كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)
(
فصل ق ي)
قَوْله القاحة بِمُهْملَة خَفِيفَة وَاد على ثَلَاث مراحل قبل السقيا قَوْله قيد شبر وَقيد سَوط أَي قدره قَوْله المقير هُوَ بِمَعْنى المزفت والمقير المطلي بالقار وَهُوَ القير قَوْله وقيضنا لَهُم قرناء أَي سلطنا أَو وكلنَا قَوْله فأجلسني فِي قاع وَقَوله قاعا يعلوه المَاء وَقَوله إِنَّمَا هِيَ قيعان وَقَوله بقاع قرقر القاع المستوى الصلب الْوَاسِع من الأَرْض قَوْله وَهُوَ قَائِل السقيا أَي نَازل للقائلة بالسقيا وَمِنْه وَلم يقل عِنْدِي وَمِنْه قائلة الضُّحَى وَالِاسْم المقيل قَوْله قيلت المَاء قيل القيل شرب وسط النَّهَار قَوْله أَنْت قيام السَّمَاوَات وَالْأَرْض بتَشْديد الْيَاء وَالْقِيَام والقيوم الْقَائِم بِالْأَمر وَكَذَلِكَ الْقيم وَيَوْم الْقِيَامَة سميت بذلك لقِيَام النَّاس فِيهَا وَإِقَامَة الصَّلَاة إِتْمَامهَا وَالْإِقَامَة فِي الصَّلَاة مَعْرُوفَة قَوْله لِقَيْنِهِم أَي الصَّائِغ وَقَوله قينه أَي جَارِيَة تغني وَقَوله تقين أَي تمشط وتزين وتجلي على زَوجهَا قَوْله ومتاعا للمقوين أَي السائرين فِي القي وَهُوَ القفر وَالْأَرْض الملساء وَالْأَرْض القفر الخالية وأقوت الدَّار خلت من أَهلهَا حرف الْكَاف
(
فصل ك ا)
قَوْله كآبه أَي حزن فصل ك ب قَوْله كَبه الله أَي أَلْقَاهُ يُقَال فِي اللَّازِم أكب وَفِي المتعدى كب تَقول أكب عَلَيْهِ وَمِنْه أكببنا على الْغَنَائِم وَقد تكلم عَلَيْهِ المُصَنّف قَوْله كبت الْكَافِر أَي صرعه أَو خيبه أَو أذله أَو آخزاه وَمِنْه كبتوا أَي أخزوا قَوْله الكباث بِفتْحَتَيْنِ مخففا هُوَ ثَمَر الْأَرَاك وَقيل ورقه وَغلط قَائِله قَوْله وَنحن ننقل التُّرَاب على أكبادنا كَذَا فِي غَزْوَة الخَنْدَق بِغَيْر خلاف وَهُوَ اسْتِعَارَة ويروي فِي غير هَذَا الْموضع بِالتَّاءِ الفوقانية والكتد مجمع الْعُنُق والصلب وَيُؤَيِّدهُ رِوَايَة مُسلم أكتافنا قَوْله فِي كبد أَي فِي شدَّة خلق وَقيل الَّذِي يكابد أُمُوره وَقيل خلق منتصبا غير منحن قَوْله فِي حفر الخَنْدَق فعرضت لنا كبدة بِكَسْر الْمُوَحدَة فِي رِوَايَة الْقَابِسِيّ والأصيلي وَغَيرهمَا أَي قِطْعَة من الأَرْض يشق حفرهَا لصلابتها ويروي بالنُّون يَعْنِي مَكْسُورَة وبالمثناة الْفَوْقِيَّة قَالَ القَاضِي وَلَا أعرف مَعْنَاهُمَا وبالياء التَّحْتَانِيَّة وبتقديم الدَّال عَلَيْهَا أَيْضا قَوْله كبد الْحُوت هُوَ الْعُضْو الْمَعْرُوف