كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)
(
فصل ض ف)
قَوْله أَشد ضفر رَأْسِي الْمَشْهُور بِفَتْح أَوله وَسُكُون الْفَاء أَي أجعله ضفائر وَحكى بِضَمَّتَيْنِ جمع ضفيرة وَهِي الْخصْلَة من الشّعْر وَالْمرَاد إِدْخَال بعض الشّعْر فِي بعض زَمَنه وضفرنا رَأسهَا وَمِنْه قَوْله وَلَو بضفير من حَبل أَي مفتول فعيل بِمَعْنى مفعول فصل ض ل قَوْله ضلع الدّين بِفتْحَتَيْنِ أَي شدته وبكسر أَوله عظم الْجنب وَمِنْه خلقت من ضلع وَقَوله بَين أضلع مِنْهُمَا أَي أَشد وَرَوَاهُ بَعضهم بَين أصلح بمهملتين وَالْأول أوجه قَوْله من قدوم ضال بتَخْفِيف اللَّام أَي سدر قَوْله أئذا ضللنا فِي الأَرْض أَي هلكنا قَوْله إِنَّا لضالون أَي أضللنا مَكَان جنتنا قَوْله أضلّهُ الله أَي لم يهده وَقَوله ضل مِنْهُ أَي ضَاعَ وَمِنْه أضللت بَعِيري قَوْله ضل عَمَلي أَي حاد عَن طَرِيق الْحق وضل عَن الطَّرِيق أَي نَسيَه وضالة الْإِبِل وَغَيرهَا الضائع مِنْهَا وَالْجمع ضوال وأصل الضلال الْغَيْبَة قَوْله لَا ترجعوا بعدِي ضلالا أَي حائرين عَن الطَّرِيق كَذَا فِي الأَصْل فصل ض م قَوْله مضمخ أَي متلطخ قَوْله مُضْمر بِوَزْن مُحَمَّد أَي معد للسباق وَمِنْه الْخَيل الَّتِي ضمرت وَفِي رِوَايَة أضمرت وَالَّتِي لم تضمر قَوْله فضمر لي بعض أَصْحَابه بالزاي أَي سكت وَيحْتَمل أَن يكون تصحيفا وَكَانَ بِالْغَيْر الْمُعْجَمَة بدل الضَّاد وَسِيَاق الْكَلَام يدل على ذَلِك وَفِي رِوَايَة الْكشميهني فضمرني بالراء والتثقيل أَي أسكتني وَرَوَاهُ بَعضهم فضمن بتَشْديد الْمِيم بعْدهَا نون وَلَا يظْهر وَجهه وَعَن رِوَايَة بن السكن فغمض بمعجمتين أَي غمض عَيْنَيْهِ مُنْكرا فصل ض ن قَوْله ضنكا فَسرهَا فِي الأَصْل بالشقاء وَهُوَ باللازم وأصل الضنك الضّيق والشدة وَقيل المُرَاد بِهِ هُنَا عَذَاب الْقَبْر قَوْله الضنين أَي الْبَخِيل وَمِنْه يضن بِهِ أَي يبخل فصل ض هـ قَوْله يضاهون أَي يشبهون فصل ض وَقَوله ضوضوا أَي صوتوا واستغاثوا فصل ض ي قَوْله لَا ضير وَلَا تضير أَي لَا ضَرَر وَمِنْه قَوْله ونعلم أَي أرضينا تضير قَوْله قسْمَة ضيزى أَي عوجاء قَوْله تعين ضائعا أَي عَاجِزا مَأْخُوذ من الضّيَاع قَوْله من لي بضيعتهم أَي عِيَالهمْ سميت الْعِيَال بِالْمَصْدَرِ كَمَا تَقول مَاتَ وَترك فقرا أَي فُقَرَاء قَوْله أخْشَى عَلَيْهِ الضَّيْعَة أَي الْهَلَاك وَتطلق على الأَرْض الَّتِي يكون لَهَا خراج وعَلى كل مَا يكون المعاش من تِجَارَة وصناعة وزراعة وَقَوله إِضَاعَة المَال هُوَ انفاقه فِي الْحَرَام وَقيل ترك الْقيام عَلَيْهِ وَقيل المَال هُنَا الْحَيَوَان قَوْله ضافه ضيف أَي نزل بِهِ نَازل وَمِنْه تضيف أَبُو بكر رهطا أَي جعلهم أضيافا لَهُ قَوْله تضيفت الشَّمْس أَي حِين تميل قَوْله بدار هوان وَلَا مضيعة بِكَسْر الضَّاد وسكونها وَفتح مَا بعْدهَا وَالْمرَاد الْموضع الَّذِي يضيع فِيهِ وَلَا يعرف قدره
