كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

قَوْله فيتقذف عَلَيْهِ نسَاء قُرَيْش أَي يترامون عَلَيْهِ قَوْله فقذفتها أَي فألقيتها قَالَه مُجَاهِد قَوْله القذى أَي التُّرَاب وَنَحْوه فِي الْعين فصل ق ر قَوْله يقْرَأ السَّلَام بِفَتْح أَوله والهمزة من الْقِرَاءَة وَقَوله يُقْرِئك السَّلَام بِضَم أَوله من الإقراء يُقَال أَقْْرِئ فلَانا السَّلَام وأقرأ عَلَيْهِ السَّلَام كَأَنَّهُ حِين يبلغهُ سَلَامه يحملهُ على أَن يقْرَأ السَّلَام وَيَردهُ قَوْله إِن علينا جمعه وقرآنه أَي قِرَاءَته وَقد تكَرر ذكر الْقِرَاءَة والإقراء والقارئ والقراء وَالْقُرْآن وَالْأَصْل فِي هَذِه الْكَلِمَة الْجمع وكل شَيْء جمعته فقد قرأته وَسمي الْقُرْآن بذلك لِأَنَّهُ جمع الْقَصَص وَالْأَحْكَام وَغير ذَلِك وَهُوَ مصدر كالغفران والكفران وَيُطلق على الصَّلَاة لكَونهَا فِيهَا قِرَاءَة من تَسْمِيَة الشَّيْء باسم بعضه وعَلى الْقِرَاءَة نَفسهَا كَمَا مضى وَقد يحذف الْهَمْز تَخْفِيفًا وَقَوله استقرءوا الْقُرْآن من أَرْبَعَة أَي اسألوهم أَن يقرؤوكم قَوْله أَلا تدعني أستقرى لَك الحَدِيث أَي أتتبعه وَآتى بِهِ شَيْئا فَشَيْئًا قَوْله أَيَّام أَقْرَائِك جمع قرء بِالضَّمِّ وَالْفَتْح وَقد تكَرر وَيجمع على قُرُوء أَيْضا وَهُوَ الطُّهْر من الْحيض وَقيل هُوَ الْحيض وَقَالَ معمر وَهُوَ أَبُو عُبَيْدَة اللّغَوِيّ يُقَالُ أَقْرَأَتْ الْمَرْأَةُ إِذَا دَنَا حَيْضُهَا وَأَقْرَأَتْ إِذا دنا طهرهَا وَأطلق غَيره أَنه من الأضداد وَيدل عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعِي الصَّلَاة أَيَّام إقرائك أَي أَيَّام حيضتك وَقَوله من قرء إِلَى قرء أَي طهر إِلَى طهر فَاسْتعْمل مُشْتَركا وَالتَّحْقِيق أَنه انْتِقَال من حَال إِلَى حَال وَقيل الْوَقْت وَقيل الْجمع وَقَوله وَقَالَ معمر يُقَال مَا قَرَأت سلى إِذا لم تجمع ولدا فِي بَطنهَا وَقَالَ غَيره مَا قَرَأت النَّاقة جَنِينا أَي لم تشْتَمل عَلَيْهِ وَهَذَا مصير مِنْهُ إِلَى أَن مَعْنَاهُ الْجمع قَوْله يَتِيما ذَا مقربة أَي ذَا قرَابَة قَوْله يقرب فِي الْمَشْي أَي يسْرع قَالَ الْأَصْمَعِي التَّقْرِيب أَنْ تَرْفَعَ الْفَرَسُ يَدَيْهَا مَعًا وَتَضَعُهُمَا مَعًا قَوْله القراب بِمَا فِيهِ قرَاب السَّيْف وَغَيره وعاؤه قَوْله سددوا وقاربوا أَي لَا تغلوا وَلَا تقصرُوا واقربوا من الصَّوَاب قَوْله إِذا قرب الزَّمَان لم تكد روياء الْمُؤمن تكذب قيل المُرَاد اقتراب السَّاعَة وَقيل المُرَاد اسْتِوَاء اللَّيْل وَالنَّهَار وَقَوله يتقارب الزَّمَان وتكثر الْفِتَن قيل المُرَاد قصر الْأَعْمَار وَقيل قصر اللَّيْل وَالنَّهَار وَيُؤَيِّدهُ أَن فِي الحَدِيث الآخر يتقارب الزَّمَان حَتَّى تكون السّنة كالشهر وَقيل اسْتِوَاء النَّاس فِي الْجَهْل قَوْله أقرب السَّفِينَة جمع قَارب عَليّ غير قِيَاس وَهِي معابر صغَار قَوْله لأقربن لكم صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْ لأرينكم مَا يشبهها وَيقرب مِنْهَا قَوْله