كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)
(
فصل ف ض)
قَوْله يفضحهم أَي يشهرهم بقبح مَا فعلوا مَأْخُوذ من الفضيحة قَوْله الفضيخ هُوَ الْبُسْر يفضخ أَي يشدخ ويلقي عَلَيْهِ المَاء قَوْله لَا تفض الْخَاتم أَي تكسره وَهُوَ كِنَايَة عَن افتضاض عذرة الْبكر وَقد يُطلق على الْوَطْء الْحَرَام قَوْله فتفتض بِهِ فسره مَالك بالتمسح أَي تمسح قبلهَا بِهِ فَلَا يكَاد يعِيش من نَتن رِيحهَا وَقيل معني تفتض أَي تصير كالفضة وَالْأول أولي قَوْله وَلَو أَن أحدا انفض أَي تفرق قَوْله انْفَضُّوا أَي تفَرقُوا قَوْله أفضلت فضلى أَي مَا فضل عَن حَاجَتي وَمِنْه فضل سواكه وَفضل وضوئِهِ وَمِنْه كَانَ لرجال فضول أَرضين وَمِنْه أفضلا لأمكما وَمِنْه فضل الْإِزَار وَفضل المَاء وَفِي صفة الْجنَّة لَا تزَال تفضل حَتَّى ينشئ الله لَهَا خلقا قَوْله وَعِنْدِي مِنْهُ فاضلة أَي فضلَة مِنْهُ وَرَآهُ بَعضهم فاضلة بِضَم اللَّام وهاء الضَّمِير قَوْله وَأفضل عَلَيْك أَي أَعْطَاك قَوْله مَلَائِكَة فضلا بِضَم أَوله وثانيه وبسكون ثَانِيه فسر فِي الأَصْل بِالزِّيَادَةِ قَوْله يُفْضِي بفرجه إِلَى السَّمَاء أَي يكشفه قَوْله وَقد أفضوا إِلَى مَا قدمُوا أَي وصلوا فصل ف ط قَوْله على الْفطْرَة أَي على فطْرَة الْإِسْلَام وَمِنْه فِي الْإِسْرَاء أخذت الْفطْرَة وَقيل المُرَاد بالفطرة أصل الْخلقَة وَأما حَدِيث الْفطْرَة خمس أَو خمس من الْفطْرَة فَالْمُرَاد بهَا السّنة عِنْد الْأَكْثَر قَوْله تنفطر قدماه أَي تَنْشَق قَوْله فطس الأنوف الفطس انخفاض قَصَبَة الْأنف فصل ف ظ قَوْله لَيْسَ بِفَظٍّ أَي غليظ الْقلب وَقَوله أَنْت أفظ وَأَغْلظ لَيْسَ المُرَاد بِهِ المفاضلة بل بِمَعْنى فظ وغليظ وَيحْتَمل المفاضلة بِتَأْوِيل قَوْله أفظع مِنْهُ أَي أَسْوَأ منْظرًا وَمِنْه أفظعني ويفظعنا أَي يفزعنا ويسوءنا أمره فصل ف غ قَوْله فغر لَهَا فَاه أَي فَتحه فصل ف ق قَوْله فَقَأَ عينه بِالْهَمْز أَي شقها فأطفأها قَوْله فقار ظَهره وَاحِدهَا فقارة وَهِي عِظَام الظّهْر وَالْمرَاد أَنه أَبَاحَ لَهُ ركُوبه وَمِنْه أفقرني ظَهره قَوْله فَاقِع لَوْنهَا أَي صَاف نقي قَوْله الفقاع هُوَ شراب يتَّخذ من الشّعير وَمن الزَّبِيب فصل ف ك قَوْله انفكت قدمه أَي انخلعت قَوْله فكاك الْأَسير أَي تخليصه من الْأسر قَوْله فك رَقَبَة أَي خلاصها قَوْله تفكهون أَي تعْجبُونَ والفاكهة ذكرهَا الْمُؤلف فِي تَفْسِير الرَّحْمَن فصل ف ل قَوْله افتلتت نَفسهَا أَي مَاتَت فلتة والفلتة مَا يعْمل بِغَيْر روية قَوْله الْمُفلس الَّذِي قل مَاله قَوْله الفلق أَي الصُّبْح وَقيل فلق الصُّبْح بَيَانه وانشقاقه وَقَالَ بن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فالق الإصباح هُوَ ضوء الشَّمْس بِالنَّهَارِ وضوء الْقَمَر بِاللَّيْلِ قَوْله مفلطحة أَي لَهَا شَوْكَة عَظِيمَة لَهَا عرض واتساع قَوْله فالق كَبِدِي أَي يشقها وَمِنْه فلق رَأسه شقَّه قَوْله فِي فلك يسبحون أَي يدورون فِي فلك مثل فلكه المغزل قَوْله اصْنَع الْفلك أَي السَّفِينَة والفلك والفلك وَاحِد كَذَا فِي الأَصْل ولبعضهم الْفلك وَاحِد أَي جمعا ومفردا وَقَالَ أَبُو حَاتِم السجسْتانِي الْفلك أَي بِالضَّمِّ والسكون فِي الْقُرْآن وَاحِدَة وَالْجمع والمؤنث والمذكر بِلَفْظ وَاحِد وَلَا نعلم أحدا جمعه كَذَا قَالَ وَجمعه غَيره على أفلاك وَأما الْفلك بحركتين فَهُوَ مَا دون السَّمَاء ركبت فِيهِ النُّجُوم
(قَوْلُهُ بَابُ مَا ذُكِرَ فِي ذَهَابِ مُوسَى فِي الْبَحْرِ إِلَى الْخَضِرِ)
هَذَا الْبَابُ مَعْقُودٌ لِلتَّرْغِيبِ فِي احْتِمَالِ الْمَشَقَّةِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ لِأَنَّ مَا يُغْتَبَطُ بِهِ تُحْتَمَلُ الْمَشَقَّةُ فِيهِ وَلِأَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لَمْ يَمْنَعْهُ بُلُوغُهُ مِنَ السِّيَادَةِ الْمَحَلَّ الْأَعْلَى مِنْ طَلَبِ الْعِلْمِ وَرُكُوبَ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ لِأَجْلِهِ فَظَهَرَ بِهَذَا مُنَاسَبَةُ هَذَا الْبَابِ لِمَا قَبْلَهُ وَظَاهِرُ التَّبْوِيبِ أَنَّ مُوسَى رَكِبَ الْبَحْرَ لَمَّا تَوَجَّهَ فِي طَلَبِ الْخَضِرِ وَفِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّ الَّذِي ثَبَتَ عِنْدَ الْمُصَنِّفِ وَغَيْرِهِ أَنَّهُ خَرَجَ فِي الْبَرِّ وَسَيَأْتِي بِلَفْظِ فَخَرَجَا يَمْشِيَانِ وَفِي لَفْظٍ لِأَحْمَدَ حَتَّى أَتَيَا الصَّخْرَةَ وَإِنَّمَا رَكِبَ الْبَحْرَ فِي السَّفِينَةِ هُوَ وَالْخَضِرُ بَعْدَ أَنِ الْتَقَيَا فَيُحْمَلُ قَوْلُهُ إِلَى الْخَضِرِ عَلَى أَنَّ فِيهِ حَذْفًا أَيْ إِلَى مَقْصِدِ الْخَضِرِ لِأَنَّ مُوسَى لَمْ يَرْكَبِ الْبَحْرَ لِحَاجَةِ نَفْسِهِ وَإِنَّمَا رَكِبَهُ تَبَعًا لِلْخَضِرِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ التَّقْدِيرُ ذَهَابَ مُوسَى فِي سَاحِلِ الْبَحْرِ فَيَكُونُ فِيهِ حَذْفٌ وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ مَقْصُودُ الذَّهَابِ إِنَّمَا حَصَلَ بِتَمَامِ الْقِصَّةِ وَمِنْ تَمَامِهَا أَنَّهُ رَكِبَ مَعَهُ الْبَحْرَ فَأَطْلَقَ عَلَى جَمِيعِهَا ذَهَابًا مَجَازًا إِمَّا مِنْ إِطْلَاقِ الْكُلِّ عَلَى الْبَعْضِ أَوْ مِنْ تَسْمِيَةِ السَّبَب باسم مَا تسبب عَنهُ وَحمله بن الْمُنِيرِ عَلَى أَنَّ إِلَى بِمَعْنَى مَعَ وَقَالَ بن رَشِيدٍ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ ثَبَتَ عِنْدَ الْبُخَارِيِّ أَنَّ مُوسَى تَوَجَّهَ فِي الْبَحْرِ لَمَّا طَلَبَ الْخَضِرَ قُلْتُ لَعَلَّهُ قَوِيَ عِنْدَهُ أَحَدُ الِاحْتِمَالَيْنِ فِي قَوْلِهِ فَكَانَ يَتْبَعُ أَثَرَ الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ فَالظَّرْفُ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ لِمُوسَى وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ لِلْحُوتِ وَيُؤَيِّدُ الْأَوَّلَ مَا جَاءَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ وَغَيْرِهِ فَرَوَى عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةَ أَنَّ مُوسَى الْتَقَى بِالْخَضِرِ فِي جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ انْتَهَى وَالتَّوَصُّلُ إِلَى جَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ لَا يَقَعُ إِلَّا بِسُلُوكِ الْبَحْرِ غَالِبًا وَعِنْدَهُ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ إِنْجَابُ الْمَاءِ عَنْ مَسْلَكِ الْحُوتِ فَصَارَ طَاقَةً مَفْتُوحَةً فَدَخَلَهَا مُوسَى عَلَى أَثَرِ الْحُوتِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْخَضِرِ فَهَذَا يُوَضِّحُ أَنَّهُ رَكِبَ الْبَحْرَ إِلَيْهِ وَهَذَانِ الْأَثَرَانِ الْمَوْقُوفَانِ رِجَالُهُمَا ثِقَاتٌ قَوْلُهُ الْآيَةَ هُوَ بِالنَّصْبِ بِتَقْدِيرِ فَذَكَرَ وَقَدْ ذَكَرَ الْأَصِيلِيُّ فِي رِوَايَتِهِ بَاقِيَ الْآيَةِ وَهِيَ قَوْلُهُ مِمَّا علمت رشدا
[74] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا وَلِلْأَصِيلِيِّ حَدَّثَنِي بِالْإِفْرَادِ قَوْلُهُ غُرَيْرٌ تَقَدَّمَ فِي الْمُقَدِّمَةِ أَنَّهُ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ مُصَغَّرًا وَمُحَمَّدٌ وَشَيْخُهُ وَأَبُوهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ زُهْرِيُّونَ وَكَذَا
الصفحة 168
500