كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)
بني سليم قَوْله لَا تعضلوهن أَي لَا تقهروهن قَالَه بن عَبَّاس والمعني منع الرجل وليته من التَّزْوِيج وَأَصله التَّضْيِيق قَوْله جعلُوا الْقُرْآن عضين جمع عضة من عضيت الشَّيْء إِذا فرقته قَالَ بن عَبَّاس هم أهل الْكتاب آمنُوا بِبَعْض وَكَفرُوا بِبَعْض أَو واحدته عضيهة عضهه إِذا رَمَاه بالقبح قَوْله الْعضَاة هُوَ كل شجر لَهُ شوك فصل ع ط قَوْله ثانى عطفه أَي جَانب رقبته كِنَايَة عَن التكبر قَوْله متعطفا بملحفة المتعطف المتوشح بِالثَّوْبِ كَذَا فِي الْعين وَقَالَ بن شُمَيْل هُوَ أَن يكون على الْمَنْكِبَيْنِ لِأَنَّهُ يَقع على عطفى الرجل وهما جانبا عُنُقه وَمِنْه قَوْله وَنَظره فِي عطفيه قَوْله حَتَّى ضرب النَّاس بِعَطَن أَي رووا وَرويت إبلهم فأقامت على المَاء وَمِنْه أعطان الْإِبِل أَي مَوَاضِع إِقَامَتهَا على المَاء فصل ع ظ قَوْله فِيهِ عظم من الْأَنْصَار أَي جمَاعَة قَوْله عظة النِّسَاء أَي موعظتهن فصل ع ف قَوْله عفر إبطَيْهِ أَي بياضهما المشوب مَأْخُوذ من عفر الأَرْض وروى بِفتْحَتَيْنِ وروى بِضَم أَوله وَسُكُون ثَانِيه وعفراء لَيست خَالِصَة الْبيَاض وَقَوله يعفر وَجهه أَي يسْجد وَقَوله لأُعَفِّرَنَّ وَجهه أَي لألصقنه بِالتُّرَابِ قَوْله عفاصها بِكَسْر أَوله أَي الْوِعَاء قَوْله تعففا أَي طلبا للعفة وَهِي الْكَفّ عَمَّا لَا يحل وَمِنْه يستعف أَي يطْلب العفاف قَوْله فِي عفاف أَي فِي كفاف عَمَّا لَا يحل قَوْله عفريت هُوَ الْقوي النَّافِذ مَعَ خبث ودهاء وَيُطلق على المتمرد من الْجِنّ وَالْإِنْس أَيْضا قَوْله استعفوا أَي اطْلُبُوا الْعَفو قَوْله عفوا أَي كَثُرُوا قَوْله عَفا الْأَثر أَي كثر أَو خَفِي وَهُوَ الْأَظْهر وَمِنْه يعْفُو أَثَره قَوْله عوافي الطير وَرَأَوا طيرا عافيا الْعَافِي كل طَالب رزق من إِنْسَان أَو دَابَّة أَو بَهِيمَة قَوْله فَلهُ الْعَفو أَي الصفح فصل ع ق قَوْله ويل لِلْأَعْقَابِ من النَّار الْعقب مُؤخر الْقدَم وَمِنْه رَجَعَ على عَقِبَيْهِ قَوْله العاقب هُوَ الَّذِي يخلف من قبله قَوْله فعاقبتم هُوَ مَا يُؤَدِّي الْمُسْلِمُونَ إِلَى مَنْ هَاجَرَتِ امْرَأَتُهُ من الْكفَّار قَوْله من شَاءَ فليعقب أَي فَليرْجع عقب مضى صَاحبه والتعقيب الْغَزْوَة بأثر الْأُخْرَى فِي سنة وَاحِدَة وَمِنْه يعتقبون وَقَوله يتعاقبون أَي يتداولون قَوْله مُعَقِّبَات قَالَ فِي الأَصْل هم الْمَلَائِكَة الْحفظَة تعقب الأولى الْأُخْرَى وَمِنْه على بعير يعتقبانه قَوْله لَا معقب أَي لَا مغير قَوْله عُقبى الله أَي ثَوَابه فِي الْآخِرَة والعقبى مَا يكون كالعوض من الشَّيْء وَمِنْه الْعقَاب على الذَّنب لِأَنَّهُ بدل من فعله قَوْله لَا يضمن الدَّابَّة مَا عَاقَبت بيد أَو رجل أَي فعلت ذَلِك بِمن فعله بهَا قَوْله ثمَّ تكون لَهُم الْعَاقِبَة أَي الْغَلَبَة