كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)
فِي طَرِيق الْمَدِينَة قَوْله أهل الصّفة هِيَ سَقِيفَة مظللة كَانَت تأوي إِلَيْهَا الْمَسَاكِين فِي الْمَسْجِد النَّبَوِيّ وَأبْعد من قَالَ أَنهم سموا بذلك لأَنهم كَانُوا يصفونَ على بَاب الْمَسْجِد قَوْله صفة زَمْزَم هُوَ مَكَان مظلل كَانَ هُنَاكَ قَوْله الصافون أَي الْمَلَائِكَة وَقَوله الصافات قَالَ بسط أجنحتهن عِنْد الطيران وَمِنْه الطير فَوْقهم صافات قَوْله كَانُوا صفا أَي جَمِيعًا قَوْله صواف أَي قيَاما قَوْله الصفق بالأسواق أَي التَّصَرُّف فِي التِّجَارَة وَمِنْه قَوْله أَعْطَانِي صَفْقَة يَمِينه أَي عَهده وميثاقه وَأَصله من صفق الْيَد على الْأُخْرَى عِنْد البيع وَمِنْه صَفْقَة البيع وَقد تكَرر التصفيق وَهُوَ ضرب إِحْدَى الْكَفَّيْنِ على الْأُخْرَى وَيُقَال لَهُ التصفيح أَيْضا قَوْله الصافنات قَالَ مُجَاهِد صفن الْفرس رفع إِحْدَى رجلَيْهِ قَوْله اللقحة الصفى أَي الْكَرِيمَة الغزيرة اللَّبن وَالْجمع صفايا قَوْله صَفْوَان أَي صَخْرَة ملساء بِإِسْكَان الْفَاء وَوهم من فتحهَا قَوْله الصَّفَا أَي الْجَبَل الَّذِي بِمَكَّة قَوْله صفّين بِكَسْر أَوله وَتَشْديد الْفَاء مَوضِع الْوَقْعَة الْمَشْهُورَة بَين الشَّام وَالْعراق فصل ص ق قَوْله أَحَق بصقبه بِفَتْح الصَّاد وَالْقَاف بعْدهَا مُوَحدَة أَي بجواره قَوْله مثل الصقرين تَثْنِيَة الطَّائِر الْمَعْرُوف فصل ص ك قَوْله صك فِي صَدْرِي أَي ضرب فِيهِ ضَرْبَة شَدِيدَة وَقَوله صَكه مُوسَى كَذَلِك وَقَوله فصكت وَجههَا قيل جمعت أصابعها فَضربت جبهتها فصل ص ل قَوْله الصلب أَي ظهر الرجل قَوْله فيكسر الصَّلِيب أَي الَّذِي تعظمه النَّصَارَى قَوْله فِي ثوب مصلب يُرِيد فِيهِ صُورَة الصَّلِيب قَوْله صَلتا بِفَتْح أَوله وبضم أَي مسلولا قَوْله صَلدًا أَي لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْء قَوْله يصلونَ قَالَ أَبُو الْعَالِيَة صَلَاة الله الثَّنَاء وَالْمَلَائِكَة الدُّعَاء وَكَذَا من بني آدم وَقَالَ بن عَبَّاس يصلونَ أَي يَرْكَعُونَ قَوْله صله الرَّحِم أَي إكرام الْقَرَابَة من جِهَة الْأُم قَوْله الصالقة هِيَ المولولة بالصوت الشَّديد عِنْد الْمُصِيبَة وَمِنْه لَيْسَ منا من صلق قَوْله صلصال قَالَ هُوَ طين خلط بزبل فَصَلْصَلَ كَمَا يُصَلْصِلُ الْفَخَّارُ وَيُقَالُ مُنْتِنٌ يُرِيدُونَ بِهِ صل كَمَا قيل صر الْبَاب وصرصر قَوْله صلصلة الجرس هُوَ صَوت وَقع الْحَدِيد أَي طنينه قَوْله بهَا صليا يُقَال صلى يُصَلِّي بِفَتْح اللَّام فِي الْمُضَارع أَي شوى يشوي وَمِنْه قَوْله مصلبة بِفَتْح الْمِيم أَي مشوية فصل ص م قَوْله الصَّامِت هُوَ الْعين من الذَّهَب وَالْفِضَّة قَوْله اصمت أَي اسْكُتْ صمت الرجل إِذا سكت هُوَ وأصمته