كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)
(
فصل غ ر)
قَوْله سهم غرب أَي جَاءَ من حَيْثُ لَا يدْرِي قَالَ أَبُو زيد بتحريك الرَّاء إِذا رمى شَيْئا فَأصَاب غَيره وبسكونها إِذا لم يعلم من رمى بِهِ وَيجوز فِيهِ الْإِضَافَة وَتركهَا قَوْله غربوا أَي توجهوا قبل الْمغرب قَوْله فاستحالت غربا أَي انقلبت دلوا كَبِيرَة قَوْله أخرز غربه أَي دلوه قَوْله غرابيب سود أَي أَشد سوادا قَوْله تصبح غرثى الغرث الْجُوع أَي لَا تذكر أحدا بِسوء قَوْله غرا محجلين الْغرَّة بَيَاض فِي الْوَجْه غير فَاحش وَمِنْه يُطِيل غرته وَقَوله غر الذرى أَي بيض الأعالي وَتطلق الْغرَّة على النَّسمَة وَمِنْه بغرة عبدا وَأمه وَقيل الْغرَّة الْخِيَار وَقيل الْبيَاض ويروي بِالتَّنْوِينِ وَتَركه قَوْله بيع الْغرَر بِفتْحَتَيْنِ أَي المخاطرة وَمِنْه عش وَلَا تغتر وَالْمرَاد بِهِ فِي البيع الْجَهْل بِهِ أَو بِثمنِهِ أَو بأجله قَوْله لَا يغرنك أَن كَانَت جارتك أَي ضرتك أَو صَاحبَتك أَي لَا تغتري بهَا فتفعلي كفعلها فتقعي فِي الْغرَر لِأَنَّهَا تدل بحبه لَهَا قَوْله وهم غَارونَ بِالتَّشْدِيدِ أَي غافلون قَوْله الْغرُور قَالَ مُجَاهِد الشَّيْطَان وَقَالَ غَيره الْهَلَاك قَوْله اغرورقت عَيناهُ أَي امْتَلَأت بالدموع وَلم تفض قَوْله غَرَض بِفتْحَتَيْنِ أَي هدف وَزنه وَمَعْنَاهُ قَوْله بَقِيع الْغَرْقَد قَالَ أَبُو حنيفَة الغرقدة هِيَ العوسج إِذا عظمت صَارَت غرقدة وَسمي البقيع بذلك لشجرات كَانَت فِيهِ قَدِيما قَوْله تغرة أَن يقتلا أَي حذارا قَوْله فِي الغرز بِفَتْح أَوله وَسُكُون ثَانِيه ثمَّ زَاي هُوَ ركاب الْبَعِير قَوْله فِي غرفَة أَي مَكَان عَال وَالْجمع غرف والغرفة أَيْضا بِالضَّمِّ مِقْدَار ملْء الْيَد وبالفتح الْمرة الْوَاحِدَة قَوْله غرلًا أَي غير مختتنين قَوْله المغرم هُوَ الدّين والغريم الَّذِي عَلَيْهِ الدّين وَالَّذِي لَهُ أَيْضا وَأَصله اللُّزُوم قَوْله غراما أَي هَلَاكًا قَوْله انا لمغرمون قَالَ مُجَاهِد لملزمون قَوْله أغروا بِي بِضَم أَوله أَي سلطوا عَليّ قَوْله كَأَنَّمَا يغرى فِي صَدْرِي بِضَم أَوله وَسُكُون الْمُعْجَمَة أَي يلصق بِهِ فصل غ ز قَوْله غزا قَالَ وأحدها غاز والغزاة أَيْضا جمع غاز قَوْله للغزالين أَي الَّذين يبيعون الْغَزل فصل غ س قَوْله غساقا يُقَال غسقت عينه وغسق الْجرْح كَانَ الغساق والغسق وَاحِد وَقيل الغساق المنتن وَأما غسق اللَّيْل فاجتماع ظلمته قَوْلُهُ غِسْلِينٍ كُلُّ شَيْءٍ غَسَلْتَهُ فَخَرَجَ مِنْهُ شَيْءٌ فَهُوَ غِسْلِينٌ فِعْلِينٌ مِنَ الْغُسْلِ مِنَ الْجرْح والدبر فصل غ ش قَوْله غششته من الْغِشّ وَهُوَ نقيض النصح وتغطية الْحق وَيُطلق على الخديعة أَيْضا قَوْله غاشية من عَذَاب الله أَي عُقُوبَة تغطي عَلَيْهِم قَوْله غاشية أَهله أَي الَّذين يلوذون بِهِ ويتكررون عَلَيْهِ قَوْله لَهَا