كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

نِسَائِهِ أَي يتتبعهن قَوْله فيقرها فِي أذن وليه قر الدَّجَاجَة أَي يثبتها وَالْمرَاد بقر الدَّجَاجَة صَوتهَا وَأما الرِّوَايَة الْأُخْرَى فيقرقرها قرقرة الدَّجَاجَة فَالْمَعْنى يُرَدِّدهَا ترديد صَوت الدَّجَاجَة ويروى الزجاجة بالزاي وَهُوَ كِنَايَة عَن استقرارها فِيهَا وَقَالَ بن الْأَعرَابِي يُقَال قررت الْكَلَام فِي الْأذن إِذا وضعت فمك عِنْد المخاطبة عِنْد الصماخ وَتقول قر الْخَبَر فِي الْأذن يقره قرا إِذا أودعهُ قَوْله فِي الْإِفْك يقره بِضَم أَوله وَالتَّشْدِيد أَي لَا يُنكره وَأما أقرّ بالشَّيْء فَمَعْنَاه صدق بِهِ قَوْله تقرصه بِالْمَاءِ بالصَّاد الْمُهْملَة أَي تمعكه بأطراف أصابعها قَوْله قرضه بِالْمُعْجَمَةِ أَي قطعه بالمقراض قَوْله تقرضهم قَالَ مُجَاهِد تتركهم وَقَالَ غَيره تعدل عَنْهُم وَهُوَ نَحوه وَقَوله الْقَرْض بِفَتْح الْقَاف هُوَ السّلف والقراض الْمُضَاربَة وَهُوَ أَن يَجْعَل لِلْعَامِلِ جُزْء من الرِّبْح قَوْله تلقى القرط أَي مَا تحلى بِهِ الْأذن قَوْله قِيرَاط من الْأجر أَي جُزْء من أَرْبَعَة وَعشْرين جزأ قَوْله على قراريط لأهل مَكَّة قيل هُوَ مَوضِع وَقيل جمع قِيرَاط وَبِه جزم سُوَيْد بن سعيد فِيمَا حَكَاهُ عَنهُ بن ماجة قَالَ مَعْنَاهُ كل شَاة بقيراط قَوْله مقروظ أَي مدبوغ بالقرظ وَهُوَ مَعْرُوف قَوْله أَقرع بَين نِسَائِهِ واقترعوا وَكَانَت قرعَة واقتسم الْمُهَاجِرُونَ قرعَة هِيَ رمي السِّهَام على الخطوط وَصفته أَن يكْتب الْأَسْمَاء فِي أَشْيَاء ويخرجها أَجْنَبِي فَمن خرج اسْمه اسْتحق قَوْله قرع نعَالهمْ أَي صَوت خفقها بِالْأَرْضِ قَوْله حَتَّى قرع الْعظم أَي ضرب فِيهِ قَوْله لنقرعن بهَا أَبَا هُرَيْرَة أَي لنرد عَنهُ والتقريع يُطلق على التوبيخ وَيحْتَمل أَن يكون من أقرعته إِذا قهرته بكلامك قَوْله من قراع الْكَتَائِب أَي قتال الجيوش وَأَصله وَقع السيوف قَوْله اقترفت ذَنبا أَي اكْتسبت وقارفت ذَنبا أَي خالطت وَمِنْه من لم يقارف اللَّيْلَة أَي يكْتَسب وَقيل المُرَاد هُنَا الْجِمَاع قَوْله القرفصى هُوَ الاحتباء بِالْيَدِ وَقيل هِيَ جلْسَة المستوفز قَوْله قرام لعَائِشَة أَي ستر وَهُوَ بِكَسْر الْقَاف قَوْله قرنى أَي أَصْحَابِي وَاخْتلف السّلف فِي تعْيين مُدَّة الْقرن فَقيل مائَة سنة وَهُوَ الْأَشْهر وَحكى الْحَرْبِيُّ الِاخْتِلَافَ فِيهِ مِنْ عَشَرَةٍ إِلَى مِائَةٍ وَعشْرين ثمَّ قَالَ عِنْدِي أَن الْقرن كل أمة هَلَكت فَلم يبْق مِنْهَا أحد قَوْله قرن الشَّيْطَان وَبَين قَرْني الشَّيْطَان قيل أمته وَقيل تسلطه وَقيل جانبا رَأسه وَأَنه حِينَئِذٍ يَتَحَرَّك وَيدل عَلَيْهِ قَوْله فَإِذا ارْتَفَعت فَارقهَا وَإِذا اسْتَوَت قارنها قَوْله فليطلع لنا قرنه أَي فليظهر لنا رَأسه وَهُوَ كِنَايَة عَن عدم الاختفاء بالْكلَام قَوْله يغْتَسل بَين القرنين أَي جَانِبي الْبِئْر وهما الدعامتان أَو الخشبتان اللَّتَان تمتد عَلَيْهِمَا الْخَشَبَة الَّتِي تعلق فِيهَا البكرة قَوْله بكبش أقرن الأقرن من الكباش الَّذِي لَهُ قرن وَمن النَّاس الَّذِي الْتَقت حاجباه قَوْله ثَلَاثَة قُرُون أَي ضفائر قَوْله قرن الثعالب وَقرن الْمنَازل ومهل أهل نجد قرن كلهَا بِسُكُون الرَّاء وَأَصله جبيل صَغِير مُنْفَرد مستطيل من الْجَبَل الْكَبِير ثمَّ سميت بِهِ أَمَاكِن مَخْصُوصَة قَوْله قرينتها فِي كتاب