كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

(

فصل غ ن)
قَوْله غنثر تقدم قَوْله الغنجة هُوَ تكسر فِي الْجَارِيَة قَوْله غنْدر تقدم قَوْله غنيمَة تَصْغِير غنم كَأَنَّهُ أَرَادَ الْجَمَاعَة قَوْله يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ قَالَ بن عُيَيْنَة يسْتَغْنى بِهِ يُقَال تغانيت وتغنيت أَي اسْتَغْنَيْت وَفِي رِوَايَة يجْهر بِهِ وكل رفع صَوت عِنْد الْعَرَب يُقَال لَهُ غناء وَقيل المُرَاد تحزين الْقِرَاءَة وترجيعها وَقيل مَعْنَاهُ يَجعله هجيراه وتسلية نَفسه وَذكر لِسَانه فِي كل حَالَة كَمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ بالشعر وَالرجز والغني بِالْكَسْرِ وَالْقصر ضد الْفقر وبالفتح وَالْمدّ الْكِفَايَة قَوْله ربطها تغيبا أَي اسْتغْنَاء قَوْله كَأَن لم يغنوا فِيهَا أَي لم يعيشوا وَقيل لم ينزلُوا أَو لم يقيموا راضين وَهُوَ أقرب وَقَول عُثْمَان أغنها عَنَّا بِقطع الْألف أَي اصرفها وَقيل كفها فصل غ وَقَوله الغابة بِالْمُوَحَّدَةِ من أَمْوَال عوالي الْمَدِينَة وأصل الغابة شجر ملتف قَوْله غواث بِالضَّمِّ وَالْكَسْر أَي إغاثة قَوْله عَسى الغوير أبؤسا أَي عَسى أَن يكون بَاطِن أَمرك رديئا وَقيل أَصله غاز كَانَ فِيهِ نَاس فانهد عَلَيْهِم فَصَارَ مثلا لكل شَيْء يخَاف أَن يَأْتِي مِنْهُ شَرّ ثمَّ صغر الْغَار فَقيل غوير وَقيل نصب أبؤسا على إِضْمَار فعل أَي عَسى أَن يحدث الغوير أبؤسا قَوْله أغار عَلَيْهِم ويغير عَلَيْهِم ويغيرون والغارة الدّفع بِسُرْعَة لقصد الاستئصال قَوْله غائر الْعَينَيْنِ أَي داخلتين فِي المقلتين غير جاحظتين قَوْله ان أصبح ماؤكم غورا يُقَال مَاء غور وبئر غور الْمُفْرد وَالْجمع والمثنى وَاحِد وَهُوَ الَّذِي لَا تناله الدلاء وكل شَيْء غرت فِيهِ فَهُوَ مغارة قَوْله غواش تقدم فِي غ ش قَوْله الْغَائِط هُوَ المنخفض من الأَرْض وَمِنْه سمي الْحَدث لأَنهم كَانُوا يقصدونه ليستتروا بِهِ قَوْله غوغاء الْجَرَاد قيل هُوَ الْجَرَاد نَفسه وَقيل صَوته قَوْله غوغاؤهم أَي اخْتِلَاط أَصْوَاتهم قَوْله لَا فِيهَا غول قَالَ مُجَاهِد وجع بطن وَقيل لَا تذْهب عُقُولهمْ والغول بِالضَّمِّ الَّتِي تغول أَي تتلون فِي صور لتضل النَّاس فِي الطّرق وَحَدِيث لَا غول فِيهِ نفى مَا كَانُوا يعتقدونه من ذَلِك فصل غ ي قَوْله غيابة الْحبّ قَالَ كل شَيْء غيبته عَنْك فَهُوَ غيابة قَوْله تستحد المغيبة بِالضَّمِّ هِيَ الَّتِي غَابَ عَنْهَا زَوجهَا قَوْله وان نفرنا غيب بِفتْحَتَيْنِ وللأصيلي بِضَم أَوله وَتَشْديد الْيَاء أَي غير حُضُور قَوْله غيبوبة الشَّفق أَي مغيبة قَوْله الْغَيْبَة هُوَ ذكر الرجل بِمَا يكره ذكره مِمَّا هُوَ فِيهِ قَوْله الْغَيْث هُوَ المَاء الَّذِي ينزل من السَّمَاء وَقد يُسمى الْكلأ غيثا قَوْله أَنا أغير مِنْك وَإِنِّي امْرَأَة غيور وَالْمُؤمن يغار كُله من الْغيرَة وَهِي مَعْرُوفَة قَوْله لَا يغيضها شَيْء أَي لَا ينقصها قَوْله غيقة هُوَ مَكَان بَين مَكَّة وَالْمَدينَة لبني غفار قَوْله مَا يسقى الغيل بِفَتْح أَوله هُوَ المَاء الْجَارِي على وَجه الأَرْض قَوْله قتل غيلَة بِكَسْر أَوله أَي خديعة والاغتيال الْأَخْذ على غَفلَة وَقَوله أنهى عَن الغيلة بِكَسْر أَوله أَي نِكَاح الْحَامِل وَالْأَخْذ على غرَّة وَيُقَال بِفَتْح أَوله أَيْضا وَيُقَال لَا يفتح إِلَّا مَعَ حذف الْهَاء والغائلة فِي البيع كل مَا أدّى إِلَى بلية وَقَالَ قَتَادَة الغائلة الزِّنَى وَقَالَ غَيره السّرقَة قَوْله ثَمَانِينَ غَايَة أَي راية قيل لَهَا ذَلِك لِأَنَّهَا تشبه السحابة وَفِي حَدِيث السباق ذكر الْغَايَة وَهِي الأمد قَوْله غياياء روى بالغين الْمُعْجَمَة وَأنكر أَبُو عبيد لَكِن لَهُ وَجه قَوْله إِذا كَانَ لغية بِفَتْح أَوله من الغي وَيكسر أَيْضا وَأنْكرهُ أَبُو عبيد والغى ضد الرشد وَقَوله غوت أمتك الغي هُوَ الانهماك فِي الشَّرّ وَمِنْه أغويت النَّاس أَي رميتهم فِي الغي
(قَوْلُهُ بَابُ مَنْ جَعَلَ لِأَهْلِ الْعِلْمِ يَوْمًا مَعْلُومًا)
فِي رِوَايَةِ كَرِيمَةَ أَيَّامًا مَعْلُومَةً وَلِلْكُشْمِيهَنِيِّ مَعْلُومَات وَكَأَنَّهُ أَخذ هَذَا من صَنِيع بن مَسْعُودٍ فِي تَذْكِيرِهِ كُلَّ خَمِيسٍ أَوْ مِنِ اسْتِنْبَاطِ عَبْدِ اللَّهِ ذَلِكَ مِنَ الْحَدِيثِ الَّذِي أوردهُ