من كل حَيَوَان قَوْله الله أكبر قيل مَعْنَاهُ الْكَبِير وَقيل أكبر من كل شَيْء فَحذف لوضوح المعني قَوْله وَاشْتَدَّ وَعظم ذَلِك وَكبره بِضَم الْكَاف وبكسرها أَيْضا وَمِنْه وَالَّذِي تولي كبره أَي معظمه وَقيل المُرَاد الْإِثْم الْكَبِير من الْكَبِيرَة كالخطء من الْخَطِيئَة قَوْله كبر كبر أَي قدم الْكَبِير السن وَقَالَ يحيى الْقطَّان أَي ليلِي الْكَلَام الْأَكْبَر وَفِي رِوَايَة الْكبر الْكبر أَي قدم السن وَفِي رِوَايَة كبر الْكبر أَي قدم الْأَكْبَر قَوْله على سَاعَتِي هَذِه من الْكبر أَي على حالتي من زِيَادَة السن قَوْله وَتَكون لَكمَا الْكِبْرِيَاء أَي الْملك لِأَنَّهُ يلْزم مِنْهُ العظمة فصل ك ت قَوْله أهل الْكتاب أَي الْمنزل على أحد النَّبِيين مُوسَى أَو عِيسَى قَوْله كتاب مَعْلُوم أَي أجل وَكتاب الله الْقُرْآن وَقد يُطلق على مَا أوجبه كَقَوْلِه لأقضين بَيْنكُمَا بِكِتَاب الله وَمِنْه وكتبنا عَلَيْهِم وَكتب عَلَيْكُم الْقِتَال قَوْله كتائب وكتيبة هِيَ الجيوش المجتمعة الَّتِي لَا تَنْتَشِر قَوْله الْمَكْتُوبَة أَي الْمَفْرُوضَة قَوْله لأقضين بَيْنكُمَا بِكِتَاب الله أَي بِحكمِهِ وَكَذَا كتاب الله الْقصاص وأقم على كتاب الله وَكتاب الله أَحَق قَوْله
بِالطَّائِفَةِ الْقِطْعَةُ قَوْلُهُ قِيعَانٌ بِكَسْرِ الْقَافِ جَمْعُ قَاعٍ وَهُوَ الْأَرْضُ الْمُسْتَوِيَةُ الْمَلْسَاءُ الَّتِي لَا تُنْبِتُ قَوْلُهُ فَقُهَ بِضَمِّ الْقَافِ أَيْ صَارَ فَقِيها وَقَالَ بن التِّينِ رُوِّينَاهُ بِكَسْرِهَا وَالضَّمُّ أَشْبَهُ قَالَ الْقُرْطُبِيُّ وَغَيْرُهُ ضَرَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَا جَاءَ بِهِ مِنَ الدِّينِ مَثَلًا بِالْغَيْثِ الْعَام الَّذِي يَأْتِي النَّاس فِي حَال حَاجتهم إِلَيْهِ وَكَذَا كَانَ حَال النَّاسُ قَبْلَ مَبْعَثِهِ فَكَمَا أَنَّ الْغَيْثَ يُحْيِي الْبَلَدَ الْمَيِّتَ فَكَذَا عُلُومُ الدِّينِ تُحْيِي الْقَلْبَ الْمَيِّتَ ثُمَّ شَبَّهَ السَّامِعِينَ لَهُ بِالْأَرْضِ الْمُخْتَلِفَةِ الَّتِي يَنْزِلُ بِهَا الْغَيْثُ فَمِنْهُمُ الْعَالِمُ الْعَامِلُ الْمُعَلِّمُ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْأَرْضِ الطَّيِّبَةِ شَرِبَتْ فَانْتَفَعَتْ فِي نَفْسِهَا وَأَنْبَتَتْ فَنَفَعَتْ غَيْرَهَا وَمِنْهُمُ الْجَامِعُ لِلْعِلْمِ الْمُسْتَغْرِقِ لِزَمَانِهِ فِيهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ بِنَوَافِلِهِ أَوْ لَمْ يَتَفَقَّهْ فِيمَا جَمَعَ لَكِنَّهُ أَدَّاهُ لِغَيْرِهِ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْأَرْضِ الَّتِي يَسْتَقِرُّ فِيهَا الْمَاءُ فَيَنْتَفِعُ النَّاسُ بِهِ وَهُوَ الْمُشَارُ إِلَيْهِ بِقَوْلِهِ نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَأَدَّاهَا كَمَا سَمِعَهَا وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْمَعُ الْعِلْمَ فَلَا يَحْفَظُهُ وَلَا يَعْمَلُ بِهِ وَلَا يَنْقُلُهُ لِغَيْرِهِ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْأَرْضِ السَّبْخَةِ أَوِ الْمَلْسَاءِ الَّتِي لَا تَقْبَلُ الْمَاءَ أَوْ تُفْسِدُهُ على غَيرهَا وَإِنَّمَا جمع فِي الْمَثَلَ بَيْنَ الطَّائِفَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ الْمَحْمُودَتَيْنِ لِاشْتِرَاكِهِمَا فِي الِانْتِفَاعِ بِهِمَا وَأَفْرَدَ الطَّائِفَةَ الثَّالِثَةَ الْمَذْمُومَةَ لِعَدَمِ النَّفْعِ بِهَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ ثُمَّ ظَهَرَ لِي أَنَّ فِي كُلِّ مَثَلٍ طَائِفَتَيْنِ فَالْأَوَّلُ قَدْ أَوْضَحْنَاهُ وَالثَّانِي الْأُولَى مِنْهُ مَنْ دَخَلَ فِي الدِّينِ وَلَمْ يَسْمَعِ الْعِلْمَ أَوْ سَمِعَهُ فَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ وَلَمْ يُعَلِّمْهُ وَمِثَالُهَا مِنَ الْأَرْضِ السِّبَاخُ وَأُشِيرَ إِلَيْهَا بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا أَيْ اعْرِض عَنهُ فَلم ينْتَفع بِهِ وَلَا نَفَعَ وَالثَّانِيَةُ مِنْهُ مَنْ لَمْ يَدْخُلْ فِي الدِّينِ أَصْلًا بَلْ بَلَغَهُ فَكَفَرَ بِهِ وَمِثَالُهَا مِنَ الْأَرْضِ الصَّمَّاءِ الْمَلْسَاءِ الْمُسْتَوِيَةِ الَّتِي يَمُرُّ عَلَيْهَا الْمَاءُ فَلَا يَنْتَفِعُ بِهِ وَأُشِيرَ إِلَيْهَا بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي جِئْتُ بِهِ وَقَالَ الطِّيبِيُّ بَقِيَ مِنْ أَقْسَامِ النَّاسِ قِسْمَانِ أَحَدُهُمَا الَّذِي انْتَفَعَ بِالْعِلْمِ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُعَلِّمْهُ غَيْرَهُ وَالثَّانِي مَنْ لَمْ يَنْتَفِعْ بِهِ فِي نَفْسِهِ وَعَلَّمَهُ غَيْرَهُ قُلْتُ وَالْأَوَّلُ دَاخِلٌ فِي الْأَوَّلِ لِأَنَّ النَّفْعَ حَصَلَ فِي الْجُمْلَةِ وَإِنْ تَفَاوَتَتْ مَرَاتِبُهُ وَكَذَلِكَ مَا تُنْبِتُهُ الْأَرْضُ فَمِنْهُ مَا يَنْتَفِعُ النَّاسُ بِهِ وَمِنْهُ مَا يَصِيرُ هَشِيمًا وَأَمَّا