كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

! !
(

فصل ق ز)
قَوْله وَمَا نرى فِي السَّمَاء من قزعة أَي سَحَابَة والقزع فِي الأَصْل السَّحَاب المتفرق الرَّقِيق قَوْله نهى عَن القزع قَالَ عبد الله رَاوِيه هُوَ أَن يحلق رَأس الصَّبِي وَيتْرك لَهُ هَا هُنَا وَهَا هُنَا شعر وَهَا هُنَا يَعْنِي فِي جَوَانِب الرَّأْس وَأَصله من الَّذِي قبله فصل ق س قَوْله فرت من قسورة قيل هُوَ أصوات النَّاس واختلاطهم وَكُلُّ شَدِيدٍ قَسْوَرَةٌ وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ الْقَسْوَرَةُ الْأسد قَوْله القسى قَالَ أَبُو بردة عَن على هِيَ ثِيَاب مضلعة بالحرير فِيهَا أَمْثَال الأترج وَقَالَ غَيره كَانَت تعْمل بالقس من ديار مصر فنسبت إِلَيْهَا قَوْله الْقسْط الْهِنْدِيّ بِضَم الْقَاف نوع مِمَّا يتبخر بِهِ من الْعود قَوْله القسطاس قيل هُوَ الْعدْل بالرومية حَكَاهُ عَن مُجَاهِد وَقَالَ غَيره هُوَ أقوم الموازين وَلَيْسَ بعربى وَقيل الْقِسْطُ مَصْدَرُ الْمُقْسِطِ وَهُوَ الْعَادِلُ وَأَمَّا الْقَاسِطُ فَمَعْنَاه الجائر كَذَا فِي الأَصْل وَفِيه نظر ووجهوه بِتَأْوِيل وَقَوله يخْفض الْقسْط وَيَرْفَعهُ قيل المُرَاد الرزق وَقيل الْمِيزَان وَقيل النَّصِيب قَوْله أجر القسام هُوَ فعال من الْقسم بِفَتْح الْقَاف وَهُوَ تَمْيِيز النَّصِيب وَالِاسْم الْقسَامَة بِالضَّمِّ وَالتَّخْفِيف والقسامة بِالْفَتْح هِيَ الْأَيْمَان فِي الدِّمَاء قَوْله وَأَن تستقسموا بالأزلام ذكره فِي الْمَائِدَة وَهُوَ الضَّرْب بِالسِّهَامِ لإِخْرَاج مَا قسم الله لَهُم من أَمر قَوْله على المقتسمين أَي الَّذين حلفوا أَن لَا يتْركُوا الشّرك وَقَوله لَا أقسم أَي أقسم وَيقْرَأ لَا قسم وَقَوله تقاسموا أَي تحالفوا وقاسمهما أَي حلف لَهما وَقَوله لَو أقسم على الله لَأَبَره قيل لَو دَعَا لأجابه وَقيل على ظَاهره فصل ق ش قَوْله قشبني رِيحهَا أَي مَلأ خياشيمي والقشب الشم وَيُطلق على الْإِصَابَة بِكُل مَكْرُوه قَوْله تقشع السَّحَاب أَي تفرق قَوْله قشام بِضَم الْقَاف وَالتَّخْفِيف هُوَ أكال يَقع فِي التَّمْر وَقيل هُوَ أَن يتساقط وَهُوَ يسر قيل أَن يصير بلحا فصل ق ص قَوْله من قصب أَي من لُؤْلُؤ مجوف قَوْله يجر قصبه بِضَم الْقَاف وَسُكُون الصَّاد أَي أمعاءه وَسمي الجزار قصابا من التقصيب وَهُوَ التقطيع تَقول قصبت الشَّاة أَي قطعتها أَعْضَاء قَوْله قصد السَّبِيل أَي وَسطه وأعدله وَمِنْه عَلَيْكُم بِالْقَصْدِ أَي الاسْتقَامَة قَوْله قصرت الصَّلَاة أَي نقصت عَن الْإِتْمَام وَمِنْه تَقْصِير الصَّلَاة وَالتَّقْصِير فِي السّفر أَي جعل الرّبَاعِيّة اثْنَتَيْنِ وَالتَّقْصِير فِي النّسك قطع طرف بعض شعر الرَّأْس وَقَوله اقتصروا عَن قَوَاعِد إِبْرَاهِيم أَي نَقَصُوا يُقَال اقصر عَنهُ إِذا تَركه عَن قدره وَقصر عَنهُ إِذا تَركه عَن عجز وَيُقَال اقْتصر عَلَيْهِ إِذا لم يطْلب سواهُ وَقَوله قصرت الدعْوَة عَلَيْهِم أَي خصت بهم قَوْله قصرت بهم النَّفَقَة أَي ضَاقَتْ عَلَيْهِم وَقَوله فاقصر الْخطْبَة أَي قللها وَقَوله قَيْصر هُوَ لقب من يملك الرّوم