كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

عروب مثل صَبر وصبور قيل الْعَرَب المحببات إِلَى أَزوَاجهنَّ والعربة الحديثة السن الَّتِي تحب اللَّهْو وَلَا تمل مِنْهُ قَوْله أعربهم أحسابا أَي أصحهم وأوضحهم قَوْله عرج بِي إِلَى السَّمَاء أَي صعد قَوْله ذِي المعارج قَالَ تعرج الْمَلَائِكَة إِلَيْهِ وَقيل الْمِعْرَاج سلم تصعد فِيهِ الْمَلَائِكَة والأرواح والأعمال وَقيل هُوَ من أحسن شَيْء لَا تتمالك النَّفس إِذا رَأَتْهُ أَن تخرج إِلَيْهِ واليه يشخص بصر المحتضر من حسنه وَقَالَ بن عَبَّاس المعارج درج قَوْله إِلَى العرج بِفَتْح ثمَّ سُكُون هُوَ أول تهَامَة قَوْله من تعار أَي اسْتَيْقَظَ وَقيل تمطى وَأَن وَقيل تكلم وَقيل تقلب فِي فرَاشه من السهر قَوْله مِمَّن تخشى معرته بِفَتْح الْمُهْملَة وَتَشْديد الرَّاء أَي عَيبه قَوْله من عرس بِالضَّمِّ ثمَّ السّكُون أَي من وَلِيمَة وَقَوله أعرس الرجل بأَهْله إِذا دخل بهَا والعروس الزَّوْجَة لأوّل الابتناء بهَا وَالرجل كَذَلِك وَقَوله أعرستم اللَّيْلَة هُوَ كِنَايَة عَن الْجِمَاع قَوْله معرسين التَّعْرِيس نزُول آخر اللَّيْل للنوم والراحة وَيسْتَعْمل فِي كل وَقت وَمِنْه معرسين فِي نحر الظهيرة قَوْله من عَرِيش أَي مظلل بجريد وَنَحْوه يُقَال عروش وعريش وَقَالَ بن عَبَّاس معروشات مَا يعرش من الكوم والعروش الْأَبْنِيَة وعرش الْبَيْت سقفه وَكَذَا عريشه وَالْعرش والسرير للسُّلْطَان قَوْله أَقَامَ بالعرصة ثَلَاثًا أَي وسط الْبَلَد وعرصة الدَّار ساحتها قَوْله عرض ثِيَاب بِفَتْح أَوله وَسُكُون الرَّاء مَا عدا الْحَيَوَان وَالْعَقار وَمَا يُكَال وَمَا يُوزن وَيُطلق أَيْضا على مَتَاع الدُّنْيَا وَمِنْه كَثْرَة الْعرض وَهَذَا أَكثر مَا يُقَال بالحركة وَهُوَ مَا يسْرع إِلَيْهِ الفناء وَمِنْه يَبِيع دينه بِعرْض قَوْله عرضوا بِالضَّمِّ فَأَبَوا أَي عرض عَلَيْهِم الطَّعَام فامتنعوا والعراضة بِالضَّمِّ الْهَدِيَّة قَوْله عرض الوسادة بِفَتْح أَوله ضد الطول وَذكره الدَّاودِيّ بِالضَّمِّ وصوبوا الأول وَعرض الشَّيْء جَانِبه وَقيل وَسطه قَوْله عرض لَهُ رجل أَي ظهر لَهُ قَوْله عرضت يَوْم الخَنْدَق أَي أحضرت للاختبار وَمِنْه عرض الْأَمِير الْجَيْش قَوْله المعراض خَشَبَة محدودة الطّرف أَو فِي طرفها حَدِيدَة يَرْمِي بهَا الصَّيْد قَوْله معروضة فِي الْمَسْجِد اعْتِرَاض الْجِنَازَة مَأْخُوذ من الْعرض ضد الطول قَوْله يعرض بِالتَّشْدِيدِ وَلَا يبوح أَي يلوح والمعاريض التورية بالشَّيْء عَن آخر بِلَفْظ يشركهُ فِيهِ أَو يحْتَملهُ مجازه أَو تصريفه قَوْله وَلَو أَن تعرض عَلَيْهِ عودا بِضَم الرَّاء وَفتح أَوله وَذكره أَبُو عبيد بِكَسْر الرَّاء مَعْنَاهُ تضع عَلَيْهِ بِالْعرضِ قَوْله وَهَذِه الخطوط الْأَعْرَاض جمع عرض بِفَتْح الرَّاء وَهُوَ حوادث الدَّهْر قَوْله عرض لَهُ أَي عَارض من الْجِنّ أَو من الْجِنّ أَو من الْمَرَض قَوْله عرض الْحَائِط بِالضَّمِّ أَي جَانِبه قَوْله أعرض عَنهُ أَي لم يلْتَفت إِلَيْهِ قَوْله عارضا مُسْتَقْبل هُوَ السَّحَاب قَوْله عراض الْوُجُوه