كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

الْخَيط الَّذِي تعلق بِهِ الْقرْبَة وَمِنْه شنق للقصوى الزِّمَام أَي عطف بِهِ رَأسهَا قَوْله أَزْد شنوأة بِفَتْح الشين وَضم النُّون وَبعد الْوَاو همزَة قَبيلَة مَعْرُوفَة فصل ش هـ قَوْله شهَاب أَي الْكَوْكَب الَّذِي يَرْمِي بِهِ جمعه شهب وشهاب النَّار كل عود اشتعلت فِي طرفه قَوْله أشهد عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيِ أخبر بِعلم وَقَوله فِي اللّعان أشهد بِاللَّه أَي أَحْلف وَكَذَا قَول أبي هُرَيْرَة وَغَيره أشهد بِاللَّه أَي أَحْلف لقد سَمِعت وَفِي الأَصْل الأشهاد وَاحِدَة شَاهد مثل أَصْحَاب وَصَاحب قَوْله ليبلغ الشَّاهِد الْغَائِب أَي الْحَاضِر السَّامع من غَابَ قَوْله شهد الله أَي بَين وَقيل للشَّاهِد شَاهد لِأَنَّهُ يبين الحكم وَمِنْه إِنَّا أَرْسَلْنَاك شَاهدا قَوْله كَانُوا يضربوننا على الشَّهَادَة والعهد قيل هُوَ أَن يحلف بِعَهْد الله أَو يشْهد بِاللَّه وَيُؤَيِّدهُ قَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى نهينَا أَن نحلف بِالشَّهَادَةِ والعهد قَوْله مَا يجد الشَّهِيد قيل سمي شَهِيدا لِأَنَّهُ يُشَاهد مَاله من الْخَيْر والمنزلة عِنْد مَوته وَقيل لِأَن الله وَمَلَائِكَته شهدُوا لَهُ بِالْجنَّةِ وَقيل الشَّهِيد الْحَيّ قَالَ أَبُو عبيد الْهَرَوِيّ هَذَا قَول النَّضر بن شُمَيْل كَأَنَّهُ تَأَول قَوْله تَعَالَى بل أَحيَاء عِنْد رَبهم وَقيل لِأَن مَلَائِكَة الرَّحْمَة تشهد لَهُ وَقيل لِأَنَّهُ قَامَ بِشَهَادَة الْحق فِي الله وَقيل لِأَنَّهُ مِمَّن يشْهد على الْأُمَم قبله قَوْله الشَّهْر قيل سمي بذلك لاشتهاره قَوْله شهيق تقدم فِي زفير قَوْله شَوَاهِق الْجبَال أَي طوالها جمع شَاهِق وَهُوَ العالي الْمُمْتَنع فصل ش وَقَوله لم يشب أَي لم يخلط يُقَال شيب يشاب شوبا وَمِنْه شوب اللَّبن بِالْمَاءِ وَقَوله ثمَّ إِن لَهُم عَلَيْهَا لشوبا قيل فِي تَفْسِيره يخلط طعامهم ويساط بالحميم قَوْله شارة حَسَنَة أَي هَيْئَة وَمِنْه الشوار بِالْفَتْح أَي مَتَاع الْعَرُوس قَوْله أَشَارَ عَلَيْهِم أَي نصحهمْ وَهُوَ من الْمَشْهُورَة وَهِي بِفَتْح أَوله وَضم ثَانِيه وَسُكُون الْوَاو وَيجوز سُكُون ثَانِيه وَفتح الْوَاو يُقَال أَصله من شار الدَّابَّة إِذا عرضهَا للْبيع وَيُقَال من شار الْعَسَل إِذا جناه وَأما قَوْله أَشَارَ إِلَيْهِم فَمَعْنَاه أَوْمَأ وَهُوَ من الْإِشَارَة قَوْله يشوص فَاه بِالسِّوَاكِ أَي يدلكه أَو يحكه وَقيل الشوص الْغسْل وَقيل الشوص الاستياك بِالْعرضِ وَهُوَ قَول الْأَكْثَر وَقَالَ وَكِيع بل بالطول من سفل إِلَى علو قَوْله طفت أشواطا جمع شوط بِالْفَتْح أَي مرّة وَهُوَ فِي الأَصْل مَسَافَة تعدوها الْفرس والشوط فِي حَدِيث أبي أسيد كَالْأولِ وبالمعجمة وَآخره مُهْملَة بُسْتَان بِالْمَدِينَةِ وَيُقَال فِيهِ بِالطَّاءِ الْمُعْجَمَة قَوْله شواظ من نَار أَي لَهب وَهُوَ الَّذِي لَا دُخان لَهُ قَوْله متشوفين أَي متطلعين وَمِنْه تشوفت قَوْله شاكي السِّلَاح تقدم قَوْله كواه من الشَّوْكَة بِالْفَتْح هُوَ دَاء كالطاعون قَوْله ذَات الشَّوْكَة أَي الْحَد وشوكة الْقِتَال سدته وحدته قَوْله وَإِذا شيك فَلَا انتقش أَي إِذا أَصَابَته الشَّوْكَة فَلَا أخرجت مِنْهُ بالمنقاش قَوْله الشؤم ضد الْيمن تقدم قَوْله شامة وطفيل قيل هما جبلان بِمَكَّة قَوْله نزاعة للشوى قيل هِيَ الْأَطْرَاف وَالْيَدَانِ وَالرجلَانِ وجلدة الرَّأْس يُقَال لَهَا شوى قَوْله الشوائل جمع شَائِلَة وَهِي النَّاقة الَّتِي شال لَبنهَا أَي نفد وَتسَمى الشول أَي ذَات شول لِأَنَّهُ لم يبْق فِي ضرْعهَا إِلَّا شول من لبن أَي بَقِيَّة فصل ش ي قَوْله أشاح أَي انكمش وَقبض وَجهه قَوْله مشيخة قُرَيْش جمع شيخ وَهُوَ بِسُكُون الشين وَحكى كسرهَا قَوْله مشيد أَي مبْنى قَوْله من الشيزي مَقْصُور هِيَ الجفان وأصل الشيزي شجر تصنع مِنْهُ وَأَرَادَ بهَا الشَّاعِر أَصْحَابهَا الَّذين كَانُوا يطْعمُون فِيهَا وَقتلُوا قَوْله فَشَام السَّيْف أَي أغمده قَوْله شيمته
لَيْسَ مِنْ فَنِّ الْكِتَابِ وَكُلُّ مِنَ الْقَدْرَيْنِ ظَاهِرٌ لِأَنَّ الْبُخَارِيَّ لَمْ يَضَعْ كِتَابَةً لِحُدُودِ الْحَقَائِقِ وَتَصَوُّرِهَا بَلْ هُوَ جَارٍ عَلَى أَسَالِيبِ الْعَرَب الْقَدِيمَة فأنهم يبدؤون بِفَضِيلَةِ الْمَطْلُوبِ لِلتَّشْوِيقِ إِلَيْهِ إِذَا كَانَتْ حَقِيقَتُهُ مكشوفة مَعْلُومَة وَقد أنكر بن الْعَرَبِيِّ فِي شَرْحِ التِّرْمِذِيِّ عَلَى مَنْ تَصَدَّى لِتَعْرِيفِ الْعِلْمِ وَقَالَ هُوَ أَبْيَنُ مِنْ أَنْ يُبَيَّنَ قُلْتُ وَهَذِهِ طَرِيقَةُ الْغَزَالِيِّ وَشَيْخِهِ الْإِمَامِ أَنَّ الْعِلْمَ لَا يُحَدُّ لِوُضُوحِهِ أَوْ لِعُسْرِهِ قَوْلُهُ وَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ضَبَطْنَاهُ فِي الْأُصُولِ بِالرَّفْعِ عَطْفًا عَلَى كِتَابٍ أَوْ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ قَوْلُهُ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذين أُوتُوا الْعلم دَرَجَات قِيلَ فِي تَفْسِيرِهَا يَرْفَعِ اللَّهُ الْمُؤْمِنَ الْعَالِمَ عَلَى الْمُؤْمِنِ غَيْرِ الْعَالِمِ وَرِفْعَةُ الدَّرَجَاتِ تَدُلُّ عَلَى الْفَضْلِ إِذِ الْمُرَادُ بِهِ كَثْرَةُ الثَّوَابِ وَبِهَا تَرْتَفِعُ الدَّرَجَاتُ وَرِفْعَتُهَا تَشْمَلُ الْمَعْنَوِيَّةَ فِي الدُّنْيَا بِعُلُوِّ الْمَنْزِلَةِ وَحُسْنِ الصِّيتِ وَالْحِسِّيَّةَ فِي الْآخِرَةِ بِعُلُوِّ الْمَنْزِلَةِ فِي الْجَنَّةِ وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ الْخُزَاعِيِّ وَكَانَ عَامِلَ عُمَرَ عَلَى مَكَّةَ أَنَّهُ لَقِيَهُ بِعُسْفَانَ فَقَالَ لَهُ مَنِ اسْتَخْلَفْتَ فَقَالَ اسْتَخْلَفْتُ بن أَبْزَى مَوْلًى لَنَا فَقَالَ عُمَرُ اسْتَخْلَفْتَ مَوْلًى قَالَ إِنَّهُ قَارِئٌ لِكِتَابِ اللَّهِ عَالِمٌ بِالْفَرَائِضِ فَقَالَ عُمَرُ أَمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ قَدْ قَالَ إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قَوْله تَعَالَى نرفع دَرَجَات من نشَاء قَالَ بِالْعِلْمِ قَوْلُهُ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ رَبِّ زِدْنِي علما وَاضِحُ الدَّلَالَةِ فِي فَضْلِ الْعِلْمِ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَأْمُرْ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَلَبِ الِازْدِيَادِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا مِنَ الْعِلْمِ وَالْمُرَادُ بِالْعِلْمِ الْعِلْمُ الشَّرْعِيُّ الَّذِي يُفِيدُ مَعْرِفَةَ مَا يَجِبُ عَلَى الْمُكَلَّفِ مِنْ أَمْرِ دينه فِي عِبَادَاتِهِ وَمُعَامَلَاتِهِ وَالْعِلْمُ بِاللَّهِ وَصِفَاتِهِ وَمَا يَجِبُ لَهُ مِنَ الْقِيَامِ بِأَمْرِهِ وَتَنْزِيهِهِ عَنِ النَّقَائِصِ وَمَدَارُ ذَلِكَ عَلَى التَّفْسِيرِ وَالْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ وَقَدْ ضَرَبَ هَذَا الْجَامِعُ الصَّحِيحُ فِي كُلٍّ مِنَ الْأَنْوَاعِ الثَّلَاثَةِ بِنَصِيبٍ فَرَضِيَ اللَّهُ عَنْ مُصَنِّفِهِ وَأَعَانَنَا عَلَى مَا تَصَدَّيْنَا لَهُ مِنْ تَوْضِيحِهِ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ فَإِنْ قِيلَ لِمَ لَمْ يُورِدِ الْمُصَنِّفُ فِي هَذَا الْبَابِ شَيْئًا مِنَ الْحَدِيثِ فَالْجَوَابُ أَنَّهُ إِمَّا أَنْ يَكُونَ اكْتَفَى بِالْآيَتَيْنِ الْكَرِيمَتَيْنِ وَإِمَّا بَيَّضَ لَهُ لِيُلْحِقَ فِيهِ مَا يُنَاسِبُهُ فَلَمْ يَتَيَسَّرْ وَإِمَّا أَوْرَدَ فِيهِ حَدِيثَ بن عُمَرَ الْآتِي بَعْدَ بَابِ رَفْعِ الْعِلْمِ وَيَكُونُ وَضْعُهُ هُنَاكَ مِنْ تَصَرُّفِ بَعْضِ الرُّوَاةِ وَفِيهِ نَظَرٌ عَلَى مَا سَنُبَيِّنُهُ هُنَاكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَنَقَلَ الْكِرْمَانِيُّ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الشَّامِ أَنَّ الْبُخَارِيَّ بَوَّبَ الْأَبْوَابَ وَتَرْجَمَ التَّرَاجِمَ وَكَتَبَ الْأَحَادِيثَ وَرُبَّمَا بَيَّضَ لِبَعْضِهَا لِيُلْحِقَهُ وَعَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِرَاقِ أَنَّهُ تَعَمَّدَ بَعْدَ التَّرْجَمَةِ عَدَمَ إِيرَادِ الْحَدِيثِ إِشَارَةً إِلَى أَنَّهُ لَمْ يَثْبُتْ فِيهِ شَيْءٌ عِنْدَهُ عَلَى شَرْطِهِ قُلْتُ وَالَّذِي يَظْهَرُ لِي أَنَّ هَذَا مَحَلُّهُ حَيْثُ لايورد فِيهِ آيَةً أَوْ أَثَرًا أَمَّا إِذَا أَوْرَدَ آيَةً أَوْ أَثَرًا فَهُوَ إِشَارَةٌ مِنْهُ إِلَى مَا وَرَدَ فِي تَفْسِيرِ تِلْكَ الْآيَةِ وَأَنَّهُ لَمْ يَثْبُتْ فِيهِ شَيْءٌ عَلَى شَرْطِهِ وَمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ الْآيَةُ كَافٍ فِي الْبَابِ وَإِلَى أَنَّ الْأَثَرَ الْوَارِدَ فِي ذَلِكَ يَقْوَى بِهِ طَرِيقُ الْمَرْفُوعِ وَإِنْ لَمْ يَصِلْ فِي الْقُوَّةِ إِلَى شَرْطِهِ وَالْأَحَادِيثُ فِي فَضْلِ الْعِلْمِ كَثِيرَةٌ صَحَّحَ مُسْلِمٌ مِنْهَا حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ مَنِ الْتَمَسَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَلَمْ يُخَرِّجْهُ الْبُخَارِيُّ لِأَنَّهُ اخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى الْأَعْمَشِ وَالرَّاجِحُ أَنَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي صَالِحٍ فِيهِ وَاسِطَةٌ وَالله أعلم

الصفحة 141