الله أَي نظيرتها وَمِنْه خُذ هَاتين القرينتين وَقَوله وقيضنا لَهُم قرناء قيل المُرَاد الشَّيَاطِين وَهُوَ جمع قرين وَمِنْه قَوْله فَهُوَ لَهُ قرين وَهُوَ الشَّيْطَان الَّذِي وكل بِهِ وَقَوله أَو جَاءَ مَعَه الْمَلَائِكَة مقترنين أَي يَمْشُونَ مَعًا قَوْله بئْسَمَا عودتم أَقْرَانكُم وَحَتَّى تقتل أقرانها هَذَا جمع قرن بِكَسْر الْقَاف وَهُوَ الَّذِي يناظره فِي بَطش أَو شدَّة وَكَذَا فِي الْعلم وَأما فِي السن فبالفتح وَالْقُرْآن فِي الْحَج جمعه مَعَ الْعمرَة وَيُقَال مِنْهُ قرن وَلَا يُقَال أقرن وَكَذَلِكَ قرَان التَّمْر وَهُوَ جمع التمرتين فِي لقْمَة وَوَقع فِي أَكثر الرِّوَايَات نهى عَن الإقران وَصَوَابه التَّمْر الْقرَان وَقَوله وَمَا كُنَّا لَهُ مُقرنين أَي مطيقين وَقيل ضَابِطِينَ يُقَالُ فُلَانٌ مُقْرِنٌ لِفُلَانٍ ضَابِطٌ لَهُ
وَلِلْكُشْمِيهَنِيِّ فَدَخَلْتُ بِالْفَاءِ قَوْلُهُ فَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ عَلَيَّ أَحَدٌ قِيلَ فِيهِ جَوَازُ تَقْدِيمِ الْمَصْلَحَةِ الرَّاجِحَةِ عَلَى الْمَفْسَدَةِ الْخَفِيفَةِ لِأَنَّ الْمُرُورَ مَفْسَدَةٌ خَفِيفَةٌ وَالدُّخُولُ فِي الصَّلَاةِ مَصْلَحَةٌ رَاجِحَةٌ وَاسْتَدَلَّ بن عَبَّاسٍ عَلَى الْجَوَازِ بِعَدَمِ الْإِنْكَارِ لِانْتِفَاءِ الْمَوَانِعِ إِذْ ذَاكَ وَلَا يُقَالُ مَنَعَ مِنَ الْإِنْكَارِ اشْتِغَالُهُمْ بِالصَّلَاةِ لِأَنَّهُ نَفَى الْإِنْكَارَ مُطْلَقًا فَتَنَاوَلَ مَا بَعْدَ الصَّلَاةِ وَأَيْضًا فَكَانَ الْإِنْكَارُ يُمْكِنُ بِالْإِشَارَةِ وَفِيهِ مَا تُرْجِمَ لَهُ أَنَّ التَّحَمُّلَ لَا يُشْتَرَطُ فِيهِ كَمَالُ الْأَهْلِيَّةِ وَإِنَّمَا يُشْتَرَطُ عِنْدَ الْأَدَاءِ وَيُلْحَقُ بِالصَّبِيِّ فِي ذَلِكَ الْعَبْدُ وَالْفَاسِق وَالْكَافِر وَقَامَت حِكَايَة بن عَبَّاسٍ لِفِعْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقْرِيرُهُ مَقَامُ حِكَايَةِ قَوْلِهِ إِذْ لَا فَرْقَ بَيْنَ الْأُمُورِ الثَّلَاثَةِ فِي شَرَائِطِ الْأَدَاءِ فَإِنْ قِيلَ التَّقْيِيدُ بِالصَّبِيِّ وَالصَّغِيرِ فِي التَّرْجَمَةِ لَا يُطَابق حَدِيث بن عَبَّاسٍ أَجَابَ الْكِرْمَانِيُّ بِأَنَّ الْمُرَادَ بِالصَّغِيرِ غَيْرُ الْبَالِغِ وَذِكْرَ الصَّبِيَّ مَعَهُ مِنْ بَابِ التَّوْضِيحِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ لَفْظُ الصَّغِيرِ يَتَعَلَّقُ بِقِصَّةِ مَحْمُودٍ وَلَفْظُ الصَّبِيِّ يَتَعَلَّقُ بِهِمَا مَعًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَسَيَأْتِي بَاقِي مَبَاحِثِ هَذَا الْحَدِيثِ فِي كِتَابِ الصَّلَاةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى

[77] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ هُوَ الْبِيكَنْدِيُّ كَمَا جَزَمَ بِهِ الْبَيْهَقِيُّ وَغَيْرُهُ وَأَمَّا الْفِرْيَابِيُّ فَلَيْسَتْ لَهُ رِوَايَةٌ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ وَكَانَ أَبُو مُسْهِرٍ شَيْخُ الشَّامِيِّينَ فِي زَمَانِهِ وَقَدْ لَقِيَهُ الْبُخَارِيُّ وَسَمِعَ مِنْهُ شَيْئًا يَسِيرًا وَحَدَّثَ عَنْهُ هُنَا بِوَاسِطَة وَذكر بن المرابط فِيمَا نَقله بن رَشِيدٍ عَنْهُ أَنَّ أَبَا مُسْهِرٍ تَفَرَّدَ بِرِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ وَلَيْسَ كَمَا قَالَ بن الْمُرَابِطِ فَإِنَّ النَّسَائِيَّ رَوَاهُ فِي السُّنَنِ الْكُبْرَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُصَفَّى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ وَأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الْمَدْخَلِ مِنْ رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ جَوْصَاءَ وَهُوَ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَلِيلِ وَأَبِي التَّقِيِّ وَهُوَ بِفَتْحِ الْمُثَنَّاةِ وَكَسْرِ الْقَافِ كِلَاهُمَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ فَهَؤُلَاءِ ثَلَاثَةٌ غَيْرُ أَبِي مُسْهِرٍ رَوَوْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ فَكَأَنَّهُ الْمُتَفَرِّدُ بِهِ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ وَهَذَا الْإِسْنَادُ إِلَى الزُّهْرِيِّ شَامِيُّونَ وَقَدْ دَخَلَهَا هُوَ وَشَيْخُهُ مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ سُرَاقَةَ بْنِ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ وَحَدِيثُهُ هَذَا طَرَفٌ مِنْ حَدِيثِهِ عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ الْآتِي فِي الصَّلَاةِ مِنْ رِوَايَةِ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ وَغَيْرِهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَفِي الرِّقَاقِ مِنْ طَرِيقِ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبرنِي مَحْمُود قَوْله عقلت هُوَ بِفَتْحِ الْقَافِ أَيْ حَفِظْتُ قَوْلُهُ مَجَّةٌ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَتَشْدِيدِ الْجِيمِ وَالْمَجُّ هُوَ إِرْسَالُ الْمَاءِ مِنَ الْفَمِ وَقِيلَ لَا يُسَمَّى مَجًّا إِلَّا إِنْ كَانَ عَلَى بُعْدٍ وَفَعَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ مَحْمُودٍ إِمَّا مُدَاعَبَةً مِنْهُ أَوْ لِيُبَارَكَ عَلَيْهِ بِهَا كَمَا كَانَ ذَلِكَ مِنْ شَأْنِهِ مَعَ أَوْلَادِ الصَّحَابَةِ قَوْلُهُ وَأَنا بن خَمْسِ سِنِينَ لَمْ أَرَ التَّقْيِيدَ بِالسِّنِّ عِنْدَ تَحَمُّلِهِ فِي شَيْءٍ مِنْ طُرُقِهِ لَا فِي الصَّحِيحَيْنِ وَلَا فِي غَيْرِهِمَا مِنَ الْجَوَامِعِ وَالْمَسَانِيدِ إِلَّا فِي طَرِيقِ الزُّبَيْدِيِّ هَذِهِ وَالزُّبَيْدِيُّ مِنْ كِبَارِ الْحُفَّاظِ الْمُتْقِنِينَ عَنِ الزُّهْرِيِّ حَتَّى قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ كَانَ الْأَوْزَاعِيُّ يُفَضِّلُهُ عَلَى جَمِيعِ مَنْ سَمِعَ مِنَ الزُّهْرِيِّ وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ لَيْسَ فِي حَدِيثِهِ خَطَأٌ وَقَدْ تَابَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ لَكِنَّ لَفْظَهُ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ وَالْخَطِيبِ فِي الْكِفَايَةِ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَمِرٍ وَهُوَ بِفَتْحِ النُّونِ وَكَسْرِ الْمِيمِ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَغَيْرِهِ قَالَ حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ وَتُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ بن خَمْسِ سِنِينَ فَأَفَادَتْ هَذِهِ الرِّوَايَةُ أَنَّ الْوَاقِعَةَ الَّتِي ضَبَطَهَا كَانَتْ فِي آخِرِ سَنَةٍ مِنْ حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ ذَكَرَ بن حِبَّانَ وَغَيْرُهُ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ

الصفحة 172