كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)
(
فصل ط ف)
قَوْله كَأَنَّهَا عنبة طافئة يروي بِالْهَمْز أَي مطموسة وَفِي وصفهَا أَيْضا ممسوحة وَغير ناتئة وَبِغير همز أَي بارزة وَمِنْه الطافي من السّمك كَمَا سَيَأْتِي وَفِي وصفهَا أَيْضا جاحظة وَكَأَنَّهَا كَوْكَب وَيحْتَمل أَن تكون عَيناهُ بِهَاتَيْنِ الصفتين قَوْله أطفات السراج مَهْمُوز أَي نفخت فِيهِ حَتَّى خمد لهبه قَوْله طفق بِالْحجرِ ضربا أَي جعل وَصَارَ مُلْتَزما بذلك قَوْله العوذ المطافيل هِيَ النوق الَّتِي مَعهَا أَوْلَادهَا قَوْله ويل لِلْمُطَفِّفِينَ المطفف الَّذِي لَا يُوفى غَيره والتطفيف النَّقْص وَيُطلق على الزِّيَادَة وَمِنْه طف بِي الْفرس أَي زَاد على الْغَايَة وَطف الْكَيْل امْتَلَأَ وَيُطلق على مَا قَارب الامتلاء قَوْله شامة وطفيل هما جبلان بِمَكَّة قَوْله الطافى من السّمك هُوَ الَّذِي مَاتَ فطفا على وَجه المَاء فصل ط ل قَوْله طلبة بِكَسْر اللَّام يَعْنِي شَيْئا يَطْلُبهُ قَوْله لَو أَن لي طلاع الأَرْض بِكَسْر الطَّاء أَيْ مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ مِنَ الْأَرْضِ والمطلع بِالتَّشْدِيدِ مَا يطلع عَلَيْهِ من أهوال يَوْم الْقِيَامَة وَقَالَ فِي الأَصْل المطلع الطُّلُوع وبالكسر الْموضع الَّذِي يطلع مِنْهُ قَوْله فليطلع لنا قرنه أَي يظْهر نَفسه قَوْله طَلِيعَة يُقَال لمن أرسل ليطلع عَليّ خبر الْعَدو قَوْله اطلع إطلاعه أَي أشرف وَزنه وَمَعْنَاهُ قَوْله اسْتطْلقَ بَطْنه أَي أَصَابَهُ الإسهال فَانْطَلق قَوْله تطلق وَجهه أَي انبسط وَظهر فِيهِ الْبشر وَوجه طليق أَي منبسط قَوْله الطُّلَقَاء أَي من أسلم يَوْم الْفَتْح وَهُوَ بِفَتْح اللَّام وَالْمدّ جمع طليق وَيُقَال لمن أطلق من أسر وَنَحْوه قَوْله فَانْتزع طلقا من جَفْنَة هُوَ قيد من أَدِيم أَحْمَر وَقيل الْحَبل الْقوي قَوْله طلقت الْمَرْأَة بِضَم أَوله وَالتَّشْدِيد من الطَّلَاق وبالتخفيف الْولادَة والماضي بِفَتْح اللَّام مخففا وَيُقَال فِي الطَّلَاق بِالضَّمِّ أَيْضا وَهِي طَالِق فيهمَا معنى ومطلقة بِالسُّكُونِ من الطلق وبالتشديد من الطَّلَاق قَوْله الطل هُوَ الْمَطَر الرَّقِيق قَوْله وَمثل ذَلِك يطلّ أَي يبطل يُقَال طل دَمه بِضَم الطَّاء وَيجوز الْفَتْح وأطل وطله الْحَاكِم وأطله قَوْله ويطلى بهَا السفن أَي تدهن قَوْله الطلاء مَمْدُود بِكَسْر أَوله هُوَ مَا طبخ من الْعصير حَتَّى يغلظ وَشبه بطلاء الْإِبِل وَهُوَ القطران الَّذِي يطلى بِهِ الجرب فصل ط م قَوْله طمثت أَي حَاضَت والطمث الْحيض وَمِنْه من طمثها أَي من حَيْضهَا قَوْله طمحت أَي شخصت قَوْله طمسه أَي محاه وَقَوله نطمس وُجُوهًا أَي نسويها حتي تعود كالأقفية قَوْله اطْمَأَن سكن وَأقَام والموضع المطمئن المنخفض فصل ط ن قَوْله طنبي الْمَدِينَة الطنب الْحَبل الَّذِي يسد إِلَى الوتد قَوْله أطنب أَي بَالغ فِي الْمَدْح قَوْله طنبور آلَة من الآت الملاهي قَوْله طنفسة بِكَسْر الطام وَفتح الْفَاء على الْأَفْصَح بِسَاط صَغِير لَهُ خمل وَيجوز ضمهما وكسرهما وفتحهما وَفتح الطَّاء مَعَ كسر الْفَاء فصل ط هـ قَوْله طه قَالَ عِكْرِمَة مَعْنَاهُ يَا رجل بالنبطية وَقيل غير ذَلِك وَقَالَ الْخَلِيل من فتح طه فَمَعْنَاه يَا رجل وَمن قَرَأَ بكسرهما فهما حرفان من حُرُوف المعجم وَقيل مَعْنَاهُ فعل أَمر بالطمأنينة وَقيل الْهَاء ضمير الأَرْض وَإِن لم يتَقَدَّم لَهَا ذكر وَالْمعْنَى طأ الأَرْض قَوْله تطهري أَي تنظفي لتنقطع رَائِحَة الدَّم بِطيب