غشاء أَي غطاء قَوْله فتغشى بِثَوْبِهِ أَي تغطى بِهِ قَوْله فغشى عَلَيْهِ وَقَوله علاني الغشاء هُوَ ضرب من الْإِغْمَاء خَفِيف قَوْله غشيان الرجل امْرَأَته أَي مجامعتها وغشيت امراتي أَي جامعتها وَقَوله فاغشنا بِهِ أَي باشرنا بِهِ وَمِنْه فَلَا تغشنا وَمِنْه أَن غشيت شَيْئا وَقَوله لم يغشهن اللَّحْم وَمِنْه مَا لم تغش الْكَبَائِر أَي تُؤْتى وتباشر قَوْله يستغشون ثِيَابهمْ أَي يتغطون فصل غ ص قَوْله غاص بأَهْله أَي ممتلئ بهم
الْأَلِفُ وَالنُّونُ لِلْمُبَالَغَةِ وَالْحَاصِلُ أَنَّهُ اخْتُلِفَ فِي هَذِهِ النِّسْبَةِ هَلْ هِيَ نِسْبَةٌ إِلَى الرَّبِّ أَوْ إِلَى التَّرْبِيَةِ وَالتَّرْبِيَةُ عَلَى هَذَا لِلْعِلْمِ وَعَلَى مَا حَكَاهُ الْبُخَارِيُّ لِتَعَلُّمِهِ وَالْمُرَادُ بِصِغَارِ الْعلم مَا وضح من مسَائِله وبكباره مادق مِنْهَا وَقِيلَ يُعَلِّمُهُمْ جُزْئِيَّاتِهِ قَبْلَ كُلِّيَّاتِهِ أَوْ فُرُوعَهُ قَبْلَ أُصُولِهِ أَوْ مُقَدِّمَاتِهِ قَبْلَ مَقَاصِدِهِ وَقَالَ بن الْأَعْرَابِيِّ لَا يُقَالُ لِلْعَالِمِ رَبَّانِيٌّ حَتَّى يَكُونَ عَالِمًا مُعَلِّمًا عَامِلًا فَائِدَةٌ اقْتَصَرَ الْمُصَنِّفُ فِي هَذَا الْبَابِ عَلَى مَا أَوْرَدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُورِدَ حَدِيثًا مَوْصُولًا عَلَى شَرْطِهِ فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ بَيَّضَ لَهُ لِيُورِدَ فِيهِ مَا يَثْبُتُ عَلَى شَرْطِهِ أَوْ يَكُونَ تَعَمَّدَ ذَلِكَ اكْتِفَاءً بِمَا ذَكَرَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ
(قَوْلُهُ بَابُ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَوَّلُهُمْ)
هُوَ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ أَيْ يَتَعَهَّدُهُمْ وَالْمَوْعِظَةُ النُّصْحُ وَالتَّذْكِيرُ وَعَطْفُ الْعِلْمِ عَلَيْهَا مِنْ بَابِ عَطْفِ الْعَامِّ عَلَى الْخَاصِّ لِأَنَّ الْعِلْمَ يَشْمَلُ الْمَوْعِظَةَ وَغَيْرَهَا وَإِنَّمَا عَطَفَهُ لِأَنَّهَا مَنْصُوصَةٌ فِي الْحَدِيثِ وَذَكَرَ الْعِلْمَ اسْتِنْبَاطًا قَوْلُهُ لِئَلَّا يَنْفِرُوا اسْتَعْمَلَ فِي التَّرْجَمَةِ مَعْنَى الْحَدِيثَيْنِ اللَّذَيْنِ سَاقَهُمَا وَتَضَمَّنَ ذَلِكَ تَفْسِيرَ السَّآمَةِ بِالنُّفُورِ وَهُمَا مُتَقَارِبَانِ وَمُنَاسَبَتُهُ لِمَا قَبْلَهُ ظَاهِرَةٌ مِنْ جِهَةِ مَا حَكَاهُ أَخِيرًا مِنْ تَفْسِيرِ الرَّبَّانِيِّ كَمُنَاسَبَةِ الَّذِي قَبْلَهُ مِنْ تَشْدِيدِ أَبِي ذَرٍّ فِي أَمْرِ التَّبْلِيغِ لِمَا قَبْلَهُ مِنَ الْأَمْرِ بِالتَّبْلِيغِ وَغَالِبُ أَبْوَابِ هَذَا الْكِتَابِ لِمَنْ أَمْعَنَ النَّظَرَ فِيهَا وَالتَّأَمُّلُ لَا يَخْلُو عَنْ ذَلِكَ
[68] قَوْلُهُ سُفْيَانُ هُوَ الثَّوْرِيُّ وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ عَن بن عُيَيْنَةَ لَكِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيَّ وَإِنْ كَانَ يَرْوِي عَنِ السُّفْيَانَيْنِ فَإِنَّهُ حِينَ يُطْلِقُ يُرِيدُ بِهِ الثَّوْرِيُّ كَمَا أَنَّ الْبُخَارِيَّ حَيْثُ يُطْلِقُ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ لَا يُرِيدُ بِهِ إِلَّا الْفِرْيَابِيَّ وَإِنْ كَانَ يَرْوِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْبَيْكَنْدِيِّ أَيْضًا وَقَدْ وَهِمَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ هُنَا الْبَيْكَنْدِيُّ قَوْلُهُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ فِي رِوَايَةِ أَحْمَدَ الْمَذْكُورَةِ سَمِعْتُ شَقِيقًا وَهُوَ أَبُو وَائِلٍ وَأَفَادَ هَذَا التَّصْرِيحُ رَفْعَ مَا يُتَوَهَّمُ فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ الَّتِي أَخْرَجَهَا مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ قَالَ الْأَعْمَشُ وَحَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ مِثْلَهُ فَقَدْ يُوهِمُ هَذَا أَنَّ الْأَعْمَشَ دَلَّسَهُ أَوَّلًا عَنْ شَقِيقٍ ثُمَّ سَمَّى الْوَاسِطَةَ بَيْنَهُمَا وَلَيْسَ كَذَلِكَ بَلْ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي وَائِلٍ بِلَا وَاسِطَةٍ وَسَمِعَهُ عَنْهُ بِوَاسِطَةٍ وَأَرَادَ بِذِكْرِ الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ وَإِنْ كَانَتْ نَازِلَةً تَأْكِيدَهُ أَوْ لِيُنَبِّهَ عَلَى عِنَايَتِهِ بِالرِّوَايَةِ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ سَمِعَهُ نَازِلًا فَلَمْ يَقْنَعْ بِذَلِكَ حَتَّى سَمِعَهُ عَالِيًا وَكَذَا صَرَّحَ الْأَعْمَشُ بِالتَّحْدِيثِ عِنْدَ الْمُصَنِّفِ فِي الدَّعَوَاتِ مِنْ رِوَايَةِ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنِي شَقِيقٌ وَزَادَ فِي أَوَّلِهِ أَنَّهُمْ كَانُوا يَنْتَظِرُونَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ لِيَخْرُجَ إِلَيْهِمْ فَيُذَكِّرَهُمْ وَأَنَّهُ لَمَّا خَرَجَ قَالَ أَمَا إِنِّي أَخْبَرُ بِمَكَانِكُمْ وَلَكِنَّهُ يَمْنَعُنِي مِنَ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَوْلُهُ كَانَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَتَشْدِيدِ الْوَاوِ قَالَ الْخَطَّابِيُّ الْخَائِلُ بِالْمُعْجَمَةِ هُوَ الْقَائِمُ الْمُتَعَهِّدُ لِلْمَالِ يُقَالُ خَالَ الْمَالَ يَخُولُهُ تَخَوُّلًا إِذَا تَعَهَّدَهُ وَأَصْلَحَهُ وَالْمَعْنَى كَانَ يُرَاعِي الْأَوْقَاتَ فِي تَذْكِيرِنَا وَلَا يَفْعَلُ ذَلِكَ كُلَّ يَوْمٍ لِئَلَّا نَمَلَّ وَالتَّخَوُّنُ بِالنُّونِ أَيْضًا يُقَالُ تَخَوَّنَ الشَّيْءَ إِذَا تَعَهَّدَهُ وَحَفِظَهُ أَيِ اجْتَنَبَ الْخِيَانَةَ فِيهِ كَمَا قِيلَ فِي تَحَنَّثَ وَتَأَثَّمَ وَنَظَائِرِهِمَا وَقَدْ قِيلَ إِنَّ أَبَا عَمْرو
الصفحة 162
500