كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

الْمُكَاتبَة وكاتبوهم وَكَاتب يَا سلمَان أَصله أَن السَّيِّد يعْتق عَبدة على مَال مَعْلُوم يُؤَدِّيه إِلَيْهِ مقطعا فَيكْتب بذلك بَينهمَا كتاب قَوْله عَليّ أكتادنا جمع كتد وَهُوَ جمع الْعُنُق والصلب وَقد تقدم قَوْله ائتونى بكتف أَي جلد كتف الشَّاة ليكتب فِيهِ قَوْله فِي مكتل هُوَ الزنبيل والقفة قَالَ بن وهب المكتل يسع من خَمْسَة عشرَة صَاعا إِلَى عشْرين قَوْله بِالْحِنَّاءِ والكتم هُوَ نَبَات يصْبغ بِهِ الشّعْر يقرب لَونه من الدهمة فصل ك ث قَوْله عِنْده كثيب أَي قطعه من الرمل مستطيلة تشبه الربوة من التُّرَاب وَالْجمع كثب بِضَم الْمُثَلَّثَة قَوْله إِن أكثبوكم أَي قاربوكم قَوْله فَحلبَ كثبة بِالضَّمِّ وَسُكُون الْمُثَلَّثَة أَي قَلِيلا مِنْهُ جمعه قَوْله من كثب بِفتْحَتَيْنِ أَي من قرب قَوْله كث اللِّحْيَة أَي فِيهَا كَثَافَة واستدارة وَلَيْسَت طَوِيلَة قَوْله الْكَوْثَر هُوَ نهر صَغِير فِي الْجنَّة وَقيل الْقُرْآن وَقيل النُّبُوَّة وَقيل فوعل من الْكَثْرَة وَمَعْنَاهُ الْخَيْر الْكثير قَوْله من سَأَلَ تكثرا أَي ليجمع الْكثير بِلَا حَاجَة وَمِنْه وَمن ادّعى دَعْوَى ليتكثر بهَا فصل ك ح قَوْله على الأكحل قَالَ الْخَلِيل هُوَ عرق الْحَيَاة وَقَالَ أَبُو حَاتِم هُوَ فِي الْيَد وَقيل فِي كل عُضْو مِنْهُ شُعْبَة فصل ك خَ قَوْله كخ كخ كلمة زجر للصَّبِيّ عَمَّا يُرِيد فعله يُقَال بِفَتْح الْكَاف وَكسرهَا وَسُكُون الخاءين وكسرهما وبالتنوين مَعَ الْكسر وَبِغير التَّنْوِين قيل هِيَ كلمة أَعْجَمِيَّة عربتها الْعَرَب فصل ك د قَوْله كداء بِالْمدِّ مَفْتُوح الْكَاف وكدى بِالْقصرِ مضموم الْكَاف جبلان وَقرب مَكَّة الْأَعْلَى الْمَمْدُود والأسفل الْمَقْصُور وَيُقَال فِي الْمَقْصُور بِصِيغَة التصغير وَالأَصَح أَن الَّذِي بِصِيغَة التصغير مَوضِع آخر من جِهَة الْيمن قَوْله يكدحون أَي يكتسبون قَوْله لَيْسَ من كدك أَي تعبك قَوْله الكديد بِفَتْح الْكَاف هُوَ مَا بَين عسفان وقديد على اثْنَيْنِ وَأَرْبَعين ميلًا من مَكَّة قَوْله انكدرت أَي انتشرت قَوْله الكدرة بِالضَّمِّ لون يقرب من السوَاد قَوْله مكدوس بِالْمُهْمَلَةِ أَي مطروح قَوْله يكدم الأَرْض أَي يعضها قَوْله أكدي أَي قطع عطاءه قَوْله كدية أَي قِطْعَة غَلِيظَة فصل ك ذ قَوْله فَإِن كَذبَنِي بِالتَّخْفِيفِ أَي أَخْبرنِي بِالْكَذِبِ قَوْله أَن أكون مُكَذبا بِالْفَتْح أَي يكذبنِي النَّاس ويروي بِالْكَسْرِ أَي يكذب قولي عَمَلي وَقد يُطلق الْكَذِب على الْخَطَأ قَوْله فكذاك وكذاك حتي أهل مَكَّة من مَكَّة الْإِشَارَة إِلَيّ من يسكن بَين الْمِيقَات وَالْحرم فصل ك ر قَوْله وأكرب