كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)
إِدْخَال الشَّرّ عَلَيْهِم قَوْله لَا تعقر مُسلما أَي تجرح وَقَوله فعقرته أَي جرحته وَهُوَ هُنَا كِنَايَة عَن الذّبْح وَيُطلق على ضرب قَوَائِم الْبَعِير بِالسَّيْفِ قَوْله فعقرت حَتَّى مَا تُقِلني رجلاي بِفَتْح أَوله وَكسر الْقَاف وَوهم من ضمه أَي دهشت وَالِاسْم الْعقر بِفتْحَتَيْنِ وَهُوَ فَجْأَة الْفَزع قَوْله رفع عقيرته أَي صَوته قيل أَصله أَن رجلا قطعت رجله فَكَانَ يرفع المقطوعة على الصَّحِيحَة ويصيح قَوْله لمُسَيْلمَة لَئِن أَدْبَرت ليَعْقِرنك الله أَي ليهلكنك قيل أَصله من عقر النّخل وَهُوَ أَن يقطع رؤوسها فتيبس قَوْله أهل الأَرْض وَالْعَقار بِالْفَتْح أَي الدّور وَيُطلق على أصل المَال وَالْمَتَاع قَوْله عقَاص رَأسهَا العقاص جعل الشّعْر بعضه على بعض وضفره والعقيصة الشّعْر المضفور قَوْله الْعَقِيقَة هِيَ الذَّبِيحَة الَّتِي تذبح يَوْم سَابِع الْمَوْلُود والعقوق الْعِصْيَان وَأَصله من العق وَهُوَ الشق وَزنه وَمَعْنَاهُ والعق أَيْضا الْقطع قَوْله الْإِبِل الْمُعَلقَة أَي المشدودة فِي العقال وَهُوَ الْحَبل وَمِنْه إِلَيّ عقال أسود وَلَو مَنَعُونِي عقَالًا وَقَتله فِي عقال أَي بِسَبَب عقال وَيُطلق العقال على زَكَاة عَام قَوْله وعقلت نَاقَتي أَي شددتها قَوْله الْعقل أَي حكم الْعقل وَهُوَ الدِّيَة وَمِنْه أما أَن يعقل أَي يُعْطي الدِّيَة وَالْمرَاد بالعاقلة فِي الدِّيَة الْعَصَبَات وهم من عدا الْأُصُول وَالْفُرُوع قَوْله الرّيح الْعَقِيم قَالَ مُجَاهِد الَّتِي لَا تلقح والعقيم الَّتِي لَا تَلد فصل ع ك قَوْله عكازة هِيَ عَصا فِي أَسْفَلهَا زج قَوْله اعْتكف أَي لَازم الْمَسْجِد وَاعْتَكف الْمُؤَذّن للصبح أَي انتصب قَائِما يراقب الْفجْر قَوْله فِي عكة عسل قربَة صَغِيرَة قَوْله عكاظ مَوضِع بِقرب مَكَّة كَانَ بِهِ سوق عَظِيم قَوْله عكومها رداح الأعكام الْأَحْمَال والغرائر والرداح المملوءة وَالْمرَاد وصفهَا بالسمن قَوْله عُكَن بَطْني جمع عكنة وَهِي طيات الْبَطن فصل ع ل قَوْله علبة فِيهَا مَاء هِيَ قدح ضخم من خشب أَو غَيره قَوْله العلابي بِفَتْح أَوله وَتَخْفِيف اللَّام بعْدهَا مُوَحدَة وَهِي الْقصب الرطب يشد بِهِ أجفان السيوف والرماح قَوْله علاجه أَي عمله قَوْله يعالج من التَّنْزِيل شدَّة أَي يمارس قَوْله عَالَجت امْرَأَة أَي داوتها قَوْله العلج بِكَسْر أَوله وَسُكُون ثَانِيه الْقوي الضخم قَوْله الْعلقَة يضم أَوله وَسُكُون ثَانِيه الشَّيْء الْيَسِير الَّذِي فِيهِ بلغَة قَوْله علقت بِهِ الْأَعْرَاب أَي لزموه قَوْله أعلاقنا أَي خِيَار أَمْوَالنَا وَقيل المُرَاد مَا يعلق عَليّ الدَّوَابّ والأحمال من أَسبَاب الْمُسَافِر قَوْله أعلق الأغاليق أَي علق المفاتيح قَوْله علقَة بِفتْحَتَيْنِ هِيَ الْقطعَة من الدَّم قَوْله بعلاقته أَي مَا يعلق بِهِ قَوْله اعلقت عَلَيْهِ ويروي علقت وَقَوله بِهَذَا العلاق ويروي الأعلاق هُوَ معالجة عذرة الصَّبِي وَهُوَ ورم فِي حلقه ترفعه أمه أَو غَيرهَا بإصبعها قَوْله الْمُعَلقَة هِيَ الَّتِي لَا أيم وَلَا ذَات زوج قَوْله تعلت من نفَاسهَا أَي انْقَطع دَمهَا فطهرت قَوْله العلك هُوَ مَا يطول مضغه وَأَصله نبت بِأَرْض الْحجاز قَوْله أَوْلَاد علات