أَوْرَدَهُ بِإِسْنَادٍ آخَرَ إِيثَارًا لِابْتِدَاءِ فَائِدَةٍ تَدْفَعُ اعْتِرَاضَ مَنْ يَدَّعِي عَلَيْهِ التَّكْرَارَ بِلَا فَائِدَةٍ وَأَمَّا دَعْوَى الْكِرْمَانِيُّ أَنَّهُ لِمُرَاعَاةِ صَنِيعِ مَشَايِخِهِ فِي تراجم مصنفاتهم وَأَنَّ رِوَايَةَ قُتَيْبَةَ هُنَا كَانَتْ فِي بَيَانِ مَعْنَى التَّحْدِيثِ وَالْإِخْبَارِ وَرِوَايَةَ خَالِدٍ كَانَتْ فِي بَيَانِ طَرْحِ الْإِمَامِ الْمَسْأَلَةَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ عَنْ شَيْخِهِ الَّذِي رَوَى لَهُ الْحَدِيثَ لِذَلِكَ الْأَمْرِ فَإِنَّهَا غَيْرُ مَقْبُولَةٍ وَلَمْ نَجِدْ عَنْ أَحَدٍ مِمَّنْ عَرَفَ حَالَ الْبُخَارِيِّ وَسَعَةَ عِلْمِهِ وَجَوْدَةَ تَصَرُّفِهِ حَكَى أَنَّهُ كَانَ يُقَلِّدُ فِي التَّرَاجِمِ وَلَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَزِيَّةٌ عَلَى غَيْرِهِ وَقَدْ تَوَارَدَ النَّقْلُ عَنْ كَثِيرٍ مِنَ الْأَئِمَّةِ أَنَّ مِنْ جُمْلَةِ مَا امْتَازَ بِهِ كِتَابُ الْبُخَارِيِّ دِقَّةَ نَظَرِهِ فِي تَصَرُّفِهِ فِي تَرَاجِمِ أَبْوَابِهِ وَالَّذِي ادَّعَاهُ الْكِرْمَانِيُّ يَقْتَضِي أَنَّهُ لَا مَزِيَّةَ لَهُ فِي ذَلِكَ لِأَنَّهُ مُقَلِّدٌ فِيهِ لِمَشَايِخِهِ وَوَرَاءَ ذَلِكَ أَنَّ كُلًّا مِنْ قُتَيْبَةَ وَخَالِدِ بْنِ مَخْلَدٍ لَمْ يُذْكَرْ لِأَحَدٍ مِنْهُمَا مِمَّنْ صَنَّفَ فِي بَيَانِ حَالِهِمَا أَنَّ لَهُ تَصْنِيفًا عَلَى الْأَبْوَابِ فَضْلًا عَنِ التَّدْقِيقِ فِي التَّرَاجِمِ وَقَدْ أَعَادَ الْكِرْمَانِيُّ هَذَا الْكَلَامَ فِي شَرْحِهِ مِرَارًا وَلَمْ أَجِدْ لَهُ سَلَفًا فِي ذَلِكَ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ وَرَاوِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ سُلَيْمَان هُوَ بن بِلَالٍ الْمَدَنِيُّ الْفَقِيهُ الْمَشْهُورُ وَلَمْ أَجِدْهُ مِنْ رِوَايَتِهِ إِلَّا عِنْدَ الْبُخَارِيِّ وَلَمْ يَقَعْ لِأَحَدٍ مِمَّنِ اسْتَخْرَجَ عَلَيْهِ حَتَّى أَنَّ أَبَا نُعَيْمٍ إِنَّمَا أَوْرَدَهُ فِي الْمُسْتَخْرَجِ مِنْ طَرِيقِ الْفَرَبْرِيِّ عَنِ الْبُخَارِيِّ نَفْسِهِ وَقَدْ وَجَدْتُهُ مِنْ رِوَايَةِ خَالِدِ بْنِ مَخْلَدٍ الرَّاوِي عَنْ سُلَيْمَانَ الْمَذْكُورِ أَخْرَجَهُ أَبُو عَوَانَةَ فِي صَحِيحِهِ لَكِنَّهُ قَالَ عَنْ مَالِكٍ بَدَلَ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ فَإِنْ كَانَ مَحْفُوظًا فَلِخَالِدٍ فِيهِ شَيْخَانِ وَقَدْ وَقَعَ التَّصْرِيحُ بِسَمَاعِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ لَهُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عِنْدَ مُسْلِمٍ وَغَيره
الصفحة 148
500