قَالَ وَسَمِعْتُهُ يَأْبَى أَشَدَّ الْإِبَاءِ عَلَى مَنْ يَقُولُ لَا يَجْزِيهِ إِلَّا السَّمَاعُ مِنْ لَفْظِ الشَّيْخِ وَيَقُولُ كَيْفَ لَا يَجْزِيكَ هَذَا فِي الْحَدِيثِ وَيَجْزِيكَ فِي الْقُرْآنِ وَالْقُرْآنُ أَعْظَمُ قُلْتُ وَقَدِ انْقَرَضَ الْخِلَافُ فِي كَوْنِ الْقِرَاءَةِ عَلَى الشَّيْخ لاتجزى وَإِنَّمَا كَانَ يَقُولُهُ بَعْضُ الْمُتَشَدِّدِينَ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَرَوَى الْخَطِيبُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ لَا تَدَعُونَ تَنَطُّعَكُمْ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ الْعَرْضُ مِثْلُ السَّمَاعِ وَبَالَغَ بَعْضُ الْمَدَنِيِّينَ وَغَيْرُهُمْ فِي مُخَالَفَتِهِمْ فَقَالُوا إِنَّ الْقِرَاءَةَ عَلَى الشَّيْخِ أَرْفَعُ مِنَ السَّمَاعِ مِنْ لَفْظِهِ وَنَقَلَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي غَرَائِبِ مَالِكٍ عَنْهُ وَنَقَلَهُ الْخَطِيبُ بِأَسَانِيدَ صَحِيحَة عَن شُعْبَة وبن أَبِي ذِئْبٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانِ وَاعْتَلُّوا بِأَنَّ الشَّيْخَ لَوْ سَهَا لَمْ يَتَهَيَّأْ لِلطَّالِبِ الرَّدُّ عَلَيْهِ وَعَنْ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ الْقِرَاءَةُ عَلَيَّ أَثْبَتُ وَأَفْهَمُ لِي مِنْ أَنْ أَتَوَلَّى الْقِرَاءَةَ أَنَا وَالْمَعْرُوفُ عَنْ مَالِكٍ كَمَا نَقَلَهُ الْمُصَنِّفُ عَنْهُ وَعَنْ سُفْيَانَ وَهُوَ الثَّوْرِيُّ أَنَّهُمَا سَوَاءٌ وَالْمَشْهُورُ الَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُورُ أَنَّ السَّمَاعَ مِنْ لَفْظِ الشَّيْخِ أَرْفَعُ رُتْبَةً مِنَ الْقِرَاءَةِ عَلَيْهِ مَا لَمْ يَعْرِضْ عَارِضٌ يُصَيِّرُ الْقِرَاءَةَ عَلَيْهِ أَوْلَى وَمِنْ ثَمَّ كَانَ السَّمَاعُ مِنْ لَفْظِهِ فِي الْإِمْلَاءِ أَرْفَعَ الدَّرَجَاتِ لِمَا يَلْزَمُ مِنْهُ مِنْ تَحَرُّزِ الشَّيْخِ وَالطَّالِبِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَوْلُهُ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ لَا بَأْسَ بِالْقِرَاءَةِ عَلَى الْعَالِمِ هَذَا الْأَثَرُ رَوَاهُ الْخَطِيبُ أَتَمَّ سِيَاقًا مِمَّا هُنَا فَأَخْرَجَ مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْوَاسِطِيِّ عَنْ عَوْفٍ الْأَعْرَابِيِّ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ الْحَسَنَ فَقَالَ يَا أَبَا سَعِيدٍ مَنْزِلِي بَعِيدٌ وَالِاخْتِلَافُ يَشُقُّ عَلَيَّ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَى بِالْقِرَاءَةِ بَأْسًا قَرَأْتُ عَلَيْكَ قَالَ مَا أُبَالِي قَرَأْتُ عَلَيْكَ أَوْ قَرَأْتَ عَلَيَّ قَالَ فَأَقُولُ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ قَالَ نَعَمْ قُلْ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ وَرَوَاهُ أَبُو الْفَضْلِ السُّلَيْمَانِيُّ فِي كِتَابِ الْحَثِّ عَلَى طَلَبِ الْحَدِيثِ مِنْ طَرِيقِ سَهْلِ بْنِ الْمُتَوَكِّلِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ بِلَفْظِ قُلْنَا لِلْحَسَنِ هَذِهِ الْكُتُبُ الَّتِي تُقْرَأُ عَلَيْكَ أَيْشِ نَقُولُ فِيهَا قَالَ قُولُوا حَدَّثَنَا الْحَسَنُ
