كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)
(
فصل غ ض)
قَوْله لَو غض النَّاس أَي لَو نَقَصُوا وَقيل مَعْنَاهُ رجعُوا وَقيل كفوا وَمِنْه غضوا أبصاركم وأغض لِلْبَصَرِ والغضاضة النَّقْص فصل غ ط قَوْله فغطني أَي غمني وزنا وَمعنى قَوْله وان برمتنا لتغط أَي تغلى ولغليانها صَوت وَمِنْه فغط حَتَّى ركض بِرجلِهِ أَي صَوت وَهُوَ نَائِم بِنَفسِهِ وَمِنْه سَمِعت غَطِيطه وغطيط الْبكر صياحه قَوْله أغطش أَي أظلم فصل غ ف قَوْله غفرانك مصدر مَنْصُوب على الْمَفْعُول أَي اعطنا ذَلِك قَوْله المغفر بِكَسْر الْمِيم هُوَ مَا يَجْعَل من الزرد على الرَّأْس مثل القلنسوة قَوْله مَغَافِير قيل جمع مغْفُور وَهُوَ شَيْء يشبه الصمغ يكون فِي أصل الرمث فِيهِ حلاوة وَوَقع فِي تَفْسِير عبد الرَّزَّاق أَن المغافير بطن الشَّاة كَذَا قَالَ عبد الرَّزَّاق من قبل نَفسه وَلم يُتَابع وَقد تقدم فِي العرفط لَهُ تَفْسِير آخر وَقيل الْمِيم فِيهِ أَصْلِيَّة قَوْله لُحُوم الغوافل أَي الْغَافِلَات عَن الْفَوَاحِش قَوْله أغفى إغْفَاءَة نَام نوما خَفِيفا وَيجوز غفا وَأنْكرهُ بن دُرَيْد فصل غ ل قَوْله غلبنا قَالَ الغلب الملتفة قَوْله لَيْسَ بالأغاليظ جمع أغلوطة وَهُوَ مَا يغلط فِيهِ ويخطأ قَوْله أغلظت لَهُ أَي شددت عَلَيْهِ فِي القَوْل قَوْله قُلُوب غلف كُلُّ شَيْءٍ فِي غِلَافٍ يُقَالُ سَيْفٌ أَغْلَفُ وَرجل أغلف إِذا لم يكن مختونا قَوْله فغلفها بِالْحِنَّاءِ بِالتَّخْفِيفِ وَحكى التَّشْدِيد وَأنْكرهُ بن قُتَيْبَة وَالْمرَاد صبغها قَوْله الأغاليق أَي المفاتيح قَوْله فِي إغلاق أَي إِكْرَاه وَقيل غصب قَوْله أكره الغل هُوَ مَا يَجْعَل فِي الْعُنُق قَوْله من غلُول أَي خِيَانَة فِي الْمغنم قَوْله من غَلَّته أَي من أُجْرَة عمله قَوْله نَام الغليم بِالتَّصْغِيرِ وَكَذَا قَوْله أغيلمة من بني عبد الْمطلب وَقَوله غلمة من قُرَيْش جمع غُلَام قَوْله غلت الْقُدُور من الغليان وَهُوَ الفوران قَوْله من غلوة بِفَتْح أَوله أَي طلق فرس وَهُوَ مدى جريه فصل غ م قَوْله برك الغماد الْمَشْهُور فِي الرِّوَايَات كسر الْغَيْن وَجزم بن خالويه بضَمهَا وَخطأ الْكسر وَنسبه النَّوَوِيّ لأهل اللُّغَة لَكِن جوز أَبُو عبيد الْبكْرِيّ وَغَيره الضَّم وَالْكَسْر وَجوز الْقَزاز وَغَيره الْفَتْح أَيْضا وَذكره بن عديس فِي المثلث وَهُوَ مَوضِع على خمس لَيَال أَو ثَمَان من مَكَّة إِلَى جِهَة الْيمن مِمَّا يَلِي الْبَحْر وَأغْرب بَعضهم فَحكى فِيهَا إهمال الْغَيْن قَوْله يتغمدني أَي يسترني قَوْله فِي