وَكَانُوا إِلَيّ على قَرِيبا أَي رجعُوا إِلَى مقاربته حِين بَايع أَبَا بكر بعد نفورهم مِنْهُ قَوْله شَيْطَانك قربك بِكَسْر الرَّاء يُقَال قربه بِالْكَسْرِ يقربهُ بِالْفَتْح فِي الْمُسْتَقْبل فَإِذا لم يكن هُنَاكَ تَعديَة قلت قرب بِالضَّمِّ قَوْله من بعد مَا أَصَابَهُم الْقرح أَي ألم الْجراح وَيُطلق أَيْضا على الْجراح والقروح الْخَارِجَة فِي الْجَسَد وَمِنْه إِن يمسسكم قرح وَقَوله وَقَوله قرحت أشداقنا بِكَسْر الرَّاء أَي أصابتها القروح قَوْله غَزْوَة ذِي قرد بِفتْحَتَيْنِ أَوله قَاف ويروي بِضَمَّتَيْنِ حَكَاهُ البلاذري وَقَالَ إِن الصَّوَاب الْفَتْح فيهمَا قَوْله يقرد بعيره أَي يزِيل عَنهُ القراد قَوْله قَرَّتْ عَيْنُ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ أَيْ حَصَلَ لَهَا السرُور كَأَن عين الحزين مضطربة وَعين المسرور سَاكِنة وَقيل قرت أَي نَامَتْ وَقيل هُوَ من القر بِالضَّمِّ وَهُوَ الْبرد لِأَن دمعة المسرور بَارِدَة ودمعة الحزين حارة وَلذَا يُقَال فِي الشتم سخنت عينه وَقَول امْرَأَة أبي بكر لَا وقره عَيْني أَقْسَمت بالشَّيْء الَّذِي يقر عينهَا وَقيل أَرَادَت بذلك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَوْله يقر فِي صَدْرِي أَي يثبت ويروي يقْرَأ من الْقِرَاءَة ويروي يغرى بالغين الْمُعْجَمَة أَي يلصق بالغراء قَوْله يتقرى حجر
(قَوْلُهُ بَابُ مَتَى يَصِحُّ سَمَاعُ الصَّغِيرِ)
زَادَ الْكُشْمِيهَنِيُّ الصَّبِيُّ الصَّغِيرُ وَمَقْصُودُ الْبَابِ الِاسْتِدْلَالُ عَلَى أَنَّ الْبُلُوغَ لَيْسَ شَرْطًا فِي التَّحَمُّلِ وَقَالَ الْكِرْمَانِيُّ إِنَّ مَعْنَى الصِّحَّةِ هُنَا جَوَازُ قَبُولِ مَسْمُوعِهِ قُلْتُ وَهَذَا تَفْسِيرٌ لِثَمَرَةِ الصِّحَّةِ لَا لِنَفْسِ الصِّحَّةِ وَأَشَارَ الْمُصَنِّفُ بِهَذَا إِلَى اخْتِلَافِ وَقَعَ بَيْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ رَوَاهُ الْخَطِيبُ فِي الْكِفَايَةِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِ أَنَّ يَحْيَى قَالَ أَقَلُّ سِنِّ التَّحَمُّلِ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً لِكَوْنِ بن عُمَرَ رُدَّ يَوْمَ أُحُدٍ إِذْ لَمْ يَبْلُغْهَا فَبَلَغَ ذَلِكَ أَحْمَدَ فَقَالَ بَلْ إِذَا عَقَلَ مَا يسمع وَإِنَّمَا قصَّة بن عُمَرَ فِي الْقِتَالِ ثُمَّ أَوْرَدَ الْخَطِيبُ أَشْيَاءَ مِمَّا حَفِظَهَا جَمْعٌ مِنَ الصَّحَابَةِ وَمَنْ بَعْدَهُمْ فِي الصِّغَرِ وَحَدَّثُوا بِهَا بَعْدَ ذَلِكَ وَقُبِلَتْ عَنْهُم وَهَذَا هُوَ الْمُعْتَمد وَمَا قَالَه بن مَعِينٍ إِنْ أَرَادَ بِهِ تَحْدِيدَ ابْتِدَاءِ الطَّلَبِ بِنَفْسِهِ فَمُوَجَّهٌ وَإِنْ أَرَادَ بِهِ رَدَّ حَدِيثِ مَنْ سَمِعَ اتِّفَاقًا أَوِ اعْتَنَى بِهِ فَسَمِعَ وَهُوَ صَغِير فَلَا وَقد نقل بن عَبْدِ الْبَرِّ الِاتِّفَاقَ عَلَى قَبُولِ هَذَا وَفِيهِ دَلِيل على أَن مُرَاد بن مَعِينٍ الْأَوَّلُ وَأَمَّا احْتِجَاجُهُ بِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَدَّ الْبَرَاءَ وَغَيْرَهُ يَوْمَ بَدْرٍ مِمَّنْ كَانَ لَمْ يَبْلُغْ خَمْسَ عَشْرَةَ فَمَرْدُودٌ بِأَنَّ الْقِتَالَ يُقْصَدُ فِيهِ مَزِيدُ الْقُوَّةِ وَالتَّبَصُّرُ فِي الْحَرْبِ فَكَانَتْ مَظِنَّتُهُ سِنَّ الْبُلُوغِ وَالسَّمَاعُ يُقْصَدُ فِيهِ الْفَهْمُ فَكَانَتْ مَظِنَّتُهُ التَّمْيِيزَ وَقَدِ احْتَجَّ الْأَوْزَاعِيُّ لِذَلِكَ بِحَدِيثِ مُرُوهُمْ بِالصَّلَاةِ لسبع