أَبَاهُ أَي غمه وَمِنْه فكرب لذَلِك قَوْله فكر النَّاس عَنهُ أَي رجعُوا قَوْله اية الْكُرْسِيّ أَي اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَيّ قَوْله العلى الْعَظِيم قَوْله الكرسف أَي الْقطن قَوْله كرشى بِكَسْر الرَّاء وبالشين الْمُعْجَمَة أَي جماعتي وَمَوْضِع ثقتي وَيُطلق الكرش على الْجَمَاعَة من النَّاس قَوْله كرعنا أَي شربنا بأفواهنا قَوْله لَو دعيت إِلَى كرَاع قيل المُرَاد اسْم مَكَان وَهُوَ كل أنف سَائل من جبل أَو حرَّة وَقيل المُرَاد الْعُضْو وَالْجمع أكارع وَهُوَ لذوات الظلْف خَاصَّة قَوْله الدَّوَابّ والكراع وَقَوله هلك الكراع هُوَ اسْم لجَمِيع الْخَيل قَوْله تكركر حبات من شعير أَي تطحنها قَوْله يُقَاتلُون خوزا وكرمان
(قَوْلُهُ بَابُ رَفْعِ الْعِلْمِ)
مَقْصُودُ الْبَابِ الْحَثُّ عَلَى تَعَلُّمِ الْعِلْمِ فَإِنَّهُ لَا يُرْفَعُ إِلَّا بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ كَمَا سَيَأْتِي صَرِيحًا وَمَا دَامَ مَنْ يَتَعَلَّمُ الْعِلْمَ مَوْجُودًا لَا يَحْصُلُ الرَّفْعُ وَقَدْ تَبَيَّنَ فِي حَدِيثِ الْبَابِ أَنَّ رَفْعَهُ مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ قَوْلُهُ وَقَالَ رَبِيعَةُ هُوَ بن أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفَقِيهُ الْمَدَنِيُّ الْمَعْرُوفُ بِرَبِيعَةَ الرَّأْيِ بِإِسْكَانِ الْهَمْزَةِ قِيلَ لَهُ ذَلِكَ لِكَثْرَةِ اشْتِغَالِهِ بِالِاجْتِهَادِ وَمُرَادُ رَبِيعَةَ أَنَّ مَنْ كَانَ فِيهِ فَهْمٌ وَقَابِلِيَّةٌ لِلْعِلْمِ لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُهْمِلَ نَفْسَهُ فَيَتْرُكَ الِاشْتِغَالَ لِئَلَّا يُؤَدِّيَ ذَلِكَ إِلَى رَفْعِ الْعِلْمِ أَوْ مُرَادُهُ الْحَثُّ عَلَى نَشْرِ الْعِلْمِ فِي أَهْلِهِ لِئَلَّا يَمُوتَ الْعَالِمُ قَبْلَ ذَلِكَ فَيُؤَدِّيَ إِلَى رَفْعِ الْعِلْمِ أَوْ مُرَادُهُ أَنْ يُشْهِرَ الْعَالِمُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّى لِلْأَخْذِ عَنْهُ لِئَلَّا يَضِيعَ عِلْمُهُ وَقِيلَ مُرَادُهُ تَعْظِيمُ الْعِلْمِ وَتَوْقِيرُهُ فَلَا يُهِينُ نَفْسَهُ بِأَنْ يَجْعَلَهُ عَرَضًا لِلدُّنْيَا وَهَذَا مَعْنًى حَسَنٌ لَكِنَّ اللَّائِقَ بِتَبْوِيبِ الْمُصَنِّفِ مَا تَقَدَّمَ وَقَدْ وَصَلَ أَثَرَ رَبِيعَةَ الْمَذْكُورَ الْخَطِيبُ فِي الْجَامِعِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْمَدْخَلِ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْأُوَيْسِيِّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ رَبِيعَةَ

[80] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ فِي بَعْضِهَا عِمْرَانُ غَيْرُ مَذْكُورِ الْأَبِ وَقَدْ عُرِفَ مِنَ الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى أَنَّهُ بن مَيْسَرَةَ وَقَدْ خَرَّجَهُ النَّسَائِيُّ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى الْقَزَّازِ وَلَيْسَ هُوَ شَيْخُ الْبُخَارِيِّ فِيهِ قَوْله عبد الْوَارِث هُوَ بن سَعِيدٍ عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ بِمُثَنَّاةٍ مَفْتُوحَةٍ فَوْقَانِيَّةٍ بَعْدَهَا تَحْتَانِيَّةٌ ثَقِيلَةٌ وَآخِرُهُ حَاءٌ مُهْمَلَةٌ كَمَا تَقَدَّمَ قَوْلُهُ عَنْ أَنَسٍ زَادَ الْأَصِيلِيُّ وَأَبُو ذَر بن مَالِكٍ وَلِلنَّسَائِيِّ حَدَّثَنَا أَنَسٌ وَرِجَالُ هَذَا الْإِسْنَادِ كُلُّهُمْ بَصْرِيُّونَ وَكَذَا الَّذِي بَعْدَهُ قَوْلُهُ أَشْرَاطُ السَّاعَةِ أَيْ عَلَامَاتُهَا كَمَا تَقَدَّمَ فِي الْإِيمَانِ وَتَقَدَّمَ أَنَّ مِنْهَا مَا يَكُونُ مِنْ قَبِيلِ الْمُعْتَادِ وَمِنْهَا مَا يَكُونُ خَارِقًا لِلْعَادَةِ قَوْلُهُ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ هُوَ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ لِأَنَّهُ اسْمُ إِنَّ وَسَقَطَتْ إِنَّ مِنْ رِوَايَةِ النَّسَائِيِّ حَيْثُ أَخْرَجَهُ عَنْ عِمْرَانَ شَيْخِ الْبُخَارِيِّ فِيهِ فَعَلَى رِوَايَتِهِ يَكُونُ مَرْفُوعَ الْمَحَلِّ وَالْمُرَادُ بِرَفْعِهِ مَوْتُ حَمَلَتِهِ كَمَا تَقَدَّمَ قَوْلُهُ وَيَثْبُتُ هُوَ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَسُكُونِ الْمُثَلَّثَةِ وَضَمِّ الْمُوَحَّدَةِ وَفَتْحِ الْمُثَنَّاةِ وَفِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ وَيُبَثُّ بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ بَعْدَهَا مُثَلَّثَةٌ أَيْ يَنْتَشِرُ وَغَفَلَ الْكِرْمَانِيُّ فَعَزَاهَا لِلْبُخَارِيِّ وَإِنَّمَا حَكَاهَا النَّوَوِيُّ فِي الشَّرْحِ لِمُسْلِمٍ قَالَ الْكِرْمَانِيُّ وَفِي رِوَايَةِ وَيَنْبُتُ بِالنُّونِ بَدَلَ الْمُثَلَّثَةِ مِنَ النَّبَاتِ وَحَكَى بن رَجَبٍ عَنْ بَعْضِهِمْ وَيَنُثُّ بِنُونٍ وَمُثَلَّثَةٍ مِنَ النَّثِّ وَهُوَ الْإِشَاعَةُ قُلْتُ وَلَيْسَتْ هَذِهِ فِي شَيْءٍ مِنَ الصَّحِيحَيْنِ قَوْلُهُ وَيُشْرَبُ الْخَمْرُ هُوَ بِضَمِّ الْمُثَنَّاةِ أَوَّلَهُ وَفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ عَلَى الْعَطْفِ وَالْمُرَادُ كَثْرَةُ ذَلِكَ وَاشْتِهَارُهُ وَعِنْدَ الْمُصَنِّفِ فِي النِّكَاحِ مِنْ طَرِيقِ هِشَامٍ عَنْ قَتَادَةَ وَيَكْثُرُ شُرْبُ الْخَمْرِ فَالْعَلَامَةُ مَجْمُوعُ مَا ذُكِرَ قَوْلُهُ وَيظْهر الزِّنَى أَيْ يَفْشُو كَمَا فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ

الصفحة 178