غمرتهم ضلالاتهم قَوْله غَمَرَات الْمَوْت أَي شدائده قَوْله أما صَاحبكُم فقد غامر فسره المستملى بِأَن المُرَاد سبق بِالْخَيرِ وَقَالَ الْخطابِيّ خَاصم فَدخل فِي غَمَرَات الْخُصُومَة وَقَالَ الشَّيْبَانِيّ المغامرة المعاجلة وَقد تكون مفاعلة من الْغمر وَهُوَ الحقد قَوْله الغمز من الْعذرَة رفع اللهاة بالإصبع قَوْله غمس يَمِين حلف أَي حالفهم وَأَصله أَنهم كَانُوا يحْضرُون يَوْم التَّحَالُف جفْنه مَمْلُوءَة طيبا أَو خلوقا ويدخلون أَيْديهم فِيهَا قَوْله الْيَمين الْغمُوس هِيَ الَّتِي لَا اسْتثِْنَاء فِيهَا قيل سميت بذلك لغمسها صَاحبهَا فِي المأثم قَوْله فَغمسَ منقاره أَي وَضعه فِي المَاء قَوْله أغمصه عَلَيْهَا أَي أعيبه وَقَوله مغموصا عَلَيْهِ أَي مطعونا عَلَيْهِ قَوْله أغمضته عِنْد الْمَوْت أَي أطبقت أجفانه قَوْله غمَّة أَي هم وضيق قَوْله فان غم عَلَيْكُم أَي ستره الْغَمَام قَوْله بالغميم مَاء بَين عسفان وضجنان
بْنَ الْعَلَاءِ سَمِعَ الْأَعْمَشَ يُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ يَتَخَوَّلُنَا بِاللَّامِ فَرَدَّهُ عَلَيْهِ بِالنُّونِ فَلَمْ يَرْجِعْ لِأَجْلِ الرِّوَايَةِ وَكِلَا اللَّفْظَيْنِ جَائِزٌ وَحَكَى أَبُو عُبَيْدٍ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ الصَّوَابُ يَتَحَوَّلُنَا بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ أَيْ يَتَطَلَّبُ أَحْوَالَنَا الَّتِي نَنْشَطُ فِيهَا لِلْمَوْعِظَةِ قُلْتُ وَالصَّوَابُ مِنْ حَيْثُ الرِّوَايَةُ الْأُولَى فَقَدْ رَوَاهُ مَنْصُورٌ عَنْ أَبِي وَائِلٍ كَرِوَايَةِ الْأَعْمَشِ وَهُوَ فِي الْبَابِ الْآتِي وَإِذَا ثَبَتَتِ الرِّوَايَةُ وَصَحَّ الْمَعْنَى بَطَلَ الِاعْتِرَاضُ قَوْلُهُ عَلَيْنَا أَيِ السَّآمَةُ الطَّارِئَةُ عَلَيْنَا أَوْ ضَمَّنَ السَّآمَةَ مَعْنَى الْمَشَقَّةِ فَعَدَّاهَا بِعَلَى وَالصِّلَةُ مَحْذُوفَةٌ وَالتَّقْدِيرُ مِنَ الْمَوْعِظَةِ وَيُسْتَفَادُ مِنَ الْحَدِيثِ اسْتِحْبَابُ تَرْكِ الْمُدَاوَمَةِ فِي الْجِدِّ فِي الْعَمَلِ الصَّالِحِ خَشْيَةَ الْمَلَالِ وَإِنْ كَانَتِ الْمُوَاظَبَةُ مَطْلُوبَةً لَكِنَّهَا عَلَى قِسْمَيْنِ إِمَّا كُلَّ يَوْمٍ مَعَ عَدَمِ التَّكَلُّفِ وَإِمَّا يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ فَيَكُونُ يَوْمُ التَّرْكِ لِأَجْلِ الرَّاحَةِ لِيُقْبِلَ عَلَى الثَّانِي بِنَشَاطٍ وَإِمَّا يَوْمًا فِي الْجُمُعَةِ وَيَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْأَحْوَالِ وَالْأَشْخَاصِ وَالضَّابِطُ الْحَاجَةُ مَعَ مُرَاعَاةِ وُجُودِ النَّشَاطِ وَاحْتمل عمل بن مَسْعُود مَعَ اسْتِدْلَالِهِ أَنْ يَكُونَ اقْتَدَى بِفِعْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى فِي الْيَوْمِ الَّذِي عَيَّنَهُ وَاحْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ اقْتَدَى بِمُجَرَّدِ التَّخَلُّلِ بَيْنَ الْعَمَلِ وَالتَّرْكِ الَّذِي عَبَّرَ عَنْهُ بِالتَّخَوُّلِ وَالثَّانِي أَظْهَرُ وَأَخَذَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ مِنْ حَدِيثِ الْبَاب كَرَاهَة تَشْبِيهِ غَيْرِ الرَّوَاتِبِ بِالرَّوَاتِبِ بِالْمُوَاظَبَةِ عَلَيْهَا فِي وَقْتٍ مُعَيَّنٍ دَائِمًا وَجَاءَ عَنْ مَالِكٍ مَا يُشْبِهُ ذَلِكَ
[69] قَوْلُهُ أَبُو التَّيَّاحِ تَقَدَّمَ أَنَّهُ بِفَتْحِ الْمُثَنَّاةِ الْفَوْقَانِيَّةِ وَتَشْدِيدِ التَّحْتَانِيَّةِ وَآخِرُهُ مُهْمَلَةٌ قَوْلُهُ وَلَا تُعَسِّرُوا الْفَائِدَةُ فِيهِ التَّصْرِيحُ بِاللَّازِمِ تَأْكِيدًا وَقَالَ النَّوَوِيُّ لَوِ اقْتَصَرَ عَلَى يَسِّرُوا لَصَدَقَ عَلَى مَنْ يَسَّرَ مَرَّةً وَعَسَّرَ كَثِيرًا فَقَالَ وَلَا تُعَسِّرُوا لِنَفْيِ التَّعْسِيرِ فِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ وَكَذَا الْقَوْلُ فِي عَطْفِهِ عَلَيْهِ وَلَا تُنَفِّرُوا وَأَيْضًا فَإِنَّ الْمَقَامَ مَقَامُ الْإِطْنَابِ لَا الْإِيجَازِ قَوْلُهُ وَبَشِّرُوا بَعْدَ قَوْلِهِ يَسِّرُوا فِيهِ الْجِنَاسُ الْخَطِّيُّ وَوَقَعَ عِنْدَ الْمُصَنِّفِ فِي الْأَدَبِ عَنْ آدَمَ عَنْ شُعْبَةَ بَدَلَهَا وَسَكِّنُوا وَهِيَ الَّتِي تُقَابِلُ وَلَا تُنَفِّرُوا لِأَنَّ السُّكُونَ ضِدُّ النُّفُورِ كَمَا أَنَّ ضِدَّ الْبِشَارَةِ النِّذَارَةُ لَكِنْ لَمَّا كَانَتِ النِّذَارَةُ وَهِيَ الْإِخْبَارُ بِالشَّرِّ فِي ابْتِدَاءِ التَّعْلِيمِ تُوجِبُ النُّفْرَةَ قُوبِلَتِ الْبِشَارَةُ بِالتَّنْفِيرِ وَالْمُرَادُ تَأْلِيفُ مَنْ قَرُبَ إِسْلَامُهُ وَتَرْكُ التَّشْدِيدِ عَلَيْهِ فِي الِابْتِدَاءِ وَكَذَلِكَ الزَّجْرُ عَنِ الْمَعَاصِي يَنْبَغِي أَن يكون بتلطف ليقبل وَكَذَا تَعْلِيم الْعِلْمَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ بِالتَّدْرِيجِ لِأَنَّ الشَّيْءَ إِذَا كَانَ فِي ابْتِدَائِهِ سَهْلًا حُبِّبَ إِلَى مَنْ يَدْخُلُ فِيهِ وَتَلَقَّاهُ بِانْبِسَاطٍ وَكَانَتْ عَاقِبَتُهُ غَالِبًا الِازْدِيَادَ بِخِلَافِ ضِدِّهِ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ
الصفحة 163
500