كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

كل مَا نهى الله عَنهُ وَقيل كل مَا يشْتَد قبحه من المنهيات كَالزِّنَا وَكَلَام الْحَلِيمِيّ يَقْتَضِي أَن الْفَاحِشَة أكبر الْكَبَائِر قَوْله عسب الفحول هُوَ ذكرهَا الْمعد لضرابها قَوْله فَحْمَة الْعشَاء أَي شدَّة الظلمَة فصل ف خَ قَوْله من فَخذ أُخْرَى بِفَتْح أَوله وَسُكُون ثَانِيه وَيجوز كَسره دون الْقَبِيلَة وَفَوق الْبَطن والفخذ من الْأَعْضَاء مثله وَيُقَال أَيْضا بِكَسْر أَوله وثانيه أتباعا فصل ف د قَوْله فِي الْفَدادِين بِالتَّشْدِيدِ وَحكي التَّخْفِيف قَالَ الْأَصْمَعِي هم الَّذِي تعلو أَصْوَاتهم فِي حروثهم ومواشيهم يُقَال فد الرجل يفد بِكَسْر الْفَاء فديدا إِذا أَشْتَدّ صَوته وَقيل هم المكثرون من الْإِبِل وَقيل أهل الْجفَاء من الْأَعْرَاب قَوْله على فدفد هِيَ الفلاة من الأَرْض لَا شَيْء فِيهَا وَقيل ذَات الحصي وَقيل الجليدة وَقيل المستوية قَوْله فدك بِفتْحَتَيْنِ مَدِينَة عَن الْمَدِينَة بيومين قَوْله لما فدع أهل خَيْبَر أَي أزالوا يَده من مفصلها فاعوجت قَوْله فاديت نَفسِي أَي أَعْطَيْت الْفِدَاء وَهُوَ الْعِوَض الَّذِي يبذله المأسور عَن نَفسه لِئَلَّا يقتل قَوْله فدا لَك بِالْقصرِ وبالمد وبكسر الْفَاء فيهمَا وَحكي فتح أَوله مَعَ الْقصر وَقيل الْمَدّ فِي الْمصدر فَقَط فصل ف ذ قَوْله صَلَاة الْفَذ أَي الْمُنْفَرد قَوْله الْآيَة الفاذة أَي المنفردة وَكَذَا قَوْله لَا تدع شَاذَّة وَلَا فاذة فصل ف ر قَوْله الْفُرَات أَي المَاء العذب وَهُوَ اسْم النَّهر الْمَعْرُوف بِالشَّام قَوْله فرثها أَي مَا فِي الكرش قَوْله فرج سقف بَيْتِي أَي شقّ أَو فتح وَمِنْه فرج صَدْرِي قَوْله مَالهَا من فروج أَي شقوق قَوْله وجد فُرْجَة فِي الْحلقَة أَي مَكَانا خَالِيا وَالْفَاء مُثَلّثَة وَالْفَتْح أشهر قَوْله فروج حَرِير بِفَتْح أَوله وَتَشْديد الرَّاء وتخفيفها أَيْضا وَحكى ضم أَوله هُوَ القباء الَّذِي شقّ من خَلفه قَوْله حتي يفرج عَنْكُم أَي يُوسع عَلَيْكُم أَو ينْكَشف عَنْكُم الْغم وَالِاسْم الْفرج بِفتْحَتَيْنِ قَوْله فرج بَين أَصَابِعه أَي فتح قَوْله لَا يحب الفرحين أَي لَا يحب المرحين كَذَا فِي الأَصْل وَقَالَ غَيره المُرَاد البطر قَوْله فرجعنا فرحى بِفَتْح أَوله مَقْصُور جمع فارح مثل هلكى جمع هَالك قَوْله حَتَّى تنفرد سالفتي أَي تَزُول عَن جَسَدِي قَوْله فَارًّا بِدَم أَي هَارِبا قَوْله فَرسَخ أَصله الشَّيْء