الثَّانِي فَإِنْ كَانَ عَمِلَ الْفَرَائِضَ وَأَهْمَلَ النَّوَافِلَ فَقَدْ دَخَلَ فِي الثَّانِي كَمَا قَرَّرْنَاهُ وَإِنْ تَرَكَ الْفَرَائِضَ أَيْضًا فَهُوَ فَاسِقٌ لَا يَجُوزُ الْأَخْذُ عَنْهُ وَلَعَلَّهُ يَدْخُلُ فِي عُمُومِ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَوْلُهُ قَالَ إِسْحَاقُ وَكَانَ مِنْهَا طَائِفَةٌ قَيَّلَتْ أَيْ بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ التَّحْتَانِيَّةِ أَيْ إِنَّ إِسْحَاق وَهُوَ بن رَاهْوَيْهِ حَيْثُ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ خَالَفَ فِي هَذَا الْحَرْفِ قَالَ الْأَصِيلِيُّ هُوَ تَصْحِيفٌ مِنْ إِسْحَاقَ وَقَالَ غَيْرُهُ بَلْ هُوَ صَوَابٌ وَمَعْنَاهُ شَرِبَتْ وَالْقَيْلُ شُرْبُ نِصْفِ النَّهَارِ يُقَالُ قَيَّلَتِ الْإِبِلُ أَيْ شَرِبَتْ فِي الْقَائِلَةِ وَتَعَقَّبَهُ الْقُرْطُبِيُّ بِأَنَّ الْمَقْصُودَ لَا يَخْتَصُّ بِشُرْبِ الْقَائِلَةِ وَأُجِيبَ بِأَنَّ كَوْنَ هَذَا أَصْلُهُ لَا يَمْنَعُ اسْتِعْمَالَهُ عَلَى الْإِطْلَاقِ تَجَوُّزًا وَقَالَ بن دُرَيْدٍ قَيَّلَ الْمَاءُ فِي الْمَكَانِ الْمُنْخَفِضِ إِذَا اجْتَمَعَ فِيهِ وَتَعَقَّبَهُ الْقُرْطُبِيُّ أَيْضًا بِأَنَّهُ يُفْسِدُ التَّمْثِيلَ لِأَنَّ اجْتِمَاعَ الْمَاءِ إِنَّمَا هُوَ مِثَالُ الطَّائِفَةِ الثَّانِيَةِ وَالْكَلَامُ هُنَا إِنَّمَا هُوَ فِي الْأُولَى الَّتِي شَرِبَتْ وَأَنْبَتَتْ قَالَ وَالْأَظْهَرُ أَنَّهُ تَصْحِيفٌ قَوْلُهُ قَاعٌ يَعْلُوهُ الْمَاءُ وَالصَّفْصَفُ الْمُسْتَوِي مِنَ الْأَرْضِ هَذَا ثَابِتٌ عِنْدَ الْمُسْتَمْلِي وَأَرَادَ بِهِ أَنَّ قِيعَانَ الْمَذْكُورَةَ فِي الْحَدِيثِ جَمْعُ قَاعٍ وَأَنَّهَا الْأَرْضُ الَّتِي يَعْلُوهَا الْمَاءُ وَلَا يَسْتَقِرُّ فِيهَا وَإِنَّمَا ذَكَرَ الصَّفْصَفَ مَعَهُ جَرْيًا عَلَى عَادَتِهِ فِي الِاعْتِنَاءِ بِتَفْسِيرِ مَا يَقَعُ فِي الْحَدِيثِ مِنَ الْأَلْفَاظِ الْوَاقِعَةِ فِي الْقُرْآنِ وَقَدْ يَسْتَطْرِدُ وَوَقَعَ فِي بَعْضِ النُّسَخِ الْمُصْطَفُّ بَدَلَ الصَّفْصَفِ وَهُوَ تَصْحِيفٌ تَنْبِيهٌ وَقَعَ فِي رِوَايَة كَرِيمَة وَقَالَ بن إِسْحَاقَ وَكَانَ شَيْخُنَا الْعِرَاقِيُّ يُرَجِّحُهَا وَلَمْ أَسْمَعْ ذَلِكَ مِنْهُ وَقَدْ وَقَعَ فِي نُسْخَةِ الصَّغَانِيِّ وَقَالَ إِسْحَاقُ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ وَهَذَا يُرَجِّحُ الأول
الصفحة 177
500