يُرِيد سعتها قَوْله يتَعَرَّض للجواري أَي يتَصَدَّى لَهُنَّ يراودهن قَوْله اسْتَبْرَأَ لدينِهِ وَعرضه الْعرض بِكَسْر أَوله وَسُكُون ثَانِيه وَجمعه أَعْرَاض وَمِنْه اعراضكم عَلَيْكُم حرَام قَالَ بن قُتَيْبَة هُوَ بدن الْإِنْسَان وَنَفسه وَقَالَ غَيره هُوَ مَوضِع الْمَدْح والذم من نَفسه أَو سلفه أَو من نسب إِلَيْهِ وَقيل مَا يصونه من نَفسه وحسبه قَوْله الْعرف عرف مسك بِالْفَتْح أَي الرّيح الطّيبَة قَوْله عرفهَا لَهُم أَي بَينهَا لَهُم وَيحْتَمل أَن يكون أَيْضا من الْعرف قَوْله العرفط بِضَمَّتَيْنِ هُوَ شجر الطلح وَله صمغ يُقَال لَهُ مَغَافِير رَائِحَته كريهة قَوْله بعد الْمُعَرّف أَي وقُوف النَّاس بِعَرَفَة قَوْله عُرَفَاؤُكُمْ جمع عريف وَهُوَ من يَلِي أَمر الْقَوْم وَمِنْه فَعرفنَا أَي جعلنَا عرفاء قَوْله إِذا انْشَقَّ مَعْرُوف من الْفجْر سَاطِع أَي ظَاهر قَوْله لَيْسَ لعرق ظَالِم حق قيل هُوَ الَّذِي يَبْنِي فِي موَات غَيره وَقيل المُشْتَرِي فِي أَرض غَيره قَوْله كَانَ يُصَلِّي إِلَى الْعرق أَي الْجَبَل الصَّغِير من الرمل قَوْله
إِلَيْكَ كِتَابَهُ فَيَقُولُ ارْوِ هَذَا عَنِّي قَوْلُهُ وَاحْتَجَّ بَعْضُ أَهْلِ الْحِجَازِ هَذَا الْمُحْتَجُّ هُوَ الْحُمَيْدِيُّ ذَكَرَ ذَلِكَ فِي كِتَابِ النَّوَادِرِ لَهُ قَوْلُهُ فِي الْمُنَاوَلَةِ أَيْ فِي صِحَّةِ الْمُنَاوَلَةِ وَالْحَدِيثُ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ لَمْ يُورِدْهُ مَوْصُولًا فِي هَذَا الْكِتَابِ وَهُوَ صَحِيحٌ وَقَدْ وَجَدْتُهُ من طَرِيقين إِحْدَاهمَا مُرْسلَة ذكرهَا بن إِسْحَاقَ فِي الْمَغَازِي عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ وَأَبُو الْيَمَانِ فِي نُسْخَتِهِ عَنْ شُعَيْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ كِلَاهُمَا عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَالْأُخْرَى مَوْصُولَةٌ أَخْرَجَهَا الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ جُنْدُبٍ الْبَجَلِيِّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ ثُمَّ وَجَدْتُ لَهُ شَاهِدًا مِنْ حَدِيث بن عَبَّاسٍ عِنْدَ الطَّبَرِيِّ فِي التَّفْسِيرِ فَبِمَجْمُوعِ هَذِهِ الطُّرُقِ يَكُونُ صَحِيحًا وَأَمِيرُ السَّرِيَّةِ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ الْأَسَدِيُّ أَخُو زَيْنَبَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ وَكَانَ تَأْمِيرُهُ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ وَالسَّرِيَّةُ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَكَسْرِ الرَّاءِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ التَّحْتَانِيَّةِ الْقِطْعَةُ مِنَ الْجَيْشِ وَكَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ قَوْلُهُ حَتَّى تَبْلُغَ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا هَكَذَا فِي حَدِيثِ جُنْدُبٍ عَلَى الْإِبْهَامِ وَفِي رِوَايَةِ عُرْوَةَ أَنَّهُ قَالَ لَهُ إِذَا سِرْتَ يَوْمَيْنِ فَافْتَحِ الْكِتَابَ قَالَا فَفَتَحَهُ هُنَاكَ فَإِذَا فِيهِ أَنِ امْضِ حَتَّى تَنْزِلَ نَخْلَةً فَتَأْتِيَنَا مِنْ أَخْبَارِ قُرَيْشٍ وَلَا تَسْتَكْرِهَنَّ أَحَدًا قَالَ فِي حَدِيثِ جُنْدُبٍ فَرَجَعَ رَجُلَانِ وَمَضَى الْبَاقُونَ فَلَقُوا عَمْرَو بْنَ الْحَضْرَمِيِّ وَمَعَهُ عِيرٌ أَيْ تِجَارَةٌ لِقُرَيْشٍ فَقَتَلُوهُ فَكَانَ أَوَّلَ مَقْتُولٍ مِنَ الْكُفَّارِ فِي الْإِسْلَامِ وَذَلِكَ فِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ رَجَبٍ وَغَنِمُوا مَا كَانَ مَعَهُمْ فَكَانَتْ أَوَّلَ غَنِيمَةٍ فِي الْإِسْلَامِ فَعَابَ عَلَيْهِمُ الْمُشْرِكُونَ ذَلِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى ويسألونك عَن الشَّهْر الْحَرَام قتال فِيهِ الْآيَةَ وَوَجْهُ الدَّلَالَةِ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ ظَاهِرَةٌ فَإِنَّهُ نَاوَلَهُ الْكِتَابَ وَأَمَرَهُ أَنْ يَقْرَأَهُ عَلَى أَصْحَابِهِ لِيَعْمَلُوا بِمَا فِيهِ فَفِيهِ الْمُنَاوَلَةُ وَمَعْنَى الْمُكَاتَبَةِ وَتَعَقَّبَهُ بَعْضُهُمْ بِأَنَّ الْحُجَّةَ إِنَّمَا وَجَبَتْ بِهِ لِعَدَمِ تَوَهُّمِ التَّبْدِيلِ وَالتَّغْيِيرِ فِيهِ لِعَدَالَةِ الصَّحَابَةِ بِخِلَافِ مَنْ بَعْدَهُمْ حَكَاهُ الْبَيْهَقِيُّ وَأَقُولُ شَرْطُ قِيَامِ الْحُجَّةِ بِالْمُكَاتَبَةِ أَنْ يَكُونَ الْكِتَابُ مَخْتُومًا وَحَامِلُهُ مُؤْتَمَنًا وَالْمَكْتُوبُ إِلَيْهِ يَعْرِفُ خَطَّ الشَّيْخِ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الشُّرُوطِ الدَّافِعَةِ لِتَوَهُّمِ التَّغْيِيرِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ

[64] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ هُوَ بن أبي أويس وَصَالح هُوَ بن كَيْسَانَ قَوْلُهُ بَعَثَ بِكِتَابِهِ رَجُلًا هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ السَّهْمِيُّ كَمَا سَمَّاهُ الْمُؤَلِّفُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فِي الْمَغَازِي وَكِسْرَى هُوَ أَبَرْوِيزُ بْنُ هُرْمُزَ بْنِ أَنُوشِرْوَانَ وَوَهِمَ مَنْ قَالَ هُوَ أَنُوشِرْوَانُ وَعَظِيمُ الْبَحْرَيْنِ هُوَ الْمُنْذِرُ بْنُ سَاوَى بِالْمُهْمَلَةِ وَفَتْحِ الْوَاوِ الْمُمَالَةِ وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ فِي الْمَغَازِي قَوْلُهُ فحسبت الْقَائِل هُوَ بن شِهَابٍ رَاوِي الْحَدِيثِ فَقِصَّةُ الْكِتَابِ عِنْدَهُ مَوْصُولَةٌ وَقِصَّةُ الدُّعَاءِ مُرْسَلَةٌ وَوَجْهُ دَلَالَتِهِ عَلَى الْمُكَاتَبَةِ ظَاهِرٌ وَيُمْكِنُ أَنْ يُسْتَدَلَّ بِهِ عَلَى الْمُنَاوَلَةِ مِنْ حَيْثُ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاوَلَ الْكِتَابَ لِرَسُولِهِ وَأَمَرَهُ أَنْ يُخْبِرَ عَظِيمَ الْبَحْرَيْنِ بِأَنَّ هَذَا كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ سَمِعَ مَا فِيهِ وَلَا قَرَأَهُ قَوْلُهُ عَبْدُ الله هُوَ بن الْمُبَارَكِ قَوْلُهُ كَتَبَ أَوْ أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ شكّ من الرَّاوِي وَنسبَة الكتا إِلَى

الصفحة 155