[70] قَوْله جرير هُوَ بن عبد الحميد وَمَنْصُور هُوَ بن الْمُعْتَمِر قَوْله كَانَ عبد الله هُوَ بن مَسْعُودٍ وَكُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَوْلُهُ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ هَذَا الْمُبْهَمُ يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ هُوَ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ النَّخَعِيَّ وَفِي سِيَاقِ الْمُصَنِّفِ فِي أَوَاخِرِ الدَّعَوَاتِ مَا يُرْشِدُ إِلَيْهِ قَوْلُهُ لَوَدِدْتُ اللَّامُ جَوَابُ قَسَمٍ مَحْذُوفٍ أَيْ وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ وَفَاعِلُ يَمْنَعُنِي أَنِّي أَكْرَهُ بِفَتْحِ هَمْزَةِ أَنِّي وَأُمِلُّكُمْ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ أَيْ أُضْجِرُكُمْ وَإِنِّي الثَّانِيَةُ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُ الْمَتْنِ قَرِيبًا وَالْإِسْنَادُ كُلُّهُ كُوفِيُّونَ وَحَدِيثُ أَنَسٍ الَّذِي قبله بصريون

(قَوْلُهُ بَابُ مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهُهُ فِي الدِّينِ)
لَيْسَ فِي أَكْثَرِ الرِّوَايَاتِ فِي التَّرْجَمَةِ قَوْلُهُ فِي الدِّينِ وَثَبَتَتْ لِلْكُشْمِيهَنِيِّ