[63] قَوْلُهُ اللَّيْثُ عَنْ سَعِيدٍ فِي رِوَايَةِ الْإِسْمَاعِيلِيِّ مِنْ طَرِيقِ يُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ اللَّيْثِ حَدَّثَنِي سَعِيدٌ وَكَذَا لِابْنِ مَنْدَه من طَرِيق بن وَهْبٍ عَنِ اللَّيْثِ وَفِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ رِوَايَةَ النَّسَائِيِّ مِنْ طَرِيقِ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنِ اللَّيْثِ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ وَغَيْرُهُ عَنْ سَعِيدٍ مَوْهُومَةٌ مَعْدُودَةٌ مِنَ الْمَزِيدِ فِي مُتَّصِلِ الْأَسَانِيدِ أَوْ يُحْمَلُ عَلَى أَنَّ اللَّيْثَ سَمِعَهُ عَنْ سَعِيدٍ بِوَاسِطَةٍ ثُمَّ لَقِيَهُ فَحَدَّثَهُ بِهِ وَفِيهِ اخْتِلَافٌ آخَرُ أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَالْبَغَوِيُّ مِنْ طَرِيقِ الْحَارِثِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَذكره بن مَنْدَه من طَرِيقِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ كِلَاهُمَا عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلَمْ يَقْدَحْ هَذَا الِاخْتِلَافُ فِيهِ عِنْدَ الْبُخَارِيِّ لِأَنَّ اللَّيْثَ أَثْبَتَهُمْ فِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ مَعَ احْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ لِسَعِيدٍ فِيهِ شَيْخَانِ لَكِنْ تَتَرَجَّحَ رِوَايَةُ اللَّيْثِ بِأَنَّ الْمَقْبُرِيَّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ جَادَّةٌ مَأْلُوفَةٌ فَلَا يَعْدِلُ عَنْهَا إِلَى غَيْرِهَا إِلَّا مَنْ كَانَ ضابطا متثبتا وَمن ثمَّ قَالَ بن أبي حَاتِم عَن أَبِيه روايةالضحاك وَهْمٌ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي الْعِلَلِ رَوَاهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَأَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ وَالضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَوَهِمُوا فِيهِ وَالْقَوْلُ قَوْلُ اللَّيْثِ أَمَّا مُسْلِمٌ فَلَمْ يُخَرِّجْهُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بَلْ أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ وَقَدْ أَشَارَ إِلَيْهَا الْمُصَنِّفُ عَقِبَ هَذِهِ الطَّرِيقِ وَمَا فَرَّ مِنْهُ مُسْلِمٌ وَقَعَ فِي نَظِيرِهِ فَإِنَّ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي ثَابِتٍ وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ ثَابِتٍ فَأَرْسَلَهُ وَرَجَّحَ الدَّارَقُطْنِيُّ رِوَايَةَ حَمَّادٍ قَوْله بن أَبِي نَمِرٍ هُوَ بِفَتْحِ النُّونِ وَكَسْرِ الْمِيمِ لَا يعرف اسْمه ذكره بن سعد فِي الصَّحَابَة وَأخرج لَهُ بن السكن حَدِيثا وأغفله بن الْأَثِيرِ تَبَعًا لِأُصُولِهِ قَوْلُهُ فِي الْمَسْجِدِ أَيْ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلُهُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّكِئٌ فِيهِ جَوَازُ اتِّكَاءِ الْإِمَامِ بَيْنَ أَتْبَاعِهِ وَفِيهِ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ مِنْ تَرْكِ التَّكَبُّرِ لِقَوْلِهِ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ وَهِيَ بِفَتْحِ النُّونِ أَيْ بَيْنَهُمْ وَزِيدَ لَفْظُ الظَّهْرِ لِيَدُلَّ عَلَى أَنَّ ظَهْرًا مِنْهُمْ قُدَّامَهُ وَظَهْرًا وَرَاءَهُ فَهُوَ مَحْفُوفٌ بِهِمْ من جانبيه
الصفحة 150
500