غَيره إِذا أسكته قَوْله الصَّمد الَّذِي لَا جَوف لَهُ وَقيل الَّذِي انْتهى إِلَيْهِ السودد وَقيل الْمَقْصُود وَقيل الَّذِي لَا يَأْكُل وَقيل الَّذِي لَا عيب لَهُ وَقيل الْملك وَقيل الْحَلِيم وَقيل الْمَالِك وَقيل الْكَامِل وَقيل الَّذِي لَا شَيْء فَوْقه وَقيل الَّذِي لَا يُوجد أحد بِصفتِهِ قَوْله اشْتِمَال الصماء قيل سميت بذلك لاشتمالها على الْأَعْضَاء حتي لَا يجد منفذا كالصخرة الصماء والصمصامة السَّيْف بِحَدّ وَاحِد قَوْله صومعة هُوَ مَنَارَة الراهب ومتعبده قَوْله الْمَنّ صمغة كَذَا وَقع والصمغة مَا يذوب من الشّجر وَالصَّحِيح أَنه عسل ينزل على بعض الثِّمَار فِي بعض الْبِلَاد وَهُوَ الْمُسَمّى بالترنجبين
الْعِلْمِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى اللُّغَةِ وَمِنْ أَصْرَحِ الْأَدِلَّةِ فِيهِ قَوْله تَعَالَى يَوْمئِذٍ تحدث اخبارها وَقَوله تَعَالَى وَلَا ينبئك مثل خَبِير وَأَمَّا بِالنِّسْبَةِ إِلَى الِاصْطِلَاحِ فَفِيهِ الْخِلَافُ فَمِنْهُمْ مَنِ اسْتَمَرَّ عَلَى أَصْلِ اللُّغَةِ وَهَذَا رَأْيُ الزُّهْرِيّ وَمَالك وبن عُيَيْنَةَ وَيَحْيَى الْقَطَّانِ وَأَكْثَرِ الْحِجَازِيِّينَ وَالْكُوفِيِّينَ وَعَلَيْهِ اسْتمرّ عمل المغاربة وَرجحه بن الْحَاجِبِ فِي مُخْتَصَرِهِ وَنُقِلَ عَنِ الْحَاكِمِ أَنَّهُ مَذْهَبُ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ وَمِنْهُمْ مَنْ رَأَى إِطْلَاقَ ذَلِكَ حَيْثُ يَقْرَأُ الشَّيْخُ مِنْ لَفْظِهِ وَتَقْيِيدِهِ حَيْثُ يُقْرَأُ عَلَيْهِ وَهُوَ مَذْهَبُ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْه وَالنَّسَائِيّ وبن حبَان وبن مَنْدَهْ وَغَيْرِهِمْ وَمِنْهُمْ مَنْ رَأَى التَّفْرِقَةَ بَيْنَ الصِّيَغِ بِحَسَبِ افْتِرَاقِ التَّحَمُّلِ فَيَخُصُّونَ التَّحْدِيثَ بِمَا يَلْفِظُ بِهِ الشَّيْخُ وَالْإِخْبَارُ بِمَا يُقْرَأُ عَلَيْهِ وَهَذَا مَذْهَب بن جريج وَالْأَوْزَاعِيّ وَالشَّافِعِيّ وبن وَهْبٍ وَجُمْهُورِ أَهْلِ الْمَشْرِقِ ثُمَّ أَحْدَثَ أَتْبَاعُهُمْ تَفْصِيلًا آخَرَ فَمَنْ سَمِعَ وَحْدَهُ مِنْ لَفْظِ الشَّيْخِ أَفْرَدَ فَقَالَ حَدَّثَنِي وَمَنْ سَمِعَ مَعَ غَيْرِهِ جَمَعَ وَمَنْ قَرَأَ بِنَفْسِهِ عَلَى الشَّيْخِ أَفْرَدَ فَقَالَ أَخْبَرَنِي وَمَنْ سَمِعَ بِقِرَاءَةِ غَيْرِهِ جَمَعَ وَكَذَا خَصَّصُوا الْإِنْبَاءَ بِالْإِجَازَةِ الَّتِي يُشَافِهُ بهَا الشَّيْخ من يُجِيزهُ وكل هَذَا مُسْتَحْسَنٌ وَلَيْسَ بِوَاجِبٍ عِنْدَهُمْ وَإِنَّمَا أَرَادُوا التَّمْيِيزَ بَيْنَ أَحْوَالِ التَّحَمُّلِ وَظَنَّ بَعْضُهُمْ أَنَّ ذَلِكَ عَلَى سَبِيلِ الْوُجُوبِ فَتَكَلَّفُوا فِي الِاحْتِجَاجِ لَهُ وَعَلَيْهِ بِمَا لَا طَائِلَ تَحْتَهُ نَعَمْ يَحْتَاجُ الْمُتَأَخِّرُونَ إِلَى مُرَاعَاةِ الِاصْطِلَاحِ الْمَذْكُورِ لِئَلَّا يَخْتَلِطَ لِأَنَّهُ صَارَ حَقِيقَةً عُرْفِيَّةً عِنْدَهُمْ فَمَنْ تَجَوَّزَ عَنْهَا احْتَاجَ إِلَى الْإِتْيَانِ بِقَرِينَةٍ تَدُلُّ عَلَى مُرَادِهِ وَإِلَّا فَلَا يُؤْمَنُ اخْتِلَاطُ الْمَسْمُوعِ بِالْمَجَازِ بَعْدَ تَقْرِيرِ الِاصْطِلَاحِ فَيُحْمَلُ مَا يَرِدُ مِنَ أَلْفَاظِ الْمُتَقَدِّمِينَ عَلَى مَحْمَلٍ وَاحِدٍ بِخِلَافِ الْمُتَأَخِّرِينَ
[61] قَوْلُهُ إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً زَادَ فِي رِوَايَةِ مُجَاهِدٍ عِنْدَ الْمُصَنِّفِ فِي بَابِ الْفَهم فِي الْعلم قَالَ صَحِبت بن عُمَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُتِيَ بِجُمَّارٍ وَقَالَ إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ وَلَهُ عَنْهُ فِي الْبُيُوعِ كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَأْكُلُ جُمَّارًا قَوْلُهُ لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَإِنَّهَا مِثْلُ الْمُسْلِمِ كَذَا فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ بِكَسْرِ مِيمِ مِثْلِ وَإِسْكَانِ الْمُثَلَّثَةِ وَفِي رِوَايَة الْأصيلِيّ وكريمة بفتحهما وَهُمَا بِمَعْنًى قَالَ الْجَوْهَرِيُّ مِثْلُهُ وَمَثَلُهُ كَلِمَةُ تَسْوِيَةٍ كَمَا يُقَالُ شِبْهُهُ وَشَبَهُهُ بِمَعْنًى قَالَ وَالْمَثَلُ بِالتَّحْرِيكِ أَيْضًا مَا يُضْرَبُ مِنَ الْأَمْثَالِ انْتَهَى وَوَجْهُ الشَّبَهِ بَيْنَ النَّخْلَةِ وَالْمُسْلِمِ مِنْ جِهَةِ عَدَمِ سُقُوطِ الْوَرَقِ مَا رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ بن عُمَرَ وَلَفْظُهُ قَالَ كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ إِن مثل الْمُؤمن كَمثل شَجَرَة لاتسقط لَهَا أُنْمُلَةٌ أَتَدْرُونَ مَا هِيَ قَالُوا لَا قَالَ هِيَ النَّخْلَة لاتسقط لَهَا أُنْمُلَةٌ وَلَا تَسْقُطُ لِمُؤْمِنٍ دَعْوَةٌ وَوَقَعَ عِنْدَ الْمُصَنِّفِ فِي الْأَطْعِمَةِ مِنْ طَرِيقِ الْأَعْمَشِ قَالَ حَدثنِي مُجَاهِد عَن بن عُمَرَ قَالَ بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أُتِيَ بِجُمَّارٍ فَقَالَ إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ لَمَا بَرَكَتُهُ كَبَرَكَةِ الْمُسْلِمِ وَهَذَا أَعَمُّ مِنَ الَّذِي قَبْلَهُ وَبَرَكَةُ النَّخْلَةِ مَوْجُودَةٌ فِي جَمِيعِ أَجْزَائِهَا مُسْتَمِرَّةٌ فِي جَمِيعِ أَحْوَالِهَا فَمِنْ حِينِ تَطْلُعُ إِلَى أَنْ تَيْبَسَ تُؤْكَلُ أَنْوَاعًا ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يُنْتَفَعُ بِجَمِيعِ أَجْزَائِهَا حَتَّى النَّوَى فِي عَلْفِ الدَّوَابِّ وَاللِّيفِ فِي الْحِبَالِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا لَا
الصفحة 145
500