الْوَاسِع وَيُطلق على مِقْدَار ثَلَاثَة أَمْيَال قَوْله فرسن شَاة هُوَ مَا فَوق الْحَافِر وَهُوَ كالقدم للْإنْسَان وَهُوَ بِكَسْر أَوله وثالثه قَوْله الْفراش بِفَتْح الْفَاء مَا يتطاير من الذُّبَاب وَنَحْوه فِي النَّار وَمِنْه قَوْله كالفراش المبثوث وَقيل المُرَاد هُنَا الْجَرَاد قَوْله فراشا أَي مهادا قَوْله الْوَلَد للْفراش أَي لمَالِك الْفراش وَهُوَ السَّيِّد أَو الزَّوْج قَوْله فرْصَة ممسكة أَي قِطْعَة من قطن أَو صوف تطيب بالمسك وَقيل الممنى أَنَّهَا تقطع بجلدها وَالْجَلد هُوَ الْمسك بِفَتْح الْمِيم وَالْمَشْهُور فِي فرْصَة كسر الْفَاء وَحكى تثليثها قَوْله فرضتي الْجَبَل الفرضة الْمَكَان المتسع وَهُوَ هُنَا مَا انحدر من وسط الْجَبَل وجانبه قَوْله الْفَرِيضَة هُوَ مَا فرض الله أَي ألزم بِهِ وَيُطلق على السن الْمعِين من زَكَاة الْمَوَاشِي قَوْله فرطنا وَقَوله فرط صدق وَقَوله اجْعَلْهُ فرطا الفرط بِفَتْح الْفَاء وَالرَّاء الَّذِي يتَقَدَّم الواردين فيهيء لَهُم مَا يَحْتَاجُونَ وَهُوَ فِي هَذِه الْأَحَادِيث الْمُتَقَدّم للثَّواب والشفاعة وَأما قَوْله تفارط
(

قَوْله بَاب الِاغْتِبَاط فِي الْعلم)
هُوَ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ قَوْلُهُ فِي الْعِلْمِ وَالْحِكْمَةِ فِيهِ نَظِيرُ مَا ذَكَرْنَا فِي قَوْلِهِ بِالْمَوْعِظَةِ وَالْعِلْمِ لَكِنَّ هَذَا عَكْسُ ذَاكَ أَوْ هُوَ مِنَ الْعَطْفِ التَّفْسِيرِيِّ إِنْ قُلْنَا إِنَّهُمَا مُتَرَادِفَانِ قَوْلُهُ وَقَالَ عُمَرُ تَفَقَّهُوا قَبْلَ أَنْ تُسَوَّدُوا هُوَ بِضَمِّ الْمُثَنَّاةِ وَفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَتَشْدِيدِ الْوَاوِ أَيْ تُجْعَلُوا سَادَةً زَادَ الْكُشْمِيهَنِيُّ فِي رِوَايَتِهِ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَيِ الْبُخَارِيُّ وَبَعْدَ أَنْ تُسَوَّدُوا إِلَى قَوْلِهِ سِنِّهِمْ أَمَّا أَثَرُ عُمَرَ فَأخْرجهُ بن أَبِي شَيْبَةَ وَغَيْرُهُ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ قَالَ عُمَرُ فَذَكَرَهُ وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ وَإِنَّمَا عَقَّبَهُ الْبُخَارِيُّ بِقَوْلِهِ وَبَعْدَ أَنْ تُسَوَّدُوا لِيُبَيِّنَ أَنْ لَا مَفْهُومَ لَهُ خَشْيَةَ أَنْ يَفْهَمَ أَحَدٌ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ السِّيَادَةَ مَانِعَةٌ مِنَ التَّفَقُّهِ وَإِنَّمَا أَرَادَ عُمَرُ أَنَّهَا قَدْ تَكُونُ سَبَبًا لِلْمَنْعِ لِأَنَّ الرَّئِيسَ قَدْ يَمْنَعُهُ الْكِبْرُ وَالِاحْتِشَامُ أَنْ يَجْلِسَ مَجْلِسَ الْمُتَعَلِّمِينَ وَلِهَذَا قَالَ مَالِكٌ عَنْ عَيْبِ الْقَضَاءِ إِنَّ الْقَاضِيَ إِذَا عُزِلَ لَا يَرْجِعُ إِلَى مَجْلِسِهِ الَّذِي كَانَ يَتَعَلَّمُ فِيهِ وَقَالَ الشَّافِعِيُّ إِذَا تَصَدَّرَ الْحَدَثُ فَاتَهُ عِلْمٌ كَثِيرٌ وَقَدْ فَسَّرَهُ أَبُو عُبَيْدٍ فِي كِتَابِهِ غَرِيبِ الْحَدِيثِ فَقَالَ مَعْنَاهُ تَفَقَّهُوا وَأَنْتُمْ صِغَارٌ قَبْلَ أَنْ تَصِيرُوا سَادَةً فَتَمْنَعُكُمُ الْأَنَفَةُ عَنِ الْأَخْذِ عَمَّنْ هُوَ دُونَكُمْ فَتَبْقُوا جُهَّالًا وَفَسَّرَهُ شِمْرٌ اللُّغَوِيُّ بِالتَّزَوُّجِ فَإِنَّهُ إِذَا تَزَوَّجَ صَارَ سَيِّدَ أَهْلِهِ وَلَا سِيَّمَا إِنْ وُلِدَ لَهُ وَقِيلَ أَرَادَ عُمَرُ الْكَفَّ عَنْ طَلَبِ الرِّيَاسَةِ لِأَنَّ الَّذِي يَتَفَقَّهُ يَعْرِفُ مَا فِيهَا مِنَ الْغَوَائِلِ فَيَجْتَنِبُهَا وَهُوَ حَمْلٌ بَعِيدٌ إِذِ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ تُسَوَّدُوا السِّيَادَةُ وَهِيَ أَعَمُّ مِنَ التَّزْوِيجِ وَلَا وَجْهَ لِمَنْ خَصَّصَهُ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا قَدْ تَكُونُ بِهِ وَبِغَيْرِهِ مِنَ الْأَشْيَاءِ الشَّاغِلَةِ لِأَصْحَابِهَا عَنْ الِاشْتِغَالِ بِالْعَمَلِ وَجَوَّزَ الْكِرْمَانِيُّ أَنْ يَكُونَ مِنَ السَّوَادِ فِي اللِّحْيَةِ فَيَكُونُ أَمْرًا لِلشَّابِّ بالتفقه قبل أَن تسود لحيته أَو أَمر لِلْكَهْلِ قَبْلَ أَنْ يَتَحَوَّلَ سَوَادُ اللِّحْيَةِ إِلَى الشيب وَلَا يخفى تكلفه وَقَالَ بن الْمُنِيرِ مُطَابَقَةُ قَوْلِ عُمَرَ لِلتَّرْجَمَةِ أَنَّهُ جَعَلَ السِّيَادَةَ مِنْ ثَمَرَاتِ الْعِلْمِ وَأَوْصَى الطَّالِبَ بِاغْتِنَامِ الزِّيَادَةِ قَبْلَ بُلُوغِ دَرَجَةِ السِّيَادَةِ وَذَلِكَ يُحَقِّقُ اسْتِحْقَاقَ الْعِلْمِ بِأَنْ يُغْبَطَ صَاحِبُهُ فَإِنَّهُ سَبَبٌ لِسِيَادَتِهِ كَذَا قَالَ وَالَّذِي يَظْهَرُ لِي أَنَّ مُرَادَ الْبُخَارِيِّ أَنَّ الرِّيَاسَةَ وَإِنْ كَانَتْ مِمَّا يُغْبَطُ بِهَا صَاحِبُهَا فِي الْعَادَةِ لَكِنَّ الْحَدِيثَ دَلَّ عَلَى أَنَّ الْغِبْطَةَ لَا تَكُونُ إِلَّا بِأَحَدِ أَمْرَيْنِ الْعِلْمِ أَوِ الْجُودِ وَلَا يَكُونُ الْجُودُ مَحْمُودًا إِلَّا إِذَا كَانَ بِعِلْمٍ فَكَأَنَّهُ يَقُول تعلمُوا الْعلم قَبْلَ حُصُولِ الرِّيَاسَةِ لِتُغْبَطُوا إِذَا غُبِطْتُمْ بِحَقٍّ وَيَقُولُ أَيْضًا إِنْ تَعَجَّلْتُمُ الرِّيَاسَةَ الَّتِي مِنْ عَادَتِهَا أَنْ تَمْنَعَ صَاحِبَهَا مِنْ طَلَبِ الْعِلْمِ فَاتْرُكُوا تِلْكَ الْعَادَةَ وَتَعَلَّمُوا الْعِلْمَ لِتَحْصُلَ لَكُمُ الْغِبْطَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَمَعْنَى الْغِبْطَةِ تَمَنِّي الْمَرْءِ أَنْ يَكُونَ لَهُ نَظِيرُ مَا لِلْآخَرِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَزُولَ عَنْهُ وَهُوَ الْمُرَادُ بِالْحَسَدِ الَّذِي أُطْلِقَ فِي الْخَبَرِ كَمَا سَنُبَيِّنُهُ

[73] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَلَى غَيْرِ مَا حَدَّثَنَاهُ الزُّهْرِيُّ يَعْنِي أَنَّ الزُّهْرِيَّ حَدَّثَ سُفْيَانَ بِهَذَا الْحَدِيثِ بِلَفْظٍ غَيْرِ اللَّفْظِ الَّذِي حَدَّثَهُ بِهِ إِسْمَاعِيلُ وَرِوَايَةُ سُفْيَانَ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْرَجَهَا الْمُصَنِّفُ فِي التَّوْحِيدِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْهُ قَالَ قَالَ الزُّهْرِيُّ عَنْ سَالِمٍ وَرَوَاهَا مُسْلِمٌ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ وَغَيْرُهُ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ سَاقَهُ مُسْلِمٌ تَامًّا وَاخْتَصَرَهُ الْبُخَارِيُّ وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ أَيْضًا تَامًّا فِي فَضَائِلِ الْقُرْآنِ مِنْ طَرِيقِ شُعَيْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَذَكَرَهُ وَسَنَذْكُرُ مَا تَخَالَفَتْ فِيهِ الرِّوَايَاتُ بَعْدُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْلُهُ قَالَ سَمِعْتُ الْقَائِلُ هُوَ إِسْمَاعِيلُ عَلَى مَا حَرَّرْنَاهُ قَوْلُهُ لَا حَسَدَ الْحَسَدُ تَمَنِّي زَوَالِ النِّعْمَةِ عَنِ الْمُنْعَمِ عَلَيْهِ وَخَصَّهُ بَعْضُهُمْ بِأَنْ يَتَمَنَّى ذَلِكَ لِنَفْسِهِ وَالْحَقُّ أَنَّهُ أَعَمُّ وَسَبَبُهُ أَنَّ الطِّبَاعَ مَجْبُولَةٌ عَلَى حُبِّ التَّرَفُّعِ عَلَى الْجِنْسِ فَإِذَا رَأَى لِغَيْرِهِ مَا لَيْسَ لَهُ أَحَبَّ أَنْ يَزُولَ ذَلِكَ عَنْهُ لَهُ لِيَرْتَفِعَ عَلَيْهِ أَوْ مُطْلَقًا لِيُسَاوِيَهُ وَصَاحِبُهُ مَذْمُومٌ إِذَا عَمِلَ بِمُقْتَضَى ذَلِكَ مِنْ تَصْمِيمٍ أَوْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ وَيَنْبَغِي لِمَنْ خَطَرَ لَهُ ذَلِكَ أَنْ يَكْرَهَهُ كَمَا يَكْرَهُ مَا وُضِعَ فِي طَبْعِهِ مِنْ حب

الصفحة 166