كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

وتكرر قَوْله بَين أكنافكم أَي جوانبكم قَوْله فَيَضَع عَلَيْهِ كنفه بِفَتْح أَوله أَي يستره فَلَا يَفْضَحهُ قَوْله الكنيف بِفَتْح أَوله هُوَ الْخَلَاء قَوْله كِنَانَته أَي مَا يضع فِيهَا سهامه سميت بذلك لِأَنَّهَا تكنها أَي تحفظها وَمِنْه قَول عمر أكن النَّاس من الْمَطَر أَي أصنع لَهُم كُنَّا قَالَ المُصَنّف اكنة وأحدها كنان وأكنان وأحدها كن مثل حمل وأحمال يُقَال كننت الشَّيْء أخفيته قَوْله يتَعَاهَد كنته بِفَتْح أَوله أَي امْرَأَة ابْنه أَو امْرَأَة أَخِيه فصل ك هـ قَوْله الْكَهْف قَالَ مُجَاهِد الْجَبَل قَوْله وكهلا قَالَ مُجَاهِد هُوَ الْحَلِيم وَقَالَ غَيره هُوَ الَّذِي بَين الرجولية والشيخوخة قَوْله على كَاهِله أَي مَا بَين كَتفيهِ وَقيل مقدم أَعلَى الظّهْر وَهُوَ الثُّلُث الْأَعْلَى فِيهِ قَوْله الْكُهَّان جمع كَاهِن وَهُوَ الَّذِي يتعاطى الْأَخْبَار عَن الكائنات فِي مُسْتَقْبل الزَّمَان فصل ك وَقَوله الكوب قَالَ البُخَارِيّ مَا لَا أذن لَهُ وَلَا عُرْوَة وَقَالَ أَيْضا الأكواب الأباريق الَّتِي لَا خرطوم لَهَا وَقَالَ غَيره الأكواب مَا كَانَ مستديرا لَا عُرْوَة لَهُ وَقيل غير ذَلِك قَوْله مثل الكوة هِيَ الطَّاقَة بِالْفَتْح إِذا كَانَت غير نَافِذَة وبالضم إِذا كَانَت نَافِذَة قَوْله كورت تكور حتي يذهب ضوؤها قَوْله يكوران يَوْم الْقِيَامَة أَي يذهب نورهما وضياؤهما وَقيل يَرْمِي بهما قَوْله كيزانه عدد نُجُوم السَّمَاء جمع كوز وَيجمع على أكواز قَوْله الْكُوفَة هِيَ مَشْهُورَة من بِلَاد الْعرَاق قولهإن الشَّيْطَان لَا يتكونني أَي لَا يتَمَثَّل بِي فصل ك ي قَوْله كَيْت وَكَيْت هَذَا اللَّفْظ مَبْنِيّ عَليّ الْفَتْح وَهُوَ كِنَايَة عَن الْأَحْوَال وَالْأَفْعَال تَقول فعلت كَيْت وَكَيْت وَكَانَ من الْأَمر كَيْت وَكَيْت فَإِن كَانَ من الْأَقْوَال تَقول قلت ذيت وذيت قَوْله من كَاد أهل الْمَدِينَة وَقَوله يكادان بِهِ من الكيد والمكيدة وَهُوَ اعْتِقَاد فعل السوء وتدبيره بهما قَوْله كَادُوا يُقَال كَاد الشَّيْء بمعني قرب قَوْله وَهُوَ يكيد بِنَفسِهِ أَي يَسُوق كَأَنَّهُ من كَاد إِذا قَارب قَوْله كَمَا يَنْفِي الْكِير خبث الْحَدِيد الْكِير مَعْرُوف وَهُوَ آلَة الْحداد الَّتِي ينْفخ بهَا قَوْله الْكيس الْكيس أَي الْوَلَد يُقَال كاس إِذا ولد كيسا وَقَالَ بن حبَان المُرَاد بالكيس هُنَا الْجِمَاع وَسَبقه إِلَيّ ذَلِك بن الْأَعرَابِي وَهُوَ كيس مَخْصُوص لِأَن من أَطَالَ الْغَيْبَة عَن أَهله فَلَمَّا اجْتمع جَامع كَانَ ذَلِك من فطنته وَقيل المُرَاد هُنَا الْجِمَاع لطلب الْوَلَد والنسل وَهِي فطنة فَاعله لامتثاله السّنة قَوْله غُلَام كيس بالتثقيل وَالتَّخْفِيف أَي فطن والكيس هُنَا ضد الْعَجز فَيكون بِالتَّخْفِيفِ فَقَط قَوْله من كيس أبي هُرَيْرَة بِكَسْر أَوله أَي مِمَّا عِنْده من الْعلم المقتني فِي قلبه ويروى بِفَتْح أَوله أَي من فقهه وفطنته قَوْله كيل بعير أَي مَا يحمل بعير قَوْله إِذا بِعْت فَكل أَمر بِالْكَيْلِ حرف اللَّام
(

فصل ل ا)
قَوْله كَأَنَّهُمْ اللُّؤْلُؤ قيل هُوَ كبار الدّرّ وَقيل اسْم جَامع لجنس الدّرّ وَقَوله يتلألأ أَي يشرق قَوْله نرهنك اللأمة هِيَ الدرْع وتستعمل فِي جَمِيع السِّلَاح وَمِنْه ويستلئم لِلْقِتَالِ قَالَ الْأَصْمَعِي مَعْنَاهُ يلبس سلاحه التَّام قَوْله ولأم بَينهمَا أَي ضم بعضهما إِلَى بعض فصل ل ب قَوْله لبيْك مَعْنَاهُ إِجَابَة لَك بعد إِجَابَة كَمَا قَالَ حنانيك وَنصب على الْمصدر قَالَ الْحَرْبِيّ
فَقَالَ كَانَ عَلَى نَاقَتِهِ تَرْجَمَ لَهُ بَابُ الْفُتْيَا عَلَى الدَّابَّةِ عِنْدَ الْجَمْرَةِ فَأَوْرَدَ الْحَدِيثَ من طَرِيق مَالك عَن بن شِهَابٍ فَذَكَرَهُ كَالَّذِي هُنَا ثُمَّ مِنْ طَرِيقِ بن جُرَيْجٍ نَحْوَهُ ثُمَّ مِنْ طَرِيقِ صَالِحِ بْنِ كيسَان عَن بن شِهَابٍ بِلَفْظِ وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَاقَتِهِ قَالَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَلَمْ يَسُقْ لَفْظَهُ وَقَالَ بَعْدَهُ تَابَعَهُ مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ انْتَهَى وَرِوَايَةُ مَعْمَرٍ وَصَلَهَا أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ وَفِيهَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى عَلَى نَاقَتِهِ

[83] قَوْلُهُ حَدثنَا إِسْمَاعِيل هُوَ بن أَبِي أُوَيْسٍ قَوْلُهُ حَجَّةُ الْوَدَاعِ هُوَ بِفَتْحِ الْحَاءِ وَيَجُوزُ كَسْرُهَا قَوْلُهُ لِلنَّاسِ يَسْأَلُونَهُ هُوَ إِمَّا حَالٌ مِنْ فَاعِلِ وَقَفَ أَوْ مِنَ النَّاسِ أَوِ اسْتِئْنَافٌ بَيَانًا لِسَبَبِ الْوُقُوفِ قَوْلُهُ فَجَاءَ رَجُلٌ لَمْ أَعْرِفِ اسْمَ هَذَا السَّائِلِ وَلَا الَّذِي بَعْدَهُ فِي قَوْلِهِ فَجَاءَ آخَرُ وَالظَّاهِرُ أَنَّ الصَّحَابِيَّ لَمْ يُسَمِّ أَحَدًا لِكَثْرَةِ مَنْ سَأَلَ إِذْ ذَاكَ وَسَيَأْتِي بَسْطُ ذَلِكَ فِي الْحَجِّ قَوْلُهُ وَلَا حَرَجَ أَيْ لَا شَيْء عَلَيْك مُطْلَقًا مِنَ الْإِثْمِ لَا فِي التَّرْتِيبِ وَلَا فِي تَرْكِ الْفِدْيَةِ هَذَا ظَاهِرُهُ وَقَالَ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ الْمُرَادُ نَفْيُ الْإِثْمِ فَقَطْ وَفِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ الصَّحِيحَةِ وَلَمْ يَأْمُرْ بِكَفَّارَةٍ وَسَيَأْتِي مَبَاحِثُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ الْحَجِّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَرِجَالُ هَذَا الْإِسْنَادِ كلهم مدنيون

