كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

ذَلِك قَوْله عَمَّا عهد أَي عرفه فِي الْبَيْت قَوْله وللعاهر أَي الزَّانِي قَوْله من عهن أَي صوف فصل ع وَقَوله غير ذِي عوج أَي لبس قَوْله بالمعوذات جَاءَ مُفَسرًا فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى بالإخلاص والسورتين بعْدهَا قَوْله العوذ المطافيل العوذ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة جمع عَائِذ وَهِي النَّاقة الَّتِي وضعت إِلَى أَن يقوى وَلَدهَا قَوْله ذَات عوار أَي عيب قَوْله فأعوز أهل الْمَدِينَة أَي عدموا والعوز الْعَدَم قَوْله أيعاض صَاحبهَا أَي يُعْطي الْعِوَض قَوْله عوان بَين ذَلِك أَي نصف لَا بكر وَلَا هرمة قَوْله عاهة أَي آفَة أَو مرض فصل ع ي قَوْله عيبتي أَي مَوضِع سري مَأْخُوذ من عَيْبَة الثِّيَاب وَهِي مَا تحفظ فِيهَا وَمِنْه قَوْله عَيْبَة نصحى أَي مَوضِع سري وأمانتي قَوْله عاثت فِي دمائها أَي أفسدت وَمِنْه وَلَا تعثوا فِي الأَرْض مفسدين أَي لَا تعيثوا قَوْله فَعَيَّرْته بِأُمِّهِ أَي عبته قَوْله سهم عائر هُوَ الَّذِي لَا يدْرِي من رمى بِهِ قَوْله من عير إِلَى ثَوْر وَفِي رِوَايَة من عائر هما جبلان بِالْمَدِينَةِ وَقيل إِن ذكر ثَوْر فِيهِ غلط وصحيح غير وَاحِد أَن لَهُ وجودا بِالْمَدِينَةِ أَيْضا قَوْله حَتَّى يخرج العير بِكَسْر الْعين أَي الْقَافِلَة قَوْله أعافه أَي أتقذره قَوْله عَالَة أَي فُقَرَاء والعيلة الْفقر قَوْله عائلا أَي ذَا عِيَال وَقَوله عالها أَي جعلهَا من عِيَاله قَوْله عين من الْمُشْركين أَي جاسوس قَوْله عين ركبته أَي رَأسهَا قَوْله يَوْم عيين أَي يَوْم أحد قَوْله عين التَّمْر مَوضِع خَارج الْبَصْرَة قَوْله زَوجي عياياء بِالْمدِّ أَي عي عَاجز حرف الْغَيْن الْمُعْجَمَة
(

فصل غ ب)
قَوْله لَا تغبروا علينا أَي لَا تثيروا علينا الْغُبَار وَمِنْه مغبرة قدماه أَي علاها الْغُبَار وَهُوَ التُّرَاب الناعم قَوْله غبرات بِضَم ثمَّ تَشْدِيد أهل الْكتاب أَي بقاياهم قَوْله الْكَوْكَب الغابر أَي الذَّاهِب الْمَاضِي وَفِي رِوَايَة الغارب قَوْله الْعشْر الغوابر أَي الْبَوَاقِي وَيُطلق على المواضي وَهُوَ من الأضداد قَوْله الِاغْتِبَاط أَصله الْحَسَد وَقيل الْفرق بَينهمَا أَن الْحَسَد تمني زَوَال النِّعْمَة وَالْغِبْطَة تمني مثل النِّعْمَة قَوْله لَا أغبق قبلهمَا بِفَتْح أَوله وَضم الْمُوَحدَة وَيجوز تثليثها والغبوق شرب الغشي قَوْله غبن أهل الْجنَّة أهل النَّار وَقَوله غبنته أصل الْغبن النَّقْص ثمَّ اسْتعْمل فِي نَحْو الْقَهْر قَوْله غبي عَلَيْكُم بِالتَّخْفِيفِ أَي خَفِي عَلَيْكُم وَفِي رِوَايَة أغمى وَفِي رِوَايَة غم عَلَيْكُم فصل غ ث قَوْله جمل غث أَي هزيل قَوْله غثاء هُوَ الزّبد وَمَا ارْتَفع على المَاء قَوْله ياغنثر قيل النُّون زَائِدَة وَهُوَ مَأْخُوذ من الغثر وَهُوَ السُّقُوط وَقيل أَصْلِيَّة والغنثر ذُبَاب كَأَنَّهُ استحقره فصل غ د قَوْله غُدَّة كَغُدَّة الْبَعِير الغدة خراج فِي الْحلق قَوْله أَي غدر مَعْنَاهُ يَا غادر والغادر الناقض الْعَهْد وَقَوله لَا يُغَادر أَي لَا يتْرك قَوْله غَدِير الأشطاط هُوَ مَوضِع والغدير النَّهر الصَّغِير قَوْله غنْدر قيل النُّون زَائِدَة من الْغدر وَقيل الغندر المشعب قَوْله غدْوَة فِي سَبِيل الله الغدوة بِفَتْح أَوله من أول النَّهَار إِلَى الزَّوَال وَالْمرَاد بهَا هُنَا سير أول النَّهَار
