كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

الَّذِي يتبخر بِهِ كَأَنَّهُ كَانَ يثقب وينظم قَوْله قسط ظفار فِيهِ مَا فِي الأول والأصوب فِي الأول جزع ظفار وَفِي الثَّانِي قسط أظفار فصل ظ ل قَوْله أَخَاف ظلعهم أَي ميلهم وَضعف إِيمَانهم وَأَصله دَاء فِي الرجل قَوْله الظلْف هُوَ كل حافر منشق وَقد يُطلق على ذَات الظلْف وَقَوله بأظلافها هُوَ جمع للظلف قَوْله ظلل عَلَيْهِ أَي جعل لَهُ مَا يظله قَوْله يظل الرجل أَي يصير قَوْله أظلهُ أَي غشيه قَوْله مثل الظلة أَي السحابة وَجَمعهَا ظلل وَمِنْه رَأَيْت ظلة تنظف السّمن قَوْله تَحت ظلال السيوف كِنَايَة عَن الْقرب من الْقرن فِي الْقِتَال حتي يصير تَحت ظلّ سَيْفه قَوْله لم يظلم أَي لم ينقص فصل ظ ن قَوْله الظنين أَي الْمُتَّهم مَأْخُوذ من الظَّن وهومن الأضداد يُقَال ظَنَنْت إِذا تحققت وَإِذا شَككت وَقيل الشَّك الظَّن المستوى فصل ظ هـ قَوْله ظَاهر وبارز أَي لبس درعا فَوق أُخْرَى قَوْله ظهير أَي عون أَو نصير وَمِنْه يظاهرون عَلَيْكُم قَوْله بِبَعِير ظهير أَي قوي قَوْله الظِّهَار هُوَ قَول الرجل لزوجته أَنْت عَليّ كَظهر أُمِّي قَوْله بَين ظهرانيهم أَي بَينهم على سَبِيل الِاسْتِظْهَار وَالْعرب تضع الْإِثْنَيْنِ مَوضِع الْجمع وَمِنْه قَوْله ظهراني جَهَنَّم وَقَوله ظهراني الْحجر قَوْله ظهريا أَي لم يلتفتوا إِلَيْهِ وَيُقَال لمن لم يقْض الْحَاجة ظَهرت حَاجَتي وجعلتني ظهريا والظهري أَنْ تَأْخُذَ مَعَكَ دَابَّةً أَوْ وِعَاءً تَسْتَظْهِرُ بِهِ كَذَا قَالَ فِي الأَصْل قَوْله جعل لي ظَهره إِلَى الْمَدِينَة أَي أَبَاحَ لي ركُوبه قَوْله عَن ظهر قلب هُوَ كِنَايَة عَن الْحِفْظ قَوْله مصبح على ظهر أَي على رحيل قَوْله قبل أَن يظْهر أَي يَعْلُو وَمِنْه قَوْله أَن يظهروه أَي يعلوا عَلَيْهِ وَكَذَا قَوْله ظَهرت لمستوى وَمِنْه قَوْله أسرينا حَتَّى ظهرنا وَقَوله ظَاهر عَنْك عارها أَي زائل وَقَوله حَتَّى إِذا أظهرنَا أَي دَخَلنَا فِي الظهيرة قَوْله مَا كَانَ عَن ظهر غنى أَي زَائِدا كَأَنَّهُ يطْرَح خلف الظّهْر حرف الْعين الْمُهْملَة
(

فصل ع ب)
قَوْله مَا يعبأ بِهِ يُقَال مَا عبأت بِكَذَا أَي لم اهتم بِهِ من العبء بِكَسْر الْعين والهمز وَهُوَ الثّقل قَوْله بعباءة مَهْمُوز مَمْدُود وَقد تبدل يَاء هِيَ كسَاء قيل إِذا كال فِيهِ خطوط قَوْله تعبثون قَالَ فِي الأَصْل تبنون والعبث فِي الأَصْل فعل مَا لَا فَائِدَة فِيهِ قَوْله فَأَنا أول العابدين أَي الجاحدين من عبد يعبد بِكَسْر الْمَاضِي وَفتح الْمُضَارع أَي جحد وَقيل من الْعِبَادَة على طَرِيق الْفَرْض والمشروط لَا يسْتَلْزم الْوُقُوع قَوْله احْتبسَ أدراعه وأعبده هِيَ بِالْمُوَحَّدَةِ فِي رِوَايَة الْأَكْثَر جمع عبد ويروي بِالْمُثَنَّاةِ وَسَيَأْتِي قَوْله العبرانية هِيَ لِسَان بني إِسْرَائِيل قَوْله يعبرون أَي يؤولون الرُّؤْيَا يُقَال عبر الرُّؤْيَا مثقل ومخفف إِذا أعلم بِمَا يَئُول إِلَيْهِ أمرهَا قَوْله العبير هُوَ طيب مَعْمُول من أخلاط قَوْله حَتَّى يعبر عَنهُ لِسَانه أَي يبين قَوْله لَعَلَّه أَن يعْتَبر أَي يتَذَكَّر من الْعبْرَة وَمِنْه قَوْله عِبْرَة لمن بَقِي قَوْله وجد معابر صغَارًا أَي مراكب يعبر فِيهَا من جَانب إِلَى جَانب قَوْله عبس وَتَوَلَّى أَي كلح واعرض من الأَصْل قَوْله عبقريا يفري قَالَ بن نمير العبقري عتاق الزرابي وَقَالَ
