كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

الْمسك وأصل التَّطْهِير فِي الشَّرْع بِالْمَاءِ وَفِي اللُّغَة الْإِبْقَاء قَوْله المطهرة بِكَسْر أَوله أَي الْإِنَاء يتَطَهَّر بِهِ وبفتح أَوله الْمَكَان قَوْله المطهمة بِالتَّشْدِيدِ هِيَ التَّامَّة الْخلق فصل ط وَقَوله الطوفان قيل هُوَ الْمَوْت الْكثير وَقيل إِنَّمَا هَذَا فِي قصَّة آل فِرْعَوْن وَأما فِي قصَّة نوح فالماء بِلَا خلاف قَوْله كَانَ يطوف على نِسَائِهِ أَي يُجَامع وَأَصله أَن يَدُور على الشَّيْء من جوانبه قَوْله كالطود أَي كالجبل قَوْله عدا طوره أَي قدره قَوْله أطوارا أَي أحوالا طورا كَذَا وطورا كَذَا وَقَوله الطّور أَي الْجَبَل بالسُّرْيَانيَّة قَوْله مثل الطاق أَي الكوة قَوْله الطول بِالْفَتْح أَي الْفضل قَوْله طوقه أَي جعل فِي طوقه وَكَذَا سيطوقون قَوْله طوي هُوَ اسْم الْوَادي قَوْله طُوبَى قَالَ فِي الأَصْل طُوبَى فُعْلَى مِنْ كُلِّ شَيْءٍ طَيِّبٍ وَهِيَ يَاء حولت إِلَى الْوَاو قَوْله طوى بتَشْديد الْيَاء من أطواء بدر قَالَ الطوي الْبِئْر المطوية قَوْله بطولي الطوليين طولى تَأْنِيث أطول والطوليين تَثْنِيَة طولى وفسرت الطُّولى بالأعراف وَفسّر الطوليان بالأعراف والأنعام وَهُوَ رِوَايَة النَّسَائِيّ وَغَيره فصل ط ي قَوْله فطار لنا عُثْمَان أَي صَار فِي نصيبنا وَقَسمنَا وَمِنْه فطارت الْقرعَة لعَائِشَة ولحفصة وَمِنْه أطرتها بَين نسَائِي أَي قسمتهَا وَالطير يُطلق على النَّصِيب وَقَالَ بن عَبَّاس طائركم أَي مصائبكم وَقَوله لَا طيرة هِيَ نفي لما كَانُوا يعتقدونه فِي الْجَاهِلِيَّة وَأَصله أَن يعْتَبر حَال الطَّائِر إِذا طَار فَإِن تيامن فعلوا وَإِن تشاءم تركُوا واعتقدوا أَن ذَلِك مشئوم ثمَّ أطلق على كل مَا يتشاءم بِهِ قَوْله إِذا مسهم طيف من الشَّيْطَان أَي ألم بهم لمَم وَيُقَال طائف قَوْله طَائِفَة يُقَال للْوَاحِد فَمَا فَوْقه أخذا من قَوْله فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ وَقيل أَقَله ثَلَاثَة قَوْله فَمَا أَصَابَته فِي طيلها بِكَسْر أَوله وَفتح التَّحْتَانِيَّة أَي الْحَبل الَّذِي ترْبط بِهِ وَيُقَال لَهُ طول بِالْوَاو الْمَفْتُوحَة حرف الظَّاء الْمُعْجَمَة
(

فصل ظ)
قَوْله وَكَانَ ظِئْرًا لإِبْرَاهِيم أَي أَبَا من الرضَاعَة وَيُطلق على الْمُرضعَة أَيْضا فصل ظ ب قَوْله لَو رَأَيْت الظباء جمع ظَبْي بِفَتْح الظَّاء وَهُوَ الغزال فصل ظ ر قَوْله ظرب هُوَ وَاحِد الظراب وَهِي الْجبَال الصغار قَوْله ظروف الْأدم أَي الأوعية قَوْله غُلَاما ظريفا أَي حسن الْهَيْئَة فصل ظ ع قَوْله الظعن جمع الظعينة وَهِي الْمَرْأَة وَأَصله الهودج إِذا كَانَت فِيهِ الْمَرْأَة ثمَّ أطلق على الْمَرْأَة وَقيل سميت الْمَرْأَة بذلك لكَونهَا يظعن بهَا أَي يرحل بهَا فعيلة بمعني مفعولة فصل ظ ف قَوْله الظفر بِضَمَّتَيْنِ مَعْرُوف قَوْله كل ذِي ظفر قَالَ نَحْو الْبَقَرَة والنعامة وَفِي الظفر لُغَات بِضَمَّتَيْنِ وبكسرتين أتباعا وبسكون الْفَاء مَعَ ضم أَوله وكسره وأظفور قَوْله ظفار بِوَزْن قطام اسْم مَدِينَة بِالْيمن وَقَوله من جزع ظفار مَنْسُوب إِلَيْهَا ولبعضهم من جزع أظفار جمع ظفر وَهُوَ الْقسْط الْمَعْرُوف
وَالْأَلِفُ وَالنُّونُ فِيهِ لِلتَّأْكِيدِ قَالَهُ صَاحِبُ الْفَائِقِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْآتِي ذِكْرُهَا آخِرَ هَذَا الْحَدِيثِ فِي أَوَّلِهِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ نُهِينَا فِي الْقُرْآنِ أَنْ نَسْأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ يُعْجِبُنَا أَن يَجِيء الرجل من أهل الْبَادِيَة الْعَاقِل فَيَسْأَلَهُ وَنَحْنُ نَسْمَعُ فَجَاءَ رَجُلٌ وَكَأَنَّ أَنَسًا أَشَارَ إِلَى آيَةِ الْمَائِدَةِ وَسَيَأْتِي بَسْطُ الْقَوْلِ فِيهَا فِي التَّفْسِيرِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْلُهُ دَخَلَ زَادَ الْأَصِيلِيُّ قَبْلَهَا إِذْ قَوْلُهُ ثُمَّ عَقَلَهُ بِتَخْفِيفِ الْقَافِ أَيْ شَدَّ عَلَى سَاقِ الْجَمَلِ بَعْدَ أَنْ ثَنَى رُكْبَتَهُ حَبْلًا قَوْله فِي الْمَسْجِد استنبط مِنْهُ بن بَطَّالٍ وَغَيْرُهُ طَهَارَةَ أَبْوَالِ الْإِبِلِ وَأَرْوَاثِهَا إِذْ لَا يُؤْمَنُ ذَلِكَ مِنْهُ مُدَّةَ كَوْنِهِ فِي الْمَسْجِدِ وَلَمْ يُنْكِرْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَلَالَتُهُ غَيْرُ وَاضِحَةٍ وَإِنَّمَا فِيهِ مُجَرَّدُ احْتِمَالٍ وَيَدْفَعُهُ رِوَايَةُ أَبِي نُعَيْمٍ أَقْبَلَ عَلَى بَعِيرٍ لَهُ حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ فَأَنَاخَهُ ثُمَّ عَقَلَهُ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَهَذَا السِّيَاقُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ مَا دَخَلَ بِهِ الْمَسْجِدَ وَأَصْرَحُ مِنْهُ رِوَايَة بن عَبَّاسٍ عِنْدَ أَحْمَدَ وَالْحَاكِمِ وَلَفْظُهَا فَأَنَاخَ بَعِيرَهُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَعَقَلَهُ ثُمَّ دَخَلَ فَعَلَى هَذَا فِي رِوَايَةِ أَنَسٍ مَجَازُ الْحَذْفِ وَالتَّقْدِيرُ فَأَنَاخَهُ فِي سَاحَةِ الْمَسْجِدِ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ قَوْلُهُ الْأَبْيَضُ أَيِ الْمُشْرَبُ بِحُمْرَةٍ كَمَا فِي رِوَايَةِ الْحَارِثِ بْنِ عُمَيْرٍ الْأَمْغَرُ أَيْ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ قَالَ حَمْزَةُ بْنُ الْحَارِثِ هُوَ الْأَبْيَضُ الْمُشْرَبُ بِحُمْرَةٍ وَيُؤَيِّدُهُ مَا يَأْتِي فِي صِفَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَبْيَضَ وَلَا آدَمَ أَيْ لَمْ يَكُنْ أَبْيَضَ صرفا قَوْله اجبتك أَي أسمعتك وَالْمرَاد إِن شَاءَ الْإِجَابَةِ أَوْ نَزَّلَ تَقْرِيرَهُ لِلصَّحَابَةِ فِي الْإِعْلَامِ عَنْهُ مَنْزِلَةَ النُّطْقِ وَهَذَا لَائِقٌ بِمُرَادِ الْمُصَنِّفِ وَقَدْ قِيلَ إِنَّمَا لَمْ يَقُلْ لَهُ نَعَمْ لِأَنَّهُ لَمْ يُخَاطِبْهُ بِمَا يَلِيقُ بِمَنْزِلَتِهِ مِنَ التَّعْظِيمِ لَا سِيَّمَا مَعَ قَوْلِهِ تَعَالَى لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا وَالْعُذْرُ عَنْهُ إِنْ قُلْنَا إِنَّهُ قَدَّمَ مُسْلِمًا أَنَّهُ لَمْ يَبْلُغْهُ النَّهْيُ وَكَانَتْ فِيهِ بَقِيَّةٌ مِنْ جَفَاءِ الْأَعْرَابِ وَقَدْ ظَهَرَتْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ فَمُشَدِّدٌ عَلَيْكَ فِي الْمَسْأَلَةِ وَفِي قَوْلِهِ فِي رِوَايَةِ ثَابِتٍ وَزَعَمَ رَسُولُكُ أَنَّكَ تَزْعُمُ وَلِهَذَا وَقَعَ فِي أَوَّلِ رِوَايَةِ ثَابِتِ عَنْ أَنَسٍ كُنَّا نُهِينَا فِي الْقُرْآنِ أَنْ نَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ فَكَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ من أهل الْبَادِيَة الْعَاقِل فيسأله وَنحن نسْمع زَادَ أَبُو عَوَانَةَ فِي صَحِيحِهِ وَكَانُوا أَجْرَأَ عَلَى ذَلِكَ مِنَّا يَعْنِي أَنَّ الصَّحَابَةَ وَاقِفُونَ عِنْدَ النَّهْيِ وَأُولَئِكَ يُعْذَرُونَ بِالْجَهْلِ وَتَمَنَّوْهُ عَاقِلًا لِيَكُونَ عَارِفًا بِمَا يَسْأَلُ عَنْهُ وَظَهَرَ عَقْلُ ضِمَامٍ فِي تَقْدِيمِهِ الِاعْتِذَارَ بَيْنَ يَدَيْ مَسْأَلَتِهِ لِظَنِّهِ أَنَّهُ لَا يَصِلُ إِلَى مَقْصُودِهِ إِلَّا بِتِلْكَ الْمُخَاطَبَةِ وَفِي رِوَايَةِ ثَابِتٍ مِنَ الزِّيَادَةِ أَنَّهُ سَأَلَهُ مَنْ رَفَعَ السَّمَاءَ وَبَسَطَ الْأَرْضَ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الْمَصْنُوعَاتِ ثُمَّ أَقْسَمَ عَلَيْهِ بِهِ أَنْ يَصْدُقَهُ عَمَّا يَسْأَلُ عَنْهُ وَكَرَّرَ الْقَسَمَ فِي كُلِّ مَسْأَلَةٍ تَأْكِيدًا وَتَقْرِيرًا لِلْأَمْرِ ثُمَّ صَرَّحَ بِالتَّصْدِيقِ فَكُلُّ ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى حُسْنِ تَصَرُّفِهِ وَتَمَكُّنِ عَقْلِهِ وَلِهَذَا قَالَ عُمَرُ فِي رِوَايَةِ أَبِي هُرَيْرَةَ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ مَسْأَلَةً وَلَا أَوْجَزَ مِنْ ضِمَامٍ قَوْلُهُ بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِفَتْحِ النُّونِ عَلَى النِّدَاءِ وَفِي رِوَايَة الْكشميهني يَا بن بِإِثْبَاتِ حَرْفِ النِّدَاءِ قَوْلُهُ فَلَا تَجِدْ أَيْ لَا تَغْضَبْ وَمَادَّةُ وَجَدَ مُتَّحِدَةُ الْمَاضِي وَالْمُضَارِعِ مُخْتَلِفَةُ الْمَصَادِرِ بِحَسَبِ اخْتِلَافِ الْمَعَانِي يُقَالُ فِي الْغَضَبِ مَوْجِدَةٌ وَفِي الْمَطْلُوبِ وُجُودًا وَفِي الضَّالَّةِ وِجْدَانًا وَفِي الْحُبِّ وَجْدًا بِالْفَتْحِ وَفِي الْمَالِ وُجْدًا بِالضَّمِّ وَفِي الْغِنَى جِدَةٌ بِكَسْرِ الْجِيمِ وَتَخْفِيفِ الدَّالِ الْمَفْتُوحَةِ عَلَى الْأَشْهَرِ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ وَقَالُوا أَيْضًا فِي الْمَكْتُوبِ وِجَادَةٌ وَهِيَ مُوَلَّدَةٌ قَوْلُهُ أَنْشُدُكَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَضَمِّ الْمُعْجَمَةِ وَأَصْلُهُ مِنَ النَّشِيدِ وَهُوَ رَفْعُ الصَّوْتِ وَالْمَعْنَى سَأَلْتُكَ رَافِعًا نَشِيدَتِي قَالَهُ الْبَغَوِيُّ فِي شَرْحِ السُّنَّةِ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ أَيْ سَأَلْتُكَ بِاللَّهِ كَأَنَّكَ ذَكَّرْتَهُ فَنَشَدَ أَيْ تَذَكَّرَ قَوْلُهُ آللَّهُ بِالْمَدِّ فِي الْمَوَاضِعِ كُلِّهَا قَوْلُهُ اللَّهُمَّ نَعَمْ الْجَوَابُ حَصَلَ بِنَعَمْ وَإِنَّمَا ذَكَرَ اللَّهُمَّ تَبَرُّكًا بِهَا وَكَأَنَّهُ اسْتَشْهَدَ بِاللَّهِ فِي ذَلِكَ تَأْكِيدًا لِصِدْقِهِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ مُوسَى فَقَالَ صَدَقْتَ قَالَ فَمَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ قَالَ اللَّهُ قَالَ فَمن

الصفحة 151