فِي آخر الْأَمر قَوْله عقده من لساني قَالَ فِي الأَصْل هُوَ كل من لم ينْطق بِحرف من تمتمة أَو فأفأة وَنَحْو ذَلِك وَالْحق أَنه لم يبْق فِي كَلَام مُوسَى شَيْء من ذَلِك لقَوْله قد أُوتيت سؤلك قَوْله وَعقد بِيَدِهِ تسعين أَي ثنى السبابَة إِلَيّ أصل الْإِبْهَام قَوْله عقد لي أَي أَمرنِي قَوْله مَعْقُود فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْر أَي ملازم لَهَا قَوْله الْعُقُود قَالَ بن عَبَّاس العهود قَوْله عقرى حلقى تقدم فِي الْحَاء قَالَ بن عَبَّاس هِيَ لُغَة قُرَيْش أَي الدُّعَاء بِهَذَا أَي أُصِيبَت بحلق شعرهَا وعقر جسمها وَظَاهره الدُّعَاء وَلَيْسَ بِمُرَاد وَجوز فِيهِ أَبُو عبيد التَّنْوِين وَقيل الْمَعْنى أَنَّهَا لشؤمها تعقر قَومهَا وتحلقهم وَهُوَ كِنَايَة عَن
(قَوْلُهُ بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ)
هَذَا الْحَدِيثُ الْمُعَلَّقُ أَوْرَدَ الْمُصَنِّفُ فِي الْبَابِ مَعْنَاهُ وَأَمَّا لَفْظُهُ فَهُوَ مَوْصُولٌ عِنْدَهُ فِي بَابِ الْخُطْبَةِ بِمِنًى مِنْ كِتَابِ الْحَجِّ أَوْرَدَ فِيهِ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ طَرِيقِ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ وَرَجُلٌ أَفْضَلُ فِي نَفْسِي مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ قَالَ أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا وَفِي آخِرِهِ هَذَا اللَّفْظُ وَغَفَلَ الْقُطْبُ الْحَلَبِيُّ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنَ الشُّرَّاحِ فِي عَزْوِهِمْ لَهُ إِلَى تَخْرِيج التِّرْمِذِيّ من حَدِيث بن مَسْعُودٍ فَأَبْعَدُوا النُّجْعَةَ وَأَوْهَمُوا عَدَمَ تَخْرِيجِ الْمُصَنِّفِ لَهُ وَالله الْمُسْتَعَان وَرب للتقليل وَقد ترد للتكثير ومبلغ بِفَتْح اللَّام وأوعى نَعْتٌ لَهُ وَالَّذِي يَتَعَلَّقُ بِهِ رُبَّ مَحْذُوفٌ وَتَقْدِيرُهُ يُوجَدُ أَوْ يَكُونُ وَيَجُوزُ عَلَى مَذْهَبِ الْكُوفِيِّينَ فِي أَنَّ رُبَّ اسْمُ أَنْ تَكُونَ هِيَ مُبْتَدَأً وَأَوْعَى الْخَبَرُ فَلَا حَذْفَ وَلَا تَقْدِيرَ وَالْمُرَادُ رُبَّ مُبَلَّغٍ عَنِّي أَوْعَى أَيْ أَفْهَمُ لِمَا أَقُولُ مِنْ سَامِعٍ مِنِّي وَصَرَّحَ بِذَلِكَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ مَنْدَهْ فِي رِوَايَتِهِ من طَرِيق هَوْذَة عَن بن عَوْنٍ وَلَفْظُهُ فَإِنَّهُ عَسَى أَنْ يَكُونَ بَعْضُ مَنْ لَمْ يَشْهَدْ أَوْعَى لِمَا أَقُولُ مِنْ بعض من شهد
[67] قَوْله بشر هُوَ بن الْمُفَضَّلِ وَرِجَالُ الْإِسْنَادِ كُلُّهُمْ بَصْرِيُّونَ قَوْلُهُ ذَكَرَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنصب النَّبِيَّ عَلَى الْمَفْعُولِيَّةِ وَفِي ذَكَرَ ضَمِيرٌ يَعُودُ عَلَى الرَّاوِي يَعْنِي أَنَّ أَبَا بَكْرَةَ كَانَ يُحَدِّثُهُمْ فَذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ قَعَدَ عَلَى بَعِيرِهِ وَفِي رِوَايَةِ النَّسَائِيِّ مَا يُشْعِرُ بِذَلِكَ وَلَفْظُهُ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ وَذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَالْوَاوُ إِمَّا حَالِيَّةٌ وَإِمَّا عَاطِفَةٌ وَالْمَعْطُوفُ عَلَيْهِ مَحْذُوف وَقد وَقع فِي رِوَايَة بن عَسَاكِرَ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَعَدَ وَلَا إِشْكَالَ فِيهِ قَوْلُهُ وَأَمْسَكَ إِنْسَانٌ بِخِطَامِهِ أَوْ بِزِمَامِهِ الشَّكُّ مِنَ الرَّاوِي وَالزِّمَامُ وَالْخِطَامُ بِمَعْنًى وَهُوَ الْخَيْطُ الَّذِي تُشَدُّ فِيهِ الْحَلْقَةُ الَّتِي تُسَمَّى بِالْبُرَةِ بِضَمِّ الْمُوَحَّدَةِ وَتَخْفِيفِ الرَّاءِ الْمَفْتُوحَةِ فِي أَنْفِ الْبَعِيرِ وَهَذَا الْمُمْسِكُ سَمَّاهُ بَعْضُ الشُّرَّاحِ بِلَالًا وَاسْتَنَدَ إِلَى مَا رَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقِ أُمِّ الْحُصَيْنِ قَالَتْ حَجَجْتُ فَرَأَيْتُ بِلَالًا يَقُودُ بِخِطَامِ رَاحِلَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتَهَى وَقَدْ وَقَعَ فِي السُّنَنِ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ قَالَ كُنْتُ آخِذًا بِزِمَامِ نَاقَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتَهَى فَذَكَرَ بَعْضَ الْخُطْبَةِ فَهُوَ أَوْلَى أَنْ يُفَسَّرَ بِهِ الْمُبْهَمُ مِنْ بِلَالٍ لَكِنَّ الصَّوَابَ أَنَّهُ هُنَا أَبُو بَكْرَةَ فَقَدْ ثَبَتَ ذَلِكَ فِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ من طَرِيق بن الْمُبَارك عَن بن عَوْنٍ وَلَفْظُهُ خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَاحِلَتِهِ يَوْمَ النَّحْرِ وَأَمْسَكْتُ إِمَّا قَالَ بِخِطَامِهَا وَإِمَّا قَالَ بِزِمَامِهَا وَاسْتَفَدْنَا مِنْ هَذَا أَنَّ الشَّكَّ مِمَّنْ دُونَ أَبِي بَكْرَةَ لَا مِنْهُ وَفَائِدَةُ إِمْسَاكِ الْخِطَامِ صَوْنُ الْبَعِيرِ عَنْ الِاضْطِرَابِ حَتَّى لَا يُشَوِّشَ عَلَى رَاكِبِهِ قَوْلُهُ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا سَقَطَ مِنْ رِوَايَةِ الْمُسْتَمْلِي وَالْحَمَوِيِّ السُّؤَالُ عَنِ الشَّهْرِ وَالْجَوَابِ الَّذِي قَبْلَهُ فَصَارَ هَكَذَا أَيُّ يَوْمٍ هَذَا فَسَكَتْنَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ سِوَى اسْمِهِ قَالَ أَلَيْسَ بِذِي الْحِجَّةِ وَكَذَا فِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ وَتَوْجِيهُهُ ظَاهِرٌ وَهُوَ مِنْ إِطْلَاقِ الْكُلِّ عَلَى الْبَعْضِ وَلَكِنَّ الثَّابِتَ فِي الرِّوَايَاتِ عِنْدَ مُسْلِمٍ وَغَيْرِهِ مَا ثَبَتَ عِنْدَ الْكُشْمِيهَنِيِّ وَكَرِيمَةَ وَكَذَلِكَ وَقَعَ فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ وَغَيْرِهِ السُّؤَالُ عَن
الصفحة 158
500