خَلَقَ الْأَرْضَ وَالْجِبَالَ قَالَ اللَّهُ قَالَ فَمَنْ جَعَلَ فِيهَا الْمَنَافِعَ قَالَ اللَّهُ قَالَ فَبِالَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ وَخَلَقَ الْأَرْضَ وَنَصَبَ الْجِبَالَ وَجَعَلَ فِيهَا الْمَنَافِعَ آللَّهُ أَرْسَلَكَ قَالَ نَعَمْ وَكَذَا هُوَ فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ قَوْلُهُ أَنْ تُصَلِّيَ بِتَاءِ الْمُخَاطَبِ فِيهِ وَفِيمَا بَعْدَهُ وَوَقَعَ عِنْدَ الْأَصِيلِيِّ بِالنُّونِ فِيهَا قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ هُوَ أَوْجَهُ وَيُؤَيِّدُهُ رِوَايَةُ ثَابِتٍ بِلَفْظِ إِنَّ عَلَيْنَا خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِنَا وَلَيْلَتِنَا وَسَاقَ الْبَقِيَّةَ كَذَلِكَ وَتَوْجِيهُ الْأَوَّلِ أَنَّ كُلَّ مَا وَجَبَ عَلَيْهِ وَجَبَ عَلَى أُمَّتِهِ حَتَّى يَقُومَ دَلِيلُ الِاخْتِصَاصِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ وَالسَّرَخْسِيِّ الصَّلَاةُ الْخَمْسُ بِالْإِفْرَادِ عَلَى إِرَادَةِ الْجِنْسِ قَوْلُهُ أَنْ تَأْخُذ هَذِه الصَّدَقَة قَالَ بن التِّينِ فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْمَرْءَ لَا يُفَرِّقُ صَدَقَتَهُ بِنَفْسِهِ قُلْتُ وَفِيهِ نَظَرٌ وَقَوْلُهُ عَلَى فُقَرَائِنَا خَرَجَ مَخْرَجَ الْأَغْلَبِ لِأَنَّهُمْ مُعْظَمُ أَهْلِ الصَّدَقَةِ قَوْلُهُ آمَنْتُ بِمَا جِئْتَ بِهِ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ إِخْبَارًا وَهُوَ اخْتِيَارُ الْبُخَارِيِّ وَرَجَّحَهُ الْقَاضِي عِيَاضٌ وَأَنَّهُ حَضَرَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ مُسْتَثْبِتًا مِنَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَخْبَرَهُ بِهِ رَسُولُهُ إِلَيْهِمْ لِأَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثِ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ عِنْدَ مُسْلِمٍ وَغَيْرِهِ فَإِنَّ رَسُولَكَ زَعَمَ وَقَالَ فِي رِوَايَةِ كريب عَن بن عَبَّاسٍ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ أَتَتْنَا كُتُبُكَ وَأَتَتْنَا رُسُلُكَ وَاسْتَنْبَطَ مِنْهُ الْحَاكِمُ أَصْلَ طَلَبِ عُلُوِّ الْإِسْنَادِ لِأَنَّهُ سَمِعَ ذَلِكَ مِنَ الرَّسُولِ وَآمَنَ وَصَدَّقَ وَلَكِنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَسْمَعَ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُشَافَهَةً وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ آمَنْتُ إِنْشَاءً وَرَجَّحَهُ الْقُرْطُبِيُّ لِقَوْلِهِ زَعَمَ قَالَ وَالزَّعْمُ الْقَوْلُ الَّذِي لَا يوثق بِهِ قَالَه بن السِّكِّيتِ وَغَيْرُهُ قُلْتُ وَفِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّ الزَّعْمَ يُطْلَقُ عَلَى الْقَوْلِ الْمُحَقَّقِ أَيْضًا كَمَا نَقَلَهُ أَبُو عُمَرَ الزَّاهِدُ فِي شَرْحِ فَصِيحِ شَيْخِهِ ثَعْلَبٍ وَأَكْثَرَ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِ زَعَمَ الْخَلِيلُ فِي مَقَامِ الِاحْتِجَاجِ وَقَدْ أَشَرْنَا إِلَى ذَلِكَ فِي حَدِيثِ أَبِي سُفْيَانَ فِي بَدْءِ الْوَحْيِ وَأَمَّا تَبْوِيبُ أَبِي دَاوُدَ عَلَيْهِ بَابُ الْمُشْرِكِ يَدْخُلُ الْمَسْجِدَ فَلَيْسَ مَصِيرًا مِنْهُ إِلَى أَنَّ ضِمَامًا قَدِمَ مُشْرِكًا بَلْ وَجْهُهُ أَنَّهُمْ تَرَكُوا شَخْصًا قَادِمًا يَدْخُلُ الْمَسْجِدَ مِنْ غَيْرِ اسْتِفْصَالٍ وَمِمَّا يُؤَيِّدُ أَنَّ قَوْلَهُ آمَنْتُ إِخْبَارٌ أَنَّهُ لَمْ يَسْأَلْ عَنْ دَلِيلِ التَّوْحِيدِ بَلْ عَنْ عُمُومِ الرِّسَالَةِ وَعَنْ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ وَلَوْ كَانَ إِنْشَاءً لَكَانَ طَلَبَ مُعْجِزَةٍ تُوجِبُ لَهُ التَّصْدِيقَ قَالَهُ الْكِرْمَانِيُّ وَعَكَسَهُ الْقُرْطُبِيُّ فَاسْتَدَلَّ بِهِ عَلَى صِحَّةِ إِيمَانِ الْمُقَلِّدِ لِلرَّسُولِ وَلَوْ لَمْ تَظْهَرْ لَهُ معْجزَة وَكَذَا أَشَارَ إِلَيْهِ بن الصَّلَاحِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ تَنْبِيهٌ لَمْ يَذْكُرِ الْحَجَّ فِي رِوَايَةِ شَرِيكٍ هَذِهِ وَقَدْ ذَكَرَهُ مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ فَقَالَ مُوسَى فِي رِوَايَتِهِ وَإِنَّ عَلَيْنَا حَجَّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا قَالَ صَدَقَ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ أَيْضًا وَهُوَ فِي حَدِيثِ أبي هُرَيْرَة وبن عَبَّاس أَيْضا وَأغْرب بن التِّينِ فَقَالَ إِنَّمَا لَمْ يَذْكُرْهُ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فُرِضَ وَكَأَنَّ الْحَامِلَ لَهُ عَلَى ذَلِكَ مَا جَزَمَ بِهِ الْوَاقِدِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ أَنَّ قُدُومَ ضِمَامٍ كَانَ سَنَةَ خَمْسٍ فَيَكُونُ قَبْلَ فَرْضِ الْحَجِّ لَكِنَّهُ غَلَطٌ مِنْ أَوْجُهٍ أَحَدُهَا أَنَّ فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ أَنَّ قُدُومَهُ كَانَ بَعْدَ نُزُولِ النَّهْيِ فِي الْقُرْآنِ عَنْ سُؤَالِ الرَّسُولِ وَآيَةُ النَّهْيِ فِي الْمَائِدَةِ وَنُزُولُهَا مُتَأَخِّرٌ جِدًّا ثَانِيهَا أَنَّ إِرْسَالَ الرُّسُلِ إِلَى الدُّعَاءِ إِلَى الْإِسْلَامِ إِنَّمَا كَانَ ابْتِدَاؤُهُ بَعْدَ الْحُدَيْبِيَةِ وَمُعْظَمُهُ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ ثَالِثُهَا أَنَّ فِي الْقِصَّةِ أَنَّ قَوْمَهُ أَوْفَدُوهُ وَإِنَّمَا كَانَ مُعْظَمُ الْوُفُودِ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ رَابِعُهَا فِي حَدِيث بن عَبَّاسٍ أَنَّ قَوْمَهُ أَطَاعُوهُ وَدَخَلُوا فِي الْإِسْلَامِ بَعْدَ رُجُوعِهِ إِلَيْهِمْ وَلَمْ يَدْخُلْ بَنُو سَعْدٍ وَهُوَ بن بَكْرِ بْنُ هَوَازِنَ فِي الْإِسْلَامِ إِلَّا بَعْدَ وَقْعَةِ حُنَيْنٍ وَكَانَتْ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ كَمَا سَيَأْتِي مَشْرُوحًا فِي مَكَانِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فَالصَّوَابُ أَنَّ قُدُومَ ضِمَامٍ كَانَ فِي سنة تسع وَبِه جزم بن إِسْحَاقَ وَأَبُو عُبَيْدَةَ وَغَيْرُهُمَا وَغَفَلَ الْبَدْرُ الزَّرْكَشِيُّ فَقَالَ إِنَّمَا لَمْ يَذْكُرِ الْحَجَّ لِأَنَّهُ كَانَ مَعْلُومًا عِنْدَهُمْ فِي شَرِيعَةِ إِبْرَاهِيمَ انْتَهَى وَكَأَنَّهُ لَمْ يُرَاجِعْ صَحِيحَ مُسْلِمٍ فَضْلًا عَنْ غَيْرِهِ قَوْلُهُ وَأَنَا رَسُولُ مَنْ وَرَائِي مَنْ مَوْصُولَةٌ وَرَسُولُ مُضَافٌ إِلَيْهَا وَيَجُوزُ تَنْوِينُهُ وَكَسْرُ مَنْ لَكِنْ لَمْ تَأْتِ بِهِ الرِّوَايَةُ وَوَقَعَ

الصفحة 152