كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)
أَبُو عُبَيْدَة الْعَبْقَرِيُّ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي لَيْسَ فَوْقَهُ شَيْءٌ وَيُطلق على السَّيِّد واللبيب وَالْكَبِير وَالْقَوِي وَقِيلَ هُوَ مَنْسُوبٌ إِلَى عَبْقَرٍ مَوْضِعٍ بِالْبَادِيَةِ يسكنهُ الْجِنّ فأطلقته الْعَرَب على كل مَا كَانَ عَظِيما فِي نَفسه فائقا فِي جنسه فصل ع ت قَوْله فعتب الله عَلَيْهِ أَي لامه وَمِنْه عَاتَبَنِي أَبُو بكر وَقيل العتاب الموجدة وَقيل الملام بإدلال وَأما قَوْله لَعَلَّه يستعتب فَمَعْنَاه يعْتَرف فيلوم نَفسه وأعتب أَزَال الشكوى قَوْله عتبَة الْحُجْرَة هِيَ الْعَارِضَة الَّتِي تكون للباب من خشب أَو حِجَارَة قَوْله أعتده جمع عتيد وَهُوَ الْفرس الصلب الْمعد للرُّكُوب وَقيل السَّرِيع الوثب وَقيل هُوَ جمع قلَّة للعتاد وَهُوَ مَا يعد من سلَاح ودابة وَآله حَرْب قَوْله عتود بِفَتْح أَوله وَضم الْمُثَنَّاة من ولد الْمعز مَا بلغ السفاد وَلم يكمل سنة قَوْله أَعْتَدْنَا أَي أعددنا من العتاد قَوْله عتيرة هِيَ الَّتِي تذبح فِي رَجَب قيل كَانُوا ينذرونها لمن بلغ مَاله عددا معينا أَنْ يَذْبَحَ مِنْ كُلِّ عَشَرَةٍ مِنْهَا رَأْسًا للأصنام وَيصب دَمهَا على رَأسهَا قَوْله المعتر أَي الَّذِي يَعْتَرُّ بِالْبُدْنِ مِنْ غَنِيٍّ أَوْ فَقِيرٍ أَي يلم بهَا مرّة وَقيل هُوَ الَّذِي يتَعَرَّض وَلَا يسْأَل صَرِيحًا قَوْله الْعَوَاتِق جمع عاتق وَهِي الْبكر الَّتِي لم يبن بهَا الزَّوْج أَو الشَّابَّة أَو الْبَالِغَة أَو الَّتِي أشرفت على الْبلُوغ أَو الَّتِي اسْتحقَّت التَّزْوِيج وَلم تتَزَوَّج أَو الَّتِي زوجت عِنْد أَهلهَا وَلم تخرج عَنْهُم وَأما العاتق من الْأَعْضَاء فَمن الْمنْكب إِلَى أصل الْعُنُق قَوْله الْبَيْت الْعَتِيق أَي عتق من الْجَبَابِرَة أَو من الْغَرق فِي عهد نوح أَو سمي عتيقا لشرفه أَو لحسنه أَو لقدمه قَوْله من الْعتاق الأول أَي من أول مَا نزل من الْقُرْآن أَو المُرَاد بالعتيق الشريف قَوْله على فرس عَتيق أَي بَالغ فِي الْجَوْدَة أَو السَّبق وَسمي أَبُو بكر عتيقا لشرفه أَو لحسنه أَو لعتقه من النَّار وَقيل بل هُوَ علم شخص سَمَّاهُ أَبوهُ عبد الله وَأمه عتيقا قَوْله فاعتلوه أَي ادفعوه قَوْله عتل بِالتَّشْدِيدِ هُوَ الجافي الغليظ وَقيل الشَّديد من كل شَيْء قَوْله لَيْلَة معتما أَي مظْلمَة وأعتم دخل فِي ظلمَة اللَّيْل وَالْعَتَمَة ظلمَة اللَّيْل وتنتهي إِلَى ثلث اللَّيْل وأطلقت على صَلَاة الْعشَاء لِأَنَّهَا توقع فِيهَا وَمِنْه قَوْلهم رَوْضَة معتمة قَوْله عتيا أَي عصيا عتا يعتو عتوا أَي عصى وَقَالَ مُجَاهِد عتوا أَي طغوا وَقَالَ بن عُيَيْنَة عَاتِيَة عَتَتْ على الْخزَّان فصل ع ث قَوْله فان عثر أَي ظهر أَو اطلع وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِي وجود مَا أخْفى بِغَيْر تطلب وعثر الْفرس وَالرجل بِالضَّمِّ فِي الْمَاضِي والمضارع زل بِرجلِهِ وبلسانه وَمِنْه أعثرنا عَلَيْهِم أَي أظهرنَا قَوْله أَو كَانَ عثريا بِفتْحَتَيْنِ أَي سقته السَّمَاء من غير معالجة قَوْله عثان بِضَم أَوله أَي دُخان فصل ع ج قَوْله عجب ذَنبه بِفَتْح ثمَّ سُكُون هُوَ الْعظم المحدد أَسْفَل الصلب وَهُوَ مَكَان