[71] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ هُوَ سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ نُسِبَ إِلَى جَدِّهِ وَهُوَ بِالْمُهْمَلَةِ مُصَغرًا قَوْله عَن بن شِهَابٍ قَالَ حُمَيْدٌ فِي الِاعْتِصَامِ لِلْمُؤَلِّفِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ وَلِمُسْلِمٍ حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ زَادَ تَسْمِيَةَ جده قَوْله سَمِعت مُعَاوِيَة هُوَ بن أَبِي سُفْيَانَ قَوْلُهُ خَطِيبًا هُوَ حَالٌ مِنَ الْمَفْعُولِ وَفِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ وَالِاعْتِصَامِ سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ وَهُوَ يَخْطُبُ وَهَذَا الْحَدِيثُ مُشْتَمل على ثَلَاثَة أَحْكَام أَحدهَا فضل التفقه فِي الدِّينِ وَثَانِيهَا أَنَّ الْمُعْطِيَ فِي الْحَقِيقَةِ هُوَ اللَّهُ وَثَالِثُهَا أَنَّ بَعْضَ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَبْقَى عَلَى الْحَقِّ أَبَدًا فَالْأَوَّلُ لَائِقٌ بِأَبْوَابِ الْعِلْمِ وَالثَّانِي لَائِقٌ بِقَسْمِ الصَّدَقَاتِ وَلِهَذَا أَوْرَدَهُ مُسْلِمٌ فِي الزَّكَاةِ وَالْمُؤَلِّفُ فِي الْخُمُسِ وَالثَّالِثُ لَائِقٌ بِذِكْرِ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ وَقَدْ أَوْرَدَهُ الْمُؤَلِّفُ فِي الِاعْتِصَامِ لِالْتِفَاتِهِ إِلَى مَسْأَلَةِ عَدَمِ خُلُوِّ الزَّمَانِ عَنْ مُجْتَهِدٍ وَسَيَأْتِي بَسْطُ الْقَوْلِ فِيهِ هُنَاكَ وَأَنَّ الْمُرَادَ بِأَمْرِ اللَّهِ هُنَا الرِّيحُ الَّتِي تَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مَنْ فِي قَلْبِهِ شَيْءٌ مِنَ الْإِيمَانِ وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ فَعَلَيْهِمْ تقوم السَّاعَة وَقد تتَعَلَّق الْأَحَادِيث الثَّلَاثَةِ بِأَبْوَابِ الْعِلْمِ بَلْ بِتَرْجَمَةِ هَذَا الْبَابِ خَاصَّةً مِنْ جِهَةِ إِثْبَاتِ الْخَيْرِ لِمَنْ تَفَقَّهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَأَنَّ ذَلِكَ لَا يَكُونُ بِالِاكْتِسَابِ فَقَطْ بَلْ لِمَنْ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْهِ بِهِ وَأَنَّ مَنْ يَفْتَحِ اللَّهُ عَلَيْهِ بِذَلِكَ لَا يَزَالُ جِنْسُهُ مَوْجُودًا حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَقَدْ جَزَمَ الْبُخَارِيُّ بِأَنَّ الْمُرَادَ بِهِمْ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْآثَارِ وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ إِنْ لَمْ يَكُونُوا أَهْلَ الْحَدِيثِ فَلَا أَدْرِي مَنْ هُمْ وَقَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ أَرَادَ أَحْمَدُ أَهْلَ السُّنَّةِ وَمَنْ يَعْتَقِدُ مَذْهَبَ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَقَالَ النَّوَوِيّ يحْتَمل أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الطَّائِفَةُ فِرْقَةً مِنْ أَنْوَاعِ الْمُؤْمِنِينَ مِمَّنْ يُقِيمُ أَمْرَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ مُجَاهِدٍ وَفَقِيهٍ وَمُحَدِّثٍ وَزَاهِدٍ وَآمِرٍ بِالْمَعْرُوفِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ الْخَيْرِ وَلَا يَلْزَمُ اجْتِمَاعُهُمْ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ بَلْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونُوا مُتَفَرِّقِينَ قُلْتُ وَسَيَأْتِي بَسْطُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ الِاعْتِصَامِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْلُهُ يُفَقِّهْهُ أَيْ يُفَهِّمُهُ كَمَا تَقَدَّمَ وَهِيَ سَاكِنَةُ الْهَاءِ لِأَنَّهَا جَوَابُ الشَّرْطِ يُقَالُ فَقُهَ بِالضَّمِّ إِذَا صَارَ الْفِقْهُ لَهُ سَجِيَّةً

الصفحة 164