كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)
(
فصل ض ج)
قَوْله فَضَجَّ الْمُسلمُونَ أَي صاحوا قَوْله ضجاع أَي مَا يضطجع عَلَيْهِ فصل ض ح قَوْله الضحاء بِالْمدِّ هُوَ أول اشتداد حر الشَّمْس إِلَى نصف النَّهَار وبالقصر من أول ارتفاعها قَوْله ضحضاح أَصله مَا رق من المَاء عَليّ وَجه الأَرْض واستعير هُنَا للنار قَوْله وَالشَّمْس وَضُحَاهَا قَالَ ضوءها يُقَال ضحى الشَّيْء إِذا ظهر وَقَوله ضاحية يُقَال ضاحية كل شَيْء جَانِبه الظَّاهِر للشمس قَوْله الضَّحَايَا وَالْأَضَاحِي جمع وَاحِدَة ضحية وأضحية بِكَسْر الْهمزَة وَبِضَمِّهَا وأضحاة بِفَتْح أَوله فصل ض خَ قَوْله ضخم أَي غليظ وَقَوله إِنَّك لضخم أَرَادَ أَنه غبي فَعبر عَنهُ باللازم لكَون الْغَالِب على من يكون ضخما الغباوة قَوْله ضربهَا الْمَخَاض أَي أَصَابَهَا الطلق فصل ض ر قَوْله ضرب من الرِّجَال أَي وسط لَا ناحل وَلَا غليظ قَوْله من ضريبته أَي من خراجه وَمِنْه ضريبة العَبْد وضرائب الْإِمَاء قَوْله ضراب الْجمل أَي أَخذ الْأُجْرَة على مائَة قَوْله ضرب بِيَدِهِ فَأكل أَي وَضعهَا فِي الْمَأْكُول وَقَوله ضرب النَّاس بِعَطَن أَي اسْتَقر أَمرهم وَأَصله من إِقَامَة الْإِبِل بمكانها بعد الشّرْب قَوْله وَيضْرب الْحُوت أَي يَتَحَرَّك ليذْهب وَهُوَ من الضَّرْب فِي الأَرْض بِمَعْنى الذّهاب فِيهَا زَمَنه يضْربُونَ فِي الأَرْض أَي يطْلبُونَ الرزق قَوْله لَا تضَارونَ بِالتَّشْدِيدِ من المضارة ويروي بِالتَّخْفِيفِ من الضير قَوْله لَهَا ضرائر جمع ضرَّة بِالْكَسْرِ وَالْفَتْح وَهن الزَّوْجَات لرجل وَاحِد وَسميت الضرة لمضاررتها الْأُخْرَى غَالِبا قَوْله شكا ضرارته أَي عماه والضرير الْأَعْمَى والضرارة أَيْضا الزمانة قَوْله ضارية جمعهَا ضوار وَهن الْمَوَاشِي الَّتِي ترعى زروع النَّاس وَالْكَلب الضاري الْمُعْتَاد بالصيد قَوْله أهل ضرع أَي مَاشِيَة وَقيل الضَّرع الْأُنْثَى خَاصَّة من الْبَقر وَالْغنم وَأما الْإِبِل فخلف ولغيرها ثدي قَوْله الضريع هُوَ نبت يُقَال لَهُ الشبرق وَهُوَ سم وَقيل غير ذَلِك كَمَا تقدم فِي الشين قَوْله شب ضرامها أَي اشتعالها فصل ض ع قَوْله وأضعف قلوبا عبارَة عَن سرعَة قبولهم ولين جانبهم قَوْله كل ضَعِيف متضعف هُوَ الخاضع الَّذِي يذل نَفسه لله تَعَالَى قَوْله ضعفة أَهله يَعْنِي النِّسَاء وَالصبيان قَالَ بن مَالك ضعفة جمع ضَعِيف نَادِر قَوْله ضَعِيف الصَّوْت أَي خافضة وَقَوله أعرف فِيهِ الضعْف أَي الناشىء من قلَّة الْغذَاء والضعف ضد الْقُوَّة وَيُقَال للْمَرِيض ضَعِيف لقلَّة قوته وَيجوز ضم أول الضعْف وفتحه أَو بِالضَّمِّ الِاسْم وبالفتح الْمصدر وَقيل بِالضَّمِّ فِي الْمَعْنَوِيّ كالعقل وبالفتح فِي الْحسي قَوْله ضعف الْحَيَاة أَي عَذَابهَا كَذَا فِي الأَصْل وَقَالَ غَيره المُرَاد