[76] قَوْله حَدثنَا إِسْمَاعِيل هُوَ بن أَبِي أُوَيْسٍ وَقَدْ ثَبَتَ ذَلِكَ فِي رِوَايَةِ كَرِيمَةَ قَوْلُهُ عَلَى حِمَارٍ هُوَ اسْمُ جِنْسٍ يَشْمَلُ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى كَقَوْلِكَ بَعِيرٌ وَقَدْ شَذَّ حِمَارَةٌ فِي الْأُنْثَى حَكَاهُ فِي الصِّحَاحِ وَأَتَانٌ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَشَذَّ كَسْرُهَا كَمَا حَكَاهُ الصَّغَانِيُّ هِيَ الْأُنْثَى مِنَ الْحَمِيرِ وَرُبَّمَا قَالُوا لِلْأُنْثَى أَتَانَةٌ حَكَاهُ يُونُسُ وَأَنْكَرَهُ غَيْرُهُ فَجَاءَ فِي الرِّوَايَةِ عَلَى اللُّغَةِ الْفُصْحَى وَحِمَارٌ أَتَانٌ بِالتَّنْوِينِ فِيهِمَا عَلَى النَّعْتِ أَوِ الْبَدَلِ وَرُوِيَ بِالْإِضَافَةِ وَذكر بن الْأَثِيرِ أَنَّ فَائِدَةَ التَّنْصِيصِ عَلَى كَوْنِهَا أُنْثَى لِلِاسْتِدْلَالِ بِطَرِيقِ الْأَوْلَى عَلَى أَنَّ الْأُنْثَى مِنْ بَنِي آدَمَ لَا تَقْطَعُ الصَّلَاةَ لِأَنَّهُنَّ أَشْرَفُ وَهُوَ قِيَاسٌ صَحِيحٌ مِنْ حَيْثُ النَّظَرِ إِلَّا أَنَّ الْخَبَرَ الصَّحِيحَ لَا يُدْفَعُ بِمِثْلِهِ كَمَا سَيَأْتِي الْبَحْثُ فِيهِ فِي الصَّلَاةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْلُهُ نَاهَزْتُ أَيْ قَارَبْتُ وَالْمُرَادُ بِالِاحْتِلَامِ الْبُلُوغُ الشَّرْعِيُّ قَوْلُهُ إِلَى غَيْرِ جِدَارٍ أَيْ إِلَى غَيْرِ سُتْرَةٍ قَالَهُ الشَّافِعِيُّ وَسِيَاقُ الْكَلَام يدل على ذَلِك لِأَن بن عَبَّاسٍ أَوْرَدَهُ فِي مَعْرِضِ الِاسْتِدْلَالِ عَلَى أَنَّ الْمُرُورَ بَيْنَ يَدَيِ الْمُصَلِّي لَا يَقْطَعُ صَلَاتَهُ وَيُؤَيِّدُهُ رِوَايَةُ الْبَزَّارِ بِلَفْظِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ لَيْسَ لِشَيْءٍ يَسْتُرُهُ قَوْلُهُ بَيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصَّفِّ هُوَ مَجَازٌ عَنِ الْأَمَامِ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ لِأَنَّ الصَّفَّ لَيْسَ لَهُ يَدٌ وَبَعْضُ الصَّفِّ يُحْتَمَلُ أَنْ يُرَادَ بِهِ صَفٌّ مِنَ الصُّفُوفِ أَوْ بَعْضٌ مِنْ أَحَدِ الصُّفُوفِ قَالَهُ الْكِرْمَانِيُّ قَوْلُهُ تَرْتَعُ بِمُثَنَّاتَيْنِ مَفْتُوحَتَيْنِ وَضَمِّ الْعَيْنِ أَيْ تَأْكُلُ مَا تَشَاءُ وَقِيلَ تُسْرِعُ فِي الْمَشْيِ وَجَاءَ أَيْضًا بِكَسْرِ الْعَيْنِ بِوَزْنِ يَفْتَعِلُ مِنَ الرَّعْيِ وَأَصْلُهُ تَرْتَعِي لَكِنْ حُذِفَتِ الْيَاءُ تَخْفِيفًا وَالْأَوَّلُ أَصْوَبُ وَيَدُلُّ عَلَيْهِ رِوَايَةُ الْمُصَنِّفِ فِي الْحَجِّ نَزَلْتُ عَنْهَا فَرَتَعَتْ قَوْلُهُ وَدَخَلْتُ

الصفحة 171