قَوْله بشرر كالقصر قَالَ بن عَبَّاس يرفع الْخشب بقصر ثَلَاثَة أَذْرع أَي بِقدر ثَلَاثَة أَذْرع قَوْله قصر بني خلف هُوَ بِالْبَصْرَةِ وَالْمرَاد بهم أَوْلَاد طَلْحَة الطلحات قَوْله مقصورات فِي الْخيام أَي محبوسات قاصرات لَا يبغين غير أَزوَاجهنَّ قَوْله قصيه أَي اتبعي أَثَره وَمِنْه على آثارهما قصصا قَوْله قصها عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَي حَدثهُ بهَا تَامَّة وَقَوله لَا تسْجد لسجود الْقَاص أَي الْمُذكر الْوَاعِظ قَوْله قاصة فِي الدّين أَي حَاسبه وَمِنْه يتقاصون مظالم كَانَت بَينهم وَمِنْه الْقصاص لِأَنَّهُ يَأْخُذ مِنْهُ حَقه وَقيل من الْقطع لِأَن أَصله فِي الْجرْح يقطع كَمَا قطع قَوْله القصمة الْبَيْضَاء بِفَتْح الْقَاف كِنَايَة عَن النَّقَاء وَالْمرَاد بِهِ مَاء أَبيض يخرج آخر الْحيض عِنْد انْقِطَاعه كالخيط الْأَبْيَض وَقيل هُوَ خُرُوج مَا تحتشى بِهِ أَبيض كالقصة وَهِي
وَتِسْعين وَهُوَ بن أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً وَهُوَ مُطَابِقٌ لِهَذِهِ الرِّوَايَةِ وَذَكَرَ الْقَاضِي عِيَاضٌ فِي الْإِلْمَاعِ وَغَيْرِهِ أَنَّ فِي بعض الرِّوَايَات أَنه كَانَ بن أَرْبَعٍ وَلَمْ أَقِفْ عَلَى هَذَا صَرِيحًا فِي شَيْءٍ مِنَ الرِّوَايَاتِ بَعْدَ التَّتَبُّعِ التَّامِّ إِلَّا إِنْ كَانَ ذَلِكَ مَأْخُوذًا مِنْ قَوْلِ صَاحِبِ الِاسْتِيعَاب إِنَّه عقل المجة وَهُوَ بن أَرْبَعِ سِنِينَ أَوْ خَمْسٍ وَكَانَ الْحَامِلُ لَهُ عَلَى هَذَا التَّرَدُّدِ قَوْلُ الْوَاقِدِيِّ إِنَّهُ كَانَ بن ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ لَمَّا مَاتَ وَالْأَوَّلُ أَوْلَى بِالِاعْتِمَادِ لِصِحَّةِ إِسْنَادِهِ عَلَى أَنَّ قَوْلَ الْوَاقِدِيِّ يُمْكِنُ حَمْلُهُ إِنْ صَحَّ عَلَى أَنَّهُ أَلْغَى الْكَسْرَ وَجَبَرَهُ غَيْرُهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَإِذَا تَحَرَّرَ هَذَا فَقَدِ اعْتَرَضَ الْمُهَلَّبُ عَلَى الْبُخَارِيِّ لِكَوْنِهِ لَمْ يذكر هُنَا حَدِيث بن الزُّبَيْرِ فِي رُؤْيَتِهِ وَالِدَهُ يَوْمَ بَنِي قُرَيْظَةَ وَمُرَاجَعَتِهِ لَهُ فِي ذَلِكَ فَفِيهِ السَّمَاعُ مِنْهُ وَكَانَ سِنُّهُ إِذْ ذَاكَ ثَلَاثَ سِنِينَ أَوْ أَرْبَعًا فَهُوَ أَصْغَرُ مِنْ مَحْمُودٍ وَلَيْسَ فِي قِصَّةِ مَحْمُودٍ ضَبْطُهُ لِسَمَاعِ شَيْءٍ فَكَانَ ذِكْرُ حَدِيث بن الزبير أولى لهذين الْمَعْنيين وَأجَاب بن الْمُنِيرِ بِأَنَّ الْبُخَارِيَّ إِنَّمَا أَرَادَ نَقْلَ السُّنَنِ النَّبَوِيَّةِ لَا الْأَحْوَالِ الْوُجُودِيَّةِ وَمَحْمُودٌ نَقَلَ سُنَّةً مَقْصُودَةً فِي كَوْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجَّ مَجَّةً فِي وَجْهِهِ بَلْ فِي مُجَرَّدِ رُؤْيَتِهِ إِيَّاهُ فَائِدَةٌ شَرْعِيَّةٌ تُثْبِتُ كَوْنَهُ صحابيا وَأما قصَّة بن الزُّبَيْرِ فَلَيْسَ فِيهَا نَقْلُ سُنَّةٍ مِنَ السُّنَنِ النَّبَوِيَّةِ حَتَّى تَدْخُلَ فِي هَذَا الْبَابِ ثُمَّ أَنْشَدَ وَصَاحِبُ الْبَيْتِ أَدْرَى بِالَّذِي فِيهِ انْتَهَى وَهُوَ جَوَابٌ مُسَدَّدٌ وَتَكْمِلَتُهُ مَا قَدَّمْنَاهُ قَبْلُ أَنَّ الْمَقْصُودَ بِلَفْظِ السَّمَاعِ فِي التَّرْجَمَةِ هُوَ أَوْ مَا يُنَزَّلُ مَنْزِلَتَهُ مِنْ نَقْلِ الْفِعْلِ أَوِ التَّقْرِيرِ وَغَفَلَ الْبَدْرُ الزَّرْكَشِيُّ فَقَالَ يَحْتَاجُ الْمُهلب إِلَى ثُبُوت أَن قصَّة بن الزُّبَيْرِ صَحِيحَةٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ انْتَهَى وَالْبُخَارِيُّ قد أخرج قصَّة بن الزُّبَيْرِ الْمَذْكُورَةَ فِي مَنَاقِبِ الزُّبَيْرِ فِي الصَّحِيحِ فَالْإِيرَادُ مُوَجَّهٌ وَقَدْ حَصَلَ جَوَابُهُ وَالْعَجَبُ مِنْ مُتَكَلِّمٍ عَلَى كِتَابِ يَغْفُلُ عَمَّا وَقَعَ فِيهِ فِي الْمَوَاضِعِ الْوَاضِحَةِ وَيَعْتَرِضُهَا بِمَا يُؤَدِّي إِلَى نَفْيِ وُرُودِهَا فِيهِ قَوْلُهُ مِنْ دَلْوٍ زَادَ النَّسَائِيُّ مُعَلَّقٍ وَلِابْنِ حِبَّانَ مُعَلَّقَةٍ وَالدَّلْوُ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَلِلْمُصَنِّفِ فِي الرِّقَاقِ مِنْ رِوَايَةِ مَعْمَرٍ مِنْ دَلْوٍ كَانَتْ فِي دَارِهِمْ وَلَهُ فِي الطَّهَارَةِ وَالصَّلَاةِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ بِئْرٍ بَدَلَ دَلْوٍ وَيُجْمَعُ بَيْنَهُمَا بِأَنَّ الْمَاءَ أُخِذَ بِالدَّلْوِ مِنَ الْبِئْرِ وَتَنَاوَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الدَّلْوِ وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنَ الْفَوَائِدِ غَيْرِ مَا تَقَدَّمَ جَوَازُ إِحْضَارِ الصِّبْيَانِ مَجَالِسَ الْحَدِيثِ وَزِيَارَةُ الْإِمَامِ أَصْحَابَهُ فِي دُوِرِهِمْ وَمُدَاعَبَتُهُ صِبْيَانَهُمْ وَاسْتَدَلَّ بِهِ بَعْضُهُمْ عَلَى تَسْمِيعِ مَنْ يكون بن خَمْسٍ وَمَنْ كَانَ دُونَهَا يُكْتَبُ لَهُ حُضُورٌ وَلَيْسَ فِي الْحَدِيثِ وَلَا فِي تَبْوِيبِ الْبُخَارِيِّ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ بَلِ الَّذِي يَنْبَغِي فِي ذَلِكَ اعْتِبَارُ الْفَهْمِ فَمَنْ فَهِمَ الْخِطَابَ سَمِعَ وَإِن كَانَ دون بن خمس وَإِلَّا فَلَا وَقَالَ بن رَشِيدٍ الظَّاهِرُ أَنَّهُمْ أَرَادُوا بِتَحْدِيدِ الْخَمْسِ أَنَّهَا مَظِنَّةٌ لِذَلِكَ لَا أَنَّ بُلُوغَهَا شَرْطٌ لَا بُدَّ مِنْ تَحَقُّقِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَقَرِيبٌ مِنْهُ ضَبْطُ الْفُقَهَاءِ سِنَّ التَّمْيِيزِ بِسِتٍّ أَوْ سَبْعٍ وَالْمُرَجَّحُ أَنَّهَا مَظِنَّةٌ لَا تَحْدِيدٌ وَمِنْ أَقْوَى مَا يُتَمَسَّكُ بِهِ فِي أَنَّ الْمَرَدَّ فِي ذَلِكَ إِلَى الْفَهْمِ فَيَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْأَشْخَاصِ مَا أَوْرَدَهُ الْخَطِيبُ مِنْ طَرِيقِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ ذهبت بِابْني وَهُوَ بن ثَلَاث سِنِين إِلَى بن جُرَيْجٍ فَحَدَّثَهُ قَالَ أَبُو عَاصِمٍ وَلَا بَأْسَ بِتَعْلِيمِ الصَّبِيِّ الْحَدِيثَ وَالْقُرْآنَ وَهُوَ فِي هَذَا السِّنِّ يَعْنِي إِذَا كَانَ فَهِمًا وَقِصَّةُ أَبِي بكر بن الْمُقْرِئ الْحَافِظِ فِي تَسْمِيعِهِ لِابْنِ أَرْبَعٍ بَعْدَ أَنِ امتحنه بِحِفْظ سور من الْقُرْآن مَشْهُورَة

الصفحة 173