ضعف عَذَاب الْحَيَاة أَي مثيله وَقيل المُرَاد مضاعفة الْعَذَاب فصل ض غ قَوْله أضغاث أَحْلَام وَاحِدهَا ضغث وَهُوَ الْكَلَام الْمُخْتَلط وَقَوله وَخذ بِيَدِك ضغثا أَي حزمة حطب قَوْله ضغطة بِالْفَتْح ويروي بِالضَّمِّ أَي قهرا قَوْله لَا تضاغطوا أَي لَا تضايقوا قَوْله ضغائن جمع ضغن وَهُوَ الْعَدَاوَة والحقد قَوْله يتضاغون أَي يصوتون بَاكِينَ وَقيل الضغاء مَمْدُود صَوت الاستجداء والذلة وَقيل هُوَ الصياح والبكاء
الْمُؤْمِنِ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَهُوَ يُؤَيِّدُ رِوَايَةَ الْبَزَّارِ قَالَ الْقُرْطُبِيُّ فَوَقَعَ التَّشْبِيهُ بَيْنَهُمَا مِنْ جِهَةِ أَنَّ أَصْلَ دِينِ الْمُسْلِمِ ثَابِتٌ وَأَنَّ مَا يَصْدُرُ عَنْهُ مِنَ الْعُلُومِ وَالْخَيْرِ قُوتٌ لِلْأَرْوَاحِ مُسْتَطَابٌ وَأَنَّهُ لَا يَزَالُ مَسْتُورًا بِدِينِهِ وَأَنَّهُ يُنْتَفَعُ بِكُلِّ مَا يَصْدُرُ عَنْهُ حَيًّا وَمَيِّتًا انْتَهَى وَقَالَ غَيْرُهُ وَالْمُرَادُ بِكَوْنِ فَرْعِ الْمُؤْمِنِ فِي السَّمَاءِ رَفْعُ عَمَلِهِ وَقَبُولُهُ وَرَوَى الْبَزَّارُ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَن مُجَاهِد عَن بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلُ الْمُؤْمِنِ مِثْلُ النَّخْلَةِ مَا أَتَاكَ مِنْهَا نَفَعَكَ هَكَذَا أَوْرَدَهُ مُخْتَصَرًا وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ وَقَدْ أَفْصَحَ بِالْمَقْصُودِ بِأَوْجَزِ عِبَارَةٍ وَأَمَّا مَنْ زَعَمَ أَنَّ مَوْقِعَ التَّشْبِيهِ بَيْنَ الْمُسْلِمِ وَالنَّخْلَةِ مِنْ جِهَةِ كَوْنِ النَّخْلَةِ إِذَا قُطِعَ رَأْسُهَا مَاتَتْ أَوْ لِأَنَّهَا لَا تَحْمِلُ حَتَّى تُلَقَّحَ أَوْ لِأَنَّهَا تَمُوتُ إِذَا غَرِقَتْ أَوْ لِأَنَّ لِطَلْعِهَا رَائِحَةَ مَنِيِّ الْآدَمِيِّ أَوْ لِأَنَّهَا تَعْشَقُ أَوْ لِأَنَّهَا تَشْرَبُ مِنْ أَعْلَاهَا فَكُلُّهَا أَوْجُهٌ ضَعِيفَةٌ لِأَنَّ جَمِيعَ ذَلِكَ مِنَ الْمُشَابِهَاتِ مُشْتَرِكٌ فِي الْآدَمِيِّينَ لَا يَخْتَصُّ بِالْمُسْلِمِ وَأَضْعَفُ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ مَنْ زَعَمَ أَنَّ ذَلِكَ لِكَوْنِهَا خُلِقَتْ مِنْ فَضْلَةِ طِينِ آدَمَ فَإِنَّ الْحَدِيثَ فِي ذَلِكَ لَمْ يَثْبُتْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَفِيهِ ضَرْبٌ الْأَمْثَالِ وَالْأَشْبَاهِ لِزِيَادَةِ الْإِفْهَامِ وَتَصْوِيرُ الْمَعَانِي لِتَرْسَخَ فِي الذِّهْنِ وَلِتَحْدِيدِ الْفِكْرِ فِي النَّظَرِ فِي حُكْمِ الْحَادِثَةِ وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ تَشْبِيهَ الشَّيْءِ بِالشَّيْءِ لَا يَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ نَظِيرَهُ مِنْ جَمِيعِ وُجُوهِهِ فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يُمَاثِلُهُ شَيْءٌ مِنَ الْجَمَادَاتِ وَلَا يُعَادِلُهُ وَفِيهِ تَوْقِيرُ الْكَبِيرِ وَتَقْدِيمُ الصَّغِيرِ أَبَاهُ فِي الْقَوْلِ وَأَنَّهُ لَا يُبَادِرُهُ بِمَا فَهِمَهُ وَإِنْ ظَنَّ أَنَّهُ الصَّوَابُ وَفِيهِ أَنَّ الْعَالِمَ الْكَبِيرَ قَدْ يَخْفَى عَلَيْهِ بَعْضُ مَا يُدْرِكُهُ مَنْ هُوَ دُونَهُ لِأَنَّ الْعِلْمَ مَوَاهِبُ وَاللَّهُ يُؤْتِي فَضْلَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاسْتَدَلَّ بِهِ مَالِكٌ عَلَى أَنَّ الْخَوَاطِرَ الَّتِي تَقَعُ فِي الْقَلْبِ مِنْ مَحَبَّةِ الثَّنَاءِ عَلَى أَعْمَالِ الْخَيْرِ لَا يَقْدَحُ فِيهَا إِذَا كَانَ أَصْلُهَا لِلَّهِ وَذَلِكَ مُسْتَفَادٌ مِنْ تَمَنِّي عُمَرَ الْمَذْكُورِ وَوَجْهُ تَمَنِّي عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ ماطبع الْإِنْسَانُ عَلَيْهِ مِنْ مَحَبَّةِ الْخَيْرِ لِنَفْسِهِ وَلِوَلَدِهِ وَلِتَظْهَرَ فَضِيلَةُ الْوَلَدِ فِي الْفَهْمِ مِنْ صِغَرِهِ وَلِيَزْدَادَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُظْوَةً وَلَعَلَّهُ كَانَ يَرْجُو أَنْ يَدْعُوَ لَهُ إِذْ ذَاكَ بِالزِّيَادَةِ فِي الْفَهْمِ وَفِيهِ الْإِشَارَةُ إِلَى حَقَارَةِ الدُّنْيَا فِي عَيْنِ عُمَرَ لِأَنَّهُ قَابَلَ فَهْمَ ابْنَهُ لِمَسْأَلَةٍ وَاحِدَةٍ بِحُمْرِ النَّعَمِ مَعَ عِظَمِ مِقْدَارِهَا وَغَلَاءِ ثَمَنِهَا فَائِدَةٌ قَالَ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ وَلَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا السِّيَاق الا بن عُمَرَ وَحْدَهُ وَلَمَّا ذَكَرَهُ التِّرْمِذِيُّ قَالَ وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى حَدِيثٍ مُخْتَصَرٍ لِأَبِي هُرَيْرَةَ أَوْرَدَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ فِي تَفْسِيرِهِ لَفْظُهُ مِثْلُ الْمُؤْمِنِ مِثْلُ النَّخْلَة وَعند التِّرْمِذِيّ أَيْضا وَالنَّسَائِيّ وبن حِبَّانَ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ كشجرة طيبَة قَالَ هِيَ النَّخْلَةُ تَفَرَّدَ بِرَفْعِهِ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ فِي رِوَايَةِ مُجَاهِدٍ عَن بن عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ عَاشِرَ عَشَرَةٍ فَاسْتَفَدْنَا مِنْ مَجْمُوعِ مَا ذَكَرْنَاهُ أَنَّ مِنْهُمْ أَبَا بَكْرٍ وَعمر وبن عُمَرَ وَأَبَا هُرَيْرَةَ وَأَنَسَ بْنَ مَالِكٍ إِنْ كَانَا سَمِعَا مَا رَوَيَاهُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ فِي ذَلِك الْمجْلس وَالله تَعَالَى أعلم
(قَوْلُهُ بَابُ طَرْحِ الْإِمَامِ الْمَسْأَلَةَ)
أَوْرَدَ فِيهِ حَدِيث بن عُمَرَ الْمَذْكُورَ بِلَفْظٍ قَرِيبٍ مِنْ لَفْظِ الَّذِي قبله وَإِنَّمَا
الصفحة 147
500