أَي إخْوَة من أَب أمهاتهم شَتَّى قَوْله حَتَّى أَتَى الْعلم أَي الْعَلامَة فِي الأَرْض وَهِي الْمعلم أَيْضا وَيُطلق على جبل وَمِنْه ينزل إِلَيّ جنب علم قَوْله وَالْعلم فِي الثَّوْب وَقَوله أعلامها جمع علم أَي الْعَلامَة أَيْضا وَقَوله أَن تعلم الصُّورَة أَي يَجْعَل الوسم فِي وُجُوه الْحَيَوَان قَوْله تعلم بِالتَّشْدِيدِ والجزم أَي أعلم قيل أَصله تعلم مني فَحذف وَيُقَال فِي الْأَمر الْمُحَقق قَوْله الْعَالم بِفَتْح اللَّام قيل الْخلق وَقيل الْعُقَلَاء مِنْهُم فعلى الأول هُوَ من الْعَلامَة وَعلي الثَّانِي هُوَ من الْعلم فَمن الأول رب الْعَالمين وَمن الثَّانِي ليَكُون للْعَالمين نَذِير وَيُطلق على الْآدَمِيّين فَقَط كَقَوْلِه أتأتون الذكران من الْعَالمين قَوْله
الْبَلَد وَهَذَا كُله فِي رِوَايَة بن عَوْنٍ وَثَبَتَ السُّؤَالُ عَنِ الثَّلَاثَةِ عِنْدَ الْمُصَنِّفِ فِي الْأَضَاحِيِّ مِنْ رِوَايَةِ أَيُّوبَ وَفِي الْحَجِّ من رِوَايَة قُرَّة كِلَاهُمَا عَن بن سِيرِينَ قَالَ الْقُرْطُبِيُّ سُؤَالُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الثَّلَاثَةِ وَسُكُوتُهُ بَعْدَ كُلِّ سُؤَالٍ مِنْهَا كَانَ لِاسْتِحْضَارِ فُهُومِهِمْ وَلِيُقْبِلُوا عَلَيْهِ بِكُلِّيَّتِهِمْ وَلِيَسْتَشْعِرُوا عَظَمَةَ مَا يُخْبِرُهُمْ عَنْهُ وَلِذَلِكَ قَالَ بَعْدَ هَذَا فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ إِلَخْ مُبَالَغَةً فِي بَيَانِ تَحْرِيمِ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ انْتَهَى وَمَنَاطُ التَّشْبِيهِ فِي قَوْلِهِ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ وَمَا بَعْدَهُ ظُهُورُهُ عِنْدَ السَّامِعِينَ لِأَنَّ تَحْرِيمَ الْبَلَدِ وَالشَّهْرِ وَالْيَوْمِ كَانَ ثَابِتًا فِي نُفُوسِهِمْ مُقَرَّرًا عِنْدَهُمْ بِخِلَافِ الْأَنْفُسِ وَالْأَمْوَالِ وَالْأَعْرَاضِ فَكَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَسْتَبِيحُونَهَا فَطَرَأَ الشَّرْعُ عَلَيْهِمْ بِأَنَّ تَحْرِيمَ دَمِ الْمُسْلِمِ وَمَا لَهُ وَعِرْضِهِ أَعْظَمُ مِنْ تَحْرِيمِ الْبَلَدِ وَالشَّهْرِ وَالْيَوْمِ فَلَا يَرِدُ كَوْنُ الْمُشَبَّهُ بِهِ أَخَفْضَ رُتْبَةً مِنَ الْمُشَبَّهِ لِأَنَّ الْخِطَابَ إِنَّمَا وَقَعَ بِالنِّسْبَةِ لِمَا اعْتَادَهُ الْمُخَاطَبُونَ قَبْلَ تَقْرِيرِ الشَّرْعِ وَوَقَعَ فِي الرِّوَايَاتِ الَّتِي أَشَرْنَا إِلَيْهَا عِنْدَ الْمُصَنِّفِ وَغَيْرِهِ أَنَّهُمْ أَجَابُوهُ عَنْ كُلِّ سُؤَالٍ بِقَوْلِهِمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ وَذَلِكَ مِنْ حُسْنِ أَدَبِهِمْ لِأَنَّهُمْ عَلِمُوا أَنَّهُ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مَا يَعْرِفُونَهُ مِنَ الْجَوَابِ وَأَنَّهُ لَيْسَ مُرَادُهُ مُطْلَقَ الْإِخْبَارِ بِمَا يَعْرِفُونَهُ وَلِهَذَا قَالَ فِي رِوَايَةِ الْبَابِ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ سِوَى اسْمِهِ فَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى تَفْوِيضِ الْأُمُورِ الْكُلِّيَّةِ إِلَى الشَّارِعِ وَيُسْتَفَادُ مِنْهُ الْحُجَّةُ لِمُثْبِتِي الْحَقَائِقِ الشَّرْعِيَّةِ قَوْلُهُ فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ إِلَخْ هُوَ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ أَيْ سَفْكَ دِمَائِكُمْ وَأَخْذَ أَمْوَالِكُمْ وَثَلْبَ أَعْرَاضِكُمْ وَالْعِرْضُ بِكَسْرِ الْعَيْنِ مَوْضِعُ الْمَدْحِ وَالذَّمِّ مِنَ الْإِنْسَانِ سَوَاءٌ كَانَ فِي نَفْسِهِ أَوْ سَلَفِهِ قَوْلُهُ لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ أَيِ الْحَاضِرُ فِي الْمَجْلِسِ الْغَائِبَ أَيِ الْغَائِبَ عَنْهُ وَالْمُرَادُ إِمَّا تَبْلِيغُ الْقَوْلِ الْمَذْكُورِ أَوْ تَبْلِيغُ جَمِيعِ الْأَحْكَامِ وَقَوْلُهُ مِنْهُ صِلَةٌ لِأَفْعَلَ التَّفْضِيلِ وَجَازَ الْفَصْلُ بَيْنَهُمَا لِأَنَّ فِي الظَّرْفِ سَعَةً وَلَيْسَ الْفَاصِلُ أَيْضًا أَجْنَبِيًّا فَائِدَةٌ وَقَعَ فِي حَدِيثِ الْبَابِ فَسَكَتْنَا بَعْدَ السُّؤَالِ وَعِنْدَ الْمُصَنِّفِ فِي الْحَجِّ من حَدِيث بن عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ النَّحْرِ فَقَالَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا قَالُوا يَوْمٌ حَرَامٌ وَظَاهِرُهُمَا التَّعَارُضُ وَالْجَمْعُ بَيْنَهُمَا أَنَّ الطَّائِفَةَ الَّذِينَ كَانَ فِيهِمْ بن عَبَّاسٍ أَجَابُوا وَالطَّائِفَةُ الَّذِينَ كَانَ فِيهِمْ أَبُو بَكْرَةَ لَمْ يُجِيبُوا بَلْ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ كَمَا أَشَرْنَا إِلَيْهِ أَوْ تَكُونُ رِوَايَةُ بن عَبَّاسٍ بِالْمَعْنَى لِأَنَّ فِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرَةَ عِنْدَ الْمُصَنِّفِ فِي الْحَجِّ وَفِي الْفِتَنِ أَنَّهُ لَمَّا قَالَ أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ قَالُوا بَلَى بِمَعْنَى قَوْلِهِمْ يَوْمٌ حَرَامٌ بِالِاسْتِلْزَامِ وَغَايَتُهُ أَنَّ أَبَا بكرَة نقل السِّيَاق بِتَمَامِهِ وَاخْتَصَرَهُ بن عَبَّاسٍ وَكَأَنَّ ذَلِكَ كَانَ بِسَبَبِ قُرْبِ أَبِي بَكْرَةَ مِنْهُ لِكَوْنِهِ كَانَ آخِذًا بِخِطَامِ النَّاقَةِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ يُحْتَمَلُ تَعَدُّدُ الْخُطْبَةِ فَإِنْ أَرَادَ أَنَّهُ كَرَّرَهَا فِي يَوْمِ النَّحْرِ فَيَحْتَاجُ لِدَلِيلٍ فَإِن فِي حَدِيث بن عُمَرَ عِنْدَ الْمُصَنِّفِ فِي الْحَجِّ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ يَوْمَ النَّحْرِ بَيْنَ الْجَمَرَاتِ فِي حَجَّتِهِ وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنَ الْفَوَائِدِ غَيْرِ مَا تَقَدَّمَ الْحَثُّ عَلَى تَبْلِيغِ الْعِلْمِ وَجَوَازُ التَّحَمُّلِ قَبْلَ كَمَالِ الْأَهْلِيَّةِ وَأَنَّ الْفَهْمَ لَيْسَ شَرْطًا فِي الْأَدَاءِ وَأَنَّهُ قَدْ يَأْتِي فِي الْآخِرِ مَنْ يَكُونُ أَفْهَمَ مِمَّنْ تَقَدَّمَهُ لَكِنْ بِقِلَّةٍ واستنبط بن الْمُنِيرِ مِنْ تَعْلِيلِ كَوْنِ الْمُتَأَخِّرِ أَرْجَحَ نَظَرًا مِنَ الْمُتَقَدِّمِ أَنَّ تَفْسِيرَ الرَّاوِي أَرْجَحُ مِنْ تَفْسِيرِ غَيْرِهِ وَفِيهِ جَوَازُ الْقُعُودِ عَلَى ظَهْرِ الدَّوَابِّ وَهِيَ وَاقِفَةٌ إِذَا احْتِيجَ إِلَى ذَلِكَ وَحُمِلَ النَّهْيُ الْوَارِدُ فِي ذَلِكَ عَلَى مَا إِذا كَانَ لغير ضَرُورَة وَفِيهِ الْخُطْبَةُ عَلَى مَوْضِعٍ عَالٍ لِيَكُونَ أَبْلَغَ فِي إسماعه للنَّاس ورؤيتهم إِيَّاه
الصفحة 159
500