كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

وَالثَّانِي مثله وَقيل جمع قبيل وَالْمعْنَى أَنَّهَا ضروب للعذاب كل ضرب مِنْهَا قبيل وَالثَّالِث قيل مَعْنَاهُ استئنافا قَوْله قبيله أَي جيله الَّذِي هُوَ مِنْهُم قَوْله لَا قبل لي أَي لَا طَاقَة قَوْله لَهَا قبالان أَي شراكان قَوْله قبلت المَاء أَي أقرته فِيهَا قَوْله الْقَبِيل فِي السّلف أَي الْكَفِيل قَوْله الْقبُول بِفَتْح أَوله أَي الرِّضَا قَوْله اقبال الجداول أَي وَقت سيلها فصل ق ت قَوْله حملهَا على قتب هُوَ للجمل كالسرج للْفرس وَجمعه أقتاب وَأما قَوْله تندلق أقتابه فَالْمُرَاد الأمعاء وَهِي جمع قتب بِكَسْر أَوله وَسُكُون ثَانِيه وَيُقَال ذَلِك للصَّغِير من آلَة الْجمل قَوْله لَا يدْخل الْجنَّة قَتَّات أَي نمام قَوْله حمل قت هُوَ مَا تَأْكُل الدَّوَابّ من الشَّيْء الْيَابِس قَوْله الإقتار أَي الإملاق والافتقار قَوْله قترة الْجَيْش أَي الغبرة وَكَذَا قَوْله على وجهة قترة قَوْله قتل الخراصون أَي لعن الكذابون وَمِنْه قتل الْإِنْسَان وَمِنْه قَوْله قَاتل الله فلَانا وَيُطلق الْقَتْل والقتال على الْمُخَاصمَة مُبَالغَة فصل ق ث قَوْله القثاء هُوَ الْمَأْكُول الْمَعْرُوف وَحكي ضم أَوله والهمزة فِيهِ أَصْلِيَّة فصل ق ح قَوْله اقتحم الْمَكَان أَي دخله واقتحم عَن بعيره أَي نزل عَنهُ قَوْله أقحط أَي جَامع وَلم ينزل والقحط ضد الخصب مَعْرُوف فصل ق د قَوْله الْقدح هُوَ السهْم الَّذِي لَا ريش فِيهِ كَانُوا يتفاءلون بِهِ وَجمعه قداح قَوْله فَقده أَي قطعه قَوْله مَوضِع قدة أَي قِطْعَة قَوْله قديد بِضَم أَوله مصغر مَوضِع مَعْرُوف بَين مَكَّة وَالْمَدينَة قَوْله فاقدروا لَهُ أَي احتاطوا لقدره وَقد فسر فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وأكملوا الْعدة قَوْله لَيْلَة الْقدر أَي ذَات الْقدر الْعَظِيم وَيُطلق عَلَيْهَا ذَلِك لشرفها قَوْله فوجدوا قَمِيص عبد الله يقدر عَلَيْهِ أَي قدره سَوَاء قَوْله على قدر أَي على موعد قَالَه مُجَاهِد قَوْله يبسط الرزق لمن يَشَاء وَيقدر أَي يُوسع ويضيق قَوْله الْمُقَدّس قَالَ بن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ الْمُبَارك والقدس اسْم الْبَلَد وَالْمَسْجِد قَوْله روح الْقُدس أَي جِبْرِيل قَوْله الْقَادِسِيَّة بلد مَعْرُوف بالعراق قَوْله لَك من الْقدَم بِفتْحَتَيْنِ أَي السَّبق قَوْله قدم صدق قَالَ مُجَاهِد خير وَقَالَ زيد بن أسلم مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقيل غير ذَلِك قَوْله برز القدمية بِضَم الْقَاف وَفتح الدَّال يُقَال لمن يتَقَدَّم فِي الشَّرّ وَالْخَيْر وَقيل المُرَاد أَنه طلب معالي الْأُمُور قَوْله قدوم ضَأْن بِالتَّخْفِيفِ اسْم مَوضِع وَصَوَابه فتح الْقَاف وضمه بَعضهم قَوْله اختتن بالقدوم رِوَايَة شُعَيْب عَن أبي الزِّنَاد مُخَفّفَة وَغَيره بِالتَّشْدِيدِ وَقيل بِالتَّخْفِيفِ الْموضع وبالتشديد الْآلَة وَفِي قصَّة الْخضر فَأخذ الْقدوم وَرويت أَيْضا بِالتَّخْفِيفِ وَقيل لَا يُقَال فِي الالة إِلَّا بِالتَّخْفِيفِ قَوْله لَا تقدمُوا بَين يَدي الله أَي لَا تفتاتوا عَلَيْهِ قَوْله قد بِيَدِهِ أَمر بالقود وَمِنْه قَوْله تقتدى فصل ق ذ قَوْله إِلَى قذذه بِضَم الْقَاف أَي ريش السهْم قَوْله قد قذرني النَّاس وَقَوله تقذرا وَقَوله القذر مَعْرُوف كُله وَهُوَ بِالْمُعْجَمَةِ قَوْله يقذف فِي قُلُوبكُمَا أَي يَرْمِي وَالْمرَاد وَسْوَسَة الشَّيْطَان قَوْله قذف امْرَأَة أَي رَمَاهَا بالزنى وَمِنْه قذف الْمُحْصنَات قَوْله يقذف فِي النَّار أَي يَرْمِي وَمِنْه ويقذفون من كل جَانب دحورا وَقَوله يقذفن فِي ثوب بِلَال أَي يرمين
الْحَذَّاءُ قَوْلُهُ ضَمَّنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَادَ الْمُصَنِّفِ فِي فضل بن عَبَّاسٍ عَنْ مُسَدَّدٍ عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ إِلَى صَدره وَكَانَ بن عَبَّاسٍ إِذْ ذَاكَ غُلَامًا مُمَيِّزًا فَيُسْتَفَادُ مِنْهُ جَوَازُ احْتِضَانِ الصَّبِيِّ الْقَرِيبِ عَلَى سَبِيلِ الشَّفَقَةِ قَوْلُهُ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ بَيَّنَ الْمُصَنِّفُ فِي كِتَابِ الطَّهَارَةِ مِنْ طَرِيقِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ عَن بن عَبَّاسٍ سَبَبَ هَذَا الدُّعَاءِ وَلَفْظُهُ دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَلَاءَ فَوَضَعْتُ لَهُ وَضُوءًا زَادَ مُسْلِمٌ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ مَنْ وضع هَذَا فَأخْبر وَلمُسلم قَالُوا بن عَبَّاس وَلأَحْمَد وبن حِبَّانَ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْهُ أَنَّ مَيْمُونَةَ هِيَ الَّتِي أَخْبَرَتْهُ بِذَلِكَ وَأَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي بَيْتِهَا لَيْلًا وَلَعَلَّ ذَلِكَ كَانَ فِي اللَّيْلَة الَّتِي بَات بن عَبَّاسٍ فِيهَا عِنْدَهَا لِيَرَى صَلَاةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا سَيَأْتِي فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَقَدْ أَخْرَجَ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ كُرَيْبٍ عَن بن عَبَّاسٍ فِي قِيَامِهِ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ وَفِيهِ فَقَالَ لِي مَا بَالُكَ أَجْعَلُكَ حِذَائِي فَتَخْلُفُنِي فَقُلْتُ أَو يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يُصَلِّيَ حِذَاءَكَ وَأَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ فَدَعَا لِي أَنْ يَزِيدَنِي اللَّهُ فَهْمًا وَعِلْمًا وَالْمُرَادُ بِالْكِتَابِ الْقُرْآنُ لِأَنَّ الْعُرْفَ الشَّرْعِيَّ عَلَيْهِ وَالْمُرَادُ بِالتَّعْلِيمِ مَا هُوَ أَعَمُّ مِنْ حِفْظِهِ وَالتَّفَهُّمِ فِيهِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ مُسَدَّدٍ الْحِكْمَةُ بَدَلَ الْكِتَابِ وَذَكَرَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ أَنَّ ذَلِكَ هُوَ الثَّابِتُ فِي الطُّرُقِ كُلِّهَا عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ كَذَا قَالَ وَفِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّ الْمُصَنِّفَ أَخْرَجَهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ وُهَيْبٍ عَنْ خَالِدٍ بِلَفْظِ الْكِتَابِ أَيْضًا فَيُحْمَلُ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْحِكْمَةِ أَيْضًا الْقُرْآنُ فَيَكُونُ بَعْضُهُمْ رَوَاهُ بِالْمَعْنَى وَلِلنَّسَائِيِّ وَالتِّرْمِذِيّ من طَرِيق عَطاء عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ دَعَا لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أُوتَى الْحِكْمَةَ مَرَّتَيْنِ فَيُحْتَمَلُ تَعَدُّدُ الْوَاقِعَةِ فَيَكُونُ الْمُرَادُ بِالْكِتَابِ الْقُرْآنَ وَبِالْحِكْمَةِ السُّنَّةَ وَيُؤَيِّدُهُ أَنَّ فِي رِوَايَةِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الَّتِي قَدَّمْنَاهَا عِنْدَ الشَّيْخَيْنِ اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ لَكِنْ لَمْ يَقَعْ عِنْدَ مُسْلِمٍ فِي الدِّينِ وَذَكَرَ الْحُمَيْدِيُّ فِي الْجَمْعِ أَنَّ أَبَا مَسْعُودٍ ذَكَرَهُ فِي أَطْرَافِ الصَّحِيحَيْنِ بِلَفْظِ اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ قَالَ الْحُمَيْدِيُّ وَهَذِهِ الزِّيَادَةُ لَيْسَتْ فِي الصَّحِيحَيْنِ قُلْتُ وَهُوَ كَمَا قَالَ نَعَمْ هِيَ فِي رِوَايَةِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ الَّتِي قدمناها عِنْد أَحْمد وبن حبَان وَالطَّبَرَانِيّ وَرَوَاهَا بن سَعْدٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عِكْرِمَةَ مُرْسَلًا وَأَخْرَجَ الْبَغَوِيُّ فِي مُعْجَمِ الصَّحَابَةِ مِنْ طَرِيقِ زيد بن أسلم عَن بن عمر كَانَ عمر يَدْعُو بن عَبَّاسٍ وَيُقَرِّبُهُ وَيَقُولُ إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَاكَ يَوْمًا فَمَسَحَ رَأْسَكَ وَقَالَ اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيل وَوَقع فِي بعض نسخ بن مَاجَهْ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ فِي حَدِيثِ الْبَابِ بِلَفْظِ اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْحِكْمَةَ وَتَأْوِيلَ الْكِتَابِ وَهَذِهِ الزِّيَادَةُ مُسْتَغْرَبَةٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ فَقَدْ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالْإِسْمَاعِيلِيُّ وَغَيْرُهُمَا مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بِدُونِهَا وَقَدْ وَجدتهَا عِنْد بن سَعْدٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ بن عَبَّاسٍ قَالَ دَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَحَ عَلَى نَاصِيَتِي وَقَالَ اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْحِكْمَةَ وَتَأْوِيلَ الْكِتَابِ وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ عَنْ هُشَيْمٍ عَنْ خَالِدٍ فِي حَدِيثِ الْبَابِ بِلَفْظِ مَسَحَ عَلَى رَأْسِي وَهَذِهِ الدَّعْوَةُ مِمَّا تَحَقَّقَ إِجَابَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا لما علم من حَال بن عَبَّاسٍ فِي مَعْرِفَةِ التَّفْسِيرِ وَالْفِقْهِ فِي الدِّينِ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُ وَاخْتَلَفَ الشُّرَّاحُ فِي الْمُرَادِ بِالْحِكْمَةِ هُنَا فَقِيلَ الْقُرْآنُ كَمَا تَقَدَّمَ وَقِيلَ الْعَمَلُ بِهِ وَقِيلَ السُّنَّةُ وَقِيلَ الْإِصَابَةُ فِي الْقَوْلِ وَقِيلَ الْخَشْيَةُ وَقِيلَ الْفَهْمُ عَنِ اللَّهِ وَقِيلَ الْعَقْلُ وَقِيلَ مَا يَشْهَدُ الْعَقْلُ بِصِحَّتِهِ وَقِيلَ نُورُ يُفَرَّقُ بِهِ بَيْنَ الْإِلْهَامِ وَالْوَسْوَاسِ وَقِيلَ سُرْعَةُ الْجَوَابِ مَعَ الْإِصَابَةِ وَبَعْضُ هَذِهِ الْأَقْوَالِ ذَكَرَهَا بَعْضُ أَهْلِ التَّفْسِيرِ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى وَلَقَد آتَيْنَا لُقْمَان الْحِكْمَة والاقرب أَن المُرَاد بهَا فِي حَدِيث بن عَبَّاسٍ الْفَهْمُ فِي الْقُرْآنِ وَسَيَأْتِي مَزِيدٌ لِذَلِكَ فِي الْمَنَاقِبِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى

الصفحة 170