(قَوْلُهُ بَابُ مَنْ أَجَابَ الْفُتْيَا بِإِشَارَةِ الْيَدِ أَوِ الرَّأْسِ)
الْإِشَارَةُ بِالْيَدِ مُسْتَفَادَةٌ مِنَ الْحَدِيثَيْنِ الْمَذْكُورَيْنِ فِي الْبَابِ أَوَّلًا وَهُمَا مَرْفُوعَانِ وَبِالرَّأْسِ مُسْتَفَادَةٌ مِنْ حَدِيثِ أَسْمَاءَ فَقَطْ وَهُوَ مِنْ فِعْلِ عَائِشَةَ فَيَكُونُ مَوْقُوفًا لَكِنْ لَهُ حُكْمُ الْمَرْفُوعِ لِأَنَّهَا كَانَتْ تُصَلِّي خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ فِي الصَّلَاةِ يَرَى مَنْ خَلْفَهُ فَيَدْخُلُ فِي التَّقْرِيرِ

[84] قَوْلُهُ وُهَيْبٌ بِالتَّصْغِيرِ وَهُوَ بن خَالِدٍ مِنْ حُفَّاظِ الْبَصْرَةِ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَقِيلَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَأَرَّخَهُ الدِّمْيَاطِيُّ فِي حَوَاشِي نُسْخَتِهِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَهُوَ وَهْمٌ وَأَيوب هُوَ السّخْتِيَانِيّ وَعِكْرِمَة هُوَ مولى بن عَبَّاسٍ وَالْإِسْنَادُ كُلُّهُ بَصْرِيُّونَ قَوْلُهُ سُئِلَ هُوَ بِضَمِّ أَوَّلِهِ فَقَالَ أَيِ السَّائِلُ ذَبَحْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ أَيْ فَهَلْ عَلَيَّ شَيْءٌ قَوْلُهُ فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ فَقَالَ لَا حَرَجَ أَيْ عَلَيْكَ وَقَوْلُهُ فَقَالَ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ بَيَانًا لِقَوْلِهِ أَوْمَأَ وَيَكُونُ مِنْ إِطْلَاقِ الْقَوْلِ عَلَى الْفِعْلِ كَمَا فِي الْحَدِيثِ الَّذِي بَعْدَهُ فَقَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ حَالًا وَالتَّقْدِيرُ فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ قَائِلًا لَا حَرَجَ فَجَمَعَ بَيْنَ الْإِشَارَةِ وَالنُّطْقِ وَالْأَوَّلُ أَلْيَقُ بِتَرْجَمَةِ الْمُصَنِّفِ قَوْلُهُ وَقَالَ حَلَقْتُ يُحْتَمَلُ أَنَّ السَّائِلَ هُوَ الْأَوَّلُ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ غَيْرَهُ وَيَكُونَ التَّقْدِيرُ فَقَالَ سَائِلٌ كَذَا وَقَالَ آخَرُ كَذَا وَهُوَ الْأَظْهَرُ لِيُوَافِقَ الرِّوَايَةَ الَّتِي قَبْلَهُ حَيْثُ قَالَ فَجَاءَ آخَرُ قَوْلُهُ فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ وَلَا حَرَجَ كَذَا ثَبَتَتِ الْوَاوُ فِي قَوْلِهِ وَلَا حَرَجَ وَلَيْسَتْ عِنْدَ أَبِي ذَرٍّ فِي الْجَوَابِ الْأَوَّلِ قَالَ الْكِرْمَانِيُّ لِأَنَّ الْأَوَّلَ كَانَ فِي ابْتِدَاءِ الْحُكْمِ وَالثَّانِي عَطْفٌ عَلَى الْمَذْكُورِ أَوَّلًا انْتَهَى وَقَدْ ثَبَتَتِ الْوَاوُ فِي الْأَوَّلِ أَيْضًا فِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ وَغَيره

الصفحة 181