحد الشعوب وَمِنْه جَعَلْنَاكُمْ شعوبا وَقيل الشعوب النّسَب الْبعيد والقبائل دون ذَلِك وَقَالَ بن عَبَّاس الشعوب الْقَبَائِل الْعِظَام وَقيل الشعوب الْعَجم والقبائل الْعَرَب وَقَول أنس أَتَّخِذ مَكَان الشّعب سلسلة أَي الصدع قَوْله شعْبَان الشَّهْر الْمَعْرُوف قيل سمي بذلك لتشعبهم فِيهِ أَي لتفرقهم قَوْله تمتشط الشعثة يُقَال امْرَأَة شعثاء وشعثة أَي ملبدة الشّعْر وَرجل أَشْعَث وشعث رَأسه من ذَلِك قَوْله من
سَمِعْتُهُ مِنَ الَّذِي سَمِعَهُ مِنْهُ أَبِي كَانَ صَدِيقًا لَهُ بِالشَّامِ وَهُوَ عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ قَالَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الْحَدِيثَ رَوَاهُ مُسْلِمٌ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّهُ سَمِعَهُ وَهُوَ يُحَدِّثُ أَبَا صَالِحٍ فَذَكَرَهُ وَرَوَاهُ بن خُزَيْمَةَ مِنْ حَدِيثِ جَرِيرٍ عَنْ سُهَيْلٍ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِحَدِيثِ إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا الْحَدِيثَ قَالَ فَقَالَ عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ سَمِعْتُ تَمِيمًا الدَّارِيَّ يَقُولُ فَذَكَرَ حَدِيثَ النَّصِيحَةِ وَقَدْ رَوَى حَدِيثَ النَّصِيحَةِ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ وَهْمٌ مِنْ سُهَيْلٍ أَوْ مِمَّنْ رَوَى عَنْهُ لِمَا بَيَّنَّاهُ قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ لَا يَصِحُّ إِلَّا عَنْ تَمِيمٍ وَلِهَذَا الِاخْتِلَافِ عَلَى سُهَيْلٍ لَمْ يُخَرِّجْهُ فِي صَحِيحِهِ بَلْ لَمْ يَحْتَجَّ فِيهِ بِسُهَيْلٍ أَصْلًا وَلِلْحَدِيثِ طُرُقٌ دُونَ هَذِهِ فِي الْقُوَّةِ مِنْهَا مَا أَخْرَجَهُ أَبُو يعلى من حَدِيث بن عَبَّاس وَالْبَزَّار من حَدِيث بن عُمَرَ وَقَدْ بَيَّنْتُ جَمِيعَ ذَلِكَ فِي تَعْلِيقِ التَّعْلِيقِ قَوْلُهُ الدِّينُ النَّصِيحَةُ يُحْتَمَلُ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى الْمُبَالَغَةِ أَيْ مُعْظَمُ الدِّينِ النَّصِيحَةُ كَمَا قِيلَ فِي حَدِيثِ الْحَجُّ عَرَفَةُ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى ظَاهِرِهِ لِأَنَّ كُلَّ عَمَلٍ لَمْ يُرِدْ بِهِ عَامِلُهُ الْإِخْلَاصَ فَلَيْسَ مِنَ الدِّينِ وَقَالَ الْمَازِرِيُّ النَّصِيحَةُ مُشْتَقَّةٌ مِنْ نَصَحْتُ الْعَسَلَ إِذَا صَفَّيْتُهُ يُقَالُ نَصَحَ الشَّيْءَ إِذَا خَلُصَ وَنَصَحَ لَهُ الْقَوْلَ إِذَا أَخْلَصَهُ لَهُ أَوْ مُشْتَقَّة من النصح وَهِي الْخياطَة المنصحة وَهِيَ الْإِبْرَةُ وَالْمَعْنَى أَنَّهُ يَلُمُّ شَعَثَ أَخِيهِ بِالنُّصْحِ كَمَا تَلُمُّ الْمِنْصَحَةَ وَمِنْهُ التَّوْبَةُ النَّصُوحُ كَأَنَّ الذَّنْبَ يُمَزِّقُ الدِّينَ وَالتَّوْبَةُ تَخِيطُهُ قَالَ الْخَطَّابِيُّ النَّصِيحَةُ كِلْمَةٌ جَامِعَةٌ مَعْنَاهَا حِيَازَةُ الْحَظِّ للنصوح لَهُ وَهِيَ مِنْ وَجِيزِ الْكَلَامِ بَلْ لَيْسَ فِي الْكَلَامِ كِلْمَةٌ مُفْرَدَةٌ تُسْتَوْفَى بِهَا الْعِبَارَةَ عَنْ مَعْنَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ وَهَذَا الْحَدِيثُ مِنَ الْأَحَادِيثِ الَّتِي قِيلَ فِيهَا إِنَّهَا أَحَدُ أَرْبَاعِ الدِّينِ وَمِمَّنْ عَدَّهُ فِيهَا الْإِمَامُ مُحَمَّدُ بْنُ أَسْلَمَ الطُّوسِيُّ وَقَالَ النَّوَوِيُّ بَلْ هُوَ وَحْدَهُ مُحَصِّلٌ لِغَرَضِ الدِّينِ كُلِّهِ لِأَنَّهُ مُنْحَصِرٌ فِي الْأُمُورِ الَّتِي ذَكَرَهَا فَالنَّصِيحَةُ لِلَّهِ وَصْفُهُ بِمَا هُوَ لَهُ أَهْلٌ وَالْخُضُوعُ لَهُ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا وَالرَّغْبَةُ فِي مَحَابِّهِ بِفِعْلِ طَاعَتِهِ وَالرَّهْبَةُ مِنْ مَسَاخِطِهِ بِتَرْكِ مَعْصِيَتِهِ وَالْجِهَادُ فِي رَدِّ الْعَاصِينَ إِلَيْهِ وَرَوَى الثَّوْرِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ عَنْ أَبِي ثُمَامَةَ صَاحِبِ عَلِيٍّ قَالَ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ لِعِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ يَا رُوحَ اللَّهِ مَنِ النَّاصِحِ لِلَّهِ قَالَ الَّذِي يُقَدِّمُ حَقَّ اللَّهِ عَلَى حَقِّ النَّاسِ وَالنَّصِيحَةُ لِكِتَابِ اللَّهِ تَعَلُّمُهُ وَتَعْلِيمُهُ وَإِقَامَةُ حُرُوفِهِ فِي التِّلَاوَةِ وَتَحْرِيُرُهَا فِي الْكِتَابَةِ وَتَفَهُّمُ مَعَانِيهِ وَحِفْظُ حُدُودِهِ وَالْعَمَلُ بِمَا فِيهِ وَذَبُّ تَحْرِيفِ الْمُبْطِلِينَ عَنْهُ وَالنَّصِيحَةُ لِرَسُولِهِ تَعْظِيمُهُ وَنَصْرُهُ حَيًّا وَمَيِّتًا وَإِحْيَاءُ سُنَّتِهِ بِتَعَلُّمِهَا وَتَعْلِيمِهَا وَالِاقْتِدَاءُ بِهِ فِي أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ وَمَحَبَّتُهُ وَمَحَبَّةُ أَتْبَاعِهِ وَالنَّصِيحَةُ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ إِعَانَتُهُمْ عَلَى مَا حَمَلُوا الْقِيَامِ بِهِ وَتَنْبِيهُهُمْ عِنْدَ الْغَفْلَةِ وَسَدُّ خُلَّتِهِمْ عِنْدَ الْهَفْوَةِ وَجَمْعُ الْكَلِمَةِ عَلَيْهِمْ وَرَدُّ الْقُلُوبِ النَّافِرَةِ إِلَيْهِمْ وَمِنْ أَعْظَمِ نَصِيحَتِهِمْ دَفْعُهُمْ عَنِ الظُّلْمِ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ وَمِنْ جُمْلَةِ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ أَئِمَّةُ الِاجْتِهَادِ وَتَقَعُ النَّصِيحَةُ لَهُمْ بِبَثِّ عُلُومِهِمْ وَنَشْرِ مَنَاقِبِهِمْ وَتَحْسِينِ الظَّنِّ بِهِمْ وَالنَّصِيحَةُ لِعَامَّةِ الْمُسْلِمِينَ الشَّفَقَةُ عَلَيْهِمْ وَالسَّعْيُ فِيمَا يَعُودُ نَفْعُهُ عَلَيْهِمْ وَتَعْلِيمُهُمْ مَا يَنْفَعُهُمْ وَكَفُّ وُجُوهِ الْأَذَى عَنْهُمْ وَأَنْ يُحِبَّ لَهُمْ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ وَيَكْرَهَ لَهُمْ مَا يَكْرَهُ لِنَفْسِهِ وَفِي الْحَدِيثِ فَوَائِدُ أُخْرَى مِنْهَا أَنَّ الدِّينَ يُطْلَقُ عَلَى الْعَمَلِ لِكَوْنِهِ سَمَّى النَّصِيحَةَ دِينًا وَعَلَى هَذَا الْمَعْنَى بَنَى الْمُصَنِّفُ أَكْثَرَ كِتَابِ الْإِيمَانِ وَمِنْهَا جَوَازُ تَأْخِيرِ الْبَيَانِ عَنْ وَقْتِ الْخِطَابِ مِنْ قَوْلِهِ قُلْنَا لِمَنْ وَمِنْهَا رَغْبَةُ السَّلَفِ فِي طَلَبِ عُلُوِّ الْإِسْنَادِ وَهُوَ مُسْتَفَادٌ مِنْ قِصَّةِ سُفْيَانَ مَعَ سُهَيْلٍ

[57] قَوْلُهُ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ هُوَ الْبَجَلِيُّ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَقَيْسٌ الرَّاوِي عَنْهُ وَإِسْمَاعِيلُ الرَّاوِي عَنْ قَيْسٍ بَجَلِيَّانِ أَيْضًا وَكُلٌّ مِنْهُمْ يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَكُلُّهُمْ كُوفِيُّونَ قَوْلُهُ بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ اقْتَصَرَ عَلَى الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ لِشُهْرَتِهِمَا وَلَمْ يَذْكُرِ

الصفحة 138