علم قدرته وسلطانه وهم الْعلمَاء قَالَه بن عَبَّاس قَوْله وَمَا يَعْقِلهَا أَيِ الْأَمْثَالَ الْمَضْرُوبَةَ قَوْلُهُ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَيْ سَمْعَ مَنْ يَعِي وَيَفْهَمُ أَوْ نَعْقِلُ عَقْلَ مَنْ يُمَيِّزُ وَهَذِهِ أَوْصَافُ أَهْلِ الْعِلْمِ فَالْمَعْنَى لَوْ كُنَّا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ لَعَلِمْنَا مَا يَجِبُ عَلَيْنَا فَعَمِلْنَا بِهِ فَنَجَوْنَا قَوْلُهُ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ كَذَا فِي رِوَايَةِ الْأَكْثَرِ وَفِي رِوَايَةِ الْمُسْتَمْلِي يُفَهِّمْهُ بِالْهَاءِ الْمُشَدَّدَةِ الْمَكْسُورَةِ بَعْدَهَا مِيمٌ وَقَدْ وَصَلَهُ الْمُؤَلِّفُ بِاللَّفْظِ الْأَوَّلِ بَعْدَ هَذَا بِبَابَيْنِ كَمَا سَيَأْتِي وَأما اللَّفْظ الثَّانِي فَأخْرجهُ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ فِي كِتَابِ الْعِلْمِ مِنْ طَرِيقِ بن عُمَرَ عَنْ عُمَرَ مَرْفُوعًا وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ وَالْفِقْهُ هُوَ الْفَهْمُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَا يَكَادُونَ يفقهُونَ حَدِيثا أَي لايفهمون وَالْمُرَادُ الْفَهْمُ فِي الْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ قَوْلُهُ وَإِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ هُوَ حَدِيثٌ مَرْفُوعٌ أَيْضًا أَوْرَدَهُ بن أَبِي عَاصِمٍ وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ أَيْضًا بِلَفْظِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ تَعَلَّمُوا إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ وَالْفِقْهُ بِالتَّفَقُّهِ وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ إِلَّا أَنَّ فِيهِ مُبْهَمًا اعْتُضِدَ بِمَجِيئِهِ مِنْ وَجْهٍ آخر وروى الْبَزَّار نَحوه من حَدِيث بن مَسْعُودٍ مَوْقُوفًا وَرَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْأَصْبَهَانِيُّ مَرْفُوعًا وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَغَيْرِهِ فَلَا يغتر بقول مَنْ جَعَلَهُ مِنْ كَلَامِ الْبُخَارِيِّ وَالْمَعْنَى لَيْسَ الْعِلْمُ الْمُعْتَبَرُ إِلَّا الْمَأْخُوذَ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَوَرَثَتِهِمْ عَلَى سَبِيلِ التَّعَلُّمِ قَوْلُهُ وَقَالَ أَبُو ذَرٍّ إِلَخْ هَذَا التَّعْلِيقُ رُوِّينَاهُ مَوْصُولًا فِي مُسْنَدِ الدَّارِمِيِّ وَغَيْرِهِ مِنْ طَرِيقِ الْأَوْزَاعِيِّ حَدَّثَنِي أَبُو كَثِيرٍ يَعْنِي مَالِكَ بْنَ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَتَيْتُ أَبَا ذَرٍّ وَهُوَ جَالِسٌ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى وَقَدِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ يَسْتَفْتُونَهُ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَوَقَفَ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ أَلَمْ تَنْهَ عَنِ الْفُتْيَا فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهِ فَقَالَ أَرَقِيبٌ أَنْتَ عَلَيَّ لَوْ وَضَعْتُمْ فَذَكَرَ مِثْلَهُ وَرُوِّينَاهُ فِي الْحِلْيَةِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَبَيَّنَ أَنَّ الَّذِيَ خَاطَبَهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَأَنَّ الَّذِي نَهَاهُ عَنِ الْفُتْيَا عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ بِالشَّامِ فَاخْتَلَفَ مَعَ مُعَاوِيَةَ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى وَالَّذِينَ يكنزون الذَّهَب وَالْفِضَّة فَقَالَ مُعَاوِيَةُ نَزَلَتْ فِي أَهْلِ الْكِتَابِ خَاصَّةً وَقَالَ أَبُو ذَرٍّ نَزَلَتْ فِيهِمْ وَفِينَا فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عُثْمَانَ فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي ذَرٍّ فَحَصَلَتْ مُنَازَعَةٌ أَدَّتْ إِلَى انْتِقَالِ أَبِي ذَرٍّ عَنِ الْمَدِينَةِ فَسَكَنَ الرَّبَذَةَ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَالْمُوَحَّدَةِ وَالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ إِلَى أَنْ مَاتَ رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ أَبَا ذَرٍّ كَانَ لَا يَرَى بِطَاعَةِ الْإِمَامِ إِذَا نَهَاهُ عَنِ الْفُتْيَا لِأَنَّهُ كَانَ يَرَى أَنَّ ذَلِكَ وَاجِبٌ عَلَيْهِ لِأَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالتَّبْلِيغِ عَنْهُ كَمَا تَقَدَّمَ وَلَعَلَّهُ أَيْضًا سَمِعَ الْوَعِيدَ فِي حَقِّ مَنْ كَتَمَ عِلْمًا يَعْلَمُهُ وَسَيَأْتِي لِعَلِيٍّ مَعَ عُثْمَانَ نَحْوُهُ وَالصَّمْصَامَةُ بِمُهْمَلَتَيْنِ الْأُولَى مَفْتُوحَةٌ هُوَ السَّيْفُ الصَّارِمُ الَّذِي لَا يَنْثَنِي وَقِيلَ الَّذِي لَهُ حَدٌّ وَاحِدٌ قَوْلُهُ هَذِهِ إِشَارَةٌ إِلَى الْقَفَا وَهُوَ يُذَّكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَأُنْفِذُ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِ الْفَاءِ وَالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ أَيْ أُمْضِيَ وَتُجِيزُوا بِضَمِّ الْمُثَنَّاةِ وَكَسْرِ الْجِيمِ وَبَعْدَ الْيَاءِ زَايٌ أَيْ تُكْمِلُوا قَتْلِي وَنَكَّرَ كَلِمَةً لِيَشْمَلَ الْقَلِيلَ وَالْكَثِيرَ وَالْمُرَادُ بِهِ يُبَلِّغُ مَا تَحَمَّلَهُ فِي كُلِّ حَالٍ وَلَا يَنْتَهِي عَن ذَلِك وَلَو أشرف على الْقَتْل وَلَو فِي كَلَامِهِ لِمُجَرَّدِ الشَّرْطِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُلَاحَظَ الِامْتِنَاعُ أَوِ الْمُرَادُ أَنَّ الْإِنْفَاذَ حَاصِلٌ عَلَى تَقْدِيرِ وَضْعِ الصَّمْصَامَةِ وَعَلَى تَقْدِيرِ عَدَمِ حُصُولِهِ أَوْلَى فَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ لَوْ لَمْ يَخَفِ اللَّهَ لَمْ يَعْصِهِ وَفِيهِ الْحَثُّ عَلَى تَعْلِيمِ الْعِلْمِ وَاحْتِمَالُ الْمَشَقَّةِ فِيهِ وَالصَّبْرُ عَلَى الْأَذَى طلبا للثَّواب قَوْله وَقَالَ بن عَبَّاس هَذَا التَّعْلِيق وَصله بن أَبِي عَاصِمٍ أَيْضًا بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ وَالْخَطِيبُ بِإِسْنَادٍ آخر حسن وَقد فسر بن عَبَّاس الرباني بِأَنَّهُ الْحَكِيم الْفَقِيه وَوَافَقَهُ بن مَسْعُودٍ فِيمَا رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ فِي غَرِيبِهِ عَنْهُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ وَالْإِسْمَاعِيلِيُّ الرَّبَّانِيُّ نِسْبَةٌ إِلَى الرَّبِّ أَيْ الَّذِي يَقْصِدُ مَا أَمَرَهُ الرَّبُّ بِقَصْدِهِ مِنَ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ وَقَالَ ثَعْلَبٌ قِيلَ لِلْعُلَمَاءِ رَبَّانِيُّونَ لِأَنَّهُمْ يُرَبُّونَ الْعِلْمَ أَيْ يَقُومُونَ بِهِ وَزِيدَتِ

الصفحة 161