كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

أَن الْقَلِيل مِنْهُ يُجزئ والتأنيث لُغَة فِي الْعَسَل وَقيل هُوَ إِشَارَة إِلَيّ قِطْعَة مِنْهُ وَلَيْسَ المُرَاد بعض الْمَنِيّ لِأَن الْإِنْزَال لَا يشْتَرط قَوْله وَمَا عسيتهم قَالَ بن مَالك ضمن عسي معنى حسب فعداه تعديته مَعَ جَوَاز أَن تكون التَّاء حرف خطاب وَالضَّمِير اسْم عَسى وَالتَّقْدِير عساهم وَأطَال فِي تَقْرِير ذَلِك فصل ع ش قَوْله كأصوات العشار بِكَسْر أَوله هِيَ النوق الْحَوَامِل وَمِنْه نَاقَة عشراء بِضَم أَوله وَفتح ثَانِيه مَمْدُود وَهِي الَّتِي مضى لحملها عشرَة أشهر قَوْله يكفرن العشير أَي الزَّوْج مَأْخُوذ من المعاشرة وكل معاشر عشير وعشيرة الرجل بَنو أَبِيه الأدنين قَوْله فِيمَا سقت الْأَنْهَار الْعشْر أَي زَكَاة مَا يخرج مِنْهُ سهم من عشرَة قَوْله عَاشُورَاء قَالَ بن دُرَيْد هُوَ يَوْم إسلامي وَلم يكن فِي الْجَاهِلِيَّة لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي كَلَامهم عَاشُورَاء وَتعقب بِمَا فِي الصَّحِيح كَانَت قُرَيْش تَصُوم عَاشُورَاء فِي الْجَاهِلِيَّة ثمَّ هُوَ بِالْمدِّ وَحكى أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ فِيهِ الْقصر قَوْله معشار مفعال من الْعشْر قَوْله معشر هم كل من يشْتَرك فِي وصف قَوْله تعشيشا أَي لَا تملأ زواياه زبالة فَيصير كالعش قَوْله العشنق بِفَتْح أَوله وثانيه وَتَشْديد النُّون ثمَّ قَاف أَي الطَّوِيل وَقيل الْمِقْدَام الشرس وَقيل الجريء قَوْله العشى قَالَ مُجَاهِد هُوَ ميل الشَّمْس إِلَيّ أَن تغرب وَصَلَاة الْعشي الظّهْر أَو الْعَصْر وَقَوله تعشيت أَي أكلت آخر النَّهَار قَوْله وَمن يَعش بِضَم الشين قَالَ بن عَبَّاس يعمى وَقَالَ غَيره الْأَعْشَى الَّذِي يبصر بِالنَّهَارِ وَلَا يبصر بِاللَّيْلِ فصل ع ص قَوْله من لحم أَو عصب أَي عروق قَوْله العصبية أَي الحمية والعصبة بِالتَّحْرِيكِ فِي اللُّغَة القرائب الذُّكُور يدلون بالذكور والعصبة بِالضَّمِّ الْجَمَاعَة والعصابة أَيْضا الْجَمَاعَة وَقَوله تجْعَل عَليّ رَأسه الْعِصَابَة أَي تعصبه بالتاج وَمِنْه عصب رَأسه أَي شده قَوْله العصب بِفَتْح وَسُكُون ثِيَاب يُؤْتى بهَا من الْيمن بعصب غزله أَي يشد وَيجمع ثمَّ يصْبغ ثمَّ ينسج فَيَأْتِي موشيا لِأَن الَّذِي عصب مِنْهُ يبْقى أَبيض وَأبْعد السُّهيْلي فَقَالَ العصب صبغ لَا يثبت إِلَّا بِالْيمن قَوْله الْعَصْر أَي الْمدَّة وَقَالَ يحيى الْفراء قَوْله وَالْعصر الدَّهْر أقسم بِهِ قَوْله إعصار أَي ريح عاصف شَدِيدَة قَوْله العصفر نبت مَعْرُوف قَوْله العصف هُوَ بقل الزَّرْع إِذا قطع قبل أَن يدْرك وَقيل هُوَ التِّبْن وَقيل غير ذَلِك قَوْله عصم منى أَي منع وَمِنْه عصمَة للأرامل أَي يمنعهُم من الْأَذَى قَوْله بعصم الكوافر جمع عصمَة وَهِي عقدَة النِّكَاح قَوْله لَا يضع عَصَاهُ عَن عَاتِقه كِنَايَة عَن كَثْرَة ضَرْبَة الْمَرْأَة وَقيل كَانَ كثير السّفر وَالْأول الصَّوَاب لثُبُوته فِي بعض الطّرق قَوْله عصية بِالتَّصْغِيرِ حَيّ من بني سليم فصل ع ض قَوْله العضباء هُوَ اسْم نَاقَة النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَبُو عبيد الأعضب المكسور الْقرن فَقيل كَانَت مَقْطُوعَة الْأذن وَقيل بل هُوَ اسْم فَقَط وَهُوَ الْأَرْجَح وَقيل العضباء القصيرة الْيَد قَوْله الْعَضُد هُوَ مَا بَين الْمرْفق إِلَى الْمنْكب قَوْله عضادتيه جمع عضادة وَهِي جَانب الْبَاب قَوْله لَا يعضد شَجَرهَا أَي لَا يقطع وَأَصله من قطع الْعَضُد وَفِيه سِتّ لُغَات وزن رَحل وَرجل وحقب وَكتب وفلس وقفل قَوْله سنشد عضدك قَالَ بن عَبَّاس كل مَا عززت شَيْئا جعلت لَهُ عضدا قَوْله عض يَد رجل العض مَعْرُوف وَهُوَ الْأَخْذ بالأسنان وَمِنْه قَوْله أَن بعض بِأَصْل شَجَرَة وَالْمرَاد بِهِ اللُّزُوم قَوْله عضل والقارة هما حَيَّان من
سَلَّمَا وَكَذَا عِنْدَ التِّرْمِذِيِّ وَالنَّسَائِيِّ وَلَمْ يَذْكُرِ الْمُصَنِّفُ هُنَا وَلَا فِي الصَّلَاةِ السَّلَامَ وَكَذَا لَمْ يَقَعْ فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ وَيُسْتَفَادُ مِنْهُ أَنَّ الدَّاخِلَ يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ وَأَنَّ الْقَائِمَ يُسَلِّمُ عَلَى الْقَاعِدِ وَإِنَّمَا لَمْ يَذْكُرْ رَدَّ السَّلَامِ عَلَيْهِمَا اكْتِفَاءً بِشُهْرَتِهِ أَوْ يُسْتَفَادُ مِنْهُ أَنَّ الْمُسْتَغْرِقَ فِي الْعِبَادَةِ يَسْقُطُ عَنْهُ الرَّدُّ وَسَيَأْتِي الْبَحْثُ فِيهِ فِي كِتَابِ الِاسْتِئْذَانِ وَلَمْ يَذْكُرْ أَنَّهُمَا صَلَّيَا تَحِيَّةَ الْمَسْجِدِ إِمَّا لِكَوْنِ ذَلِكَ كَانَ قَبْلَ أَنْ تُشْرَعَ أَوْ كَانَا عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ أَوْ وَقَعَ فَلَمْ يُنْقَلْ لِلِاهْتِمَامِ بِغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْقِصَّةِ أَوْ كَانَ فِي غَيْرِ وَقْتِ تَنَفُّلٍ قَالَهُ الْقَاضِي عِيَاضٌ بِنَاءً عَلَى مَذْهَبِهِ فِي أَنَّهَا لَا تُصَلَّى فِي الْأَوْقَاتِ الْمَكْرُوهَةِ قَوْلُهُ فَوَقَفَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْ عَلَى مَجْلِسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ عَلَى بِمَعْنَى عِنْدَ قَوْلُهُ فُرْجَةٌ بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ مَعًا هِيَ الْخَلَلُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ وَالْحَلْقَةُ بِإِسْكَانِ اللَّامِ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَدِيرٍ خَالِي الْوَسَطِ وَالْجَمْعُ حَلَقٌ بِفَتْحَتَيْنِ وَحُكِيَ فَتْحُ اللَّامِ فِي الْوَاحِدِ وَهُوَ نَادِرٌ وَفِيهِ اسْتِحْبَابُ التَّحْلِيقِ فِي مَجَالِسِ الذِّكْرِ وَالْعِلْمِ وَفِيهِ أَنَّ مَنْ سَبَقَ إِلَى مَوْضِعٍ مِنْهَا كَانَ أَحَقَّ بِهِ قَوْلُهُ وَأَمَّا الْآخَرُ بِفَتْحِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَفِيهِ رَدٌّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يَخْتَصُّ بِالْأَخِيرِ لِإِطْلَاقِهِ هُنَا عَلَى الثَّانِي قَوْلُهُ فَأَوَى إِلَى اللَّهِ فَآوَاهُ اللَّهُ قَالَ الْقُرْطُبِيُّ الرِّوَايَةُ الصَّحِيحَةُ بِقَصْرِ الْأَوَّلِ وَمَدِّ الثَّانِي وَهُوَ الْمَشْهُورُ فِي اللُّغَةِ وَفِي الْقُرْآن إِذْ اوى الْفتية إِلَى الْكَهْف بِالْقصرِ وآويناهما إِلَى ربوة بِالْمَدِّ وَحُكِيَ فِي اللُّغَةِ الْقَصْرُ وَالْمَدُّ مَعًا فِيهِمَا وَمَعْنَى أَوَى إِلَى اللَّهِ لَجَأَ إِلَى اللَّهِ أَوْ عَلَى الْحَذْفِ أَيِ انْضَمَّ إِلَى مَجْلِسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعْنَى فَآوَاهُ اللَّهُ أَيْ جَازَاهُ بِنَظِيرِ فِعْلِهِ بِأَنْ ضَمَّهُ إِلَى رَحْمَتِهِ وَرِضْوَانِهِ وَفِيهِ اسْتِحْبَابُ الْأَدَبِ فِي مَجَالِسِ الْعِلْمِ وَفَضْلُ سَدِّ خَلَلِ الْحَلْقَةِ كَمَا وَرَدَ التَّرْغِيبُ فِي سَدِّ خَلَلِ الصُّفُوفِ فِي الصَّلَاةِ وَجَوَازُ التَّخَطِّي لِسَدِّ الْخَلَلِ مَا لَمْ يُؤْذِ فَإِنْ خُشِيَ اسْتُحِبَّ الْجُلُوسُ حَيْثُ يَنْتَهِي كَمَا فَعَلَ الثَّانِي وَفِيهِ الثَّنَاءُ عَلَى مَنْ زَاحَمَ فِي طَلَبِ الْخَيْرِ قَوْلُهُ فَاسْتَحْيَا أَيْ تَرَكَ الْمُزَاحَمَةَ كَمَا فَعَلَ رَفِيقُهُ حَيَاءً مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِمَّنْ حَضَرَ قَالَهُ الْقَاضِي عِيَاضٌ وَقَدْ بَيَّنَ أَنَسٌ فِي رِوَايَتِهِ سَبَبَ اسْتِحْيَاءِ هَذَا الثَّانِي فَلَفْظُهُ عِنْدَ الْحَاكِمِ وَمَضَى الثَّانِي قَلِيلًا ثُمَّ جَاءَ فَجَلَسَ فَالْمَعْنَى أَنَّهُ اسْتَحْيَا مِنَ الذَّهَابِ عَنِ الْمَجْلِسِ كَمَا فَعَلَ رَفِيقُهُ الثَّالِثُ قَوْلُهُ فَاسْتَحْيَا اللَّهُ مِنْهُ أَيْ رَحِمَهُ وَلَمْ يُعَاقِبْهُ قَوْلُهُ فَأَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ أَيْ سَخِطَ عَلَيْهِ وَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى مَنْ ذَهَبَ مُعْرِضًا لَا لِعُذْرٍ هَذَا إِنْ كَانَ مُسْلِمًا وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مُنَافِقًا وَاطَّلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَمْرِهِ كَمَا يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ إِخْبَارًا أَوْ دُعَاءً وَوَقَعَ فِي حَدِيثِ أَنَسٍ فَاسْتَغْنَى فَاسْتَغْنَى اللَّهُ عَنْهُ وَهَذَا يُرَشِّحُ كَوْنَهُ خَبَرًا وَإِطْلَاقُ الْإِعْرَاضِ وَغَيْرِهِ فِي حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى سَبِيلِ الْمُقَابَلَةِ وَالْمُشَاكَلَةِ فَيُحْمَلُ كُلُّ لَفْظٍ مِنْهَا عَلَى مَا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَفَائِدَةُ إِطْلَاقِ ذَلِكَ بَيَانُ الشَّيْءِ بِطَرِيقٍ وَاضِحٍ وَفِيهِ جَوَازُ الْإِخْبَارِ عَنْ أَهْلِ الْمَعَاصِي وَأَحْوَالِهِمْ لِلزَّجْرِ عَنْهَا وَأَنَّ ذَلِكَ لَا يُعَدُّ مِنَ الْغَيْبَةِ وَفِي الْحَدِيثِ فَضْلُ مُلَازَمَةِ حَلَقِ الْعِلْمِ وَالذِّكْرِ وَجُلُوسُ الْعَالِمِ وَالْمُذَكِّرِ فِي الْمَسْجِدِ وَفِيهِ الثَّنَاءُ عَلَى الْمُسْتَحِي وَالْجُلُوسُ حَيْثُ يَنْتَهِي بِهِ الْمَجْلِسُ وَلَمْ أَقِفْ فِي شَيْءٍ مِنْ طُرُقِ هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى تَسْمِيَةِ وَاحِدٍ من الثَّلَاثَة الْمَذْكُورين وَالله تَعَالَى أعلم

الصفحة 157