كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)
لم أعلنه أَي لم أظهره وَقَوله لَا تستعلن بِهِ أَي لَا تَقْرَأهُ عَلَانيَة أَي جَهرا قَوْله العلاوة بِكَسْر وَتَخْفِيف مَا يوضع على الْبَعِير وَغَيره بعد الْحمل زِيَادَة قَوْله وعال قلم زَكَرِيَّا أَي مَال ولبعضهم فعلا أَي غلب فِي الْعُلُوّ وَجَاء فِي غير الأَصْل فَصَعدَ فصل غ م قَوْله ذَات الْعِمَاد أهل عَمُود لَا يُقِيمُونَ وَقيل ذَات الطول وَالْبناء الرفيع قَوْله رفيع الْعِمَاد إِشَارَة إِلَى أَن بَيته عالي السّمك متسع الأرجاء وَقد يكنى بالعماد عَن نفس الرجل لحسبه وشرفه قَوْله هَل أعمد من رجل أَي أعجب أَو أعذر وَقيل هَل زَاد عميد قوم قتل وعميد الْقَوْم سيدهم قَوْله الْعمريّ هِيَ إسكان الرجل الآخر دَاره عمره أَو تَمْلِيكه مَنَافِع أرضه عمره أَو عمر الْمُعْطِي قَوْله استعمركم أَي جعلكُمْ عمارا قَوْله التعمق أَي التنطع والمتعمق الْبعيد الْغَوْر الغالي فِي الْقَصْد المتشدد فِي الْأَمر وعميق أَي بعيد الْمَذْهَب وأعمقوا أَي أبعدوا فِي الأَرْض قَوْله فَأمر لي بعمالة بِضَم أَوله يجوز الْكسر هِيَ أُجْرَة الْعَامِل وَقَوله فعملني أَي جعل لي عمالة أَو جعلني عَاملا أَي نَائِبا على بلد وَكَذَا من يتَوَلَّى قبض الزَّكَاة قَوْله فِي خَيْبَر ليعتملوها أَي ليعملوا مَا يحْتَاج إِلَيْهِ من زراعة وَغَيرهَا قَوْله رَوْضَة معتمة بتَشْديد الْمِيم أَي تَامَّة النَّبَات ويروى بِالتَّخْفِيفِ أَي شَدِيدَة السوَاد فصل ع ن قَوْله دَابَّة يُقَال لَهَا العنبر يُقَال هُوَ الْحُوت الَّذِي يقذف العنبر وَقد ورد أَنه كَانَ على صُورَة الْبَعِير قَوْله الْعَنَت بمثناة آخِره أَي الزِّنَى وَأَصله الضَّرَر وَمِنْه لأعنتكم أَي لأحرجكم قَوْله عنيد وعنود وَاحِد من العنود وهوالتجبر والعناد جحد الْحق من الْعَارِف قَوْله عنزة بِفتْحَتَيْنِ هِيَ عَصا فِي طرفها زج قَوْله منيحة العنز بِسُكُون النُّون أَي عَطِيَّة لبن الشَّاة قَوْله عنصرهما أَي أَصلهمَا قَوْله فَلم يعنف التعنيف اللوم والعنف بِالضَّمِّ ضد الرِّفْق قَوْله العنفقة مَا بَين اللحيين قَوْله عنَاق جَذَعَة هِيَ الْأُنْثَى من ولد الْمعز قَوْله الْعُنُق هُوَ سير سهل سريع لَيْسَ بِالتَّشْدِيدِ قَوْله العنقري مَنْسُوب إِلَى العنقر وَهُوَ نبت مَعْرُوف وَقيل هُوَ المرزنجوش قَوْله الْعَنَان بِفَتْح أَوله أَي السَّحَاب قَوْله عنان فرسه بِكَسْر أَوله أَي لجامها قَوْله عنانا بِالتَّشْدِيدِ أَي أتعبنا والعناء الْمَشَقَّة والتعب قَوْله معنية بأَمْري بِالتَّشْدِيدِ أَي ذَات عناية بِي قَوْله عنت أَي خضعت يُقَال عني يَعْنِي وعنا يعنو وَقَوله فكوا العاني أَي الْأَسير وَأَصله الخضوع قَوْله عَن هُوَ حرف جر بمعني من غَالِبا لِأَن فِيهَا الْبَيَان والتبعيض قيل إِلَّا أَن من تَقْتَضِي الِانْفِصَال بِخِلَاف عَن يُقَال أخذت مِنْهُ مَالا وَأخذت عَنهُ علما وَقد تَأتي بِمَعْنى عَليّ كَقَوْلِه خَالف عَنَّا عَليّ وَالزُّبَيْر وَقَوله لكذبت عَنهُ أَي عَلَيْهِ وَقَوله اقتصروا عَن قَوَاعِد إِبْرَاهِيم أَي على قَوَاعِده وَقَوله لست أنافسكم عَن هَذَا الْأَمر أَي عَلَيْهِ أَو فِيهِ وَمِنْه قَوْله يتعلى عني وَورد بِلَفْظ عَليّ أَي يترفع وَمِنْه سقط عَنْهُم الْحَائِط وروى عَلَيْهِم وَقد تَأتي عَن سَبَبِيَّة كَقَوْلِه كَانَ يضْرب النَّاس عَن تِلْكَ الصَّلَاة وَقَوله لَا تهلكوا عَن آيَة الرَّجْم وَقد يحْتَمل أَن يَكُونَا على حذف مُضَاف فصل ع هـ قَوْله الْعَهْد أَي الذِّمَّة وَمِنْه الْمعَاهد وَقَوله كَانُوا يضربوننا على الشَّهَادَة والعهد الْعَهْد يُطلق على الْيَمين والأمان والذمة وَالْحُرْمَة وَأمر الْمَرْء بالشَّيْء والمعرفة وَالْوَقْت والالتقاء والإلمام وَالْوَصِيَّة والحفاظ وَالظَّاهِر أَنه أَرَادَ هُنَا الْيَمين كَأَنَّهُمْ كَانُوا يعلمونهم ويؤدبونهم على الْمُحَافظَة على الشَّهَادَات وَالْإِيمَان أَن يتحفظوا فِي
(قَوْلُهُ بَابُ الْعِلْمِ قَبْلَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ)
قَالَ بن الْمُنِيرِ أَرَادَ بِهِ أَنَّ الْعِلْمَ شَرْطٌ فِي صِحَّةِ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ فَلَا يُعْتَبَرَانِ إِلَّا بِهِ فَهُوَ مُتَقَدِّمٌ عَلَيْهِمَا لِأَنَّهُ مُصَحِّحٌ لِلنِّيَّةِ الْمُصَحِّحَةِ لِلْعَمَلِ فَنَبَّهَ الْمُصَنِّفٌ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى لَا يَسْبِقُ إِلَى الذِّهْنِ مِنْ قَوْلِهِمْ إِنَّ الْعِلْمَ لَا يَنْفَعُ إِلَّا بِالْعَمَلِ تَهْوِينُ أَمْرِ الْعِلْمِ وَالتَّسَاهُلُ فِي طَلَبِهِ قَوْلُهُ فَبَدَأَ بِالْعِلْمِ أَيْ حَيْثُ قَالَ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الله ثمَّ قَالَ واستغفر لذنبك وَالْخِطَابُ وَإِنْ كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ مُتَنَاوِلٌ لِأُمَّتِهِ وَاسْتَدَلَّ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ بِهَذِهِ الْآيَةِ عَلَى فَضْلِ الْعِلْمِ كَمَا أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ فِي تَرْجَمَتِهِ مِنْ طَرِيقِ الرَّبِيعِ بْنِ نَافِعٍ عَنْهُ أَنَّهُ تَلَاهَا فَقَالَ أَلَمْ تَسْمَعْ أَنَّهُ بَدَأَ بِهِ فَقَالَ اعْلَمْ ثُمَّ أَمَرَهُ بِالْعَمَلِ وَيُنْتَزَعُ مِنْهَا دَلِيلُ مَا يَقُولُهُ الْمُتَكَلِّمُونَ مِنْ وُجُوبِ الْمَعْرِفَةِ لَكِنَّ النِّزَاعَ كَمَا قَدَّمْنَاهُ إِنَّمَا هُوَ فِي إِيجَابِ تَعَلُّمِ الْأَدِلَّةِ عَلَى الْقَوَانِينِ الْمَذْكُورَةِ فِي كُتُبِ الْكَلَامِ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَيْءٌ مِنْ هَذَا فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ قَوْلُهُ وَأَنَّ الْعُلَمَاءَ بِفَتْحِ أَنَّ وَيَجُوزُ كَسْرُهَا وَمِنْ هُنَا إِلَى قَوْلِهِ وَافِرٍ طَرَفٌ مِنْ حَدِيثٍ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيّ وبن حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ مُصَحَّحًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَحسنه حَمْزَة الْكِنَانِي وَضَعفه بِاضْطِرَابٍ فِي سَنَدِهِ لَكِنْ لَهُ شَوَاهِدُ يَتَقَوَّى بِهَا وَلَمْ يُفْصِحِ الْمُصَنِّفُ بِكَوْنِهِ حَدِيثًا فَلِهَذَا لَا يُعَدُّ فِي تَعَالِيقِهِ لَكِنْ إِيرَادُهُ لَهُ فِي التَّرْجَمَةِ يُشْعِرُ بِأَنَّ لَهُ أَصْلًا وَشَاهِدُهُ فِي الْقُرْآنِ قَوْلُهُ تَعَالَى ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذين اصْطَفَيْنَا من عبادنَا وَمُنَاسَبَتُهُ لِلتَّرْجَمَةِ مِنْ جِهَةِ أَنَّ الْوَارِثَ قَائِمٌ مَقَامَ الْمَوْرُوثِ فَلَهُ حُكْمُهُ فِيمَا قَامَ مَقَامَهُ فِيهِ قَوْلُهُ وَرَّثُوا بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ الْمَفْتُوحَةِ أَيِ الْأَنْبِيَاءُ وَيُرْوَى بِتَخْفِيفِهَا مَعَ الْكَسْرِ أَيِ الْعُلَمَاءُ وَيُؤَيِّدُ الْأَوَّلَ مَا عِنْدَ التِّرْمِذِيِّ وَغَيْرِهِ فِيهِ وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وَإِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ قَوْلُهُ بِحَظٍّ أَيْ نَصِيبٍ وَافِرٍ أَيْ كَامِلٍ قَوْلُهُ وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا هُوَ مِنْ جُمْلَةِ الْحَدِيثِ الْمَذْكُورِ وَقَدْ أَخْرَجَ هَذِهِ الْجُمْلَةِ أَيْضًا مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي حَدِيثٍ غَيْرِ هَذَا وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَسَنٌ قَالَ وَلَمْ يُقَلْ لَهُ صَحِيحٌ لِأَنَّهُ يُقَالُ إِنَّ الْأَعْمَشَ دَلَّسَ فِيهِ فَقَالَ حَدَّثْتُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ قُلْتُ لَكِنْ فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ فَانْتَفَتْ تُهْمَةُ تَدْلِيسِهِ قَوْلُهُ طَرِيقًا نَكَّرَهَا ونكر علما ليتناول أَنْوَاعِ الطُّرُقِ الْمُوَصِّلَةِ إِلَى تَحْصِيلِ الْعُلُومِ الدِّينِيَّةِ وَلِيَنْدَرِجَ فِيهِ الْقَلِيلُ وَالْكَثِيرُ قَوْلُهُ سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا أَيْ فِي الْآخِرَةِ أَوْ فِي الدُّنْيَا بِأَنْ يُوَفِّقَهُ لِلْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ الْمُوَصِّلَةِ إِلَى الْجَنَّةِ وَفِيهِ بِشَارَةٌ بِتَسْهِيلِ الْعِلْمِ عَلَى طَالِبِهِ لِأَنَّ طَلَبَهُ مِنَ الطُّرُقِ الْمُوَصِّلَةِ إِلَى الْجَنَّةِ قَوْلُهُ وَقَالَ أَيِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِ لِقَوْلِ اللَّهِ إِنَّمَا يَخْشَى الله أَيْ يَخَافُ مِنَ اللَّهِ مَنْ
الصفحة 160
500