الذَّنب من ذَوَات الْأَرْبَع قَوْله عُجاب مُبَالغَة من عجب قَوْله من تعاجيب رَبنَا أَي أَعَاجِيب لَا وَاحِد لَهُ من لَفظه أَي مَا أظهره فِي خلقه من الْعَجَائِب قَوْله عجاجة الدَّابَّة أَي غبارها الَّذِي تثيره قَوْله معتجرا بعمامة هُوَ ليها فَوق الرَّأْس دون تحنيك وَقيل اللف مُطلقًا قَوْله عَجزه وبجره أَي عيوبه والعجر العقد الَّتِي تَجْتَمِع فِي الْجَسَد قَوْله عجز رَاحِلَته أَي مؤخرها وَهُوَ بِوَزْن رجل على الْأَفْصَح وَيجوز سُكُون الْجِيم وأعجاز الْأُمُور أواخرها وعجيزة الْمَرْأَة مَعْرُوفَة وَقد تقال للرجل وَالْعجز بِفتْحَتَيْنِ جمع عَاجز قَوْله أعجمي الْأَعْجَم الَّذِي
فِي رِوَايَة كريب عَن بن عَبَّاسٍ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ مُسْتَرْضَعًا فِيهِمْ فَقَالَ أَنَا وَافِدُ قَوْمِي وَرَسُولُهُمْ وَعِنْدَ أَحْمَدَ وَالْحَاكِمِ بَعَثَتْ بَنُو سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ ضِمَامَ بْنَ ثَعْلَبَةَ وَافِدًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدِمَ عَلَيْنَا فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَقَوْلُ بن عَبَّاسٍ فَقَدِمَ عَلَيْنَا يَدُلُّ عَلَى تَأْخِيرِ وِفَادَتِهِ أَيْضا لِأَن بن عَبَّاسٍ إِنَّمَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ وَزَادَ مُسْلِمٌ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ قَالَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَزِيدُ عَلَيْهِمْ وَلَا أَنْقُصُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَئِنْ صَدَقَ لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ وَكَذَا هِيَ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ وَوَقَعَتْ هَذِهِ الزِّيَادَةُ فِي حَدِيثِ بن عَبَّاسٍ وَهِيَ الْحَامِلَةُ لِمَنْ سَمَّى الْمُبْهَمَ فِي حَدِيثِ طَلْحَةَ ضِمَامَ بْنَ ثَعْلَبَةَ كَابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ وَغَيْرِهِ وَقَدْ قَدَّمْنَا هُنَاكَ أَنَّ الْقُرْطُبِيَّ مَالَ إِلَى أَنَّهُ غَيْرُهُ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ الَّتِي أَشَرْتُ إِلَيْهَا قَبْلُ مِنَ الزِّيَادَةِ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ أَنَّ ضِمَامًا قَالَ بَعْدَ قَوْلِهِ وَأَنَا ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبَةَ فَأَمَّا هَذِهِ الْهَنَاةُ فَوَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَنَتَنَزَّهُ عَنْهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَعْنِي الْفَوَاحِشَ فَلَمَّا أَنْ وَلَّى قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُهَ الرَّجُلُ قَالَ وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَقُولُ مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مَسْأَلَةً وَلَا أَوْجَزَ مِنْ ضمام وَوَقع فِي آخر حَدِيث بن عَبَّاسٍ عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ فَمَا سَمِعْنَا بِوَافِدِ قَوْمٍ كَانَ أَفْضَلَ مِنْ ضِمَامٍ وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنَ الْفَوَائِدِ غَيْرِ مَا تَقَدَّمَ الْعَمَلُ بِخَبَرِ الْوَاحِدِ وَلَا يَقْدَحُ فِيهِ مَجِيءُ ضِمَامٍ مُسْتَثْبِتًا لِأَنَّهُ قَصَدَ اللِّقَاءَ وَالْمُشَافَهَةَ كَمَا تَقَدَّمَ عَنِ الْحَاكِمِ وَقَدْ رَجَعَ ضِمَامٌ إِلَى قَوْمِهِ وَحْدَهُ فَصَدَّقُوهُ وَآمَنُوا كَمَا وَقَعَ فِي حَدِيثِ بن عَبَّاسٍ وَفِيهِ نِسْبَةُ الشَّخْصِ إِلَى جَدِّهِ إِذَا كَانَ أَشْهَرَ مِنْ أَبِيهِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم حنين أَنا بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَفِيهِ الِاسْتِحْلَافُ عَلَى الْأَمْرِ الْمُحَقَّقِ لِزِيَادَةِ التَّأْكِيدِ وَفِيهِ رِوَايَةُ الْأَقْرَانِ لِأَنَّ سَعِيدًا وَشَرِيكًا تَابِعِيَّانِ مِنْ دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ وَهُمَا مَدَنِيَّانِ قَوْله رَوَاهُ مُوسَى هُوَ بن إِسْمَاعِيلَ أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ شَيْخُ الْبُخَارِيِّ وَحَدِيثُهُ مَوْصُولٌ عِنْدَ أَبِي عَوَانَةَ فِي صَحِيحِهِ وَعِنْدَ بن مَنْدَهْ فِي الْإِيمَانِ وَإِنَّمَا عَلَّقَهُ الْبُخَارِيُّ لِأَنَّهُ لَمْ يَحْتَجَّ بِشَيْخِهِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَقَدْ خُولِفَ فِي وَصْلِهِ فَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ مُرْسَلًا وَرَجَّحَهَا الدَّارَقُطْنِيُّ وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّهَا عِلَّةٌ تَمْنَعُ مِنْ تَصْحِيحِ الْحَدِيثِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ بَلْ هِيَ دَالَّةٌ عَلَى أَنَّ لِحَدِيثِ شَرِيكٍ أَصْلًا قَوْلُهُ وَعَلِيُّ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ هُوَ الْمَعْنِيُّ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ وَكَسْرِ النُّونِ بَعْدَهَا يَاءُ النَّسَبِ وَحَدِيثُهُ مَوْصُولٌ عِنْدَ التِّرْمِذِيِّ أَخْرَجَهُ عَنِ الْبُخَارِيِّ عَنْهُ وَكَذَا أَخْرَجَهُ الدَّارِمِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَلَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ سِوَى هَذَا الْمَوْضِعِ الْمُعَلَّقِ قَوْلُهُ بِهَذَا أَيْ هَذَا الْمَعْنَى وَإِلَّا فَاللَّفْظُ كَمَا بَيَّنَّا مُخْتَلِفٌ وَسَقَطَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ من رِوَايَة أبي الْوَقْت وبن عَسَاكِرَ وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ تَنْبِيهٌ وَقَعَ فِي النُّسْخَةِ الْبَغْدَادِيَّةِ الَّتِي صَحَّحَهَا الْعَلَّامَةُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الصَّغَانِيِّ اللُّغَوِيُّ بَعْدَ أَنْ سَمِعَهَا مِنْ أَصْحَابِ أَبِي الْوَقْتِ وَقَابَلَهَا عَلَى عِدَّةِ نُسَخٍ وَجَعَلَ لَهَا عَلَامَاتٍ عَقِبَ قَوْلِهِ رَوَاهُ مُوسَى وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ مَا نَصُّهُ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِتَمَامِهِ وَقَالَ الصَّغَانِيُّ فِي الْهَامِشِ هَذَا الْحَدِيثُ سَاقِطٌ مِنَ النُّسَخِ كُلِّهَا إِلَّا فِي النُّسْخَةِ الَّتِي قُرِئَتْ عَلَى الْفَرَبْرِيِّ صَاحِبِ الْبُخَارِيِّ وَعَلَيْهَا خَطُّهُ قُلْتُ وَكَذَا سَقَطَتْ فِي جَمِيعِ النُّسَخِ الَّتِي وقفت عَلَيْهَا وَالله تَعَالَى أعلم بِالصَّوَابِ
الصفحة 153
500