كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

نون مَكْسُورَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة سَاكِنة ثمَّ سين مُهْملَة قَوْله وَمَا قلى أَي أبْغض وَمِنْه وَإِن قُلُوبنَا لَتَقْلِيهِمْ أَي تبغضهم وَفِي رِوَايَة لَتَلْعَنهُمْ فصل ق م قَوْله أشْرب فأتقمح أَي أشْرب حتي أروى أَو زِيَادَة على ذَلِك والتقمح فِي الشّرْب كالزيادة فِي الشِّبَع من الْأكل وَرُوِيَ اتقنح بالنُّون قَالَ البُخَارِيّ بِالْمِيم أصح قَوْله تعال أقامرك الْقمَار مَعْرُوف وَهُوَ جعل شَيْء لمن يغلب مُطلقًا فِي أَي شَيْء كَانَ قَوْله القمطرير أَي الشَّديد يُقَال قمطرير وقماطر العبوس أَشد مَا يكون وَقَالَ الْأَزْهَرِي القمطرير المنقبض مَا بَين الْعَينَيْنِ قَوْله فينقمعن مِنْهُ أَي يتغيبن ويدخلن الْبَيْت قَوْله فِي القمقم أَي مَا يسخن فِيهِ المَاء من نُحَاس وَغَيره قَوْله الْقمل الحمنان الصغار قَوْله يقم الْبَيْت أَي يكنسه فصل ق ن قَوْله قنأ لَوْنهَا بِالْهَمْز أَي اشتدت حمرتها يُقَال أَحْمَر قانىء أَي شَدِيد الْحمرَة قَوْله قنت شهرا أَي دَعَا والقنوت يُطلق على الدُّعَاء وَالْقِيَام والخضوع والسكون وَالسُّكُوت وَالطَّاعَة وَالصَّلَاة والخشوع وَالْعِبَادَة وَطول الْقيام قَالَ بن الْأَنْبَارِي يحمل كل مَا يرد مِنْهَا فِي الحَدِيث على مَا يَقْتَضِيهِ سِيَاقه وَمِنْه وَقومُوا لله قَانِتِينَ وَقَالَ بن مَسْعُود القانت الْمُطِيع قَوْله أتقنح تقدم فِي أتقمح قَوْله قنطرة مَعْرُوفَة وَالْجمع قناطر وَإِثْبَات الْيَاء فِيهَا غلط فَذَاك جمع قِنْطَار وَاخْتلف النَّقْل فِي قدره فالأكثر أَنه مائَة رَطْل وَقيل الْجُمْلَة الْكَثِيرَة من المَال ملْء جلد ثَوْر من الذَّهَب وَقيل أَرْبَعَة آلَاف دِينَار وَرجحه ثَعْلَب وَقَالَ إِذا قَالُوا قناطير مقنطرة فَهِيَ اثْنَا عشر ألف دِينَار وَقيل هُوَ ألف وَمِائَتَا أُوقِيَّة وَقيل أَرْبَعُونَ أُوقِيَّة ذَهَبا وَقيل ألف وَمِائَتَا دِينَار وَقيل هُوَ مائَة من أَو مائَة مِثْقَال أَو مائَة دِرْهَم وَقيل سَبْعُونَ ألف دِينَار وَقيل ثَمَانُون ألف دِينَار وَلَعَلَّ هذَيْن الْأَخيرينِ فِي القناطير المقنطرة قَوْله يتقنع وتقنع بردائه أَي غطى رَأسه ومقنع بالحديد أَي مغطى رَأسه بِهِ قَوْله قنع بقوله أَي اكْتفى قَوْله مقنعي رؤوسهم أَي رافعي رؤوسهم أَي ينظرُونَ فِي ذل قَوْله القنو قَالَ هُوَ العذق والإثنان كالجمع قنوان مثل صنو وصنوان قَوْله اقتنى أَي اكْتسب شَيْئا فأبقاه عِنْده قَوْله وادى قناة هُوَ وَاد من أَوديَة الْمَدِينَة عَلَيْهِ حرث وَمَال فصل ق هـ قَوْله قهرمانه أَي الْقَائِم بأموره قَوْله الْقَهْقَرِي وَقَوله تقهقر هُوَ الرُّجُوع إِلَى خلف فصل ق وَقَوله قاب قوسين أَي قدر قوسين قَوْله أقاد بهَا الْخُلَفَاء وَقَوله إِمَّا أَن يُقَاد الْقود قتل الْقَاتِل بِمن قَتله وَأَصله أَنهم كَانُوا يدْفَعُونَ الْقَاتِل لوَلِيّ الْمَقْتُول فيقوده بِحَبل وَمِنْه يقيدني قَوْله يقودني أَي يجرني وَقَوله قد بِيَدِهِ أَمر بالقود قَوْله فاستقاد لأمر الله أَي أذعن قَوْله الْقَوَارِير قَالَ أَبُو قلَابَة يَعْنِي النِّسَاء شبههن لضعفهن بالزجاج قَوْله فقوض أَي أزيل قَوْله ففشت تِلْكَ الْمقَالة أَي الْمَقُول وَيحْتَمل أَن تكون الفعلة وَيحْتَمل أَن يكون بِمَعْنى القائلة أَي الْجَمَاعَة القائلة وَقد يُطلق القَوْل مَوضِع الْفِعْل وَمِنْه فِي قصَّة الْخضر فَقَالَ بِيَدِهِ فأقامه أَي أَشَارَ بِيَدِهِ وَقَوله فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا فِي الْوضُوء أَي نفضها وَقَوله الْبر تَقولُونَ بِهن أَي تظنون قَوْله تقاولت بِهِ الْأَنْصَار أَي تهاجوا وَقَوله تقاولنا أَي تشاتمنا وَقَوله تَقول بِالتَّشْدِيدِ أَي كذب قَوْله يؤم الْقَوْم هم الْجَمَاعَة من الرِّجَال على الصَّحِيح
(قَوْلُهُ بَابُ فَضْلِ مَنْ عَلِمَ وَعَلَّمَ)
الْأُولَى بِكَسْرِ اللَّامِ الْخَفِيفَةِ أَيْ صَارَ عَالِمًا وَالثَّانِيَةُ بِفَتْحِهَا وَتَشْدِيدِهَا

[79] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ هُوَ أَبُو كُرَيْبٍ مَشْهُورٌ بِكُنْيَتِهِ أَكْثَرُ مِنِ اسْمِهِ وَكَذَا شَيْخُهُ أَبُو أُسَامَةَ وَبُرَيْدٌ بِضَمِّ الْمُوَحدَة وَأَبُو بردة جده وَهُوَ بن أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ وَقَالَ فِي السِّيَاقِ عَنْ أَبِي مُوسَى وَلَمْ يَقُلْ عَنْ أَبِيهِ تَفَنُّنًا وَالْإِسْنَادُ كُلُّهُ كُوفِيُّونَ قَوْلُهُ مَثَلُ بِفَتْحِ الْمُثَلَّثَةِ وَالْمُرَادُ بِهِ الصِّفَةُ الْعَجِيبَةُ لَا الْقَوْلُ السَّائِرُ قَوْلُهُ الْهُدَى أَيِ الدَّلَالَةُ الْمُوَصِّلَةُ إِلَى الْمَطْلُوبِ وَالْعِلْمُ الْمُرَادُ بِهِ مَعْرِفَةُ الْأَدِلَّةِ الشَّرْعِيَّةِ قَوْلُهُ نَقِيَّةٌ كَذَا عِنْدَ الْبُخَارِيِّ فِي جَمِيعِ الرِّوَايَاتِ الَّتِي رَأَيْنَاهَا بِالنُّونِ مِنَ النَّقَاءِ وَهِيَ صِفَةٌ لِمَحْذُوفٍ لَكِنْ وَقَعَ عِنْدَ الْخَطَّابِيِّ وَالْحُمَيْدِيِّ وَفِي حَاشِيَةِ أَصْلِ أَبِي ذَرٍّ ثَغِبَةٌ بِمُثَلَّثَةٍ مَفْتُوحَةٍ وَغَيْنٍ مُعْجَمَةٍ مَكْسُورَةٍ بَعْدَهَا مُوَحَّدَةٌ خَفِيفَةٌ مَفْتُوحَةٌ قَالَ الْخَطَّابِيُّ هِيَ مُسْتَنْقَعُ الْمَاءِ فِي الْجِبَالِ وَالصُّخُورِ قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ هَذَا غَلَطٌ فِي الرِّوَايَةِ وَإِحَالَةٌ لِلْمَعْنَى لِأَنَّ هَذَا وَصْفُ الطَّائِفَةِ الْأُولَى الَّتِي تَنْبُتُ وَمَا ذَكَرَهُ يَصْلُحُ وَصْفًا لِلثَّانِيَةِ الَّتِي تُمْسِكُ الْمَاءَ قَالَ وَمَا ضَبَطْنَاهُ فِي الْبُخَارِيِّ مِنْ جَمِيعِ الطُّرُقِ إِلَّا نَقِيَّةٌ بِفَتْحِ النُّونِ وَكَسْرِ الْقَافِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ التَّحْتَانِيَّةِ وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ فِي مُسْلِمٍ طَائِفَةٌ طَيِّبَةٌ قُلْتُ وَهُوَ فِي جَمِيعِ مَا وَقَفْتُ عَلَيْهِ مِنَ الْمَسَانِيدِ وَالْمُسْتَخْرَجَاتِ كَمَا عِنْدَ مُسْلِمٍ وَفِي كِتَابِ الزَّرْكَشِيِّ وَرُوِيَ بُقْعَةٌ قُلْتُ هُوَ بِمَعْنَى طَائِفَةٍ لَكِنْ لَيْسَ ذَلِكَ فِي شَيْءٍ مِنْ رِوَايَات الصَّحِيحَيْنِ ثمَّ قَرَأت فِي شرح بن رَجَبٍ أَنَّ فِي رِوَايَةٍ بِالْمُوَحَّدَةِ بَدَلَ النُّونِ قَالَ وَالْمُرَادُ بِهَا الْقِطْعَةُ الطَّيِّبَةُ كَمَا يُقَالُ فُلَانٌ بَقِيَّةُ النَّاسِ وَمِنْهُ فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُون من قبلكُمْ أولو بقيه قَوْلُهُ قَبِلَتْ بِفَتْحِ الْقَافِ وَكَسْرِ الْمُوَحَّدَةِ مِنَ الْقَبُولِ كَذَا فِي مُعْظَمِ الرِّوَايَاتِ وَوَقَعَ عِنْدَ الْأَصِيلِيِّ قَيَّلَتْ بِالتَّحْتَانِيَّةِ الْمُشَدَّدَةِ وَهُوَ تَصْحِيفٌ كَمَا سَنَذْكُرُهُ بَعْدُ قَوْلُهُ الْكَلَأَ بِالْهَمْزَةِ بِلَا مَدٍّ قَوْلُهُ وَالْعُشْبَ هُوَ مِنْ ذِكْرِ الْخَاصِّ بَعْدَ الْعَامِّ لِأَنَّ الْكَلَأَ يُطْلَقُ عَلَى النَّبْتِ الرَّطْبِ وَالْيَابِسِ مَعًا وَالْعُشْبُ لِلرَّطْبِ فَقَطْ قَوْلُهُ إِخَاذَاتٌ كَذَا فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَالْخَاءِ وَالذَّالِ الْمُعْجَمَتَيْنِ وَآخِرُهُ مُثَنَّاةٌ مِنْ فَوْقُ قَبْلَهَا أَلِفٌ جَمْعُ إِخَاذَةٍ وَهِيَ الْأَرْضُ الَّتِي تُمْسِكُ الْمَاءَ وَفِي رِوَايَةِ غَيْرِ أَبِي ذَرٍّ وَكَذَا فِي مُسْلِمٍ وَغَيْرِهِ أَجَادِبُ بِالْجِيمِ وَالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ بَعْدَهَا مُوَحَّدَةٌ جَمْعُ جَدَبٍ بِفَتْحِ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَهِيَ الْأَرْضُ الصُّلْبَةُ الَّتِي لَا يَنْضُبُ مِنْهَا الْمَاءُ وَضَبَطَهُ الْمَازِرِيُّ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ وَوَهَّمَهُ الْقَاضِي وَرَوَاهَا الْإِسْمَاعِيلِيُّ عَنْ أَبِي يَعْلَى عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ أَحَارِبُ بِحَاءٍ وَرَاءٍ مُهْمَلَتَيْنِ قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ لَمْ يَضْبِطْهُ أَبُو يَعْلَى وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ لَيْسَتْ هَذِهِ الرِّوَايَةُ بِشَيْءٍ قَالَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ أَجَارِدُ بِجِيمٍ وَرَاءٍ ثُمَّ دَالٍ مُهْمَلَةٍ جَمْعُ جَرْدَاءَ وَهِيَ الْبَارِزَةُ الَّتِي لَا تُنْبِتُ قَالَ الْخَطَّابِيُّ هُوَ صَحِيحُ الْمَعْنَى إِنْ سَاعَدَتْهُ الرِّوَايَةُ وَأَغْرَبَ صَاحِبُ الْمَطَالِعِ فَجَعَلَ الْجَمِيعَ رِوَايَاتٍ وَلَيْسَ فِي الصَّحِيحَيْنِ سِوَى رِوَايَتَيْنِ فَقَطْ وَكَذَا جَزَمَ الْقَاضِي قَوْلُهُ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا أَيْ بِالْإِخَاذَاتِ وَلِلْأَصِيلِيِّ بِهِ أَيْ بِالْمَاءِ قَوْلُهُ وَزَرَعُوا كَذَا لَهُ بِزِيَادَةِ زَايٍ مِنَ الزَّرْعِ وَوَافَقَهُ أَبُو يَعْلَى وَيَعْقُوبُ بْنُ الْأَخْرَمِ وَغَيْرُهُمَا عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ وَلِمُسْلِمٍ وَالنَّسَائِيِّ وَغَيْرِهِمَا عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ وَرَعَوْا بِغَيْرِ زَايٍ مِنَ الرَّعْيِ قَالَ النَّوَوِيُّ كِلَاهُمَا صَحِيحٌ وَرَجَّحَ الْقَاضِي رِوَايَةَ مُسْلِمٍ بِلَا مُرَجِّحٍ لِأَنَّ رِوَايَةَ زَرَعُوا تَدُلُّ عَلَى مُبَاشَرَةِ الزَّرْعِ لِتُطَابِقَ فِي التَّمْثِيلِ مُبَاشَرَةَ طَلَبِ الْعِلْمِ وَإِنْ كَانَتْ رِوَايَةُ رَعَوْا مُطَابِقَةً لِقَوْلِهِ أَنْبَتَتْ لَكِنَّ الْمُرَادَ أَنَّهَا قَابِلَةٌ لِلْإِنْبَاتِ وَقِيلَ إِنَّهُ رُوِيَ وَوَعَوْا بِوَاوَيْنِ وَلَا أَصْلَ لِذَلِكَ وَقَالَ الْقَاضِي قَوْلُهُ وَرَعَوْا رَاجِعٌ لِلْأُولَى لِأَنَّ الثَّانِيَةَ لَمْ يَحْصُلْ مِنْهَا نَبَاتٌ انْتَهَى وَيُمْكِنُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الثَّانِيَةِ أَيْضًا بِمَعْنَى أَنَّ الْمَاءَ الَّذِي اسْتَقَرَّ بِهَا سُقِيَتْ مِنْهُ أَرْضٌ أُخْرَى فَأَنْبَتَتْ قَوْلُهُ فَأَصَابَ أَيِ الْمَاءُ وَلِلْأَصِيلِيِّ وَكَرِيمَةَ أَصَابَتْ أَيْ طَائِفَةٌ أُخْرَى وَوَقَعَ كَذَلِكَ صَرِيحًا عِنْدَ النَّسَائِيِّ وَالْمُرَادُ

الصفحة 176